إسرائيل في "عام العزلة"

انتصارات حققتها "سيف القدس" لتصبح أهم الحروب التي تُغيّر شكل الصراع إلى الأبد وتحاصر دولة الاحتلال باتهامات العنصرية وجرائم الحرب

كل المقدمات كانت تشير إلى نصر إسرائيلي سريع وحاسم على غزة.

الغارة الجوية واسعة النطاق التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي على القطاع، فجر 14 مايو/أيار 2021، كانت أوسع حملة يقودها سلاح الجو منذ عام 1967.

وكانت بمشاركة 160 طائرة مقاتلة.

لكن هذه المرة كانت الكلمة لشعب الجبارين، الذي فاجأة الصديق قبل العدو بالرد الهائل.

كانت الكلمة لصاروخ "قسام" وإخوته.

عندما رفض أبناء حي الشيخ جراح في القدس مغادرة بيوتهم قسراً، انطلق التحذير من غزة: حذرت كتائب القسام الدولة العبرية من التصعيد، وأمهلتها "لسحب قواتها والمستوطنين من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح" في القدس الشرقية المحتلة.

انتهت المهلة، وانطلقت الصواريخ باتجاه إسرائيل، حيث سمعت أصوات صافرات الإنذار في القدس.

وتحت اسم "سيف القدس" أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية عمليتها العسكرية رداً على جرائم الاحتلال.

رأت إسرائيل للمرة الأولى غزة ترميها باللهب من البر والبحر والجو، وأصيب المواطنون بالذعر من مشاهد "رشقات" الصواريخ التي تضيء ليل فلسطين.

من بين المدن التي دقت فيها الإنذارات تل أبيب، بتاح تكفا، ريشون لتسيون، حولون، روش هاعين، أسدود، بلدات السامرة ومحيط مطار بن غوريون.

خلقت معركة "سيف القدس" آلية جديدة في القتال والاشتباك والمواجهة، لن تكون "إسرائيل" قادرة على التخلص منها أو الإفلات من تداعياتها على كل المستويات؛ العسكرية والأمنية والسياسية.

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قال إن  معركة سيف القدس ضد الغطرسة الصهيونية تعد انعطافة تاريخية ونقطة تحول كبيرة في تاريخ الصراع الفلسطيني مع المعتدين.

انعطافة تاريخية لأن أبناء فلسطين يعتبرونها انتصاراً نوعياً على آلة الحرب الإسرائيلية، وللانتصارات دائماً ما يليها.

الكثير من أوراق اللعبة يتغير بسرعة محمومة منذ انطلقت الرصاصة الأولى، إلى أن وضعت الحرب أوزارها.

التقرير التالي يستعرض هزائم إسرائيل وخسائرها سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وأبرز ما حققته المقاومة في الجولة الرابعة من حروبها مع دولة الاحتلال، وأهم التغييرات التي لحقت بأوراق القضية الفلسطينية، وكيف زادت موقعة "سيف القدس" من العزلة المادية والمعنوية لإسرائيل.

سياسي


أكبر انقلاب على إسرائيل في تاريخ واشنطن

في مبنى الكابيتول حيث الكونغرس الأمريكي، أضحت أصوات الديمقراطيين المنتقدة للأعمال العسكرية الإسرائيلية أكثر صخباً من أي وقت مضى، وربطت القضية بمناقشات العدالة العرقية والاجتماعية في أمريكا.

لكن الانتقاد المتزايد لأفعال إسرائيل يتجاوز بكثير الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي. ليصل إلى السيناتور بوب مينينديز، أحد أقوى حلفاء إسرائيل الديمقراطيين، الذي أدان بشكل حاد الضربات الصاروخية التي شنتها إسرائيل على غزة، كما ورد في تقرير لصحيفة Telegraph 

ومع إصرار إسرائيل على المضي قُدماً في عملية غزة "حتى يتم تحقيق هدفها"، أظهر التقدميون في الكونغرس استعدادهم لاتخاذ مزيد من الإجراءات. إذ قُدم قرار الأربعاء يعارض بيع أسلحة عسكرية بقيمة 735 مليون دولار لإسرائيل وافقت عليه إدارة بايدن.

على الرغم من كون ذلك مجرد خطوة رمزية، فإن مَن يقفون وراءها يقولون إنهم يعتزمون إرسال رسالة إلى كل من نتنياهو وبايدن مفادها: لم يعد بإمكانكما الاعتماد على دعمنا الثابت.

الجناح التقدمي الجديد في الحزب الديمقراطي أصبح الآن معادياً بشكل علني، ليس فقط لأفعال إسرائيلية معينة، ولكن، على ما يبدو، لإسرائيل نفسها.

ويقول خبير استطلاعات الرأي جون زغبي، الذي طالما عارض المواقف الأمريكية بشأن الشرق الأوسط، إن هذا التحول "جذري ومزلزل". ويزيد تعاطف الأجيال الأصغر مع الفلسطينيين، وهذه الهوة العمرية أصبحت واضحة تماماً داخل الحزب الديمقراطي.

إدارة هذا الصراع أشبه بركوب دراجة

"أحسنت إدارة "بايدن" في تدخلها على أعلى مستوى لإجبار "نتنياهو" على وقف عمليات الإخلاء القسري وعنف الشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية. وبالرغم من أن هذه الضغوط أثبتت أنها كانت بعد فوات الأوان، فإنها أظهرت فاعلية المشاركة رفيعة المستوى في الوقت المناسب.

ولكن بمجرد أن تهدأ النيران الحالية، ستحتاج إدارة "بايدن" إلى إدارة الصراع بطريقة تساعد على خلق أفق سياسي للفلسطينيين، بشكل يمنحهم الأمل في أنهم سوف يتمتعون في النهاية بـ"شكل من الحرية والأمن والازدهار والديمقراطية".

وعلى الجانب الفلسطيني، يجب تشجيع "عباس" على إعادة جدولة الانتخابات. وكان الفلسطينيون متحمسين لفرصة التصويت لاختيار قيادتهم للمرة الأولى منذ 15 عاماً. وقد ساهمت خيبة الأمل التي شعروا بها عند إلغاء الانتخابات في تفجر العنف.

كما تظهر المواجهة الأخيرة، فإن إدارة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أشبه بركوب دراجة؛ بحيث إذا لم تتقدم للأمام، فسوف تسقط."

مارتن إنديك

سياسي أمريكي والسفير الأمريكي الأسبق لدى إسرائيل

اتفاقيات التطبيع العربي في اختبار صعب

اتفاقات التطبيع التي وصفها نتنياهو بأنها "محور التاريخ" أصبحت بين ضحايا عملية "سيف القدس".

بدأت الاتفاقات تتهاوى أمام الغضب الفلسطيني المتصاعد، من القمع والتهجير القسري طويل الأمد.

حتى الدول التي طبّعت مؤخراً مع دولة الاحتلال ضمن خطة لتصفية القضية الفلسطينية وتهميشها لصالح شراكات سياسية واقتصادية، اضطرت لإدانة سلوك "إسرائيل" تحت وطأة صمود الفلسطينيين، وضربات المقاومة.

ودولة مثل الإمارات قالت سابقاً إن التطبيع سيمنحها نفوذاً للتدخل لدى الطرفين لإنهاء الصراع الطويل، غير أن الواقع الجديد يقول إنها لا تملك هذا النفوذ، خاصة أن الجهود الكبيرة تجري بمعرفة مصر وقطر، اللتين تملكان علاقات مع حماس، التي لا تتعامل معها واشنطن مباشرة؛ لأنها تصنفها إرهابية.

عسكري


هزيمة عسكرية للجيش "الذي لا يُقهر"

قبول إسرائيل بوقف لإطلاق النار هو "إعلان هزيمة وهروب من الميدان أمام ملحمة النصر التي تسطّرها المقاومة، التي تمكّنت بوحدة موقفها وثورة شعبها من أن تخترق حصون العدو، وتبدّد أوهامه، وتفرض قواعد اشتباك جديدة". 

قالها مشير المصري، القيادي في حركة "حماس"، مضيفاً أنّ كلمة المقاومة "ستبقى هي العليا".

فهل كانت الهدنة اعترافاً إسرائيلياً بالهزيمة حقاً؟

خلال 11 يوماً فقط، أطلقت المقاومة أكثر من 4100 صاروخ، مقابل 4500 صاروخ خلال حرب 2014 التي دامت 51 يوماً.

لكن الفارق ليس في الرقم فقط.

هناك تطور كبير في القوة التفجيرية والدقة والمدى.

صواريخ 2021 أضحت تغطي كل مدن الاحتلال وبلداته على مدى 250 كيلومتراً، وتُجبِر نحو 5 ملايين إسرائيلي على الاحتماء بالملاجئ، وهي سابقة لم تحصل في تاريخ دولة الاحتلال.

ولأول مرة أيضاً، تحجم القوات البرية للاحتلال، المدجّجةُ بدبابات “ميركافا” والمدرّعات والصواريخ عن اقتحام غزة.

واستهداف الغارات مخازن وأنفاقاً في غزة لم يُغيِّر من الإنجاز الاستراتيجي التي حققته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) واستطاعت فيه تحريك الأمور في غزة والضفة ولبنان وسوريا وحتى إسرائيل، كما يرى المحلل الإسرائيلي آفي إيزاكشاورف.

فشل عسكري آخر رصده تقرير في يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، هو الاستهانة بالقدرات الصاروخية لحماس وحركة الجهاد الإسلامي، لدرجة أن قوة الردع الإسرائيلية باتت شبه معدومة.

يضيف: في الماضي كانت تلك الصواريخ تسقط في البحر أو تنفجر في الجو، لكن الصواريخ التي أُطلقت هذه المرة لم تكن فقط مدججة بالمتفجرات، بل كانت دقيقة إلى درجة لم تتخيلها إسرائيل من قبل.

إدارة فاشلة وصراع بين السياسي والعسكري

حرب غزة الأخيرة تُثبت "بصورة لا لبس فيها أن إسرائيل خرجت إليها من دون استراتيجية، ومن دون أيّ تخطيط للمستقبل، ومن دون أيّ خطة سياسية لليوم التالي".

هذا ما يقوله المحلِّل الإسرائيلي تشيلو روزنبرغ، مضيفاً أن "المعركة أُديرت بصورة معكوسة"، فبدلاً من أن يعمل جيش الاحتلال الإسرائيلي وفق توجيهات المستوى السياسي، الذي يحدّد الأهداف والاستراتيجية الكُبرى، "تبيّن أن المجلس الوزاري المصغَّر يفتقد أيَّ أهمية، لأن أغلبية أعضائه ليس لها علم بما يجري، ورئيس الحكومة قَلِق من قضاياه الشخصية، وهكذا يصدف أنه، في أوقات أشدّ الأزمات، لا توجد قيادة لإسرائيل". 

وزاد الفزع أوساط القادة المتقاعدين من الصورة التي ظهر بها الجيش  الإسرائيلي في حربه على القطاع المُحاصر، وعدَّد اللواء احتياط إسحاق بريك سلسلة الإخفاقات الدبلوماسية والأمنية الإسرائيلية، مضيفاً: "ما نختبره اليوم  هو رأس جبل الجليد، في مقابل ما سيحدث إذا دخل حزب الله".

لم ينقسم المجتمع الاسرائيلي أبداً بهذه الطريقة


نعم، الجيش الإسرائيلي يحقق إنجازات عظيمة في العملية، ولكن في غضون ذلك يبدو أن المنزل ينهار من الداخل.
إسرائيل تكسب المعارك بالتأكيد، لكن يبدو أن حماس تكسب الحرب.
في غضون أسبوع واحد فقط نجحت حماس في إشعال صراع أهلي بين اليهود والعرب داخل إسرائيل وإثارة واحدة من أكبر الحروب مع غزة في السنوات الأخيرة.
لقد رأت حماس الوضع واستغلته لمصلحتها، وأثارت الغضب والأذى المتصاعد في عموم المجتمع الإسرائيلي. 
ربما أشعلوا عود الثقاب لكننا بالتأكيد جهزنا الحطب.
لقد خلقت المعركة الأخيرة جروحاً عميقة في وجه المجتمع الإسرائيلي ستستغرق شهوراً، إن لم يكن سنوات للشفاء. 
وربما يكون المجتمع الإسرائيلي أكثر انقساماً مما كان عليه في أي وقت مضى.

الكاتب الإسرائيلي
تسيفي جوفري Tzvi Joffre

عن صحيفة Jerusalem Post

اقتصادي


فاتورة الخسائر التفصيلية غير جاهزة الآن

خلال حرب 2014 التي استمرت سبعة أسابيع بين إسرائيل وحماس، قدر البنك المركزي الإسرائيلي أن الاقتصاد خسر حوالي 1.074 مليار دولار أمريكي، بالإضافة إلى نفس المبلغ تقريباً من الأضرار التي لحقت بقطاع السياحة.

لكن الأرقام غير جاهزة حتى الآن للكشف عن مدى الخسائر الاقتصادية والأضرار المادية التي لحقت بدولة الاحتلال.

في كشف الحساب الذي أعدته وكالة رويترز لخسائر الحرب الأخيرة، قالت إن الاقتصاد الإسرائيلي انكمش 6.5% في الربع الأول نتيجة جائحة فيروس كورونا، ثم جاءت المواجهة مع حماس لتحد من تعافي الاقتصاد.

الخسائر التي تكبدها الاقتصاد بين 11 و13 مايو/أيار بلغت 166 مليون دولار، مع تعرض جنوب إسرائيل ووسطها لقصف صاروخي مكثف من غزة. 

ولا يتضمن هذا الرقم أي أضرار لحقت بالمصانع.

وقال البنك المركزي الإسرائيلي ووزارة المالية ورابطة المصنعين إنه ليست لديهم حتى الآن بيانات محدثة عن الأضرار الاقتصادية الكاملة التي سببتها الصواريخ من غزة، لكن هناك مؤشرات على خسائر كبيرة:

بعض الناقلات اضطرت إلى تحويل مسارها إلى موانئ إسرائيلية أخرى بسبب الصواريخ مما أخَّر تسليم الوقود.

أُصيب خط أنابيب تابع لشركة طاقة إسرائيلية مملوكة للدولة في هجوم صاروخي.

علقت العديد من شركات الطيران الدولية رحلاتها من وإلى مطار بن غوريون الرئيسي في إسرائيل بالقرب من تل أبيب.

كما تضرَّر قطاع السياحة باستهداف صواريخ المقاومة لشواطئ تل أبيب.

وباندلاع احتجاجات ومواجهات غير مسبوقة بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين في مدن الداخل الفلسطيني.

تقرير من "عربي21" يستند إلى تقديرات خبراء اقتصاد وبيانات رسمية وإعلامية للاحتلال يُقدِّر الخسائر اليومية للاحتلال بنحو 250 مليون دولار، منها حوالي 37 مليون دولار للإنفاق العسكري على الجيش، دون حساب خسائر القبة الحديدية.

أي أكثر من 2.5 مليار دولار حتى وقف إطلاق النار.

وتقدم أكثر من 4 آلاف إسرائيلي ببلاغات عن أضرار كبيرة لحقت بالمنازل والشقق والسيارات والأثاث المنزلي وغيرها من الممتلكات جراء إطلاق الصواريخ من غزة خلال الأيام الثمانية الأولى من العدوان.

ومع استمرار الحرب تراجعت المعاملات التجارية والاقتصادية في سوق المال والبورصة والمصارف الإسرائيلية بشكل غير مسبوق، فيما سجلت العملة الإسرائيلية (الشيكل) انخفاضاً قبالة الدولار.

إغلاق المطار الرئيسي وضربة كبيرة للسياحة

في سابقة هي الثالثة في تاريخها، اضطرت إسرائيل إلى إغلاق مطار "بن غوريون"، المطار الرئيسي، الذي يعد بوابتها إلى العالم الخارجي، خوفاً من تعرضه للإصابة بصواريخ المقاومة، التي سقط بعضها في محيطه. 

إسرائيل بلا مطارات مدنية.

كانت إسرائيل على وشك الاحتفال بخفض التحذير من السفر إليها في ضوء تحسن الوضع الوبائي فيها.

لكن مستوى التحذير ارتفع من الدرجة الثانية إلى الثالثة، على مقياس من أربع درجات، بفضل انتفاضة القدس، وردّ المقاومة من غزة.

ثم أوصت الولايات المتحدة رعاياها بعدم الذهاب إلى قطاع غزة والضفة الغربية حيث رفعت مستوى التحذير إلى أقصى درجة.

وقررت شركات الطيران العالمية إلغاء الرحلات الجوية إلى المطارات الإسرائيلية.

ووصفت الصحف قرار شركات الطيران العالمية تعليق رحلاتها بأنه "خطوة تركت إسرائيل وشركات طيرانها المحلية وحيدة في الساحة".

حتى مع فرضية عودة السياحة، فإن المدن المختلطة داخل الخط الأخضر باتت تعيش حالة من العصيان والاشتباكات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لم تشهدها منذ عقود.

حقول الغاز وأنابيب النفط في مرمى الغضب الفلسطيني

لعل أكثر التطورات خطورة بالنسبة لإسرائيل نجاح المقاومة في ضرب خط أنابيب إيلات-عسقلان، أحد بدائل عبور النفط بدلاً من قناة السويس.

من غير المعروف مدى تأثير إغلاق منصة الغاز على التوجهات الإماراتية بشأن الاستثمار في قطاع الغاز الإسرائيلي، لكن الضربة ستقلص من حماس الشركات العالمية، وتحديداً الأمريكية، للاستثمار في هذا القطاع، وفق محللين في قطاع الطاقة.

فيديو دقيقتان: حرائق بعد قصف المنشأة النفطية في مدينة عسقلان

بعد ساعات قليلة من اختراق صواريخ المقاومة القبة الحديدية، أمرت إسرائيل شركة شيفرون الأمريكية Chevron بإغلاق منصة إنتاج حقل "تمار" التي تقع شمال غرب قطاع غزة بنحو 2 كيلومتر فقط.

الخسائر اليومية بسبب توقف حقل تمار عن العمل لا تقل عن 6 ملايين دولار.

تخوف شيفرون من أمرين رئيسيين

عدم وجود مسارات متعددة لتصدير الغاز الإسرائيلي سوى عبر خط العريش-عسقلان وفق صفقة الغاز مع مصر، وخطوط داخلية إلى الأردن، وهي كميات محدودة جداً.

والأمر الثاني هو التهديدات التي يمكن أن تصيب البنية التحتية لحقول الغاز الإسرائيلية في مياه المتوسطي.

وتمكنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في 12 مايو/أيار 2021 من استهداف حقل "تمار" بطائرة مسيّرة من طراز شهاب، ناهيك عن محاولة استهدافه بغواصة مسيّرة، وهو ما تسبب في النهاية في تعطيل العمل في الحقل.

تغريدة: صور لآثار قصف صاروخي نفذته فصائل المقاومة الفلسطينية على منشأة نفطية في مدينة عسقلان

حملات المقاطعة التجارية في الضفة

ليكن عام 2021 عام زيادة عزلة إسرائيل عالمياً في كل المجالات!

هكذا قالها محمود نواجعة، المنسق العام لحركة BDS في الضفة الغربية.

تعرّف الحركة نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها "حركة فلسطينية المنشأ عالمية الامتداد، تسعى لمقاومة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني والأبارتايد الإسرائيلي، وصولاً إلى حق تقرير المصير لكل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات".

تسعى الحركة إلى عزل النظام الإسرائيلي أكاديمياً وثقافياً وسياسياً، وإلى درجة ما اقتصادياً.

"المقاطعة تعتبر شكلاً من أشكال العصيان المدني، فمن غير المنطقي أن تقوم إسرائيل بقتل الأطفال في غزة، وضرب النساء في القدس والشيخ جراح، ولا نزال نشتري بضائعها وندعم منتجاتها اقتصادياً، خاصة أننا على دراية أن 16% من أرباح المنتج الإسرائيلي في الضفة تذهب للجيش". يضيف نواجعة أنه في حال قاطع المستهلك الفلسطيني 10% فقط من المنتجات الإسرائيلية التي تغرق الأسواق، سيوفر ذلك 70 ألف فرصة عمل للشباب سنوياً".

مكاسب المقاومة


حركة حماس تعود إلى شبكة الاتصالات الدبلوماسية

لم تكن غزة مدعوة رسمياً إلى المواجهة، لكنها قررت دعم القدس في لحظة مثالية.

لحظة ظن فيها كثيرون أن الشعب الأعزل لم يعد له حيلة لمنع العدو من التمادي، وهذا ما كان واضحاً مع بدايات التحرش بأهالي حي الشيخ جراح.

لكن غزة دخلت على الخط، لتبشر المقدسيين، وتعلن أن مقاتليها موجودون، وأن الهدف الآن ليس الدفاع عن غزة، بل القدس وعموم فلسطين.

الجديد في معركة سيف القدس أن غزة دخلتها بثقة، كما لو تبدو استشرفت هذه الحرب، وأنها واقعة لا محالة.

سرعة المبادرة العسكرية، ومفاجأة الصواريخ بعيدة المدى والخطاب السياسي العقلاني، جعلت العالم يعيد النظر إلى ما يجري في غزة، ويعيد حساباته بشأن الطرفين..

بعد "سيف القدس" سيحتاج الاتحاد الأوروبي من الناحية الواقعية إلى التعامل مع حركة حماس بوجه أو بآخر، لأنها جزء من الحل للصراع مع إسرائيل.

هكذا تحدث مسؤول أوروبي رفيع بعد الهدنة، وهو يضيف أن التعامل مع حماس مشروط بتحقيق المصالحة الفلسطينية أولاً، موضحاً أنه بعد ذلك يمكن للاتحاد الأوروبي أن ينتظم في اتصالات غير مباشرة مع الحركة.

ولفت المسؤول إلى أن هذه الاتصالات يمكن أن تكون عبر وسيط ثالث، مؤكداً في هذا السياق أن الجهة التي يمكن من خلالها الاتصال بشكل غير مباشر مع حماس هي قطر ومصر.

وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قالت الخميس -قبل إعلان الاتفاق- إن "المحادثات غير المباشرة" مع حماس ضرورية لإعطاء دفع للجهود الرامية إلى إنهاء العنف.

هكذا هزمتنا حماس بنتيجة 4/واحد

في المعركة الحالية مع حماس، إسرائيل متخلّفة كثيراً. 
حماس لديها أربعة إنجازات ضخمة: 

1 يمكن لحماس أن تقدّم نفسها على أنها الجهة التي تربط جزءاً من عرب 48 بالمعركة ضد إسرائيل، لأول مرة منذ قيام الدولة.

2 الإنجاز الثاني، هو استغلال فرصة إهمال إسرائيل تنصيب حماس كحامية القدس وجبل الهيكل (أي الحرم القدسي) في نظر كل عربي ومسلم في العالم. 

3 الإنجاز الثالث تموضع حماس، على خلفية ضعف السلطة الفلسطينية، على أنها الجهة المهيمنة في الساحة الفلسطينية. 

4 الإنجاز الرابع هو كشف ضعف منظومة الدفاع الإسرائيلية ضد الصواريخ، أمام زخّات من قذائف صاروخية كثيفة تُطلق خلال وقتٍ قصير نحو نفس النقاط. 

باستعارة من كرة القدم، حالياً نحن متخلّفون 4-1. 

الخسارة يمكن أن تزيد مع المزيد من نجاحات حماس. والفارق يمكن أن يتقلص إذا كانت لنا إنجازات دراماتيكية. مثلما تبدو عليه الأمور، التعادل هو أقصى ما يمكن أن نؤمّله في إسرائيل الآن. 

سالاي ميريدور Sallai Meridor
رئيس الوكالة الصهيونية وسفير اسرائيل في واشنطن 2005–2009

المقال في صحيفة يديعوت أحرونوت/ عن ترجمة موقع الميادين

الفلسطينيون بالداخل يعودون إلى صدارة المشهد

كورونا هي أول أزمة قاتلة في إسرائيل لا تتعلق بنزاعها مع العالم العربي، جعلت المواطنين العرب أقرب إلى التيار الرئيسي بالمجتمع الإسرائيلي، والدليل على ذلك ما حدث في القطاع الطبي. 

وفقاً لتقديرات الحكومة الإسرائيلية، فإن حوالي 17% من الأطباء، و 24% من الممرضات من العرب.

ركزت تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية لفيروس كورونا على فلسطينيات بالحجاب وعلى التعايش في أجنحة التنفس الاصطناعي. 

إحدى القصص التي أعجبت الإسرائيليين تحكي عن الممرض الفلسطيني إبراهيم ماهر، الذي تلا صلوات من الكتاب المقدس لدى احتضار يهودي أورثوذكسي بالمستشفى، في غياب أسرته.

ثم جاء القتال في غزة وفي شوارع المدن الإسرائيلية بعد انتفاضة حي الشيخ جراح.

وانهارت الشراكة التاريخية.

وبدا واضحاً أن قدرة إسرائيل على تشكيل هوية مدنية مشتركة للعرب واليهود مرتبكة بسبب الوضع الأمني. 

يتساءل اليهود كيف يمكنهم الوثوق بعرب 48: إنهم أقلية متحالفة ثقافياً وعاطفياً مع أعدائهم، إنهم يرفضون الهوية اليهودية للدولة.

ويتساءل فلسطينيو 48 عن نهاية هذا التاريخ الجائر من مصادرة إسرائيل للأراضي. 

وعن التمييز في الميزانية بين المواطن اليهودي والمواطن العربي الأصل.

الرسالة التي يتلقاها العرب من الهوية اليهودية للدولة ورموزها هي أنهم "لا ينتمون تماماً" إلى هذا الكيان.

تم تعزيز هذه الرسالة في عام 2018 بقانون الدولة القومية، الذي أقره اليمين على الرغم من اعتراضات الوسط واليسار.

قانون يعرّف إسرائيل كدولة يهودية، ولكنه يتجاهل هويتها الديمقراطية.

لكل ذلك شارك عرب الداخل في انتفاضة القدس.

ثم أتى الإضراب الفلسطيني الكبير الذي حمل شعار "إضراب فلسطين من البحر إلى النهر" يوم 18 مايو/أيار ليعطي زخماً شعبياً كبيراً لوحدة الحراك الشعبي في فلسطين الانتدابية.

في الوقت نفسه يبدو الشرخ الكبير الذي حدث لليهود والفلسطينيين في هذه المناطق غير قابل للترميم بسهولة، فاليمين الإسرائيلي المتطرف أعاد شكل العلاقة بين الطرفين في المدن المختلطة إلى ما كانت عليه الأوضاع في بداية إنشاء الدولة عشية النكبة.

أشعر بالقلق الشديد من الرعب الذي نعيشه 

حتى مع سقوط الصواريخ، يتبادل المواطنون العرب والمواطنون اليهود الهجوم على بعضهم بعضاً أكثر من الصواريخ.

أنا قلق من الرعب الذي قبلنا التعايش معه. 

كيف نتغلب على الكراهية والخوف؟

لكي يشكل الإسرائيليون هوية مدنية مشتركة، يحتاج اليهود إلى الوفاء بوعدهم لدى تأسيس دولة إسرائيل.
ذلك الوعد بمنح المساواة الكاملة لجميع المواطنين.
على إسرائيل الآن طمأنة العرب بأن كلمة "إسرائيلي" ليست مرادفاً لكلمة "يهودي". 
وعلى العرب أن يتقبلوا حقيقة أن إسرائيل لن تتخلى عن هويتها والتزاماتها اليهودية.

يوسي كلاين هاليفي

كاتب إسرائيلي ومؤلف "رسائل إلى جاري الفلسطيني"

أوراق "القضية"


نهاية "الرواية اليهودية" للاستيلاء على فلسطين

عبارة للكاتب الأمريكي الإسرائيلي رفائيل ميمون، لم يكن له أن يصوغها قبل معركة سيف القدس بهذه الجرأة.

"في المجتمع اليهودي الذي نشأت به، كان الحب والدعم غير المشروط لإسرائيل هو القاعدة، فقد تم القضاء على اليهود تقريباً بسبب المذابح والمحارق المتكررة، وكانت الدولة اليهودية هي السبيل الوحيد للحفاظ على سلامتنا. 

لقد تمت تغذية مجتمعي اليهودي بسرد تاريخي منفصل عن الواقع، وهو أن فلسطين كانت إلى حد كبير، صحراء غير مأهولة بالسكان قبل أن نستقر بها، وهو ما نسميه: حرب الاستقلال الإسرائيلية.

لكنها رواية خاطئة ومنفصلة عن الحقائق التاريخية، والصهيونية لا تفضي إلى سلام عادل".

اختتم ميمون مقاله بالقول إن دولة الفصل العنصري لن تغيِّر نفسها عن طيب خاطر، فالإجراءات الدولية هي الوحيدة التي يمكن أن تدفع إسرائيل نحو إنهاء الاحتلال.

إسرائيل تخسر شرعية "قضيتها" 

بغض النظر عن عدد أميال أنفاق غزة التي دمّرتها إسرائيل، وعدد سنوات الردع التي كسبناها قبل أن تستعيد حماس قدرتها العسكرية، هناك شيء واحد جلي هو أن إسرائيل خسرت، وأن حماس انتصرت.

هذا ما خلص إليه الحاخام الإسرائيلي الدكتور دونيل هارتمان، في مقال حذر فيه من أن أصدقاء إسرائيل في جميع أنحاء العالم يعانون قلقاً متزايداً بشأن شرعية قضيتها، ويجدون صعوبة في شرحها للآخرين وبخاصة لأطفالهم.

تبدو هجمات حماس الصاروخية واستهداف المدنيين الإسرائيليين بمنزلة ضربة مشروعة في وجه الظالم، في حين يُنظر إلى محاولة إسرائيل الحد منها على أنها مظهر آخر من مظاهر إساءة استخدامها السلطة.

تحولت إدانات طريقة تعامل إسرائيل مع الحرب من التركيز على غزة إلى نقد مبدئي لإسرائيل نفسها قد يمثل نقطة تحوُّل أصبحت معها إسرائيل دولة فصل عنصري "تقريباً".

بل أصبح رفض إسرائيل الآن على نطاق واسع في الدوائر التقدمية مسألة عدالة اجتماعية، وضرورة أخلاقية، وفقاً للكاتب.

العالم يطالب الآن برفع الحصار عن القطاع

وسط مشاهد الدمار التي خلَّفتها الغارات الإسرائيلية على غزة، كانت السيدة لين هاستينجز، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، تتجول وتتحدث مع الناجين في شارع الوحدة بغزة المتضرر بشدة من قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي قال مسؤولو صحة فلسطينيون إن 42 شخصاً قُتلوا فيه خلال الضربات الجوية الإسرائيلية، بينهم 22 من أفراد عائلة واحدة.

بعد جولتها بالمدينة، قالت كبيرة مسؤولي الأمم المتحدة للمساعدات بمنطقة الشرق الأوسط إنها تحدثت إلى الأسر هنا. "قالوا جميعاً إنه لم يعد لديهم أي أمل، يشعرون بأنهم لا يتحكمون في حياتهم، ووضعهم عاجز، على حد تعبير إحدى السيدات".

وقالت المسؤلة الأممية إن الأمم المتحدة تطالب إسرائيل منذ وقت طويل، برفع الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة منذ عام 2007، "يجب أن ينتهي هذا الحصار".

هناك 4 مغالطات في تحليل الانتفاضة.. وحقيقة جديدة

المغالطة الأولى ربط إجرام "إسرائيل" بأوهام اليمين الإسرائيلي وترامب... 

لا، هذه هي الصهيونية والأمركة، بيمينهما ويسارهما، ولن تنتهي المشكلة بسقوط نتنياهو. فليس تبديل الإدارات ما يضع لها حداً، وإنما القوة، الأشدُّ إنباءً من كل شيء.

المغالطة الثانية القول إن الفلسطينيين أدركوا الآن أنهم وحدهم، كما كانت الحال في الانتفاضات السابقة. 

والحقيقة أن كل شوارع العالمين العربي والإسلامي، وحتى شوارع العالم، تدلّل على أنهم ليسوا وحدهم، بل إن الانقسام العمودي بين محور مقاوم ومحور مستسلم هو القديم الجديد. 

أمّا المغالطة الثالثة فهي أن "كل الفلسطينيين يشاركون في هذه الانتفاضة على عكس سابقاتها". 

وهذا أيضاً غير صحيح، فالانتفاضة الثانية حملت اسم "انتفاضة الأقصى"، وكانت انتفاضة كل هؤلاء. 

أمّا الجديد، والذي يستحق التركيز، فهو انتفاضة أراضي الثمانية والأربعين. من المدن، إلى بدو النقب الذين يخوضون صراعاً منذ عقود مع الحكومة الإسرائيلية التي تريد نقلهم من مَضاربهم ومنازلهم لأنها قريبة من ديمونا، وهم يرفضون ويقاومون، كأهالي الشيخ جرّاح.

الكاتبة حياة الحويك عطية

موقع إضاءات

ما يجري هنا نظام للفصل العنصري 

تجرأ العالم ووصف ما تفعله إسرائيل هنا بما يستحق: الفصل العنصري.

وكان هناك أكثر من "شاهد من أهلها".

الناشط الحقوقي الإسرائيلي رافائيل ميمون اعتبر في مقال له بصحيفة واشنطن بوست Washington Post الأمريكية أن الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية هو نظام فصل عنصري بكل المقاييس، حيث يوجد نظامان قانونيان لمجموعتين عرقيتين، فحين يرتكب يهودي وعربي نفس الجريمة في الضفة الغربية فإن اليهودي يمثل أمام محكمة مدنية، فيما يمثل العربي أمام محكمة عسكرية.

وشبه الكاتب الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين بنظام الفصل العنصري السابق في جنوب إفريقيا، والذي انهار تحت ضغوط العقوبات الدولية وحظر الأسلحة والمقاطعة العالمية.

الحرب كشفت عن "السقوط الأخلاقي" لدولة الاحتلال

ظهر خلال المواجهة الأخيرة انتقادان أخلاقيان لإسرائيل:

أولاً، التباين الكبير في ميزان القوى بين إسرائيل وحماس، إذ تمتلك إسرائيل جيشاً ذا قدرات هائلة، ينعم بحماية القبة الحديدية، ويحمل أحدث الأسلحة.

في حين لا تتوفر حماس إلا على قدرات عسكرية متواضعة جداً.

وذلك يعني أن هذه المعركة غير عادلة إذ لا يوجد فيها تكافؤ في القوة.

أما النقد الثاني فيركز على الفارق الكبير في خسائر الأرواح والبنى التحتية، إذ إن نسبة الخسائر البشرية لا تزيد حالياً على 10 إلى 1 لمصلحة إسرائيل، أما عند تقييم مدى الضرر اللاحق بالمباني والبنية التحتية فالفارق أضخم بكثير.

ربما كان رد إسرائيل الأولي على صواريخ حماس شرعياً، كما يقول النقاد، لكن هذه الشرعية انتهت منذ مدة طويلة، وكل يوم تستمر فيه إسرائيل في حملتها هو دليل إضافي على فراغها الأخلاقي، حسب الحاخام الإسرائيلي الدكتور دونيل هارتمان.

انتصرت غزة، فما الذي يمكن أن نقرأه في كتاب المستقبل، على أساس الواقع الجديد؟

سوف

تزداد شعبية المقاومة والمزيد من دول العالم تعترف بها.

تسقط استراتيجية "جز العشب" التي تبناها الاحتلال لإجهاض إمكانيات المقاومة بصورة دورية.

يتطور سلاح المقاومة من الدفاع إلى الردع.. 

يزداد الشعب الفلسطيني مقاومة ضد خيار التسوية السلمي الذي مهد لإسرائيل المزيد من قضم الأراضي والتنكيل بالفلسطينيين.

تضعف قبضة السلطة الأمنية على الضفة.

تتراجع حركة فتح بشكل سريع جداً مع انتهاء دورها السياسي المؤثر.

تتجدد المواجهات داخل الخط الأخضر.

يتراجع التأييد الغربي المطلق لدولة الاحتلال، بعد عقود من الدعم الأعمي الذي بلغ ذروته مع ادارة ترامب.

يتم إعلان الوفاة الرسمية لصفقة القرن، ربما باستثناء مشروع التطبيع الحماسيّ مع الإمارات.

تستعيد مصر دورها الإقليمي المؤثر بعد غياب لنحو 8 سنوات.

يزيد ارتباط القدس بغزة.

"فلسطين كائن حي لا يمرض ولا يموت. 
هي طائر الفينيق الذى ينهض دوماً من تحت الرماد كلما اقترب منه الخطر.
ومرحلة ما بعد سيف القدس ليست كما قبلها.
المستقبل القريب ستشهد كثيراً من بناء الاستراتيجيات الجديدة.
والمسار بعد حرب "سيف القدس" هو ميل متزايد للواقعية السياسية.
وتقليص فعلي لمساحات التنازع والاختلاف.
وتبلور نهائي لفكرة أن القضية تخص شعب فلسطين، ودور العرب داعم وليس مقرراً لمسار الصراع والتفاوض.
ما تحقَّق هو نصر مركَّب، شهد توحيد فلسطين من رأس الناقورة حتى أم الرشراش"، هكذا لخّص إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" نتائج المواجهة الأخيرة.
هذه المعركة أسقطت مشاريع التيئيس والتطبيع مع الاحتلال الصهيوني، لكن الفلسطينيين سيحتاجون إلى جهد كبير لبناء وحدة وطنية حقيقية، انطلاقاً من نتائج هذه المعركة.
والطريق إلى الدولة يبدأ بخطوة حمراء بدم الشهداء، خضراء بالحلم، في اتجاه العلم الفلسطيني.
الطريق إلى الدولة يبدأ من القدس وغزة معاً.