إسرائيل..
في قبضة التطرف

وصول أحزاب اليمين الدينية للحكم يكشف مدى تحول المجتمع نحو التشدد والعنصرية ومعاداة العرب

والقضية الفلسطينية أمام الاختبار الأصعب منذ عقود في مواجهة احتمالات التصعيد والتهجير والعنف

هي أول حكومة إسرائيلية منذ عقود تثير كل هذا الجدل وكل هذه المخاوف داخل وخارج إسرائيل.

تحالف بنيامين نتنياهو مع اليمين المتطرف والصهيونية الدينية أظهر للعالم المدى الذي وصله تطرف المجتمع الإسرائيلي في الهوس الديني والعداء للعرب.

وعندما تسلم خطاب التكليف بتشكيل الحكومة نهض بنيامين نتنياهو وصافح الرئيس الإسرائيلي، ثم قال للصحفيين: إن "الشعب اتخذ قراراً واضحاً لصالح تشكيل حكومة برئاستي".

لكن العالم كله ينظر بقلق لهذه الماكينة الديمقراطية التي أفرزت الحكومة "الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل"، وأثارت كثيراً من المخاوف في الداخل والخارج. 

إسرائيل تقف الآن على أعتاب ثورة دينية استبدادية يقودها اليمين المتطرف، هدفها تدمير أسس الديمقراطية التي بُنيت عليها الدولة، بتعبير افتتاحية هآرتس.

حتى رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته يائير لابيد اعتبر وصول نتنياهو للسلطة على هذا النحو "يوماً أسود للديمقراطية، وعودة بدولة إسرائيل إلى الوراء".

واعتبره الكاتب الأمريكي توماس فريدمان نهاية إسرائيل التي عرفناها، تحت حكم "تحالف من القادة الأرثوذكس المتشددين والسياسيين القوميين المتطرفين، ومتطرفين يهود عنصريين معادين للعرب".

لماذا يخشى العالم من تبعات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة؟

وما الذي ينتظر العرب مع صعود اليمين الإسرائيلي؟

وفي أي اتجاه تتحرك القضية الفلسطينية، تهدئة وحديث عن تفاوض، أم إعصار جديد من المواجهات مع غزة وفصائل المقاومة، بتأثير هؤلاء "العنصريين المعادين للعرب"؟

هذا التقرير محاولة للإجابة عن هذه الأسئلة، مع استعراض أهم أجندات وبرامج الأحزاب الأربعة التي تشكل منها الحكومة الجديدة، وأهم التوقعات للمستقبل القريب.

هي أول حكومة إسرائيلية منذ عقود تثير كل هذا الجدل وكل هذه المخاوف داخل وخارج إسرائيل.

تحالف بنيامين نتنياهو مع اليمين المتطرف والصهيونية الدينية أظهر للعالم المدى الذي وصله تطرف المجتمع الإسرائيلي في الهوس الديني والعداء للعرب.

وعندما تسلم خطاب التكليف بتشكيل الحكومة نهض بنيامين نتنياهو وصافح الرئيس الإسرائيلي، ثم قال للصحفيين: إن "الشعب اتخذ قراراً واضحاً لصالح تشكيل حكومة برئاستي".

لكن العالم كله ينظر بقلق لهذه الماكينة الديمقراطية التي أفرزت الحكومة "الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل"، وأثارت كثيراً من المخاوف في الداخل والخارج. 

إسرائيل تقف الآن على أعتاب ثورة دينية استبدادية يقودها اليمين المتطرف، هدفها تدمير أسس الديمقراطية التي بُنيت عليها الدولة، بتعبير افتتاحية هآرتس.

حتى رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته يائير لابيد اعتبر وصول نتنياهو للسلطة على هذا النحو "يوماً أسود للديمقراطية، وعودة بدولة إسرائيل إلى الوراء".

واعتبره الكاتب الأمريكي توماس فريدمان نهاية إسرائيل التي عرفناها، تحت حكم "تحالف من القادة الأرثوذكس المتشددين والسياسيين القوميين المتطرفين، ومتطرفين يهود عنصريين معادين للعرب".

لماذا يخشى العالم من تبعات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة؟

وما الذي ينتظر العرب مع صعود اليمين الإسرائيلي؟

وفي أي اتجاه تتحرك القضية الفلسطينية، تهدئة وحديث عن تفاوض، أم إعصار جديد من المواجهات مع غزة وفصائل المقاومة، بتأثير هؤلاء "العنصريين المعادين للعرب"؟

هذا التقرير محاولة للإجابة عن هذه الأسئلة، مع استعراض أهم أجندات وبرامج الأحزاب الأربعة التي تشكل منها الحكومة الجديدة، وأهم التوقعات للمستقبل القريب.

الخوف على الهوية

مشاركة العرب واليسار الإسرائيلي في حكومة بينيت أثارت مخاوف الشارع
وسرعت عودة اليمين لحكم إسرائيل

بدأ تحول إسرائيل نحو اليمين بعد سنوات قليلة من إعلان الدولة.

وتسارع بعد الانتفاضة في أوائل القرن الحادي والعشرين، ثم مع نجاح حماس وفصائل أخرى في بناء وسائل للردع، لم يكن الرأي العام الإسرائيلي سعيداً بالكشف عنها.

طوال هذه السنوات نجح بنيامين نتنياهو وحلفاؤه من اليمينيين المتطرفين في استغلال التهديدات المزعومة للهوية اليهودية لإسرائيل، والمخاوف من تزايُد دور العرب في الحكومة.

زادت مشاعر الخوف على هوية إسرائيل اليهودية بعد الاضطرابات العرقية التي وقعت في منطقة اللد ومناطق أخرى بين اليهود والعرب صيف 2021، وأثرت على توجهات الناخبين الإسرائيليين.

الناخبون الذين أصيبوا بالقلق أيضاً لمشاركة تحالف أحزاب عربية في حكومة يائير لابيد.

كانت حكومة الوحدة الوطنية التي ضمت اليمينيين مثل بينيت، بالإضافة إلى الإسلاميين العرب بمثابة براغماتية سياسية، استغلها اليمين ليخيف يهود الدولة العبرية من "الوحوش" العربية التي تقترب من صناعة القرار السياسي في دولتهم.

أحد إعلانات اليمين الانتخابية كان يحمل أربع كلمات: كفى! لقد طفح الكيل.

ويحمل صورة رئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لابيد مع شريكه في الائتلاف منصور عبّاس، رئيس القائمة العربية الموحَّدَة بالكنيست. 

وعبّاس يعترف بدولة إسرائيل، وبالأهمية الكبيرة للمحرقة، وهو ما يعتبره مراقبون واقعية سياسية ومهارة في التعامل مع الواقع السياسي الإسرائيلي.

لكن ناخبي اليمين المتطرف اعتبروا هذا التوجه خيانة، لأن مشاركة حزب عربي في الحكومة الإسرائيلية تهديد خطير للطابع اليهودي للدولة. 

لم يكن وجود العرب في المشهد السياسي المصدر الوحيد لمخاوف الناخب اليميني، بل وجود أصوات إسرائيلية من تيارات يسارية وعلمانية، رأى فيها المتطرفون تهديداً لمفهوم "دولة الشريعة اليهودية" التي يسعون لترسيخ أركانها بالتدريج.


من هنا يأتي اليمين المتطرف ببرامجه السياسية

بدأت ملامح اليمين المتطرف تتشكل عقوداً مع حركات الاستيطان العنيفة، مثل "غوش إيمونيم" و"كاخ".

اليمين المتطرف الذي بات يحكم إسرائيل يمثل كافة التيارات الدينية داخل الحركة الصهيونية، وهو الأب الروحي للمشروع الاستيطاني في فلسطين التاريخية، والركن الداعم لإسرائيل كدولة يهودية.

الأساس الأيديولوجي والفكري للصهيونية الدينية يأتي مباشرة من "التوراة"، كأساس يمنح اليهود "الحق" في إقامة وطن قومي بفلسطين.

ويستند أتباع الصهيونية الدينية إلى مواعظ الحاخامات، وما تنتجه المدارس والمراكز الدينية اليهودية المنتشرة بالضفة والقدس من "تحريضات متشددة" ضد العرب.

إنه الفكر الذي يغذي الاستيطان هناك.

وتختلف أحزاب اليمين المتطرف عن اليمين التقليدي بدعوتها لفرض السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية، والإعلان عن الدولة اليهودية في كل فلسطين التاريخية.

يتميزون أيضاً برفضهم منح أي درجة من الاستقلال الذاتي للفلسطينيين.

يستند اليمين المتطرف في شعبيته الانتخابية على المستوطنين، الذين بلغ تعدادهم حوالي المليون بالضفة والقدس، فهو يدعو إلى تكريس المشروع الصهيوني على هذه الأراضي، دون الالتفات للحساسيات الخارجية والموقف الأمريكي والأوروبي.

هناك الآن حوالي 60% من اليهود الإسرائيليين يميلون لأفكار اليمين السياسية، حسب تحليل حديث أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية.

ترتفع النسبة إلى 70% بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عاماً.

تغريدة: تهديد متطرفين على باصات فلسطينية، الطرد أو القتل


الجنون الجديد في أفكار اليمين المتطرف

التشدد الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين يتصاعد الآن عبر هذه الأحزاب الدينية، ويتحول إلى ظاهرة جديدة.

يتحول إلى نوع من القوميَّة المغالية في التشدد، ترفض أي فكرة لدولة فلسطينية كما كان الحال دائماً، لكن ترى أيضاً أن كل العرب الإسرائيليين إرهابيون محتملون.

  • هؤلاء "الإرهابيون المحتملون" يمثلون 21% من سكان إسرائيل.
  • ونحو 20% من الأطباء. 
  • و25% من الممرضين.
  • ونحو نصف الصيادلة.

التغيير الأكبر في أفكار اليمين المُتشدد هو التحول من سؤال الهوية السياسية بالتركيز على العدو في الخارج، وهم الفلسطينيون.

إلى "العدو في الداخل"، وهم عرب 48.

لهذا السبب ركّز نتنياهو وحلفاؤه المتطرفون في حملاتهم الانتخابية على مهاجمة المؤسسات المُستقلة الحيوية، التي تدعم الديمقراطية الإسرائيلية، والمسؤولة عن حقوق الأقليات. مؤسسات مثل نظام المحاكم العادية ووسائل الإعلام، والمحكمة العليا يريد نتنياهو وحلفاؤه إخضاعها للسيطرة السياسية لليمين.

ائتلاف نتنياهو يريد تحجيم أي مؤسسة تحمي حقوق الأقليات، ولا أقليات مستهدفة في ذلك البلد سوى أصحابه الأصليين في كل أراضي فلسطين التاريخية.


عقيدتهم: الوجود اليهودي هنا فريضة دينية

يمثل اليمين المتطرف كافة التيارات الدينية داخل الحركة الصهيونية، وتختلف أحزابه سياسياً وأيديولوجياً عن اليمين التقليدي، بدعوتها لفرض السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية، والإعلان عن الدولة اليهودية في كل فلسطين التاريخية، ورفض منح أي درجة من الاستقلال الذاتي للفلسطينيين. هنا أبرز ملامح "عقيدتهم" تجاه الفلسطينيين.

الشعب اليهودي ليس عادياً مثل مختلف الشعوب، حتى لو انتهى "الشتات"، وإنما هو "شعب الله المختار الفريد والمقدس".

أرض إسرائيل مقدسة، اختيرت حتى قبل اختيار الشعب لتشكل جزءاً من الميثاق الإلهي بين الرب واليهود.

"أرض إسرائيل" في ظل سيادة دولة إسرائيل فريضة دينية تسبق في الأهمية باقي الفرائض الدينية، ويحظر تأجيلها بعد أن بدأ "الخلاص" مع الجيل الحالي.

الشعب الفلسطيني يشكّل خطراً على إسرائيل كدولة يهودية "ما يوجب ترحيله بالقوة"، وهو ما يعكس أيديولوجية عنصرية تتسم بالكراهية للفلسطينيين والعرب لدى حزب "عظمة يهودية" وحركة "كاخ".

يجب تهجير الفلسطينيين بأقصى سرعة، قبل أن يصبحوا أغلبية ويشرّعوا القوانين للقضاء على إسرائيل.

على الفلسطينيين الرحيل عن "أرض إسرائيل"، أو الخضوع المطلق للحكم اليهودي، أو الحرب.

بدأ تحول إسرائيل نحو اليمين بعد سنوات قليلة من إعلان الدولة.

وتسارع بعد الانتفاضة في أوائل القرن الحادي والعشرين، ثم مع نجاح حماس وفصائل أخرى في بناء وسائل للردع، لم يكن الرأي العام الإسرائيلي سعيداً بالكشف عنها.

طوال هذه السنوات نجح بنيامين نتنياهو وحلفاؤه من اليمينيين المتطرفين في استغلال التهديدات المزعومة للهوية اليهودية لإسرائيل، والمخاوف من تزايُد دور العرب في الحكومة.

زادت مشاعر الخوف على هوية إسرائيل اليهودية بعد الاضطرابات العرقية التي وقعت في منطقة اللد ومناطق أخرى بين اليهود والعرب صيف 2021، وأثرت على توجهات الناخبين الإسرائيليين.

الناخبون الذين أصيبوا بالقلق أيضاً لمشاركة تحالف أحزاب عربية في حكومة يائير لابيد.

كانت حكومة الوحدة الوطنية التي ضمت اليمينيين مثل بينيت، بالإضافة إلى الإسلاميين العرب بمثابة براغماتية سياسية، استغلها اليمين ليخيف يهود الدولة العبرية من "الوحوش" العربية التي تقترب من صناعة القرار السياسي في دولتهم.

أحد إعلانات اليمين الانتخابية كان يحمل أربع كلمات: كفى! لقد طفح الكيل.

ويحمل صورة رئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لابيد مع شريكه في الائتلاف منصور عبّاس، رئيس القائمة العربية الموحَّدَة بالكنيست. 

وعبّاس يعترف بدولة إسرائيل، وبالأهمية الكبيرة للمحرقة، وهو ما يعتبره مراقبون واقعية سياسية ومهارة في التعامل مع الواقع السياسي الإسرائيلي.

لكن ناخبي اليمين المتطرف اعتبروا هذا التوجه خيانة، لأن مشاركة حزب عربي في الحكومة الإسرائيلية تهديد خطير للطابع اليهودي للدولة. 

لم يكن وجود العرب في المشهد السياسي المصدر الوحيد لمخاوف الناخب اليميني، بل وجود أصوات إسرائيلية من تيارات يسارية وعلمانية، رأى فيها المتطرفون تهديداً لمفهوم "دولة الشريعة اليهودية" التي يسعون لترسيخ أركانها بالتدريج.


من هنا يأتي اليمين المتطرف ببرامجه السياسية

بدأت ملامح اليمين المتطرف تتشكل عقوداً مع حركات الاستيطان العنيفة، مثل "غوش إيمونيم" و"كاخ".

اليمين المتطرف الذي بات يحكم إسرائيل يمثل كافة التيارات الدينية داخل الحركة الصهيونية، وهو الأب الروحي للمشروع الاستيطاني في فلسطين التاريخية، والركن الداعم لإسرائيل كدولة يهودية.

الأساس الأيديولوجي والفكري للصهيونية الدينية يأتي مباشرة من "التوراة"، كأساس يمنح اليهود "الحق" في إقامة وطن قومي بفلسطين.

ويستند أتباع الصهيونية الدينية إلى مواعظ الحاخامات، وما تنتجه المدارس والمراكز الدينية اليهودية المنتشرة بالضفة والقدس من "تحريضات متشددة" ضد العرب.

إنه الفكر الذي يغذي الاستيطان هناك.

وتختلف أحزاب اليمين المتطرف عن اليمين التقليدي بدعوتها لفرض السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية، والإعلان عن الدولة اليهودية في كل فلسطين التاريخية.

يتميزون أيضاً برفضهم منح أي درجة من الاستقلال الذاتي للفلسطينيين.

يستند اليمين المتطرف في شعبيته الانتخابية على المستوطنين، الذين بلغ تعدادهم حوالي المليون بالضفة والقدس، فهو يدعو إلى تكريس المشروع الصهيوني على هذه الأراضي، دون الالتفات للحساسيات الخارجية والموقف الأمريكي والأوروبي.

هناك الآن حوالي 60% من اليهود الإسرائيليين يميلون لأفكار اليمين السياسية، حسب تحليل حديث أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية.

ترتفع النسبة إلى 70% بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عاماً.

تغريدة: تهديد متطرفين على باصات فلسطينية، الطرد أو القتل


الجنون الجديد في أفكار اليمين المتطرف

التشدد الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين يتصاعد الآن عبر هذه الأحزاب الدينية، ويتحول إلى ظاهرة جديدة.

يتحول إلى نوع من القوميَّة المغالية في التشدد، ترفض أي فكرة لدولة فلسطينية كما كان الحال دائماً، لكن ترى أيضاً أن كل العرب الإسرائيليين إرهابيون محتملون.

  • هؤلاء "الإرهابيون المحتملون" يمثلون 21% من سكان إسرائيل.
  • ونحو 20% من الأطباء. 
  • و25% من الممرضين.
  • ونحو نصف الصيادلة.

التغيير الأكبر في أفكار اليمين المُتشدد هو التحول من سؤال الهوية السياسية بالتركيز على العدو في الخارج، وهم الفلسطينيون.

إلى "العدو في الداخل"، وهم عرب 48.

لهذا السبب ركّز نتنياهو وحلفاؤه المتطرفون في حملاتهم الانتخابية على مهاجمة المؤسسات المُستقلة الحيوية، التي تدعم الديمقراطية الإسرائيلية، والمسؤولة عن حقوق الأقليات. مؤسسات مثل نظام المحاكم العادية ووسائل الإعلام، والمحكمة العليا يريد نتنياهو وحلفاؤه إخضاعها للسيطرة السياسية لليمين.

ائتلاف نتنياهو يريد تحجيم أي مؤسسة تحمي حقوق الأقليات، ولا أقليات مستهدفة في ذلك البلد سوى أصحابه الأصليين في كل أراضي فلسطين التاريخية.


عقيدتهم: الوجود اليهودي هنا فريضة دينية

يمثل اليمين المتطرف كافة التيارات الدينية داخل الحركة الصهيونية، وتختلف أحزابه سياسياً وأيديولوجياً عن اليمين التقليدي، بدعوتها لفرض السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية، والإعلان عن الدولة اليهودية في كل فلسطين التاريخية، ورفض منح أي درجة من الاستقلال الذاتي للفلسطينيين. هنا أبرز ملامح "عقيدتهم" تجاه الفلسطينيين.

الشعب اليهودي ليس عادياً مثل مختلف الشعوب، حتى لو انتهى "الشتات"، وإنما هو "شعب الله المختار الفريد والمقدس".

أرض إسرائيل مقدسة، اختيرت حتى قبل اختيار الشعب لتشكل جزءاً من الميثاق الإلهي بين الرب واليهود.

"أرض إسرائيل" في ظل سيادة دولة إسرائيل فريضة دينية تسبق في الأهمية باقي الفرائض الدينية، ويحظر تأجيلها بعد أن بدأ "الخلاص" مع الجيل الحالي.

الشعب الفلسطيني يشكّل خطراً على إسرائيل كدولة يهودية "ما يوجب ترحيله بالقوة"، وهو ما يعكس أيديولوجية عنصرية تتسم بالكراهية للفلسطينيين والعرب لدى حزب "عظمة يهودية" وحركة "كاخ".

يجب تهجير الفلسطينيين بأقصى سرعة، قبل أن يصبحوا أغلبية ويشرّعوا القوانين للقضاء على إسرائيل.

على الفلسطينيين الرحيل عن "أرض إسرائيل"، أو الخضوع المطلق للحكم اليهودي، أو الحرب.

أفكار الرباعي المتطرف الذي يحكم الدولة العبرية

كان على نتنياهو أن يصل للأغلبية عن طريق التحالف بين حزبه الليكود، وثلاثة أحزاب أخرى يمينية متطرفة. في السطور التالية نتعرف على أهم أهداف الخطاب السياسي لهذا الرباعي.


1) الليكود:
الحفاظ على أرض "إسرائيل"

تقليدياً يعدّ الليكود- تأسس عام 1973- أكثر الأحزاب دعماً لإقامة المستوطنات في الأرض المحتلة.

يؤمن بحق إسرائيل في كامل أرض إسرائيل التاريخية: فلسطين وشرقي الأردن وفق التصور اليهودي.

السلام مع العرب يتم عبر مفاوضات مباشرة.

التأكيد على الاقتصاد الحر، والحد من تدخل الدولة.


2) تحالف الصهيونية الدينية:
ترحيل العرب واحتلال الأقصى 

يتكون تحالف الصهيونية الدينية من أحزاب تمثل الصهيونية اليمينية الفاشية، حرّضها نتنياهو على دعم معسكره الانتخابي مقابل منحها مناصب وزارية، أبرزها حزبا تكوما، وعوتسما يهوديت.

الاتحاد الوطني- تكوما 

  • ترحيل الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، وضم مناطق "ج" في الضفة.
  • حل السلطة الفلسطينية، وبناء مزيد من المستوطنات في الضفة.
  • يدير الحزب جمعية متطرّفة تلاحق الفلسطينيين في الضفة والداخل المحتل.

حزب عوتسما يهوديت 

  • طرد فلسطينيي 48 إلى سوريا، وترحيل فلسطينيي الضفة إلى أي مكان حتى لو على نفقة إسرائيل.
  • التخلص من السلطة الفلسطينية.
  • فتح المسجد الأقصى للمصلين اليهود، والسماح بالطقوس اليهودية فيه.
  • إعدام الأسرى الفلسطينيين والتضييق عليهم بكل الوسائل.


3) شاس:
العرب حشرات يجب إبادتها

تأسس في 1984 على يد الحاخام عوفاديا يوسف، الذي وصف العرب بأنهم ثعابين وديدان، ينبغي إبادتهم بالصواريخ.

  • يرفض وقف الاستيطان.
  • يرفض التفاوض حول مستقبل مدينة القدس.
  • يطالب الدول العربية بتعويض اليهود الذين فقدوا ممتلكاتهم بعد هجرتهم.
  • يؤكد على قدسية السبت والأعياد اليهودية، ويرفض تجنيد الفتيات في الجيش.


4) يهدوت هتوراة:
لا تفاوض مع العرب 

تشكَّل رسمياً عام 1992 من ثلاث حركات تنتمي لطائفة اليهود الحريديم الأشكيناز المتشددة. 

  • يطالب بدولة تقوم على تعاليم التوراة، وتحكمها القوانين الدينية.
  • ويرفض المفاوضات مع الفلسطينيين. 

بن غفير: وعود انتخابية وسموم ودعوات للقتل 

اليميني المتطرف إيتمار بن غفير قد يكون نجم المرحلة الراهنة في السياسة الإسرائيلية، بعد مشاركته في التحالف الذي يقوده نتنياهو.

هو صاحب الظهور الإعلامي المتكرر والدعوات إلى اتخاذ موقف أكثر تشدداً ضد الفلسطينيين.

يجذب الكثير من المعجبين، ليس فقط في مستوطنات الضفة الغربية، حيث يعيش ويُعَدُّ من الأبطال القوميين، ولكن أيضاً بين الناخبين الشباب، بما في ذلك العديد من جنود الاحتلال وبعض الناخبين العلمانيين في تل أبيب نفسها، حيث وصل نفوذ الرجل إلى الحي الليبرالي الذي شهد رفع أنصاره لافتات تؤيده. 

ونال تحالف "الصهيونية الدينية" الذي يقوده كلٌّ من إيتمار بن غفير وشريكه بتسلئيل سموتريتش 14 مقعداً. وتُعَدُّ هذه الأرقام أحدث علامة على الانحراف اليميني للسياسة الإسرائيلية. 

مولود في القدس عام 1976 لمهاجرين من العراق، وفي مراهقته كان ناشطاً عنيفاً في حركة كاخ العنصرية، التي أسسها الإرهابي مائير كاهانا.

وعلى خطى أبيه الروحي يدعو بن غفير إلى حظر الزواج المختلط بين اليهود و"الأغيار"، أي غير اليهود.

وإلى تجريد العرب من الجنسية الإسرائيلية.

وطرد أعداد كبيرة منهم كلما أمكن ذلك. 

بل ووعد المتطرف الصهيوني بإنشاء وزارة لتشجيع هجرة المواطنين الفلسطينيين "الأعداء" من إسرائيل. 

ويعارض بن غفير، مثل معظم اليمين الإسرائيلي، إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.

تعهد أيضاً بتفكيك السلطة الفلسطينية، مع الرفض المطلق لفكرة الحكم الذاتي للفلسطينيين.

عام 2019 شارك فيه بن غفير في الانتخابات، وعرف فوز حزبه "عوتسما يهوديت" الذي يعني بالعربية "القوة اليهودية" بمقعد في الكنيست، وبدأ المتطرف الصهيوني محاولاته في الظهور بمظهر أكثر اعتدالاً.

خفَّف من حِدَّة خطابه العنصري، وبدلاً من ترحيل جميع الفلسطينيين داخل دولة الاحتلال نادى بترحيل "غير الموالين" منهم للدولة!

فيديو 3 دقائق من الجزيرة: كيف يخطط بن غفير لطرد عرب 1948

استفاد بن غفير من إحباط التيار الديني المتطرف من الأزمة السياسية الإسرائيلية، التي أحدثت فراغاً في اليمين بعد انهيار حزب "يمينا" بزعامة نفتالي بينيت. وركز خطابه على مواجهة ما يُسمى بـ"العنف العربي"، فكسب في صفِّه غالبية الشارع المتدين.

وشهد السياسي المتطرف غالبية التوترات مع الفلسطينيين، وأشهرها حملة تهجير سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة. 

وفي القدس أيضاً دعا بن غفير جنود الاحتلال إلى استخدام الذخيرة الحية مُلوِّحا بمسدسه.

وقبل أسبوعين فقط من الانتخابات الأخيرة، سحب مسدساً من سترته حاثّاً شرطة الاحتلال على إطلاق النار على الشباب الفلسطينيين الذين كانوا يرشقون المستوطنين بالحجارة. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يسحب فيها بن غفير مسدسه علناً؛ إذ فعل ذلك قبل عام، حين هدد عاملين من العرب خلال نزاع حول مكان وقوف السيارات.

كان على نتنياهو أن يصل للأغلبية عن طريق التحالف بين حزبه الليكود، وثلاثة أحزاب أخرى يمينية متطرفة. في السطور التالية نتعرف على أهم أهداف الخطاب السياسي لهذا الرباعي.


1) الليكود:
الحفاظ على أرض "إسرائيل"

تقليدياً يعدّ الليكود- تأسس عام 1973- أكثر الأحزاب دعماً لإقامة المستوطنات في الأرض المحتلة.

يؤمن بحق إسرائيل في كامل أرض إسرائيل التاريخية: فلسطين وشرقي الأردن وفق التصور اليهودي.

السلام مع العرب يتم عبر مفاوضات مباشرة.

التأكيد على الاقتصاد الحر، والحد من تدخل الدولة.


2) تحالف الصهيونية الدينية:
ترحيل العرب واحتلال الأقصى 

يتكون تحالف الصهيونية الدينية من أحزاب تمثل الصهيونية اليمينية الفاشية، حرّضها نتنياهو على دعم معسكره الانتخابي مقابل منحها مناصب وزارية، أبرزها حزبا تكوما، وعوتسما يهوديت.

الاتحاد الوطني- تكوما 

  • ترحيل الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، وضم مناطق "ج" في الضفة.
  • حل السلطة الفلسطينية، وبناء مزيد من المستوطنات في الضفة.
  • يدير الحزب جمعية متطرّفة تلاحق الفلسطينيين في الضفة والداخل المحتل.

حزب عوتسما يهوديت 

  • طرد فلسطينيي 48 إلى سوريا، وترحيل فلسطينيي الضفة إلى أي مكان حتى لو على نفقة إسرائيل.
  • التخلص من السلطة الفلسطينية.
  • فتح المسجد الأقصى للمصلين اليهود، والسماح بالطقوس اليهودية فيه.
  • إعدام الأسرى الفلسطينيين والتضييق عليهم بكل الوسائل.


3) شاس:
العرب حشرات يجب إبادتها

تأسس في 1984 على يد الحاخام عوفاديا يوسف، الذي وصف العرب بأنهم ثعابين وديدان، ينبغي إبادتهم بالصواريخ.

  • يرفض وقف الاستيطان.
  • يرفض التفاوض حول مستقبل مدينة القدس.
  • يطالب الدول العربية بتعويض اليهود الذين فقدوا ممتلكاتهم بعد هجرتهم.
  • يؤكد على قدسية السبت والأعياد اليهودية، ويرفض تجنيد الفتيات في الجيش.


4) يهدوت هتوراة:
لا تفاوض مع العرب 

تشكَّل رسمياً عام 1992 من ثلاث حركات تنتمي لطائفة اليهود الحريديم الأشكيناز المتشددة. 

  • يطالب بدولة تقوم على تعاليم التوراة، وتحكمها القوانين الدينية.
  • ويرفض المفاوضات مع الفلسطينيين. 

بن غفير: وعود انتخابية وسموم ودعوات للقتل 

اليميني المتطرف إيتمار بن غفير قد يكون نجم المرحلة الراهنة في السياسة الإسرائيلية، بعد مشاركته في التحالف الذي يقوده نتنياهو.

هو صاحب الظهور الإعلامي المتكرر والدعوات إلى اتخاذ موقف أكثر تشدداً ضد الفلسطينيين.

يجذب الكثير من المعجبين، ليس فقط في مستوطنات الضفة الغربية، حيث يعيش ويُعَدُّ من الأبطال القوميين، ولكن أيضاً بين الناخبين الشباب، بما في ذلك العديد من جنود الاحتلال وبعض الناخبين العلمانيين في تل أبيب نفسها، حيث وصل نفوذ الرجل إلى الحي الليبرالي الذي شهد رفع أنصاره لافتات تؤيده. 

ونال تحالف "الصهيونية الدينية" الذي يقوده كلٌّ من إيتمار بن غفير وشريكه بتسلئيل سموتريتش 14 مقعداً. وتُعَدُّ هذه الأرقام أحدث علامة على الانحراف اليميني للسياسة الإسرائيلية. 

مولود في القدس عام 1976 لمهاجرين من العراق، وفي مراهقته كان ناشطاً عنيفاً في حركة كاخ العنصرية، التي أسسها الإرهابي مائير كاهانا.

وعلى خطى أبيه الروحي يدعو بن غفير إلى حظر الزواج المختلط بين اليهود و"الأغيار"، أي غير اليهود.

وإلى تجريد العرب من الجنسية الإسرائيلية.

وطرد أعداد كبيرة منهم كلما أمكن ذلك. 

بل ووعد المتطرف الصهيوني بإنشاء وزارة لتشجيع هجرة المواطنين الفلسطينيين "الأعداء" من إسرائيل. 

ويعارض بن غفير، مثل معظم اليمين الإسرائيلي، إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.

تعهد أيضاً بتفكيك السلطة الفلسطينية، مع الرفض المطلق لفكرة الحكم الذاتي للفلسطينيين.

عام 2019 شارك فيه بن غفير في الانتخابات، وعرف فوز حزبه "عوتسما يهوديت" الذي يعني بالعربية "القوة اليهودية" بمقعد في الكنيست، وبدأ المتطرف الصهيوني محاولاته في الظهور بمظهر أكثر اعتدالاً.

خفَّف من حِدَّة خطابه العنصري، وبدلاً من ترحيل جميع الفلسطينيين داخل دولة الاحتلال نادى بترحيل "غير الموالين" منهم للدولة!

فيديو 3 دقائق من الجزيرة: كيف يخطط بن غفير لطرد عرب 1948

استفاد بن غفير من إحباط التيار الديني المتطرف من الأزمة السياسية الإسرائيلية، التي أحدثت فراغاً في اليمين بعد انهيار حزب "يمينا" بزعامة نفتالي بينيت. وركز خطابه على مواجهة ما يُسمى بـ"العنف العربي"، فكسب في صفِّه غالبية الشارع المتدين.

وشهد السياسي المتطرف غالبية التوترات مع الفلسطينيين، وأشهرها حملة تهجير سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة. 

وفي القدس أيضاً دعا بن غفير جنود الاحتلال إلى استخدام الذخيرة الحية مُلوِّحا بمسدسه.

وقبل أسبوعين فقط من الانتخابات الأخيرة، سحب مسدساً من سترته حاثّاً شرطة الاحتلال على إطلاق النار على الشباب الفلسطينيين الذين كانوا يرشقون المستوطنين بالحجارة. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يسحب فيها بن غفير مسدسه علناً؛ إذ فعل ذلك قبل عام، حين هدد عاملين من العرب خلال نزاع حول مكان وقوف السيارات.

إنه حزب نازي جديد اخترق الكنيست

إن ائتلاف الصهيونية الدينية يتم تعريفه الآن في أوروبا، دون تردد، على أنه "حزب نازي جديد اخترق الكنيست"، لا توجد طريقة لتعريفه إلا بذلك الوصف.

لم يكن أي بلد في أوروبا يجرؤ على إلحاق مثل هذا الحزب بحكومته.

في أوروبا، يستحيل أن تمر مثل هذه الفاشية. 

لكن في إسرائيل ها هو الائتلاف المتطرف يتجهز لدخول الحكومة المقبلة.

جدعون ليفي
صحفي إسرائيلي - صحيفة هآرتس

بعد وصول اليمين المتطرف للسلطة

لم يكن صعود اليمين المتطرف في الانتخابات الأخيرة مفاجأة كبيرة للمراقبين.

ولسنوات عديدة حافظ نتنياهو على مسافة من اليمين المتطرف، وخاصة مع بن غفير وتحالف الصهيونية الدينية، لكن منذ انتخابات 2019 طوّر علاقته مع اليمين المتطرف، حيث عمل على توحيد توجهاتهم المختلفة، وقام على عكس أي زعيم سابق في الليكود بتطبيع هذه العلاقة داخل دائرته الانتخابية.

وفي انتخابات خريف 2022 حصل معسكر أقصى اليمين على 64 مقعداً من مجموع مقاعد الكنيست، البالغ عددها 120، مقابل 51 مقعداً لمعسكر التغيير بزعامة رئيس الوزراء الحالي يائير لابيد. 

وحصد تحالف "الصهيونية الدينية" الذي يقوده كل من إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش 14 مقعداً.

بينما لم يتمكن حزبا "ميرتس" اليساري و"التجمع العربي الديمقراطي" من تجاوز نسبة الحسم لدخول الكنيست.

أجمعت معظم التعليقات في الصحف العالمية على أن صعود اليمين المتطرف في السياسة الإسرائيلية سيشكل ضغطاً على علاقات إسرائيل مع العالم، وسوف يزعج بايدن ويمتحن التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

صعود المتعصبين في السياسة الإسرائيلية سيشكل ضغطاً على علاقات إسرائيل مع العالم. 

"اللافت للنظر أن صعود حزب الصهيونية المتدينة وبن غفير سوف يزعج بايدن، ويمتحن التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل.. قد يكسب بن غفير مكانة غير مرغوب بها من قبل الإدارة الأمريكية"، كما ورد في تقرير لصحيفة الغارديان.

من المحتمل أن يرسم عدم ارتياح الديمقراطيين لحكومة يقودها نتنياهو الابتسامة على وجوه الجمهوريين، فنتنياهو وبن غفير يوفران غطاء سياسياً. بعبارة أخرى قد يكون جو بايدن آخر رئيس ديمقراطي مؤيد لإسرائيل، كما أضاف الكاتب.



الولايات المتحدة تشعر بالقلق لصعود بن غفير

في مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2022، وصل روبرت مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي إلى القدس المحتلة، وفي جدول زيارته لقاء مع زعيم المعارضة وقتها بنيامين نتنياهو.

كان عنوان المقابلة هو التحذير من صعود اليمين المتطرف في الدولة العبرية. 

لذلك أعرب مينينديز عن مخاوفه من تعاون نتنياهو مع أحزاب اليمين المتطرف، مشيراً على وجه التحديد إلى حزب "عوتسما يهوديت" وزعيمه إيتمار بن غفير. وأبلغ نتنياهو خطورة ضم "أفراد متطرفين ومستقطبين مثل بن غفير في حكومة مستقبلية"، كما نقلت مصادر أمريكية للإعلام.

وما هي خطورة ضم هذا المتطرف لحكومة إسرائيلية؟

أجاب السيناتور الأمريكي بأن تشكيل مثل هذا التحالف يمكن أن يقوض بشكل خطير الدعم من كلا الحزبين في واشنطن، والذي يعد واحداً من أعمدة العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

خرج نتنياهو من المقابلة ليقول للصحفيين إنه لن "ينحني" للسيناتور الأمريكي!

"قلت لمينديز: تتحدث معي عن بن غفير الذي يؤمن بدولة إسرائيل ويدعم جنود الجيش الإسرائيلي؟ لم أسمع كلمة واحدة عن تحالف وزير الدفاع بيني غانتس ورئيس الوزراء يائير لابيد مع زعيم القائمة العربية الموحدة منصور عباس والإخوان المسلمين، الذين يرفضون اعتبار إسرائيل دولة يهودية ويذهبون إلى خيام العزاء لقتلة اليهود".

هكذا تحدث نتنياهو على طريقة الهجوم خير وسيلة للدفاع!


لكن واشنطن تُسهم في تمويل اليمين المتطرف هنا

من المحتمل أن يهز وجود بن غفير في المشهد السياسي الحكومي الإسرائيلي استقرار العلاقات مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

هناك بعض التوترات بين تل أبيب وواشنطن في ملفات مختلفة لها علاقة بقضايا إيران وأوكرانيا. 

تتذكر حكومة الولايات المتحدة جيداً موقف نتنياهو لإفشال محاولة بايدن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع طهران.

بيد أن قراءة المعادلة السياسية بين الحليفين لن تكون بهذه السهولة، 

لكن موقع The Intercept الأمريكي لا يتوقع صدامات بين الحليفين في ظل وجود الصهيونية الدينية في حكم إسرائيل، لأن التيار اليميني المتطرف الإسرائيلي، صانع الملوك في إسرائيل كما يُلقب في دولة الاحتلال، يعتمد بشكل كبير في الواقع على التمويل الأمريكي.

هناك شبكة من المنظمات المعفاة من الضرائب في الولايات المتحدة تقوم بتحويل التبرعات إلى بن غفير وأتباعه، ودعم جهودهم للتطهير العِرقي للفلسطينيين.

وتتلقى كثير من الحركات المتطرفة دعماً من شبكة من المنظمات غير الربحية الأمريكية المعفاة من الضرائب التي تموِّل المتطرفين الإسرائيليين.


الشعب الفلسطيني أمام كل هذه المخاوف

بعد دقائق من لقائه بالرئيس الإسرائيلي لتسلّم تفويض تشكيل الحكومة، اندمج نتنياهو في مرافعة طويلة، دفاعاً عن موقفه وعن شركائه المتطرفين.

"هناك الكثيرون الذين رحبوا بنتائج الانتخابات، ولكن هناك أيضاً من قاموا بتنبؤات يوم القيامة، مؤكدين أن إسرائيل تدخل نفقاً مظلماً، وأن هذه هي نهاية الدولة، ونهاية الديمقراطية، مما يخيف الجمهور.

أضاف: ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها قول مثل هذه الأشياء. قالوا ذلك عن أول زعيم لليكود مناحيم بيغن، وقالوا ذلك عني أيضاً. لم يكن ذلك صحيحاً في ذلك الوقت وليس صحيحاً اليوم".

"حتى لو كانت هناك اختلافات في الرأي بين قطاعات الأمة حول قضايا جوهرية، فهناك قضايا أكثر يمكن للغالبية العظمى أن تتحد وتتفق عليها. نحن إخوة ومقدر لنا العيش جنباً إلى جنب". 

هكذا تحدث نتنياهو دون أن يحدد مَن يعنيه بكلمة "نحن إخوة"، لكن المؤكد أنه لا يعني الفلسطينيين الذين يعيشون تحت قهر الاحتلال في بيوتهم، أو كمواطنين من الدرجة الثانية فيما يسمى دولة إسرائيل.

لكن تركيبة الحكومة الإسرائيلية الجديدة تثير مخاوف الأقلية العربية الفلسطينية في الداخل، "لا سيما مع احتمالية تولي بن غفير حقيبة وزارية مهمة تخص المواطنين العرب"، كما يقول رئيس الحزب القومي العربي وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، محمد كنعان

يعرف الفلسطينيون أنهم "سيواجهون حكومة فاشية أكثر تطرفاً وتشدداً ضد المواطنين العرب في الداخل الإسرائيلي، وضد الشعب الفلسطيني بشكل عام"، كما يضيف.

الخوف الكبير لدى الفلسطينيين هو أن تتحقق نسبة من الوعود الانتخابية التي أطلقها المتطرفون خلال الانتخابات، وتتحول إلى قرارات سياسية ضد العرب، ما يعني مزيداً من جرائم الكراهية والفصل العنصري والتمييز ضد الفلسطينيين. 

الخوف من إدخال تغييرات تشريعية لتسييس القضاء، مثل تغيير قواعد الاشتباك للشرطة والجنود، والحد من حقوق الفلسطينيين المعتقلين في السجون، والسماح لأي إسرائيلي لديه تدريب قتالي أساسي بحمل سلاح.

لم يكن صعود اليمين المتطرف في الانتخابات الأخيرة مفاجأة كبيرة للمراقبين.

ولسنوات عديدة حافظ نتنياهو على مسافة من اليمين المتطرف، وخاصة مع بن غفير وتحالف الصهيونية الدينية، لكن منذ انتخابات 2019 طوّر علاقته مع اليمين المتطرف، حيث عمل على توحيد توجهاتهم المختلفة، وقام على عكس أي زعيم سابق في الليكود بتطبيع هذه العلاقة داخل دائرته الانتخابية.

وفي انتخابات خريف 2022 حصل معسكر أقصى اليمين على 64 مقعداً من مجموع مقاعد الكنيست، البالغ عددها 120، مقابل 51 مقعداً لمعسكر التغيير بزعامة رئيس الوزراء الحالي يائير لابيد. 

وحصد تحالف "الصهيونية الدينية" الذي يقوده كل من إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش 14 مقعداً.

بينما لم يتمكن حزبا "ميرتس" اليساري و"التجمع العربي الديمقراطي" من تجاوز نسبة الحسم لدخول الكنيست.

أجمعت معظم التعليقات في الصحف العالمية على أن صعود اليمين المتطرف في السياسة الإسرائيلية سيشكل ضغطاً على علاقات إسرائيل مع العالم، وسوف يزعج بايدن ويمتحن التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

صعود المتعصبين في السياسة الإسرائيلية سيشكل ضغطاً على علاقات إسرائيل مع العالم. 

"اللافت للنظر أن صعود حزب الصهيونية المتدينة وبن غفير سوف يزعج بايدن، ويمتحن التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل.. قد يكسب بن غفير مكانة غير مرغوب بها من قبل الإدارة الأمريكية"، كما ورد في تقرير لصحيفة الغارديان.

من المحتمل أن يرسم عدم ارتياح الديمقراطيين لحكومة يقودها نتنياهو الابتسامة على وجوه الجمهوريين، فنتنياهو وبن غفير يوفران غطاء سياسياً. بعبارة أخرى قد يكون جو بايدن آخر رئيس ديمقراطي مؤيد لإسرائيل، كما أضاف الكاتب.



الولايات المتحدة تشعر بالقلق لصعود بن غفير

في مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2022، وصل روبرت مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي إلى القدس المحتلة، وفي جدول زيارته لقاء مع زعيم المعارضة وقتها بنيامين نتنياهو.

كان عنوان المقابلة هو التحذير من صعود اليمين المتطرف في الدولة العبرية. 

لذلك أعرب مينينديز عن مخاوفه من تعاون نتنياهو مع أحزاب اليمين المتطرف، مشيراً على وجه التحديد إلى حزب "عوتسما يهوديت" وزعيمه إيتمار بن غفير. وأبلغ نتنياهو خطورة ضم "أفراد متطرفين ومستقطبين مثل بن غفير في حكومة مستقبلية"، كما نقلت مصادر أمريكية للإعلام.

وما هي خطورة ضم هذا المتطرف لحكومة إسرائيلية؟

أجاب السيناتور الأمريكي بأن تشكيل مثل هذا التحالف يمكن أن يقوض بشكل خطير الدعم من كلا الحزبين في واشنطن، والذي يعد واحداً من أعمدة العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

خرج نتنياهو من المقابلة ليقول للصحفيين إنه لن "ينحني" للسيناتور الأمريكي!

"قلت لمينديز: تتحدث معي عن بن غفير الذي يؤمن بدولة إسرائيل ويدعم جنود الجيش الإسرائيلي؟ لم أسمع كلمة واحدة عن تحالف وزير الدفاع بيني غانتس ورئيس الوزراء يائير لابيد مع زعيم القائمة العربية الموحدة منصور عباس والإخوان المسلمين، الذين يرفضون اعتبار إسرائيل دولة يهودية ويذهبون إلى خيام العزاء لقتلة اليهود".

هكذا تحدث نتنياهو على طريقة الهجوم خير وسيلة للدفاع!


لكن واشنطن تُسهم في تمويل اليمين المتطرف هنا

من المحتمل أن يهز وجود بن غفير في المشهد السياسي الحكومي الإسرائيلي استقرار العلاقات مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

هناك بعض التوترات بين تل أبيب وواشنطن في ملفات مختلفة لها علاقة بقضايا إيران وأوكرانيا. 

تتذكر حكومة الولايات المتحدة جيداً موقف نتنياهو لإفشال محاولة بايدن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع طهران.

بيد أن قراءة المعادلة السياسية بين الحليفين لن تكون بهذه السهولة، 

لكن موقع The Intercept الأمريكي لا يتوقع صدامات بين الحليفين في ظل وجود الصهيونية الدينية في حكم إسرائيل، لأن التيار اليميني المتطرف الإسرائيلي، صانع الملوك في إسرائيل كما يُلقب في دولة الاحتلال، يعتمد بشكل كبير في الواقع على التمويل الأمريكي.

هناك شبكة من المنظمات المعفاة من الضرائب في الولايات المتحدة تقوم بتحويل التبرعات إلى بن غفير وأتباعه، ودعم جهودهم للتطهير العِرقي للفلسطينيين.

وتتلقى كثير من الحركات المتطرفة دعماً من شبكة من المنظمات غير الربحية الأمريكية المعفاة من الضرائب التي تموِّل المتطرفين الإسرائيليين.


الشعب الفلسطيني أمام كل هذه المخاوف

بعد دقائق من لقائه بالرئيس الإسرائيلي لتسلّم تفويض تشكيل الحكومة، اندمج نتنياهو في مرافعة طويلة، دفاعاً عن موقفه وعن شركائه المتطرفين.

"هناك الكثيرون الذين رحبوا بنتائج الانتخابات، ولكن هناك أيضاً من قاموا بتنبؤات يوم القيامة، مؤكدين أن إسرائيل تدخل نفقاً مظلماً، وأن هذه هي نهاية الدولة، ونهاية الديمقراطية، مما يخيف الجمهور.

أضاف: ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها قول مثل هذه الأشياء. قالوا ذلك عن أول زعيم لليكود مناحيم بيغن، وقالوا ذلك عني أيضاً. لم يكن ذلك صحيحاً في ذلك الوقت وليس صحيحاً اليوم".

"حتى لو كانت هناك اختلافات في الرأي بين قطاعات الأمة حول قضايا جوهرية، فهناك قضايا أكثر يمكن للغالبية العظمى أن تتحد وتتفق عليها. نحن إخوة ومقدر لنا العيش جنباً إلى جنب". 

هكذا تحدث نتنياهو دون أن يحدد مَن يعنيه بكلمة "نحن إخوة"، لكن المؤكد أنه لا يعني الفلسطينيين الذين يعيشون تحت قهر الاحتلال في بيوتهم، أو كمواطنين من الدرجة الثانية فيما يسمى دولة إسرائيل.

لكن تركيبة الحكومة الإسرائيلية الجديدة تثير مخاوف الأقلية العربية الفلسطينية في الداخل، "لا سيما مع احتمالية تولي بن غفير حقيبة وزارية مهمة تخص المواطنين العرب"، كما يقول رئيس الحزب القومي العربي وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، محمد كنعان

يعرف الفلسطينيون أنهم "سيواجهون حكومة فاشية أكثر تطرفاً وتشدداً ضد المواطنين العرب في الداخل الإسرائيلي، وضد الشعب الفلسطيني بشكل عام"، كما يضيف.

الخوف الكبير لدى الفلسطينيين هو أن تتحقق نسبة من الوعود الانتخابية التي أطلقها المتطرفون خلال الانتخابات، وتتحول إلى قرارات سياسية ضد العرب، ما يعني مزيداً من جرائم الكراهية والفصل العنصري والتمييز ضد الفلسطينيين. 

الخوف من إدخال تغييرات تشريعية لتسييس القضاء، مثل تغيير قواعد الاشتباك للشرطة والجنود، والحد من حقوق الفلسطينيين المعتقلين في السجون، والسماح لأي إسرائيلي لديه تدريب قتالي أساسي بحمل سلاح.

جرائم إسرائيل مرشحة للزيادة بعد سيطرة اليمين

نحو 18 جريمة ترتكبها إسرائيل كل صباح ضد الفلسطينيين، تندرج جميعها تحت مسمّى الفصل العنصري، كما ترصد منظمة أمنستي:

  1. تعمد قمع الفلسطينيين والهيمنة عليهم.
  2. ضم الأراضي دون وجه حق.
  3. التفرقة القانونية بين العربي والإسرائيلي.
  4. استخدام الحكم العسكري للسيطرة على المناطق المحتلة.
  5. الحرمان من القومية والإقامة في الوطن والحياة الأسرية.
  6. عرقلة الحياة الأسرية.
  7. القيود على التنقل بين الأراضي الفلسطينية. 
  8. القيود على الحق في المشاركة السياسية. 
  9. نزع ملكية الأراضي والممتلكات.
  10. التمييز المجحف في سياسات التخطيط ورسم حدود الأراضي.
  11. عرقلة التنمية البشرية للفلسطينيين.
  12. نظام اجتماعي واقتصادي شامل من الفصل العنصري. 
  13. جرائم ضد الإنسانية.
  14. عمليات النقل القسري لمواطنين من مكان لآخر.
  15. الاعتقال الإداري والتعذيب.
  16. القتل غير المشروع والإصابات الجسيمة.
  17. الحرمان من الحقوق والحريات الأساسية.
  18. الاعتبارات الأمنية التي تهدف إلى القمع والهيمنة.

المصدر: تقرير منظمة العفو الدولية مطلع عام 2022

السلطة الفلسطينية وحماس في أكبر اختبار وجودي

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه سيضطر للتعامل مع رئيس وزراء إسرائيل الأسبق بنيامين نتنياهو، الذي أعيد انتخابه هذا الشهر، رغم أنه يعرف أن نتنياهو "رجل لا يؤمن بالسلام".

وأضاف عباس للتلفزيون الفلسطيني "أعرف نتنياهو منذ زمن، منذ التسعينيات.. وتعاملت معه كثيراً، رجل لا يؤمن بالسلام، أتعامل معه لأنه لا يوجد لي خيار آخر، مع من أتعامل ممثلاً لإسرائيل؟".

لم يتطرق الرئيس الفلسطيني إلى أن نتنياهو الجديد مختلف، وهو يدير دفة الحكم مثقلاً برموز الصهيونية الدينية المتطرفة، ولم يتحدث عن جديد في المشهد الفلسطيني لمواجهة التبعات المحتملة لصعود اليمين الإسرائيلي على هذا النحو.

أمام السلطة الفلسطينية فرصة العودة للتنسيق الكامل مع الشركاء، لا سيما حركة حماس، بناء على إعلان الجزائر للمصالحة الفلسطينية.

بالتزامن مع مشاورات نتنياهو لتشكيل الوزارة، كان ممثلون عن السلطة الفلسطينية وحركة حماس يلتقون بالسفارة الفلسطينية في لبنان، في مشاورات أخرى ربما كان عنوانها: توحيد الصف في مواجهة حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة.

قالت "حماس" إن اللقاء أكد على "توحيد الصف الوطني، والتصدي لمشاريع حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، في التوسع الاستيطاني الاستعماري، وتهويد القدس وتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً". 

هذا ما تتوقعه حماس من تحالف المتطرفين. 

وهذا ما دعاها مع السلطة للإعلان عن "تعزيز الوحدة الوطنية واستمرار النضال".

رغم التزام بيان بيروت بلغة دبلوماسية دون تفاصيل، فكل الأطراف الفلسطينية في الداخل والخارج تعرف أن المرحلة المقبلة من النضال قد اختلفت كثيراً عما سبق، بقدر ما اختلف "نتنياهو الليكود" عن "نتنياهو الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل".

السلطة الفلسطينية وحماس في أكبر اختبار وجودي

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه سيضطر للتعامل مع رئيس وزراء إسرائيل الأسبق بنيامين نتنياهو، الذي أعيد انتخابه هذا الشهر، رغم أنه يعرف أن نتنياهو "رجل لا يؤمن بالسلام".

وأضاف عباس للتلفزيون الفلسطيني "أعرف نتنياهو منذ زمن، منذ التسعينيات.. وتعاملت معه كثيراً، رجل لا يؤمن بالسلام، أتعامل معه لأنه لا يوجد لي خيار آخر، مع من أتعامل ممثلاً لإسرائيل؟".

لم يتطرق الرئيس الفلسطيني إلى أن نتنياهو الجديد مختلف، وهو يدير دفة الحكم مثقلاً برموز الصهيونية الدينية المتطرفة، ولم يتحدث عن جديد في المشهد الفلسطيني لمواجهة التبعات المحتملة لصعود اليمين الإسرائيلي على هذا النحو.

أمام السلطة الفلسطينية فرصة العودة للتنسيق الكامل مع الشركاء، لا سيما حركة حماس، بناء على إعلان الجزائر للمصالحة الفلسطينية.

بالتزامن مع مشاورات نتنياهو لتشكيل الوزارة، كان ممثلون عن السلطة الفلسطينية وحركة حماس يلتقون بالسفارة الفلسطينية في لبنان، في مشاورات أخرى ربما كان عنوانها: توحيد الصف في مواجهة حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة.

قالت "حماس" إن اللقاء أكد على "توحيد الصف الوطني، والتصدي لمشاريع حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، في التوسع الاستيطاني الاستعماري، وتهويد القدس وتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً". 

هذا ما تتوقعه حماس من تحالف المتطرفين. 

وهذا ما دعاها مع السلطة للإعلان عن "تعزيز الوحدة الوطنية واستمرار النضال".

رغم التزام بيان بيروت بلغة دبلوماسية دون تفاصيل، فكل الأطراف الفلسطينية في الداخل والخارج تعرف أن المرحلة المقبلة من النضال قد اختلفت كثيراً عما سبق، بقدر ما اختلف "نتنياهو الليكود" عن "نتنياهو الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل".

مزيد من التطرف.. مزيد من التعاطف مع الفلسطينيين

الحكومة الإسرائيلية ستكون لأول مرة في تاريخ البلاد من أحزاب متدينة في الأساس، تمتلك 33 مقعداً، ضمن ائتلاف يضم 64 عضواً.

أي أن أحزاب "الصهيونية المتدينة" و"شاس" و"يهدوت هتوراة"، تمتلك ضعفي عدد المقاعد التي ستكون لحزب "الليكود".

وهكذا "وصلنا إلى نقطة من السخافة بحيث سيكون الليكود هو الحزب المعتدل".

عبارة نقلها موقع إسرائيلي عن باحثة في المركز الإسرائيلي للديمقراطية، وهي تنعي غياب القوى السياسية "المعتدلة" عن الكنيست، مثل حزب يسرائيل بيتنو، كولانو، أزرق أبيض، العمل. "كان هناك دائماً طرف يعمل على إضفاء التوازن على الأمور، الآن لا يوجد هناك طرف كهذا". 

لكن هناك من يرى أن الأحزاب المتطرفة قد تتغير مع تحمل مسؤولية الحكم، وأن تكبح نفسها إلى حد معين خشية من أن تؤدي المبالغة في سياساتها إلى إثارة رد فعل شعبي عنيف.

كان زعيم حزب "الصهيونية المتدينة" بتسلئيل سموتريتش مثلاً يدعو إلى إسرائيل تحكمها الشريعة اليهودية، إلا أنه من غير المرجح أن يحدث ذلك، أو على الأقل لن تصبح إسرائيل أكثر تديناً مما هي عليه بالفعل.

تقول الباحثة رافيتسكي تور-باز، من المركز الإسرائيلي للديمقراطية، إنه في الأشهر الأولى من عمر الائتلاف القادم، سوف تسعى الحكومة الجديدة إلى استرضاء قاعدة ناخبيها، وفي بعض الحالات بلا مبرر، من خلال إبطال كل ما فعلته الحكومة السابقة واعتبرته هذه الأحزاب مخالفاً للشريعة اليهودية.

وجميع الأحزاب الأربعة في ائتلاف بنيامين نتنياهو القادم معنية بتقليص سلطة المحكمة العليا، من خلال تمرير ما يسمى بـ"بند التجاوز" الذي من شأنه أن يحد بشكل كبير من قدرة القضاة على التدخل في تشريعات الكنيست وقرارات الحكومة.

ولسوف يكون ذلك بمثابة الفصل الأول في تاريخ جديد لدولة إسرائيل، تبتعد فيه عن ديمقراطية المؤسسات المزعومة، في اتجاه طغيان السلطة التنفيذية للمرة الأولى منذ تأسيسها.

الحكومة الإسرائيلية ستكون لأول مرة في تاريخ البلاد من أحزاب متدينة في الأساس، تمتلك 33 مقعداً، ضمن ائتلاف يضم 64 عضواً.

أي أن أحزاب "الصهيونية المتدينة" و"شاس" و"يهدوت هتوراة"، تمتلك ضعفي عدد المقاعد التي ستكون لحزب "الليكود".

وهكذا "وصلنا إلى نقطة من السخافة بحيث سيكون الليكود هو الحزب المعتدل".

عبارة نقلها موقع إسرائيلي عن باحثة في المركز الإسرائيلي للديمقراطية، وهي تنعي غياب القوى السياسية "المعتدلة" عن الكنيست، مثل حزب يسرائيل بيتنو، كولانو، أزرق أبيض، العمل. "كان هناك دائماً طرف يعمل على إضفاء التوازن على الأمور، الآن لا يوجد هناك طرف كهذا". 

لكن هناك من يرى أن الأحزاب المتطرفة قد تتغير مع تحمل مسؤولية الحكم، وأن تكبح نفسها إلى حد معين خشية من أن تؤدي المبالغة في سياساتها إلى إثارة رد فعل شعبي عنيف.

كان زعيم حزب "الصهيونية المتدينة" بتسلئيل سموتريتش مثلاً يدعو إلى إسرائيل تحكمها الشريعة اليهودية، إلا أنه من غير المرجح أن يحدث ذلك، أو على الأقل لن تصبح إسرائيل أكثر تديناً مما هي عليه بالفعل.

تقول الباحثة رافيتسكي تور-باز، من المركز الإسرائيلي للديمقراطية، إنه في الأشهر الأولى من عمر الائتلاف القادم، سوف تسعى الحكومة الجديدة إلى استرضاء قاعدة ناخبيها، وفي بعض الحالات بلا مبرر، من خلال إبطال كل ما فعلته الحكومة السابقة واعتبرته هذه الأحزاب مخالفاً للشريعة اليهودية.

وجميع الأحزاب الأربعة في ائتلاف بنيامين نتنياهو القادم معنية بتقليص سلطة المحكمة العليا، من خلال تمرير ما يسمى بـ"بند التجاوز" الذي من شأنه أن يحد بشكل كبير من قدرة القضاة على التدخل في تشريعات الكنيست وقرارات الحكومة.

ولسوف يكون ذلك بمثابة الفصل الأول في تاريخ جديد لدولة إسرائيل، تبتعد فيه عن ديمقراطية المؤسسات المزعومة، في اتجاه طغيان السلطة التنفيذية للمرة الأولى منذ تأسيسها.

توقعات توماس فريدمان:
وصلنا إلى نقطة مواجهة غير مسبوقة

أتوقع أن يستغل نتنياهو علاقاته بوصفه سياسياً مخضرماً، فيلعب على التناقضات العالمية والداخلية الأمريكية، لتشتيت الانتباه عن حملة "اجتثاث" لمجموعات المقاومة الفلسطينية.

أتوقع إطلاق المستوطنين لترويع الفلسطينيين، في محاولة لإنهاء حالة النهوض الفلسطيني.

وصول حكومة تُفاخر بيمينيتها وعنصريتها وفاشيتها إلى سدة الحكم لن يغيّر السياسة الأمريكية الداعمة لإسرائيل. 

لكنه سيُسهم في توسيع رقعة التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني وإدانة إسرائيل، وتثبيت صفة نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد)، وبخاصة في أدبيات منظمات حقوق الإنسان العالمية.

وسوف تبدأ معركة نشر الوعي بأن إسرائيل ليست دولة أبارتهايد، وإنما مشروع كولونيالي إحلالي يجب تسميته والتعامل معه.

أي أننا وصلنا في الصراع إلى نقطة مواجهة غير مسبوقة، في معركة نسف الرواية الإسرائيلية، وهذا مهم.

توماس فريدمان
New York Times

معسكر الصهيونية الدينية لن يجد الطريق سهلاً لإملاء رؤيته السياسية على المجتمع الإسرائيلي نفسه، كما يتوقع المفكر الفلسطيني عزمي بشارة، الذي يرى أن هناك "تحدياتٍ داخلية في فرض توجّهاته الدينية على المجتمع العلماني في إسرائيل، والتدخل في قوانين الأحوال الشخصية عبر إحداث ثورة قضائية تُعلي من شأن أحكام الشريعة اليهودية على حساب القوانين الوضعية".


التهديد الأكبر سيكون تجاه إسرائيل نفسها

يُمثِّل هذا الصعود اليميني أكبر تهديد تواجهه دولة الاحتلال التي تدَّعي الديمقراطية والانفتاح.

قد تُسهم الفاشية السياسية الدينية في الدولة العبرية في التأثير سلباً على العلاقة مع حلفاء إسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى رأسهم المجتمع اليهودي الأمريكي الليبرالي.

وقد تفتح هذه المرحلة الباب لمواجهة عسكرية جديدة مع المقاومة في غزة، أو معارك أخرى مفتوحة مع المقاومين في الضفة الغربية ومرابطي القدس، الذين أظهروا استبسالاً كبيراً في مواجهة المد الصهيوني العنيف، سواء من طرف الجيش والشرطة أو من طرف المستوطنين. 

وقد تتصرف إسرائيل الجديدة على أساس أنها هي التي تحمي المصالح الغربية، ولذا يجب أن تحدّد أهدافها، بما في ذلك توجيه ضربة عسكرية لإيران. وهو إزعاجٌ يعرقل سلاسة التحرّكات الأمريكية، عالمياً وفي المنطقة، حسب صحيفة نيويورك تايمز، التي تضيف في النهاية أن قادة المستوطنين الأكثر دموية كانوا على الدوام ظاهرة يخجل منها أغلب الإسرائيليين، والآن يفوز هؤلاء القادة في الانتخابات ويصبحون ركناً معلناً ورسمياً من أركان النظام الإسرائيلي. 

مَن يستطيع إذن أن يتنبّأ بسلوكهم في مقاعد الحكم واتخاذ القرار؟

معسكر الصهيونية الدينية لن يجد الطريق سهلاً لإملاء رؤيته السياسية على المجتمع الإسرائيلي نفسه، كما يتوقع المفكر الفلسطيني عزمي بشارة، الذي يرى أن هناك "تحدياتٍ داخلية في فرض توجّهاته الدينية على المجتمع العلماني في إسرائيل، والتدخل في قوانين الأحوال الشخصية عبر إحداث ثورة قضائية تُعلي من شأن أحكام الشريعة اليهودية على حساب القوانين الوضعية".


التهديد الأكبر سيكون تجاه إسرائيل نفسها

يُمثِّل هذا الصعود اليميني أكبر تهديد تواجهه دولة الاحتلال التي تدَّعي الديمقراطية والانفتاح.

قد تُسهم الفاشية السياسية الدينية في الدولة العبرية في التأثير سلباً على العلاقة مع حلفاء إسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى رأسهم المجتمع اليهودي الأمريكي الليبرالي.

وقد تفتح هذه المرحلة الباب لمواجهة عسكرية جديدة مع المقاومة في غزة، أو معارك أخرى مفتوحة مع المقاومين في الضفة الغربية ومرابطي القدس، الذين أظهروا استبسالاً كبيراً في مواجهة المد الصهيوني العنيف، سواء من طرف الجيش والشرطة أو من طرف المستوطنين. 

وقد تتصرف إسرائيل الجديدة على أساس أنها هي التي تحمي المصالح الغربية، ولذا يجب أن تحدّد أهدافها، بما في ذلك توجيه ضربة عسكرية لإيران. وهو إزعاجٌ يعرقل سلاسة التحرّكات الأمريكية، عالمياً وفي المنطقة، حسب صحيفة نيويورك تايمز، التي تضيف في النهاية أن قادة المستوطنين الأكثر دموية كانوا على الدوام ظاهرة يخجل منها أغلب الإسرائيليين، والآن يفوز هؤلاء القادة في الانتخابات ويصبحون ركناً معلناً ورسمياً من أركان النظام الإسرائيلي. 

مَن يستطيع إذن أن يتنبّأ بسلوكهم في مقاعد الحكم واتخاذ القرار؟