القدس..

انتفاضة "السكان الأصليين"

كل ما يجب معرفته عن أسباب الغضب الفلسطيني والخطط الإسرائيلية القديمة والجديدة لطمس هوية المدينة وسرقة الأرض والتاريخ

هكذا تولد العواصف التي تفاجئ العالم، وتجبره على إعادة اكتشاف الحقائق القديمة.. المؤلمة.

مطلع شهر رمضان 2021، أعلنت جماعات استيطانية إسرائيلية عن تنفيذ "اقتحام كبير" للأقصى يوم 28 من الشهر الفضيل والذي يتكرر كل عام، بمناسبة ما يسمى "يوم القدس" العبري الذي احتلت فيه إسرائيل القدس الشرقية عام 1967.

في الأسابيع السابقة للانتفاضة كانت مدينة القدس تشهد اعتداءات تقوم بها قوات الشرطة الإسرائيلية والمستوطنون، خاصة في منطقة "باب العامود" وحي "الشيخ جراح".

وصلت الاعتداءات الإسرائيلية ذروتها بالهجوم على المصلين في الأقصى والقدس بالرصاص وقنابل الغاز، وسقوط جرحى.

أظهرت الصور آثار الدمار الذي خلفه اقتحام جنود الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك، الإثنين 10 مايو/أيار 2021، حيث حرقوا المصاحف وكسروا النوافذ، في حين ارتفعت حصيلة ضحايا الاقتحامات وسط تجدد المواجهات في الحرم الشريف.

انتفاضة القدس المرشحة للتمدد هي الثمرة المُرة والمنطقية لعشرات السنين من تهويد المدينة واضطهاد سكانها "الأصليين".

تزعم إسرائيل أن المدينة بشطريها الغربي والشرقي "عاصمة موحدة وأبدية لها".

وتتمسك السلطة الفلسطينية بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المأمولة استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967، ولا بضمّها في 1981.

هذا التقرير يروي أصل حكاية حي الشيخ جرّاح، وسيرة المحاولات الإسرائيلية لسرقة مدينة بأرضها وتاريخها وثقافتها، لطمس هويتها، وضمها لباقي الأراضي المحتلة، وإلقاء أهلها في تيه المنافي والنزوح القسري.

تاريخ اسمه

حي الشيخ جراح

يقع حي الشيخ جراح على بُعد كلم واحد شماليّ البلدة القديمة على الطريق المؤدي ما بين مدينة  القدس المحتلة ورام الله، سُمّي "حي الشيخ جراح" نسبة إلى الشيخ حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراح، طبيب القائد صلاح الدين الأيوبي، أو ربما كان أحد أمرائه.

يطلق الصهاينة على الحيّ "نحلات شمعون"، ويزعمون أنه تأسس في 1891 على يد مدارس تلمودية يهودية.

عندما استقرت 28 عائلة فلسطينية في حي الشيخ جراح عام 1956، كانت تأمل بأن يكون هذا هو اللجوء الأخير، بعد أن تم تهجيرها من منازلها شمال غرب البلاد، إثر نكبة عام 1948.

العائلات التي ازداد عددها إلى 38 منذ ذلك الحين، تعيش نكبة متجددة يومياً، رغم توطينهم في هذه المنازل من قِبل الحكومة الأردنية عام 1956. وكانت الضفة الغربية تحت الحكم الأردني (1951-1967).

بعد حرب 1967 فوجئ سكان الشيخ جراح في سنة 1972 بتزوير منظمات استيطانية وثائق ملكية لبعض الأراضي الحيّ، وطالبت بإخلاء أربع عائلات فلسطينية تقطن فيها. 

وفي سنة 2001، جرت أول محاولة للاستيلاء على منازل فلسطينية في كرم الجاعوني بالقوة، حين اقتحم نشطاء من اليمين اليهودي المتطرف منزلاً ورفضوا مغادرته. 

في 2008، حكم من إحدى المحاكم الإسرائيلية قضى بأن جزءاً من حي الشيخ جراح "كان مملوكاً لليهود الشرقيين الذين استقروا هناك خلال العهد العثماني".

وفي 2010، صادق مجلس بلدية القدس على مشروع لبناء 16 وحدة سكنية للمستوطنين الإسرائيليين في الشيخ جراح.

وحتى انتفاضة أبناء القدس في 2021 كانت قد تلقت 12 عائلة فلسطينية بالحي قرارات بالإخلاء من المحاكم الإسرائيلية.

خريطة حي الشيخ جراح من القمر الاصطناعي

خريطة حي الشيخ جراح من القمر الاصطناعي

فلسطين 27: حكاية حي الشيخ جرّاح

فلسطين 27: حكاية حي الشيخ جرّاح

دراما حي الشيخ جراح وما يتعرّض له نموذج للتواطؤ السياسي والقضائي والاستيطاني ضد الوجود الفلسطيني.

ومنذ إعلان تأسيسها، أقرّت إسرائيل مجموعة قوانين لتعزيز الاستيطان اليهودي، واستهداف الوجود الفلسطيني ضمن سياسة التطهير العرقي الزاحف أو المباشر.

أبرز هذه القوانين معروف باسم "أملاك الغائبين"، الذي يتيح للسلطات الإسرائيلية الاستيلاء على أملاك الفلسطينيين الذين هُجّروا أو نزحوا أو تركوا «حدود دولة إسرائيل» حتى نوفمبر/تشرين الثاني 1947، باعتبار أنهم «غائبون»، تنتقل ممتلكاتهم لدولة إسرائيل، ويديرها وصيّ من قبل الدولة.

وهكذا فإن قانون العودة الإسرائيلي يعني "عودة اليهود" فقط! فالقانون نفسه يكفل حق اليهود القدوم إلى إسرائيل والتكفل بتسهيل هجرتهم.

وعقب البدء بإنشاء جدار الفصل العنصري عام 2002، التمس بعض أصحاب الأراضي الفلسطينية من سكان بيت لحم وبيت جالا من المحكمة العليا تأمين وصولهم إلى حقول الزيتون التي يملكونها في القدس. 

إلا أن ذلك لم يتم، وأخبرت السلطات في 2004 أصحاب الأراضي بأنها لم تعد ملكاً لهم وتم تحويلها إلى القيم على أملاك الغائبين، وفقاً لقانون أملاك الغائبين عام 1950.

وفي فبراير/شباط 2005 قال بنيامين نتنياهو وزير المالية في حكومة شارون الائتلافية وقتها: غالبية الشعب الإسرائيلي وحكومته اتخذوا قراراً بأن القدس تحت السيادة الإسرائيلية، مثل يافا، والرملة وعكا وبئر السبع وحتى إيلات وكريات شمونة".

وملحمة ضد التهويد

اسمها القدس

عند احتلال القدس الشرقية في يونيو/حزيران 1967، أصبح اليهود أغلبية في "القدس الموحّدة"، بنسبة 75% من مجموع سكان المدينة.

غير أن هذه الأغلبية تقلصت منذ ذلك الحين بالتدريج إلى أن وصلت إلى نحو 66%.

هكذا يمثل الواقع السكاني العربي بالقدس رعباً للدولة المحتلة.

ومن أجله تخطط إسرائيل لتغيير المدينة، وتغيير هذا الواقع السكاني أولاً.

حرب "غير تقليدية" تشنها إسرائيل ضد أهالي القدس، تسعى بها إلى طمس المعالم العربية والإسلامية والمسيحية للمدينة، وتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في المسجد الأقصى.

إنها حرب تهويد شاملة لا تُستخدم فيها الأسلحة التقليدية، بل تعتمد مصادرة البيوت والضغط على السكان ليغادروا قسراً.

الضغط يتم بكل أنواع المضايقات اليومية، والتهديد بسحب الهويات المقدسية، وحتى الإغراء المالي، لبيع منازلهم لمجموعات يهودية تعمل تحت عناوين مختلفة على الانتشار داخل الأحياء الشرقية من المدينة لتهويدها من داخلها.

"التطهير العرقي" في القدس بعد النكبة

كانوا يمارسون التطهير العرقي بفخر، ولا يخجلون مما جنته بنادقهم ضد أبناء القرى الفلسطينية العزل.

أمام طلبة المعهد الإسرائيلي للتكنولوجيا في حيفا عام 1969، قال أحد قادتهم الدمويين، موشيه دايان، إنه "جرى تشييد القرى اليهودية على أنقاض القرى العربية. إنكم لا تستطيعون حتى معرفة أسماء هذه القرى، وأنا لا ألومكم لأن كتب الجغرافيا لم تعد موجودة، والقرى العربية أيضاً ليست موجودة".

المدينة، التي كانت من أكثر المناطق ثراءً وازدهاراً في الشرق الأوسط قبل 1948، استقبلت بعد النكبة نحو 75 ألف لاجئ من الأراضي التي أصبحت تحت سيطرة عصابات الدولة الوليدة.

وبدأت آلة التخريب الإرهابية بحق السكان الأصليين وممتلكاتهم فور تأسيس إسرائيل.

بدأ المحتلون بهدم قرى اللطرون الثلاث، عمواس ويالو وبيت نوبا، غربي القدس، وتهجير سكانها.

ثم دخل المخربون للمدينة المقدسة.

  • تم هدم حارة الشرف، التي شملت حي المغاربة وعدداً من الأحياء المحاذية لها داخل القدس العتيقة، وتهجير سكانها قسراً إلى مخيم شعفاط.
  • ثم هدمت سلطات الاحتلال حي المغاربة بالكامل.
  • أزالوا 135 منزلاً وطردوا سكانها.
  • ثم هدموا مسجد البراق ومسجد الملك الأفضل.

وبدأت الحكومة الإسرائيلية بعدها ببناء أحياء جديدة مخصصة للمستوطنين اليهود، فضلاً عن استيلاء بعضهم على منازل هُجّر الفلسطينيون منها.

https://www.jadaliyya.com/Details/30059

https://www.jadaliyya.com/Details/30059

بعد هزيمة 1967 كان التهويد أسهل.. وأسرع

بعد 18 يوماً فقط من احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، وضعت الحكومة الإسرائيلية اللبنة الأولى في السيطرة على مدينة القدس "العربية" تمهيداً لتهويدها.

ثم بدأت في إنشاء مؤسسات تعمل على تزوير عقود ملكية للأراضي، كما سيأتي لاحقا.

وفي 18 أغسطس/آب 1967، قررت الحكومة الإسرائيلية تفويض رئيسها بتسريع عمليات البناء والاستيطان في "القدس الكبرى". 

الخطة الاستيطانية الأولى بدأت بعد عام واحد تقريباً من احتلال 1967، وتضمنت إيجاد تواصل يهودي بين شطري المدينة، من الشمال إلى الجنوب.

وأقامت 7 آلاف وحدة سكنية في الشمال، بدءاً من التلة الفرنسية وامتداداً في اتجاه شارع النبي صموئيل وباب العامود.

اعتمدت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة مشروعات مماثلة، أبرزها مخطط  القدس 1970، ويهدف إلى تحويل القدس بشطريها إلى مدينة واحدة ذات أغلبية يهودية مطلقة، ما يعني زيادة الوجود اليهودي في القدس الشرقية.

ثم خطة تطوير القدس حتى 2010 التي اعتمدتها إسرائيل في 1984 لمضاعفة عدد اليهود في القدس الكبرى من 330 ألف نسمة إلى 750 ألف نسمة.

وترجمة ذلك عملياً كانت تعني استيطان المنطقة الممتدة من مستوطنة "بيت إيل" شمالاً إلى "غوش عتصيون" جنوباً، وبناء 15 مستوطنة، وشبكات من الطرق.

والتطهير العرقي ليس حادثاً عابراً

مسألة التطهير العرقي في فلسطين ليست طارئة، أو وليدة الأحداث التي جرت عام 1948.

هي فكرة مبيّتة نشأت وتبلورت منذ إقامة الحركة الصهيونية.

الزعيم الصهيوني تيودور هرتسل وتلاميذه اعتبروا أنّ تطهير الأرض من سكانها الأصليين هو أمر مشروع. 

ما حصل تجاه الفلسطينيين هو تطهير عرقي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. 

فرغم أنّ رقم ثلاثة أرباع مليون فلسطيني اقتُلعوا من أرضهم، يمكن أن يبدو متواضعاً مقارنة بترحيل ملايين الناس في أوروبا نتيجة الحرب العالمية الثانية، فإنّ الحديث هنا يدور عن طرد نصف سكان فلسطين إلى خارج وطنهم، وتدمير نصف قراهم ومدنهم.

مؤرخ يهودي يساري

الكاتب الإسرائيلي إيلان بابي مؤرخ يهودي يساري

الكاتب الإسرائيلي إيلان بابي مؤرخ يهودي يساري

انطلقت الحركة الصهيونية من دافعين أساسيين: الأول ضعف الفلسطينيين والعرب، والآخر استغلال الفرصة التاريخية السانحة إلى أقصى حدّ.
من كتاب "التطهير العرقي في فلسطين" للكاتب الإسرائيلي إيلان بابي

وكل هذه الطرق ما زالت تؤدي إلى تهويد القدس

هذا هو هدف المشروع الصهيوني، جعل القدس عاصمة لدولتهم اليهودية وبناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى، عبر أكثر من طريق:

جعل محيط المسجد الأقصى يهودياً صرفاً، أو ذا أغلبية ساحقة للسيطرة على المدينة والمسجد، وتحويل الممتلكات الفلسطينية إلى بؤر استيطانية ومدارس دينية.

تغيير أسماء الشوارع والأماكن العربية الإسلامية إلى أسماء عبريّة تلموديّة.

تحويل بعض المدارس الإسلامية القديمة التاريخية، أو المصليات إلى كُنس يهودية، أو هدمها وبناء مبان مكانها.

إكثار الحفر تحت المسجد وفي محيطه، بحيث يصل مجموع الأنفاق التي تم حفرها إلى 25 حفرية، وبناء مدينة داوود المزعومة تحت المسجد في منطقة سلوان العربية، وفق الوصف التلمودي.

تكريس الوجود اليهودي داخل المسجد الأقصى، وذلك بالصلاة فيه يومياً.

التدخل في صلاحيات الأوقاف الإسلامية المشرفة على المسجد، ومنعها من ترميم أبنيته وساحاته.

منع المصلين من الأراضي المحتلة عام 48، أو أهل قطاع غزة، أو الضفة الغربيّة، أو حتى المقدسيين أنفسهم من دخول المسجد عندما تقرر سلطات الاحتلال ذلك.

الترويج للقدس عالمياً كمدينة يهودية، وذلك من خلال الحملات الإعلامية والجولات السياحية في المدينة.

تجاوزوا الحدود

أحدث تقرير من "هيومان رايتس ووتش"

الهدف المعلن للحكومة الإسرائيلية هو ضمان الحفاظ على هيمنة اليهود الإسرائيليين في كل مناطق إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة.

في 2018، أقرّ الكنيست قانوناً ذا مكانة دستورية يعتبر "الاستيطان اليهودي" قيمة وطنية.

لتنفيذ هدف الهيمنة تُمارس إسرائيل تمييزاً مؤسسياً ضدّ الفلسطينيين، يبلغ مداه في الأراضي المحتلة، والقدس مثال على ذلك.

في الضفة الغربية المحتلة تُخضع إسرائيل الفلسطينيين إلى قانون عسكري قاسٍ، وتُطبق عليهم الفصل، وتحظر دخولهم إلى المستوطنات إلى حد كبير.

غرافيك من هيومان رايتس ووتش

غرافيك من هيومان رايتس ووتش

قائمة العار

متطرفون في خدمة الحكومة العنصرية

الأحزاب اليمينية المتطرفة ليست وحدها المحرضة على طرد السكان الأصليين والتحريض على سرقة ممتلكاتهم.

هناك أيضاَ عشرات الحركات والهيئات الأكثر تطرفاً التي تشكل قوى رديفة لهذه الأحزاب.

على مقربة من الحرم القدسي، سيطرت إسرائيل على حارة الشرف العربية، وأنشأت فيها "الحي اليهودي"، بينما تقوم المجموعات اليهودية المتطرفة بمسيرات استفزازية واعتداءات ضد العرب والمسلمين في أحياء البلدة القديمة وساحة البراق.

قائمة المؤسسات والمنظمات التي تعمل في مجال التهويد في القدس طويلة، في السطور التالية أبرزها:

بلدية الاحتلال

أهم المؤسسات التي تشارك في تهويد القدس بحكم طبيعة المهام التي تقوم بها، ومن خلال دائرة التنظيم والبناء تضع مخططات بناء الأحياء الاستيطانية في الجزء الشرقي والغربي من المدينة ومحيطها.
البلدية متخصصة في تطبيق سياسات تهدف إلى إجبار المقدسيين على مغادرة المدينة من خلال الضرائب الباهظة والامتناع عن منح تراخيص بناء، وتدمير البيوت.

مؤسسة «عطيرات كوهنيم»

مؤسسة "متدينة" بمثابة الذراع التنفيذية الأوسع للأنشطة التهويدية.
ترتبط بعلاقات عمل وتنسيق مع حزبي الليكود الحاكم وحزب البيت اليهودي، وتحصل على دعم سخي من عدد من رجال الأعمال اليهود الأمريكيين.
تستغل «عطيرات كوهنيم» قانون «أملاك الغائبين» في السيطرة على منازل الفلسطينيين وعقاراتهم التي هجروها، وتعمل على تزوير عقود شراء وبيع للسيطرة على منازل الفلسطينيين وعقاراتهم. 

مؤسسة «إليعاد»

تتبع التيار الديني الصهيوني وتعمل على تهويد بلدة «سلوان» المتاخمة للقدس بحجة أنها عاصمة النبي داود.
وتعتمد المؤسسة أساليب الخداع والاحتيال بالتعاون مؤسسات الحكومة لتزوير وثائق لسرقة ممتلكات الفلسطينيين.

حركة "أمناء جبل الهيكل"

حركة دينية متطرفة تدعو لتهويد القدس عن طريق تدمير المسجد الأقصى وإعادة بناء الهيكل. وتروّج الحركة  لأن الأماكن المقدسة للمسلمين توجد في مكة؛ وأنه لا يوجد لهم أي حق في القدس.

معهد الهيكل

 مسؤول عن تأطير المرجعيات الدينية والحاخامات المتحمسين لإعادة بناء الهيكل على أنقاض الحرم القدسي الشريف.

منظمة «حاي فكيام»

أول منظمة يهودية دعت إلى تقسيم الحرم القدسي الشريف بين المسلمين واليهود، وتلعب دوراً في التحريض على تدنيس الحرم.

منظمة «الحركة من أجل إقامة الهيكل»

تضم حاخامات من مستوطنات الضفة، وتعمل على زيادة الضغط على أعضاء الكونغرس الأمريكي في استصدار القرارات التي تكرس تهويد القدس.

تنظيم «القيادة اليهودية»

تنظيم سياسي حزبي، يدير لوبي سياسيا داخل البرلمان الحكومة للضغط من أجل تمرير مخططات الاستيطان الهادفة لتهويد المدينة. لعب هذا التنظيم دوراً في دفع الساسة الصهاينة للمشاركة في اقتحام الحرم القدسي الشريف وتدنيسه.

تتزايد الضغوط..

تتصاعد المقاومة

ليس حي الشيخ جراح وحده في عين الخطر، هناك مناطق أخرى مهددة، مثل كبانية أم هارون ومنطقة فندق شيبرد وكرم المفتي التي تقع ضمن منطقة حي الشيخ جراح ضمن خطة لتطويق الأحياء والاستيلاء عليها.

والمشكلة لا تتوقف عند مأساة الشيخ جراح، فهي قد تشكل أسبقية لحالات أخرى في الضفة الغربية، خصوصاً الأوضاع التي تشكلت أثناء الفترة من 1948 إلى 1967.

الاستحواذ على ممتلكات السكان الأصليين هو العنوان، لكن في التفاصيل هناك الكثير.

التصعيد في استهداف قوة الاحتلال الأحياء الشعبية في القدس مقصود، بهدف إخلائها من سكانها، وتجنب اشتعالها ذات يوم بطاقة غضب يمكن أن تحرك ثورة شعبية، أو تقاوم التهويد.

التصعيد جاء أيضاً بضغوط سياسيين إسرائيليين من أقصى اليمين المتطرف، يسعون إلى مكاسب انتخابية في الانتخابات المقبلة.

ما يحدث من تصعيد كان له نتيجة بالغة الأهمية، وهي تجديد العهد في الشارع العربي مع ثوابت القضية الأولى لشعوبه، وتزايُد الغضب الشعبي العالمي من ممارسات إسرائيل.

انتفاضة القدس هي الثمار المنطقية لكل ما جرى لسكان المدينة منذ النكبة، والتجاهل المطبق عالمياً وإقليمياً للجرائم اليومية ضدهم.

العاصفة التي أشارت إلى الحقائق القديمة المفزعة هي الرد الفلسطيني على سياسات التهويد وطمس الهوية والسرقة العلنية للأرض والتاريخ.

هكذا يبقى مركز الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي حاضراً في المدينة المقدسة، التي تختلط فيها الوصايات والديانات، فيما تبدو الفترة القادمة مرشحة لتسارع التهويد.

وأيضاً لتصاعد مقاومته دفاعاً عن القدس، تلك الأيقونة الإسلامية العربية، والفلسطينية من قبل ومن بعد.