جرائم
بعدسة الجناة

عربي بوست يتتبع انتهاكات واسعة ارتكبها جنود الاحتلال في غزة
صوروها بأنفسهم ونشروها بمواقع التواصل!

تتبع "عربي بوست" نشاط عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ووثق من خلال ما نشروه في حساباتهم على شبكات التواصل، انتهاكات واسعة ومختلفة ارتكبوها وصورها بأنفسهم خلال مشاركتهم بالحرب على القطاع، وقد تستخدم هذه الانتهاكات من بين جملة الأدلة ضد جيش الاحتلال في حال محاكمته بالمحاكم الدولية. 

الانتهاكات التي سنوردها بالأدلة البصرية، تم توثيقها بعد الاطلاع على مئات الصور والفيديوهات في حسابات العشرات من جنود الاحتلال، الذين تم تتبع نشاطاتهم على مواقع فيسبوك، و إنستغرام، وتيك توك، منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، وحتى 10 أبريل/ نيسان 2024.

تحقق "عربي بوست" من صحة الصور والفيديوهات، وما سنورده هو جزء قليل مما تم توثيقه وجمعه من حساب جنود إسرائيليين على شبكات التواصل، كما أن هذه الفيديوهات والصور، لا تغطي جميع أشكال الانتهاكات التي تم الاطلاع عليها، بل تقدم أبرزها. 

تقول ليما بسطامي، مدير الدائرة القانونية في المرصد الأورومتوسطي، في تصريح لـ"عربي بوست"، إن مضامين الفيديوهات والصور التي ينشرها الجنود الإسرائيليين، "تنتهك القانون الدولي وتعد من الأعمال المحظورة بموجبه، بل وتشكل جرائم بحد ذاتها"، وتشير إلى غياب وجود ملاحقة أو مساءلة من قبل الجيش الإسرائيلي للجنود الذين يقومون بنشر هذه الفيديوهات. 

الانتهاكات التي جمعنا صوراً وفيديوهات عنها، تبدأ من إهانة المعتقلين، وتدمير منازل وتخريبها ووالإساءة لساكنيها، إضافة لتصوير جنود لأنفسهم وهم يعرضون حياة مدنيين للخطر، فضلاً عن توثيق الجنود إسائتهم للنساء في غزة من خلال ارتداء ملابسهن وعرضها بطريقة مسيئة، كذلك توثيق إهانات لرموز المسلمين، وارتكاب انتهاكات في مستشفيات ومدارس.

والمحتوى الذي ينشره الجنود ينتهك قواعد النشر في شبكات التواصل خصوصاً شركة "ميتا" المالكة لـ"فيسبوك"، و"إنستغرام"، ورغم ذلك لا يتعرض الجنود للتضييق من قبل إدارة مواقع التواصل، كما يحدث لأصحاب المحتوى المؤيد لغزة والقضية الفلسطينية. 

وأرسل "عربي بوست" أسئلة لإدارة فيسبوك وسألها عن سبب سماحها بنشر هذا النوع من المحتوى ولم نتلق إجابة..

كذلك فإن ما ينشره جنود الاحتلال على حساباتهم في شبكات التواصل، يقدم صورة أكثر قرباً لحجم الانتهاكات الحاصلة في غزة.

تصوير المعتقلين وإهانتهم 

على الرغم من محاولة الجيش الإسرائيلي التكتم على انتهاك جنوده في غزة للمعتقلين، إلا أنه خلال الحرب تسربت بعض الصور لطريقة تعامل مهينة من قبل الجنود مع معتقلين مدنيين، وبعضهم اعتُقلوا من مراكز إيواء للنازحين. 

في حسابات جنود إسرائيليين على شبكات التواصل، ينشر بعضهم صوراً وفيديوهات لمعتقلين من غزة إما تم تجريدهم من ملابسهم على الرغم من أن اعتقالهم جاء خلال فصل الشتاء، أو تم اقتيادهم وهم معصوبي الأعين. 

في مقطع الفيديو هذا الذي نشره جندي إسرائيلي على حسابه في فيسبوك، يظهر اقتياد معتقل فلسطيني في خان يونس بعربة عسكرية، وقد ظهر مكبل اليدين ومعصوب العينين. 

"عربي بوست" رصد أيضاً صورة نشرها جندي إسرائيلي اسمه "دافيد ستين" في حسابه على "فيسبوك"، وأظهرت جنوداً إسرائيليين وهم يقتادون عدداً من المعتقلين داخل غزة لا يرتدون إلا سروالاً داخلياً، ومن بينهم أطفال وكبار في السن، وتم نقلهم إلى جهة مجهولة وهم محاطون بالجنود. 

صورة نشرها الجندي الإسرائيلي على حسابه في فيسبوك وتظهر اعتقال مدنيين

صورة نشرها الجندي الإسرائيلي على حسابه في فيسبوك وتظهر اعتقال مدنيين

واطلع عربي بوست على حساب لجندي باسم "مناحيم باشار"، والذي نشر في 19 مارس/ آذار 2024، صورتان لمعتقل فلسطيني في غزة، وقد تم تجريده من معظم ملابسه وكان معصوب العينين ومكبل اليدين.

ونشر جندي آخر اسمه hagay lax، صورة على حسابه في فيسبوك في فبراير 2024، تظهر اقتياد جنود الاحتلال لعدد من المعتقلين إلى جهة مجهولة، فيما كانت تحيط بهم العديد من الدبابات، كما نشر جندي آخر اسمه "أور غولدشتاين"، على حسابه في فيسبوك، صورة لاعتقال فلسطينيين بينما تمت تغطية وجوههم بالملابس.

تُشير بسطامي في تعليقها على نشر فيديوهات وصور لاعتقال فلسطينيين في غزة، إلى أنه بشكل عام "يُعد التعذيب بحذ ذاته جريمة، والمعاملة اللاإنسانية جريمة سواء مصورة أو غير مصورة، ولكن نشر هذه الفيديوهات عن الاعتقال التعسفي والتجريد من الملابس يشكل بحد ذاته جريمة، لأنه يحط من كرامة الضحايا". 

بسطامي أوضحت أيضاً أن الجيش الإسرائيلي يتعمد تصوير ونشر فيديوهات للفلسطينيين أثناء اعتقالهم التعسفي، أو تجريدهم من الملابس، وذلك بهدف الحطّ من كرامة الضحايا، وأضافت أن هنالك فيديوهات لجنود إسرائيليين "يحرضون على ارتكاب جرائم أخرى أو حتى إغراء آخرين بارتكابها، وهذا الأمر أيضاً يعتبر من الأمور المحظورة بموجب نظام روما الأساسي". 

من بين أبرز الحسابات الإسرائيلية التي تتبعها "عربي بوست" والتي تنشر صوراً للمعتقلين في غزة، حساب المصور الإسرائيلي "يوسي زيليجر"، وهو الشخص الذي التقط صورة في ديسمبر 2023، تظهر تجميع معتقلين فلسطينيين في شاحنة كبيرة وكان من بينهم سيدة. 

تأكدنا من أن يوسي هو أول من التقط الصورة، من خلال الاطلاع على حقوق النشر التي نشرتها وكالة رويترز للصورة نفسها والتي ذكرت فيها أن الحقوق تعود ليوسي نفسه، ووجدنا أيضاً بأن يوسي التقط صوراً أخرى لمعتقلين داخل غزة، وباعها لوكالة رويترز.

صورة نشرها الجندي الإسرائيلي على حسابه في فيسبوك وتظهر اعتقال مدنيين

صورة نشرها الجندي الإسرائيلي على حسابه في فيسبوك وتظهر اعتقال مدنيين

صورة نشرها الجندي الإسرائيلي على حسابه في فيسبوك وتظهر اعتقال مدنيين

صورة نشرها الجندي الإسرائيلي على حسابه في فيسبوك وتظهر اعتقال مدنيين

صورة نشرها الجندي الإسرائيلي على حسابه في فيسبوك وتظهر اعتقال مدنيين

صورة نشرها الجندي الإسرائيلي على حسابه في فيسبوك وتظهر اعتقال مدنيين

صورة نشرها الجندي الإسرائيلي على حسابه في فيسبوك وتظهر اعتقال مدنيين

صورة نشرها الجندي الإسرائيلي على حسابه في فيسبوك وتظهر اعتقال مدنيين

Item 1 of 5

صورة نشرها الجندي الإسرائيلي hagay lax على حسابه في فيسبوك

صورة نشرها الجندي الإسرائيلي hagay lax على حسابه في فيسبوك

صورتان نشرهما الجندي مناحيم على حسابه بفيسبوك لمعتقل فلسطيني معصوب العينين

صورتان نشرهما الجندي مناحيم على حسابه بفيسبوك لمعتقل فلسطيني معصوب العينين

صورتان نشرهما الجندي مناحيم على حسابه بفيسبوك لمعتقل فلسطيني معصوب العينين

صورتان نشرهما الجندي مناحيم على حسابه بفيسبوك لمعتقل فلسطيني معصوب العينين

صورة نشرها يوسي على حسابه في فيسبوك وتظهر معتقلين مدنيين في غزة

صورة نشرها يوسي على حسابه في فيسبوك وتظهر معتقلين مدنيين في غزة

صورة التقطها يوسي على حسابه في فيسبوك لمعتقلين في غزة، ونشرتها وكالة رويترز في ديسمبر 2023

صورة التقطها يوسي على حسابه في فيسبوك لمعتقلين في غزة، ونشرتها وكالة رويترز في ديسمبر 2023

انتهاكات للمنازل في غزة

تمتلئ حسابات جنود إسرائيليين على شبكات التواصل بصورهم وفيديوهاتهم داخل منازل مدنيين في غزة، ويظهرون في بعضها الرغبة بالانتقام والتشفي من سكان القطاع، إذ حولوا منازل مدنيين في بعض الأحيان إلى مقرات عمليات عشسكرية لهم ونشروا فيها قناصة، وفي حالات أخرى حوّل الجنود المنازل إلى أماكن للعيش لكنهم عاثوا فيها خراباً وتدميراً. 

صورتان نشرهما جنديان إسرائيليان اسمهما، مايكل إزره، وغاي ليمور، على فيسبوك تظهر جنوداً إسرائيليين حولوا منزلاً في غزة إلى مقر لهم، وتظهر آثار التخريب فيه واضحة.

صور نشرها جندي إسرائيلي على فيسبوك اسمه زوهر إفريغان، تظهر تحويل منزل في غزة لمقر عسكري ونشر قناصة بداخله

وثق جنود أيضاً استخدامهم لأغراض أصحاب المنازل، وبحسب ما تتبع "عربي بوست" فإن بعضهم تعمّد نشر صور له مع أشياء خاصة بسكان المنازل بطريقة ساخرة، ورسم آخرون على الجدران وشوهوا صوراً تعود لأصحاب المنازل.

جنود إسرائيليون نشروا هذه الصور على حساباتهم في فيسبوك، ووهم يعبثون بسخرية بأغراض منزل في غزة.

جنود إسرائيليون نشروا هذه الصور على حساباتهم في فيسبوك، ووهم يعبثون بسخرية بأغراض منزل في غزة.

جندي إسرائيلي اسمه موران ريجيف، نشر فيديو يظهر كيف حوّل جنود للاحتلال منزلاً في مدينة خان يونس إلى مقر لهم.

جندي إسرائيلي اسمه موران ريجيف، نشر فيديو يظهر كيف حوّل جنود للاحتلال منزلاً في مدينة خان يونس إلى مقر لهم.

إساءات متعمدة للنساء

كان من اللافت في تتبعنا لما ينشره جنود للاحتلال على حساباتهم في شبكات التواصل الاجتماعي، نشرهم للعديد من الفيديوهات والصور التي يظهرون فيها وهم يعبثون بملابس نسائية بعضها ملابس داخلية، وذلك خلال تواجد الجنود في منازل احتلوها بغزة، أو من خلال بعثرة الملابس في الشوارع.

في مارس/ آذار 2024، نشر جندي إسرائيلي اسمه "إتمار مالكا"، مجموعة صور له ولجنود إسرائيليين داخل غزة، ومن بينها صورة صورها لنفسه وهو يبتسم بينما كان يمسك إحدى الملابس الداخلية للنساء، إضافة لصورة أخرى استخدم فيها قطعة ملابس نسائية ووضعها على هيكل عظمي.

صورتان نشرها إتمار على حسابه بفيسبوك

صورتان نشرها إتمار على حسابه بفيسبوك

جندي آخر باسم "شلومي أمسلي" نشر صوراً له ولزملائه داخل منزل في مدينة غزة، في إحدى الصور يظهر شلومي وهو يرتدي معطفاً نسائياً ويمسك السبحة في يده، وفي صورة أخرى يرتدي نفس المعطف ويقف بجانب زميله، وتفاعل إسرائيليون على حساب شلومي في فيسبوك بسخرية مع هذه الصور. 

في صورة أخرى، يظهر مجسم مخصص لعرض الملابس النسائية في محال البيع، وقد تم وضعه على مقدمة آلية عسكرية لقوات الجيش.

صور نشرها الجندي شلومي على حسابه في فيسبوك

صور نشرها الجندي شلومي على حسابه في فيسبوك

ونشر جندي آخر باسم "ديفيد أمسالم" صورة له من داخل أحد المنازل في غزة، ويظهر بجواره جندي يرتدي زياً نسائياً بطريقة ساخرة، بينما يبتسم ديفيد وهو يلتقط الصورة.

صورة نشرها الجندي الإسرائيلي ديفيد على حسابه في فيسبوك

صورة نشرها الجندي الإسرائيلي ديفيد على حسابه في فيسبوك

تعريض مدنيين للخطر
والسخرية منهم

وتسبب اشتداد الحرب الإسرائيلية على غزة في نزوح مئات الآلاف من السكان من منازلهم إلى مناطق الوسط والجنوب، وأصبح هؤلاء النازحون محط سخرية من قبل جنود التقطوا صوراً مسيئة للنازحين ونشروها على حساباتهم في شبكات التواصل، فيما تظهر صور أخرى تصويب أسلحة نحو المدنيين الذين كان من بينهم نساء وأطفال. 

الجندي الإسرائيلي "شلومي أمسلي" نشر يوم 30 يناير 2024، صورة تظهر تجميع عدد من النازحين الفلسطينيين في غزة عند نقطة عسكرية إسرائيلية، ونشر شلومي على حسابه في فيسبوك صورة مسيئة لهم بينما كانوا ينظرون إليه، وكان من بينهم أطفال ونساء.

صورة نشرها الجندي شلومي على حسابه في فيسبوك

صورة نشرها الجندي شلومي على حسابه في فيسبوك

في صورة أخرى نشرها الجندي شلومي، يظهر فيها نازحون فلسطينيون بغزة، وصور شلومي منظار سلاح تم تصويبه نحو النازحين مباشرة. 

صورة نشرها الجندي الإسرائيلي ديفيد على حسابه في فيسبوك

صورة نشرها الجندي الإسرائيلي ديفيد على حسابه في فيسبوك

ويتعمد جنود إسرائيليون أيضاً تصوير النازحين بطريقة مسيئة لهم من خلال إجبارهم على رفع أيديهم وإظهار وثائقهم ثم التقاط صور لهم، ورصد "عربي بوست" جانباً من هذه الصور نشرها حساب باسم "رابيا" على موقع فيسبوك بعد ذهابه لغزة.

Item 1 of 3

حساب باسم "رابيا" نشر هذه الصور على فيسبوك

حساب باسم "رابيا" نشر هذه الصور على فيسبوك

حساب باسم "رابيا" نشر هذه الصور على فيسبوك

حساب باسم "رابيا" نشر هذه الصور على فيسبوك

حساب باسم "رابيا" نشر هذه الصور على فيسبوك

حساب باسم "رابيا" نشر هذه الصور على فيسبوك

انتهاكات للمستشفيات
والمرافق الصحية

ومنذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر 2023، كانت المستشفيات هدفاً رئيسياً لقوات الاحتلال، وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإنه حتى يوم 28 مارس 2024، أخرجت القوات الإسرائيلية 32 مستشفاً عن الخدمة في القطاع. 

تواجد قوات الجيش في المستشفيات واستهدافها والعبث بها، وثقه أيضاً جنود بأنفسهم على شبكات التواصل، ووصل "عربي بوست" إلى مقطع فيديو نشره جندي إسرائيلي اسمه "يدي كوهين" على حسابه في إنستغرام، ويظهر لحظة قصف دبابة إسرائيلية لمنشأة الشاطئ الصحية التابعة للأونروا في غزة. 

أُرفق مقطع الفيديو الذي يظهر لحظة قصف المنشأة الصحية، بموسيقيا حماسية، كما تظهر صورة أخرى لنفس المنشأة آثار تعرضها للقصف. 

صورة نشرها الجندي الإسرائيلي يدي كوهين على حسابه في إنستغرام تظهر آثار قصف مركز الشاطئ الصحي

صورة نشرها الجندي الإسرائيلي يدي كوهين على حسابه في إنستغرام تظهر آثار قصف مركز الشاطئ الصحي

وداخل أقسام وغرف المستشفيات المدمرة بغزة، يلتقط جنود إسرائليون صوراً لأنفسهم وهم يضحكون بينما يعبثون بالمعدات الطبية، ونشر جندي إسرائيلي مجموعة صور لجنود داخل مستشفى من غزة، من بينها صورة لجنود يبتسمون وهم بجانب جهاز طبي كبير داخل المستشفى. 

Item 1 of 4

صور نشرها الجندي الإسرائيلي يدي كوهين على حسابه في إنستغرام تظهر آثار قصف مركز الشاطئ الصحي

صور نشرها الجندي الإسرائيلي يدي كوهين على حسابه في إنستغرام تظهر آثار قصف مركز الشاطئ الصحي

صور نشرها الجندي الإسرائيلي يدي كوهين على حسابه في إنستغرام تظهر آثار قصف مركز الشاطئ الصحي

صور نشرها الجندي الإسرائيلي يدي كوهين على حسابه في إنستغرام تظهر آثار قصف مركز الشاطئ الصحي

صور نشرها الجندي الإسرائيلي يدي كوهين على حسابه في إنستغرام تظهر آثار قصف مركز الشاطئ الصحي

صور نشرها الجندي الإسرائيلي يدي كوهين على حسابه في إنستغرام تظهر آثار قصف مركز الشاطئ الصحي

صور نشرها الجندي الإسرائيلي يدي كوهين على حسابه في إنستغرام تظهر آثار قصف مركز الشاطئ الصحي

صور نشرها الجندي الإسرائيلي يدي كوهين على حسابه في إنستغرام تظهر آثار قصف مركز الشاطئ الصحي

الاحتفاء بالدمار في غزة

على وقع الأهازيج والتصفيق والأغاني، يفجر جنود إسرائيليون مبان ومرافق حيوية في غزة، ويقدر المكتب الحكومي في غزة بأن هنالك 70 ألف وحدة سكنية دمرتها قوات الاحتلال منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023. 

"عربي بوست" رصد في حسابات جنود إسرائيليين، توثيقهم للكثير من عمليات التدمير الواسعة للبنية التحتية للقطاع، وبعضها يظهر نسفاً للمساجد، وقصفاً وتدميراً للمباني دون أن يكون هنالك تهديد واضح لقوات الجيش الإسرائيلي في غزة، كما تظهر فيديوهات وصور حالة من الفرح والهياج بين الجنود عند نسف الأبنية، إضافة إلى إظهار الحجم الضخم للدمار الذي حل في القطاع. 

الجندي الإسرائيلي يدي كوهين نشر مقطع فيديو على حسابه في إنستغرام، أظهر قصفاً متزامناً من قبل العديد من الدبابات الإسرائيلية على منطقة مليئة بالمباني السكنية في غزة. 

فيديو آخر من داخل أحياء غزة، نشره جندي إسرائيلي اسمه "ديفيد بيريك" على حسابه في إنستغرام، ووثق فيه قصف دبابة لشارع مليئ بالأبنية السكنية، ولم يظهر في الفيديو أي مؤشر على أن القصف جاء رداً على مصدر تهديد.

من بين ما رصدناه فيديوهات نشرها جنود لنسف مسجد بالكامل من خلال تفخيخه، ونشر فيديو تدمير المسجد، جندي إسرائيلي اسمه "دوليف شوفان" على حسابه في فيسبوك، كما رصدنا فيديوهات لتدمير مبنى سكني تم تصوير لحظة تفجيره من داخل دبابة، ورقص وغناء عقب تفجير العديد من المباني في وقت متزامن.

وهذه الفيديوهات والصور التي تصور الانتهاكات الواسعة من قبل جيش الاحتلال في غزة، يمكن أن تكون "من جملة الأدلة التي تنظر وستنظر بها المحاكم الدولية"، حيال ما فعلته إسرائيل في غزة، وفقاً لما قالته بسطامي لـ"عربي بوست"، وأضافت أن "هذا فعلاً رأينه حاصل أمام محكمة العدل الدولية، حين قدّم الفريق القانون الخاص بجمهورية جنوب إفريقيا بعرض بعض مقاطع الفيديوهات، في معرض الدعوى القضائية التي رفعتها الدولة الإفريقية ضد إسرائيل".

توضح بسطامي أنه يمكن استخدام الفيديوهات والصور كأدلة قانونية، لأن "فيها اعترافات واضحة مباشرة وطوعية، وفي العديد من الحالات يكون فيها تلبس بالجريمة، كما أن هذه الفيديوهات تتضمن الكشف والإفصاح عن هوية ورتبة الجندي أو القائد المرتكب لهذه الجريمة، وهذه معلومات مهمة، فيما يتعلق بالتحقيق أمام محكمة الجنايات الدولية، كما يمكن من خلال هذه الفيديوهات الاستدلال على على الوحدة أو الكتيبة التي كانت موجودة في هذا المكان وفي هذا الوقت حين ارتكاب جريمة معينة".

ومن داخل العديد من المدارس في غزة، وثق جنود إسرائيليون حجم الدمار الذي لحق بها، وبعض المدارس تم تحويلها إلى مقرات قيادة لجنود الاحتلال. 

مقطع فيديو نشره جندي إسرائيلي اسمه "يشيل فيشمان" على حسابه في فيسبوك في فبراير/ شباط 2024، يظهر تواجداً لقوات الاحتلال داخل مدرسة امتلأت جدرانها بأثار الرصاص، ويظهر الفيديو أحد الصفوف الذي كانت الكتابة بالعربية بادية فيه على السبورة، لكن الصف بدا مدمراً.

جنود إسرائيليون آخرون، نشروا الكثير من الصور لهم داخل مدارس مدمرة في خان يونس، وفي إحدى الصور التي نشرها الجندي "يشيل" تظهر دبابة وعربات عسكرية داخل مدرسة في خان يونس، وتظهر صورة أخرى تجريف أرض مدرسة أخرى في المدينة أيضاً.

Item 1 of 5

صور نشرها الجندي يشيل على حسابه في فيسبوك

صور نشرها الجندي يشيل على حسابه في فيسبوك

صور نشرها الجندي يشيل على حسابه في فيسبوك

صور نشرها الجندي يشيل على حسابه في فيسبوك

صور نشرها الجندي يشيل على حسابه في فيسبوك

صور نشرها الجندي يشيل على حسابه في فيسبوك

صفحة sayeret_1 الإسرائيلية نشرت هاتين الصورتين لجنود داخل مدرسة في غزة. 

صفحة sayeret_1 الإسرائيلية نشرت هاتين الصورتين لجنود داخل مدرسة في غزة. 

صفحة sayeret_1 الإسرائيلية نشرت هاتين الصورتين لجنود داخل مدرسة في غزة. 

صفحة sayeret_1 الإسرائيلية نشرت هاتين الصورتين لجنود داخل مدرسة في غزة. 

دعم للجنود
وحمايتهم من المساءلة

يُشير استمرار نشر الجنود الإسرائيليين لفيديوهات وصور انتهاكاتهم في غزة على شبكات التواصل، إلى أنهم يشعرون بالراحة من ناحية عدم مساءلتهم داخل إسرائيل، وعن السبب في ذلك تقول بسطامي إن "الجيش الإسرائيلي ينفذ جرائمه، بما في ذلك جريمة الإبادة الجماعية في ظل حماية رسمية وشعبية مطلقة".

أوضحت بسطامي أن هنالك استعداد داخل إسرائيل للدفاع عن جنود جيش الاحتلال بشتى الطرق، بما في ذلك من قبل المؤسسات والأجهزة العاملة في إسرائيل، "سواء بسن التشريعات التي توفر لهم الحصانة القانونية والقضائية، وعدم إيقاع أي من العقوبات التأديبية العسكرية أو الجنائية على مرتكبي هذه الجرائم".

تضيف بسطامي أن "الجيش الإسرائيلي منذ اليوم الأول لا يزال ينفذ جريمة الإبادة الجماعية في مناخ من الحصانة المطلقة، والإفلات من العقاب، دون خوف من المساءلة أو الملاحقة، سواء على المستوى المحلي أي المستوى القضائي الإسرائيلي، أو حتى على مستوى الملاحقة الدولية، لأن المجتمع الدولي لم يستطع حتى الآن أن يثبت لهم العكس بأنهم لا يتمتعون بالحصانة".

خسائر مهولة في غزة

مع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها السابع، تشير الإحصائيات الرسمية من غزة، إلى أن عدد المفقودين والشهداء الذين قتلهم الاحتلال بلغ 40686، وما لا يقل عن 75 ألف جريح، منذ بدء الحرب يوم 7 أكتوبر 2023.

وتبلغ نسبة الضحايا من الأطفال والنساء 73%، ويوجد ما لا يقل عن 17 ألف طفل يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما.

وإلى جانب 70 ألف وحدة سكنية دمرها الجيش الإسرائيلي، فإنه بحسب إحصائيات المكتب الحكومي في غزة، فإن الاحتلال دمّر 100 مدرسة وجامعة بشكل كلي، و305 مدرسة وجامعة دمرها الاحتلال بشكل جزئي، فضلاً عن تدمير 227 بشكل كلي، و294 مسجداً بشكل جزئي، إضافة لاستهداف 3 كنائس استهدفها وتدميرها.

كذلك أخرجت قوات الاحتلال 32 مستشفى عن الخدمة، إلى جانب إخراج 53 مركزاً صحياً عن الخدمة أيضاً.