اليمن: 2000 يوم من
جرائم الحرب

الصورة الكاملة لما فعلته هجمات التحالف بقيادة السعودية والإمارات وعمليات ميليشيا الحوثيين بأبناء اليمن حتى بداية العام السادس للكارثة

آثار الدمار الذي خلفه القصف على مجمع المخا /2015

آثار الدمار الذي خلفه القصف على مجمع المخا /2015

في تلك الليلة سقط 11 صاروخاً من السماء المعتمة، على بيوت المُجمّع السكني في مدينة المخا اليمنية.

كان قصفا لقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

وحين وصل اليمني محمد نعمان إلى منزله رأى إحدى بناته وقد صارت أشلاءً، والأخرى تنازع الموت.

أما ابنه فاستهدفه صاروخ حين كان ينقل أمه وأشقاءه الجرحى إلى شاطئ البحر.

كحال بلاده، لا نهاية لمتاعب محمد نعمان.

خمسة أعوام من الحرب دفعته للعيش في منزل دون أثاث، على خطوط المعارك بمدينة تعز، وهناك لا يزال يكابد لإعالة أسرته المكونة من خمسة أفراد، بينهم جريح أصبح معاقاً دائماً.

قُتل في قصف تلك الليلة 78 مدنياً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، وأُصيب أكثر من 150 آخرين في تلك الليلة، حسبما قال مصدر في جمعية ضحايا المجمع السكني في المخا لـ"عربي بوست"، وهي جمعية تعمل لرفع دعوى قضائية ضد التحالف.

ضحايا القصف الجوي للمجمع السكني بالمخا، هم ضمن 100 ألف شخص تقريباً قُتلوا نتيجة الحرب في اليمن منذ 2015، حسب مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها، وفقاً لبيانات مشروع ACLED، المعنيّ بتقصي أخبار الكوارث والأزمات الإنسانية حول العالم.

وبحسب تقارير فإن الغارات الجوية التي تقودها السعودية تسببت في مقتل ثلثي هذا العدد.

قبل اندلاع الحرب مطلع عام 2015، عمل نعمان موظفاً في المحطة الكهربائية بمدينة المخا غربي البلاد، وكانت حياته تسير بهدوء حتى ليلة 24 يوليو/تموز 2015، حين كانت الانفجارات تتصاعد من منزله في المدينة السكنية التي تبعد عن مقر عمله بـ500 متر.

وفي 26 مارس/آذار 2015، قادت السعودية والإمارات حملة عسكرية في اليمن، هدفها إعادة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى كرسي الحكم وإنهاء انقلاب جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)

الرئيس اليمني مع ولي العهد السعودي

الرئيس اليمني مع ولي العهد السعودي

ومنذ ذلك التاريخ فإن هادي لا يزال نازحاً في الرياض، بينما يواصل الحوثيون سيطرتهم على العاصمة صنعاء ومعظم محافظات البلاد ذات الكثافة السكانية.

ومنذ ذلك التاريخ يعيش أبناء اليمن أسوأ كارثة إنسانية على ظهر الكوكب.

منذ مارس/آذار 2015 إلى مارس/آذار 2020، دفع اليمنيون ثمناً باهظاً للعمليات العسكرية التي يديرها تحالف بقيادة السعودية والإمارات، وليس ثمة نور في نهاية النفق.

أكثر من 1825 يوماً عاشها أبناء اليمن السعيد تحت القصف، والتجويع، والأوبئة المختبئة في الأنقاض.

حفلات عرس ومآتم تحوّلت إلى مجازر بصواريخ "التحالف العربي".

طُرق تربط أرجاء البلاد انقطعت.

ومدنٌ كانت مأهولة ومفعمة بالحيا كنستها معارك "عاصفة الحزم" والحوثيين، وتركتها أطلالاً، أو نصف مسكونة.

حرب اليمن، التي تدخل عامها السادس الآن، هي أسوأ أزمة إنسانية في عصرنا الحديث. 

هناك أكثر من 30 جبهة قتال، ويحتاج 80% من السكان إلى المساعدة والحماية، بما في ذلك 10 ملايين يعتمدون الآن على المساعدات الغذائية.

وأدى هذا إلى غرق اليمن، أفقر بلد في العالم العربي، أكثر في مستنقع الفقر والكوارث الاقتصادية.

هذا التقرير يقدم جانباً من معاناة كل إنسان يعيش على تراب اليمن، بعيداً عن أخبار المعارك الدامية، والمفاوضات العبثية في قاعات المنظمات الدولية، والقرارات التي تصدر سراً في قصور غامضة بجزيرة العرب.

بداية تسونامي الرعب: موجات النزوح القسري

في ليلة سقوط الصواريخ على المخا، أضحت المدينة السكنية التي كانت تحوي 300 أسرة أطلالاً، ما اضطر سكانها الناجين إلى النزوح، من بينهم نعمان الذي عاد إلى مدينة تعز، بزوجة جريحة وطفل بإعاقة دائمة بعد أن اخترقت شظية عموده الفقري.

كان ذلك في 2015.

"خلال عملي لربع قرن تمكنت من بناء منزل صغير غربي مدينة تعز، ورغم كونه خالياً، فإنه كان مأوى لي، أما زملائي فتشرّدوا في البلاد بنكبتهم، وبعضهم لا يزالون يسكنون في الكهوف وحظائر الحيوانات"، كما يقول نعمان لـ"عربي بوست".

يقع منزل نعمان على خطوط التّماس بين القوات الحكومية والمسلحين الحوثيين الذين يحاصرون المدينة منذ أغسطس/آب 2015، ومع احتدام المعارك يكون المنزل هدفاً للجانبين، لكن الرجل الذي سبق وأن فقد منزلاً لا يريد أن يفقد الآخر.

ويضيف: "تبرع لي أقربائي بقليل من الأثاث، لكن المعارك المستمرة أتلفته".

الحكومة اليمنية لم تقدم للنازحين أي رعاية، وما حصل عليه نعمان هو مساعدات إنسانية من بعض المنظمات الدولية ساعدته في الخروج من محنته، لكن المساعدات لم تكن دائمة نظراً لحالة النزوح والفقر الكبيرة.

يقول تقرير لصندوق الأمم المتحدة للسكان إن الحرب في اليمن أدت لأسوأ أزمة إنسانية ونزوح ما يقرب من 4 ملايين شخص ما زالوا مشردين مع دخول النزاع عامه السادس، وإن 80% من السكان، أي نحو 24.1 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية بشكل أو بآخر.

النازحين

النازحين

أدت القيود التي فرضتها قوات التحالف بقيادة السعودية إلى تفاقم الوضع الإنساني الرهيب. 

قام التحالف بتأخير وتحويل ناقلات الوقود، وإغلاق الموانئ الهامة، ومنع البضائع من الدخول إلى الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون. 

منع التحالف وصول الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات وضخ المياه إلى المنازل. 

أبقى التحالف مطار صنعاء الدولي مغلقاً منذ أغسطس/آب 2016.

يفرض الحوثيون قيوداً صارمة على تدفق المساعدات إلى تعز، ثالث أكبر مدن اليمن، ما كان له تأثير مدمّر على السكان المحليين. 

اتهمت الأمم المتحدة الحوثيين بسرقة مساعداتها الغذائية في بعض المناطق الخاضعة لهم.

تحطيم طائرات الركاب في مطار صنعاء

تحطيم طائرات الركاب في مطار صنعاء

4 ملايين يمني في محنة النزوح

4 ملايين يمني في محنة النزوح

تتكثف سحابة من الهموم الثقيلة على رأس نعمان كلما أشاح بنظره إلى ابنه أحمد المصاب، ففقره حال دون علاجه من إصابته التي تعرّض لها في القصف.

يقول نعمان لـ"عربي بوست" إن "تكلّفة العملية نحو 3 آلاف دولار، وهذا المبلغ لا أملكه في ظل الوضع الحالي".

يبذل نعمان قصارى جهده لإطعام أسرته في ظل الغلاء الفاحش وانهيار العملة المحلية، وما عدا ذلك فإنه يبقى خارجاً عن طاقته، مثله كمثل الآلاف الذين عجزوا عن علاج ذويهم الجرحى.

ولا تتوافر حصيلة معينة بعدد الجرحى في اليمن، إذ باتت الأرقام الفعلية غائبة، والحاصل أن الآلاف منهم يتعايشون مع إصاباتهم التي تحولت إلى إعاقات دائمة، والمحظوظ منهم قد يحظى برعاية طبية في مستشفى تابع لمنظمة دولية.

لكن المنظمات ما لبثت أن تعرضت لمضايقات كبيرة خلال عملها، من بينها هجمات شنها مسلحو الحوثيين، وغارات التحالف على مشافيها الميدانية، ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى، وتعليق العمل في عدد من المناطق.

وأين يمكن لمواطن يمني، مثل محمد نعمان، أن يجد عملاً في بلد تمزقه الحروب؟!

سيرته الذاتية كرئيس لقسم التحكم وتشغيل محطات التحويل بمحطة الكهرباء لمدة 28 عاماً، عززت فرصة محمد نعمان في الالتحاق بمصنع للألبان، ويومياً يجتاز مناطق عسكرية للوصول إلى المصنع لضمان استمرار راتبه.

وتسبب النزاع بين الحكومة والحوثيين في السيطرة على البنك المركزي أواخر عام 2016، في إيقاف رواتب أكثر من مليون موظف في القطاع الحكومي للعام الرابع، من بينهم نعمان الذي طالب الحكومة بصرف راتبه.

ويقول نعمان: "نظمنا المناشدات والوقفات الاحتجاجية والمظاهرات المطالبة بصرف الرواتب، لكن لا أحد يسمع".

ورغم المساعي التي قادتها الأمم المتحدة عبر مبعوثيها إلى اليمن في إعادة تدفق الرواتب، فإن كل طرف يلقي أسباب المشكلة على الطرف الآخر.

يشعر نعمان بأن رقعة الفقر في اليمن توسعت، ووفقاً لبيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن 20 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، كما أن اليمن لديه ثالث أعلى معدل لسوء التغذية في العالم، إذ يعاني 360 ألف طفل من سوء حاد في التغذية.

وشهد اليمن تسجيل وفيات بسبب الجوع، فيما اضطُّر الآلاف إلى أكل أوراق الأشجار.

يوجد الآن أكثر من 12 مليون يمني يتلقون المساعدات كل شهر من برنامج الأغذية العالمي وشركائه، كما أن 7 ملايين شخص يستفيدون من مياه الشرب. وثمة 1.2 مليون معاينة طبية كل شهر وأكثر من ألفي مركز طبي تتلقى دعماً.

منسق الشؤون الإنسانية في اليمن راميش رجاسينغام قال إن "اليمن سيبقى البلد الذي يشهد أكبر أزمة إنسانية، إذ ساعدت المنظمات الدولية نحو 15.6 مليون شخص في 2019، أي نصف السكان".

الرجل تحدث عن تعرض عدد كبير من العمال للاعتداء والتهديد وربما الاعتقال. وتحدث أيضاً عن "مهاجمة سكان محليين، وتأخير عمل بعثات أو إلغائها، ما يعني أن الناس لا يتلقون المساعدة التي يحتاجون إليها في الوقت المناسب".

هل يشعر نعمان الآن بالإنصاف؟

بعد عام من قصف المجمّع السكني في المخا، اعترف التحالف السعودي الإماراتي رسمياً بالمسؤولية عن الحادث، وأكدت اللجنة المشتركة لتقييم الحوادث في اليمن التابعة له أن "استهداف المجمع السكني كان خطأً غير مقصود، وذلك بناءً على معلومة استخباراتية غير دقيقة".

وأوصت اللجنة بتقديم التعويض المناسب لذوي الضحايا وجبر ضررهم، إلا أن ذلك لم يحدث، لينشئ الضحايا "جمعية ضحايا المجمع السكني في المخا" منتصف 2018 للمطالبة بتعويضهم، ورفع دعوى قضائية.

رفع الضحايا مناشدات للرئاسة اليمنية والحكومة، غير أنهم تعرضوا لتجاهل، ككل ضحايا حرب اليمن، فالرئيس هادي ومسؤولو نظامه المقيمون في الرياض مهتمون فقط بتسوية أوضاعهم وأسرهم في الخارج.

ويحاول الضحايا رفع الدعوى القضائية ضد التحالف، إلا أن المنظمات والهيئات الدولية تكتفي بعرض تعويض بسيط لهم.

وقال رئيس الجمعية يحيى السباعي لـ"عربي بوست" إن ضحايا قصف المجمع السكني ربما هم الصورة الحقيقية لمعاناة المدنيين اليمنيين بفعل الحرب، إذ فقدوا أحباءهم ودُمرت حياتهم ومنازلهم، وأصبحوا مشردين ونازحين بجرحاهم، ويعانون بشكل دائم للبقاء على قيد الحياة، وفي ذات الوقت تخلى الجميع عنهم.

ويضيف: "صُدمنا بموقف المنظمات الدولية التي اكتفت بالرصد فقط".

خريطة: مناطق السيطرة والحرب

خريطة: مناطق السيطرة والحرب

المدنيون ليسوا ضحايا القصف الجوي فقط

تواصل الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون في جميع أنحاء اليمن الإضرار بالمدنيين وسبل عيشهم. 

استعملت قوات الحوثيين الألغام الأرضية المضادة للأفراد، والأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع، والألغام المضادة للمركبات على طول الساحل الغربي لليمن، ما أسفر عن مقتل وإصابة مئات المدنيين. 

أعاقت الألغام الأرضية أيضاً قدرات عمال الإغاثة للوصول إلى المجتمعات الضعيفة. 

الألغام الأرضية مزروعة في الحقول، والقرى، والآبار والطرق. وتمنع المدنيين من ممارسة حياتهم اليومية، خاصة المزارعين. 

تعاني جهود إزالة الألغام من سوء التنسيق، والمعلومات الخاطئة، والتدريب غير الكافي، ولا تمتثل لـ "المعايير الدولية للإجراءات المتعلقة بالألغام".

https://0i.is/sCc5

https://0i.is/sCc5

https://0i.is/sCc5

https://0i.is/sCc5

https://0i.is/sCc5

https://0i.is/sCc5

نتائج "إعادة الأمل": أكبر أزمة إنسانية في العالم 

منذ 5 سنوات، في 26 مارس/آذار 2015، قررت السعودية إنشاء تحالف عربي دخل في عملية عسكرية حملت اسم "عاصفة الحزم" لمساعدة القوات الحكومية اليمنية في استعادة سيطرتها على المناطق التي انتزعها الحوثيون، بداية من صنعاء التي سيطروا عليها في سبتمبر/أيلول 2014.

وفي أبريل/نيسان 2015، أعلنت قيادة التحالف نهاية عملية عاصفة الحزم، وبدء عملية "إعادة الأمل"؛ لأن "عاصفة الحزم أزالت التهديدات الموجهة إلى المملكة، ودمرت الأسلحة الثقيلة والصواريخ الباليستية في عملية نوعية استهدفت جبل عطان بصنعاء"، كما أكدت وقتها وزارة الدفاع السعودية.

لكن الأمل الذي تحدث عنه التحالف انقلب إلى دمار.

وهذه هي النتائج:

واحد من كل 4 مدنيين قتلوا في الغارات الجوية كانوا من النساء والأطفال. 

نزح أكثر من 3 ملايين شخص، بعضهم يعيش في مخيمات تفتقر لأبسط المقومات الضرورية.

مع سيطرة المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات على عدن في أغسطس/آب 2019، ازدادت حالات التهجير القسري على أساس الهوية، التي طالت أكثر من ألفي مواطن من أبناء الجنوب.

مسلسل الاغتيالات والارتفاع المخيف في خطاب الكراهية، ونهب الممتلكات الخاصة والعامة.

توقف تصدير النفط وخروج الشركات الدولية والمحلية من مواقع الإنتاج، ما يعني خسارة ما يزيد على 5 مليارات دولار مباشرة. 

توقف مشروع الغاز الطبيعي المسال في بلحاف، وهو أكبر مشروع اقتصادي في تاريخ اليمن المعاصر، بتكلفة وصلت إلى 5.4 مليار دولار.

غارة جوية للتحالف على محطة للوقود في صعده

غارة جوية للتحالف على محطة للوقود في صعده

الموانئ اليمنية جميعها دون استثناء خارج سيطرة الحكومة اليمنية.

نتيجة لانقطاع سبل طرق التواصل البري بين المحافظات اليمنية، اتخذ الأهالي طرقاً بديلة شديدة الوعورة، قد تفضي إلى حقول الألغام أو المواجهات العسكرية، فضلاً عن معاناة المرور بالنقاط الأمنية المنتشرة بكثافة.

تضاعفت أجور النقل البري الداخلي إلى نحو 350%، وانعكست على أسعار السلع والخدمات الأساسية.

شركة الطيران الوطنية تخضع لقيود غير منطقية تفرضها قيادة التحالف.

أحمد نجل محمد نعمان واحد من ملايين الأطفال الذين يدفعون ثمناً باهظاً للحرب، من الدماء والعمر والصحة.

منذ سبتمبر/أيلول 2014، استخدمت جميع أطراف النزاع الأطفال دون 18 عاماً كجنود، بعضهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وذلك بحسب تقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة. 

من بين 3034 طفلاً جُندوا خلال الحرب في اليمن، جند الحوثيون 1049 منهم، أي بنسبة 64%.

هناك ما لا يقل عن 1200 طفل غير مصحوب بذويه ومنفصل عن أسرته، وفقاً لتقارير دولية.

ما يقرب من 7.4 مليون طفل في اليمن يحتاجون إلى مساعدات إنسانية.

أكثر من مليون طفل في سوق العمل، إضافة إلى الآلاف من الأطفال الصغار، الذين ذهبوا للقتال من دون أية ضمانات قانونية وحقوقية.

يعاني 1.8 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، وهنالك 30 ألف طفل يموتون كل سنة جراء سوء التغذية أو من أمراض يمكن علاجها.

يعاني 50% من الأطفال من التقزم الدائم.

هنالك طفل يموت كل 10 دقائق من أمراض يمكن الوقاية منها بسهولة، حسب اليونيسف.

تقدّر منظمة Save the Children الإنسانية البريطانية أن قرابة 85 ألف طفل ماتوا من الجوع أو المرض في الفترة بين أبريل/نيسان 2015 وأكتوبر/تشرين الأول 2018. 

قالت لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة إن الأطفال "يتعرضون للقتل والتشويه واليتم والصدمة" بسبب عمليات التحالف العسكرية، و "تفاقم هذا الأمر بفعل الحصار الجوي والبحري" ما أدى إلى معاناة عديد من الأطفال من انعدام الأمن الغذائي.

أيضاً تم تدمير أكثر من 2000 مدرسة، وحرمان مليوني طفل من التعليم، أصبحوا خارج المدارس.

ما يقرب من نصف مليون تسرّبوا من الدراسة منذ مارس/آذار 2015. 

تعليم 3.7 مليون طفل آخر أصبح غير مؤكد، حيث لم يتم دفع رواتب المعلمين منذ أكثر من عامين.

اليونيسف

فيديو دقيقة ونصف من يونيسف: الحرب على أطفال اليمن

كما ارتفع عدد الأسر التي تقودها النساء؛ وقادت الحاجة المادية عدداً متزايداً من النساء إلى بدء مشروعات جديدة، مثل إنتاج الطعام في المنزل لبيعه، أو بيع الملابس والإكسسوارات عبر الإنترنت.

توزيع الإغاثة على المتضررين والنازحين

توزيع الإغاثة على المتضررين والنازحين

توظيف بعض النساء لدى قوات الأمن لأطراف النزاع، فتم تجنيد النساء في قوات المقاومة الشعبية بتعز، وشاركن في نقاط التفتيش وفي مداهمات منزلية، وانضممن إلى "الزينبيات"، الميليشيات النسائية للحوثيين.

أبلغت نساء يمنيات عن حالات لممرضات ومعلمات أصبحن يعملن الآن في خياطة الملابس وتصفيف الشعر.

دفع القتال النساء أيضاً إلى آليات التأقلم السلبية، بما في ذلك الاستدانة والتسول والدعارة. وأُجبرت بعض النساء على الأعمال الشاقة غير الرسمية ذات الأجور المتدنية، كتنظيف المنازل، وجمع الحطب وغسيل الملابس.

فيديو دقيقة وربع: زواج القاصرات في اليمن يطفو على السطح مجدداً

سمع محمد نعمان عن السجون التي أقامها كل أطراف النزاع، لكنه لا يعرف أحداً من نزلائها.

قامت قوات الحوثيين، والحكومة اليمنية، والإمارات، والسعودية، والجماعات المختلفة باعتقال أشخاص تعسفياً، من بينهم أطفال، وأساءت معاملتهم واحتجزتهم في ظروف سيئة، واختطفت أو أخفت قسراً معارضين سياسيين.

الإمارات تقدم الدعم والتمويل لقوات احتجزت تعسفاً وأخفت قسراً عشرات الأشخاص، كما تدير الإمارات مراكز احتجاز غير رسمية. ونقلت هيومن رايتس ووتش عن مسؤولين يمنيين وجود أماكن احتجاز غير رسمية وسجون سرية في عدن وحضرموت.

في أكتوبر/تشرين الأول 2017، قالت تقارير إن القوات الإماراتية المشرفة على سجن "بئر أحمد" في عدن تمارس أشد أنواع التعذيب الجسدي والترهيب النفسي بحق المحتجزين، وكشفت وكالة أسوشيتد برس جرائم تعذيب يقوم بها ضباط إماراتيون بحق يمنيين في العاصمة المؤقتة عدن، تضمَّنت ممارسات اللواط وتصوير الضحايا عرايا وصعق الأعضاء التناسلية لهم. 

تظاهرت أمهات، وأخوات، وبنات الرجال المختطفين أمام السجون في المدن اليمنية الرئيسية، بحثاً عن أبنائهن، وآبائهن، وإخوانهن، وغيرهم من أقاربهن الذكور المختطفين، بتنظيم مجموعة تُدعى "رابطة أمهات المختطفين". ذكرت الرابطة أن هناك 3478 حالة اختفاء، قُتل منهم 128 على الأقل.

تعرضت النساء للتعذيب والعنف الجنسي أثناء الاحتجاز، ووفقاً لتقرير خبراء الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول 2019، تم التحقّق من 12 حالة عنف جنسي على خمس نساء، وستة رجال، وفتى عمره 17 عاماً. 

لوحة وكتابة بلغة حضارة سبأ في متحف بينون في ذمار

لوحة وكتابة بلغة حضارة سبأ في متحف بينون في ذمار

رصدت الهيئة العامة اليمنية للآثار 66 موقعاً ومعلماً أثرياً، تضررت بضربات جوية مباشرة وغير مباشرة في السنوات الأخيرة.

هناك اتهامات للميليشيات الحوثية باستخدام المؤسسات الثقافية والتعليمية والمواقع الأثرية والتاريخية، بوصفها ثكنات عسكرية وسجوناً. 

وقال وزير الثقافة اليمني مروان دماج إن الميليشيات الحوثية متورطة في تهريب كثير من القطع الأثرية لتمويل مشاريعها، وإنها دمّرت الكثير من المواقع التاريخية التي تقع تحت سيطرتها، ونبشت ونهبت وهرّبت قطعاً أثرية ومخطوطات تاريخية وتحفاً ومقتنيات يعود تاريخها إلى آلاف السنين.

المتاحف الوطنية تعرضت إلى أضرار كبيرة ومباشرة، وبعضها تعرض للتدمير كلياً، ولم تتمكن السلطات من جمع أعداد كبيرة من موجودات تلك المتاحف.

أطلال متحف ذمار الذي تعرض للقصف في صيف 2019

أطلال متحف ذمار الذي تعرض للقصف في صيف 2019

وثّقت منظمة سام للحقوق والحريات، ومقرها في جنيف، مراحل التدمير للمعالم اليمنية، وكان من أبرزها تعرض "قصر السلاح"، شرق مدينة صنعاء، للدمار بقصف من طيران التحالف عام 2015، وإلى جواره مبانٍ أثرية في مدينة صنعاء القديمة.

أخيراً، يعيش اليمن حالة غير مسبوقة من عمليات النبش العشوائي والبحث عن الكنوز والأموال والآثار، وهذه انتشرت بشكل كبير، وكانت موجودة في الأساس، لكنها انتشرت في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها البلاد.

فيديو دقيقتين: قلعة صيرة أبرز المواقع الأثرية في عدن مهددة بالانهيار

سَلا خالد مسؤولة التواصل في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية

سَلا خالد مسؤولة التواصل في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية

https://0i.is/WCo8

https://0i.is/WCo8

https://www.alkhabaralyemeni.net/2020/01/27/76524/

https://www.alkhabaralyemeni.net/2020/01/27/76524/

https://0i.is/WCo8

https://0i.is/WCo8

https://www.alkhabaralyemeni.net/2020/01/27/76524/

https://www.alkhabaralyemeni.net/2020/01/27/76524/

يتألمون.. لكنهم لا يسمحون لنا باليأس

وفي نهاية أغسطس/آب الماضي، خلصت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إلى أن كافة الأطراف المتحاربة ارتكبت على الأغلب "جرائم حرب".

بين نزوح ومجاعة وكوليرا، خلف الصراع اليمني معاناة إنسانية تعد الأسوأ في العالم، وفق الأمم المتحدة.

وما زالت المأساة مستمرة.

كل ما يحدث اليوم في اليمن من صنع الإنسان.

اليوم نحن ننظر إلى مخاطر مجاعة محتملة في اليمن، كما يقول خِيرْت كابالاري، مدير اليونيسف الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

يضيف: الأطفال الذين تكلمنا معهم لن يسمحوا لنا أن نيأس.

المعلمون الذين تكلمنا إليهم، كثير منهم لم يتلقوا رواتبهم لعدة أشهر.

الأطباء والممرضات في مستشفى الثورة وكل المرافق الصحية التي زرناها لم يتلقوا رواتب. لكنهم يدخلون ويخرجون ويأتون للعمل ويفعلون ما بوسعهم.

لديهم تجهيزات محدودة وموارد محدودة ولكن يفعلون ما بوسعهم. ما زالوا يفعلون ذلك للأطفال.

لا يسمحون لنا باليأس!

ستستمر اليونيسف قطعاً بالوفاء بالتزاماتها وبإيصال المساعدات الإنسانية بتقديم برنامج الحوالات النقدية الطارئة من أجل شفاء الأطفال من سوء التغذية.

ستبدأ اليونيسف بدفع علاوات وحوافز لتتيح للمعلمين الحصول على بعض التعويض بسبب توقف الرواتب.

ولكن اليونيسف ليس بيدها وقف الحرب.

وعبر الهاتف يأتي صوت محمد نعمان لـ "عربي بوست" متهدجاً: أفنيتُ عمري لخدمة هذه البلاد، ولم أحصل على شيء.

بعد أن دمرتنا الحرب لم يكلف الرئيس هادي والحكومة والتحالف أنفسهم إرسال برقية عزاء لنا؟

لن أسامح.

دماء أولادي الثلاثة في أعناقهم.