جمعهم القلق من الثورة
وفرَّقتهم المصالح

تحالف "القمة السرية" في البحر الأحمر 2015 بين السعودية ومصر والإمارات والبحرين والأردن ينفرط تحت وطأة التغيرات الإقليمية الجديدة ووصول بايدن وتضارب المصالح في كل البقاع المشتعلة بالشرق الأوسط

التقوا على متن يخت ملكيّ، في قمة سرية.

كان ذلك في أواخر عام 2015، وفي مكان ما في مياه البحر الأحمر.

كانوا 5 زعماء، وسادسهم مدبّر القمة

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي

عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى

عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان

ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد.

كانوا يحتفلون بما أنجزوه في الأعوام الأخيرة، ويخططون للمستقبل القريب.

احتفلوا بنجاح الثورات المضادة، التي أضرموها في جسد الربيع العربي منذ 2011.

إنهم تحالف من القادة الذين بذلوا كل ما بوسعهم لوقف النضال التقدمي من أجل حقوق الإنسان في العالم العربي، الذي لا يمكن عَكس تياره، كما كتب الصحفي البريطاني ديفيد هيرست.

القادة الخمسة في "قمة اليخت السرّية" كانوا يحتفلون بإنجازهم الكبير: إيقاف زحف الشعوب العربية نحو ميادين التحرير، ومطالبتهم بالخبز والحرية والمساواة.

سعياً للحفاظ على أنظمتهم دمر قادة هذا التحالف أمماً كانت تعتز فيما مضى بتحضرها. 

وشنوا حروباً في اليمن وسوريا وليبيا تركت هذه الدول حطاماً. 

وموّلوا انقلاباً عسكرياً في مصر.

وحاولوا نفس الشيء في تونس وتركيا. 

وأسفرت هذه التدخلات عن إراقة دماء مئات الآلاف. 

بعد 6 سنوات من انعقاد قمة اليخت السرية، يبدو من المستحيل جمع نفس الشخصيات على متن يخت في البحر الأحمر.

ولا في أي بحر آخر.

السبب الأول هو أنَّ مُدبِّر هذه القمة السرية، جورج نادر، يقبع في السجن حالياً لإدانته بالانتهاك الجنسي لأطفال. 

جورج نادر

جورج نادر

والسبب الأهم هو أن المشاركين صاروا يُضمِرون لبعضهم البعض أحقاداً بالغة.

ويختلفون على كثير من الأولويات.

هذا التقرير يحاول الإجابة عن سؤال واحد: لماذا يبدو الآن مستحيلاً أن يلتقي الزعماء الخمسة في قمة سرية، أو علنية؟
إليكم الأسباب..

التقوا على متن يخت ملكيّ، في قمة سرية.

كان ذلك في أواخر عام 2015، وفي مكان ما في مياه البحر الأحمر.

كانوا 5 زعماء، وسادسهم مدبّر القمة

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي

عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى

عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان

ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد.

كانوا يحتفلون بما أنجزوه في الأعوام الأخيرة، ويخططون للمستقبل القريب.

احتفلوا بنجاح الثورات المضادة، التي أضرموها في جسد الربيع العربي منذ 2011.

إنهم تحالف من القادة الذين بذلوا كل ما بوسعهم لوقف النضال التقدمي من أجل حقوق الإنسان في العالم العربي، الذي لا يمكن عَكس تياره، كما كتب الصحفي البريطاني ديفيد هيرست.

القادة الخمسة في "قمة اليخت السرّية" كانوا يحتفلون بإنجازهم الكبير: إيقاف زحف الشعوب العربية نحو ميادين التحرير، ومطالبتهم بالخبز والحرية والمساواة.

سعياً للحفاظ على أنظمتهم دمر قادة هذا التحالف أمماً كانت تعتز فيما مضى بتحضرها. 

وشنوا حروباً في اليمن وسوريا وليبيا تركت هذه الدول حطاماً. 

وموّلوا انقلاباً عسكرياً في مصر.

وحاولوا نفس الشيء في تونس وتركيا. 

وأسفرت هذه التدخلات عن إراقة دماء مئات الآلاف. 

بعد 6 سنوات من انعقاد قمة اليخت السرية، يبدو من المستحيل جمع نفس الشخصيات على متن يخت في البحر الأحمر.

ولا في أي بحر آخر.

السبب الأول هو أنَّ مُدبِّر هذه القمة السرية، جورج نادر، يقبع في السجن حالياً لإدانته بالانتهاك الجنسي لأطفال. 

جورج نادر

جورج نادر

والسبب الأهم هو أن المشاركين صاروا يُضمِرون لبعضهم البعض أحقاداً بالغة.

ويختلفون على كثير من الأولويات.

هذا التقرير يحاول الإجابة عن سؤال واحد: لماذا يبدو الآن مستحيلاً أن يلتقي الزعماء الخمسة في قمة سرية، أو علنية؟
إليكم الأسباب..

تضارب المصالح الاقتصادية بين مصر والسعودية والإمارات

كانت العلاقات بين السعودية ومصر هي أول ما شهد فتوراً في حلف "قمة اليخت".

في عام 2016، أي بعد عام من القمة السرية، كانت بدايات الخلاف، حين تساءلت تقارير إعلامية عن العلاقة بين مصر والسعودية: بداية قطيعة أم تضارب مصالح عابر؟

تزايدت الخلافات بين السعودية ومصر، وتحدث الجميع عن أزمة "صامتة".

أبرز الخلافات يتعلق بالملف السوري.

ورفض مصر إرسال قوات للقتال في حرب المملكة العربية السعودية الكارثية في اليمن.

والامتناع عن معاداة إيران وحلفائها في لبنان. 

وقطعت السعودية تصدير النفط إلى مصر.

لكن كل ذلك لم يكن بداية قطيعة، كما أنه ليس مجرد سحابة عابرة.

مياه كثيرة تجري في كل الأنهار.

لم يعد لدى السعوديين "مال مثل الأرز" كما تفاخر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمام مدير مكتبه عباس كامل.

ولا يتمتع الملك سلمان بنفس القدر من الكرم الذي تمتع به شقيقه الراحل عبد الله، حتى لو كان لديه المال، وهو ما لا يملكه.

وحاول  السيسي الحصول على خط تمويل جديد من الرياض من خلال منحها جزيرتين غير مأهولتين لهما موقع استراتيجي على البحر الأحمر، وهما تيران وصنافير، رغم الاحتجاجات الشديدة في الداخل المصري. لكنّ السعوديين لم يعودوا مهتمين بمثل هذه الحُلي مثل قناة السويس وخليج العقبة.

على العكس، وجدوا مصالحهم في المنطقة تتعارض مع مصالح "الشقيقة الكبرى".

فكر السعوديون في طرق أرخص وأسرع للوصول إلى البحر المتوسط ​​- عبر إسرائيل. 

فكروا في إحياء خط أنابيب صحراوي، الذي كان سرّياً في السابق وامتد من إيران إلى إسرائيل في عهد الشاه.

وفي تطوير الموانئ والمناطق الحرة في إسرائيل، وإنشاء كابل الألياف البصرية الجديد في الشرق الأوسط "بلو رامان".

يشير كل ذلك إلى مصير واحد للقاهرة؛ هو خسارة فادحة في الأموال والنفوذ الإقليمي.

وصحيح أنَّ مصر لا تعترف علناً بذلك، لكن يزداد انزعاجها من خطط تجاوز قناة السويس، التي استحدثت توسِعات عليها بقيمة 8.2 مليار دولار.

ثم جاءت الأزمة الجديدة بعد "تقرير خاشقجي"

في بداية شهر مارس/آذار 2021، ألقى السفير السعودي السابق بالقاهرة أحمد قطان بتصريحات غير متوقعة، لمست بعض ثوابت العلاقات بين مصر والسعودية.

"شفيق الرئيس الشرعي لمصر، والجيش المصري تآمر على مرسي"، كانت هذه خلاصة الحديث الصادم لقطان، وهو حالياً وزير الدولة السعودي لشؤون الدول الإفريقية، والذي يؤشر إلى وجود خلافات بين السعودية ومصر.

هل وصلت الخلافات إلى مشارف أزمة جديدة؟

السفير السعودي السابق بالقاهرة أحمد قطان

السفير السعودي السابق بالقاهرة أحمد قطان

وجاء الحديث الذي حمل العديد من الرسائل المحملة بإيحاءات سلبية، ليثير تقديرات بأن هناك أزمة بين السعودية ومصر، قد يكون أحد أسبابها، حسب بعض الآراء، صمت مصر عن إدانة التقرير الاستخباراتي الأمريكي الذي يتهم الأمير محمد بن سلمان بالمسؤولية عن اغتيال خاشقجي، مقابل إدانة من قِبل دول عدة، في مقدمتها قطر والكويت واليمن والإمارات، إضافة إلى الجامعة العربية والبرلمان العربي.

المثير للانتباه أيضاً أن المذيع الذي حاور قطان في لقاء مطول بقناة روتانا الخليجية، ختم الحلقة بمخاطبة المشاهدين بلغة استعراضية، قائلاً: "انقلوا عن الوزير أحمد قطان، أن أحمد شفيق هو من فاز بالانتخابات، وسط ضحكات قطان".

ويمكن أن يفهم من كلام قطان أن ما حدث في 30 يونيو/حزيران 2013 من حراك بالشارع لم يكن سوى جزء من مشهد انقلاب سبق أن دعمته بلاده، وأنها أوصلت السيسي إلى السلطة، وبالتالي فهي تتوقّع أن يكون هناك ردّ للجميل، حسب وصف صحيفة الأخبار اللبنانية.

الرياض قرّرت الردّ على السيسي عبر تذكيره بأن المملكة دعمت وصوله إلى السلطة، بل تلمح إلى أن وصوله غير شرعي وتم عبر مؤامرة.

ليس فقط تقرير خاشقجي، هناك خلافات أخرى:

استمرار الخلافات بشأن اليمن

عندما بدأت السعودية حرب اليمن، وأعلنت تشكيل التحالف الإسلامي لدعم الشرعية في اليمن، وأعلنت انضمام مصر إليه، فإن القاهرة لم تستجب وردّت بكلام حمّال أوجه. ورغم هذا الإعلان فإنه لم يُعرف قيام البحرية المصرية بأي خطوات في حرب اليمن، إضافة إلى عدم وجود أي مشاركة عسكرية مصرية، بل إن دولاً كانت أبعد عن الرياض في العلاقات، مثل المغرب وقطر، شاركت في التحالف لفترة.

كما لم يتبنَّ خطاب القاهرة السياسي والإعلامي مواقف حادة ضد الحوثيين، باستثناء انتقاد هجماتهم على السعودية ودعوتهم إلى الاستجابة لعملية التسوية.

الموقف من أزمة سد النهضة

لا يمكن استبعاد أن هناك استياءً مصرياً من عدم دعم السعودية، والإمارات على الأرجح، للقاهرة بملف سد النهضة، في ضوء النفوذ السعودي والإماراتي بإثيوبيا، واستثمارات البلدين الكبيرة بإثيوبيا.

وتحدث الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية السعودي، باجتماع مجلس الجامعة العربية عن "اتفاق عادل بشأن ملء وتشغيل سد النهضة بما يحقق مصالح جميع الأطراف".

هكذا تقف السعودية على قدم المساواة من أطراف النزاع حول النيل، بدلاً من دعم الموقف المصري السوداني.

الجامعة العربية معقل النفوذ المصري

هناك خلاف سعودي مصري قديم حول طريقة إدارة الجامعة العربية وميزانيتها.

وجاء تناول قطان لهذا الخلاف وحديثه عن وضع الجامعة العربية فجاً ومحرجاً للجانب المصري والأمين العام الحالي أحمد أبوالغيط، والأمناء العامين السابقين من المصريين.

وبدا أن قطان يحاول جلب السخط الشعبي العربي على الجامعة العربية عبر إبراز ضخامة رواتب العاملين فيها، واعتبرها استنزافاً لمخصصات الجامعة.

السعودية والإمارات: إيران أولاً أم الإسلام السياسي؟

منذ عام 2011 سعت السعودية والإمارات إلى تحقيق بعض الأهداف المشتركة لتقليل تأثير ثورات الربيع العربي على منظومة الدول الخليجية والدول الحليفة.

ورأت القيادتان في حركات الإسلام السياسي التي بدت في صدارة المشهد لثورات الربيع خطراً وجودياً على الأنظمة القائمة في الدول الخليجية والدول الحليفة لهما.

كما وجدت السعودية والإمارات تهديداً وجودياً موازياً يمثله النفوذ الإيراني المباشر، أو عبر القوات الحليفة لإيران.

ثم افترقت الطرق قليلاً بالحليفيْن.

السعودية ترى في التهديد الإيراني الأولوية على تهديد حركات الإسلام السياسي.

على خلاف السياسات الإماراتية التي حاولت التخفيف من التهديد الإيراني، وإعطاء الأولوية لتهديد حركات الإسلام السياسي ومواجهتها في ليبيا ومصر.

بوادر المحاولات الإماراتية للافتراق عن السياسات السعودية بدأت مع الهجمات التي تعرضت لها ناقلات النفط الأربع في ميناء الفجيرة مايو/أيار 2019، التي تشير تقارير أمريكية إلى وقوف إيران خلفها.

ويعد قرار الإمارات بالانسحاب الجزئي من اليمن يوليو/تموز 2019، محطة فارقة في تاريخ العلاقات بين الإمارات والسعودية.

لم تظهر خلافات البلدين إلى العلن، لكن ثمة ما يشير إلى تباين حقيقي في سياسات كل من الإمارات والسعودية في اليمن، رغم استمرار التنسيق العلني في معظم الملفات.

ميليشيا الحوثي لم تطلق أي صاروخ منذ منتصف عام 2019 باتجاه الإمارات.

قبل ذلك نفذوا هجمات محدودة، ولكن ذات تأثير معنوي كبير على الإمارات منها هجوم على مطار أبوظبي في عام 2018، كما سبق أن أعلن الحوثيون عام 2017 أنهم قصفوا مفاعل براكة النووي بالإمارات بصاروخ كروز.

وكشف الحوثيون في مارس/آذار 2021، عن سبب استثناء الإمارات من هجمات الجماعة، وتركيزها فقط على السعودية، بأن زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي نصح أبوظبي بالتوقف عن حرب اليمن، ووافقت الإمارات على الفور وأعلنت انسحابها، وعلى إثر ذلك توقف استهدافها.

حتى قبل إعلان الإمارات انسحابها الشكلي من اليمن، فإنه نادراً ما استهدف الحوثيون الأراضي الإماراتية بهجماتهم، الأمر الذي يؤشر إلى أن تلاقي مصالح الإمارات والحوثيين سابق على انسحاب أبوظبي من اليمن.

هناك أسباب لتلاقي مصالح الإمارات والحوثيين:

كلاهما يؤيد الانفصال ويعادي الحكومة الشرعية.

كلاهما يضمر العداء لحزب الإصلاح.

والاثنان على خط المنافسة مع السعودية.

أخيراً: فتّش عن المصالح الإماراتية المشتركة مع إيران.

منذ عام 2011 سعت السعودية والإمارات إلى تحقيق بعض الأهداف المشتركة لتقليل تأثير ثورات الربيع العربي على منظومة الدول الخليجية والدول الحليفة.

ورأت القيادتان في حركات الإسلام السياسي التي بدت في صدارة المشهد لثورات الربيع خطراً وجودياً على الأنظمة القائمة في الدول الخليجية والدول الحليفة لهما.

كما وجدت السعودية والإمارات تهديداً وجودياً موازياً يمثله النفوذ الإيراني المباشر، أو عبر القوات الحليفة لإيران.

ثم افترقت الطرق قليلاً بالحليفيْن.

السعودية ترى في التهديد الإيراني الأولوية على تهديد حركات الإسلام السياسي.

على خلاف السياسات الإماراتية التي حاولت التخفيف من التهديد الإيراني، وإعطاء الأولوية لتهديد حركات الإسلام السياسي ومواجهتها في ليبيا ومصر.

بوادر المحاولات الإماراتية للافتراق عن السياسات السعودية بدأت مع الهجمات التي تعرضت لها ناقلات النفط الأربع في ميناء الفجيرة مايو/أيار 2019، التي تشير تقارير أمريكية إلى وقوف إيران خلفها.

ويعد قرار الإمارات بالانسحاب الجزئي من اليمن يوليو/تموز 2019، محطة فارقة في تاريخ العلاقات بين الإمارات والسعودية.

لم تظهر خلافات البلدين إلى العلن، لكن ثمة ما يشير إلى تباين حقيقي في سياسات كل من الإمارات والسعودية في اليمن، رغم استمرار التنسيق العلني في معظم الملفات.

ميليشيا الحوثي لم تطلق أي صاروخ منذ منتصف عام 2019 باتجاه الإمارات.

قبل ذلك نفذوا هجمات محدودة، ولكن ذات تأثير معنوي كبير على الإمارات منها هجوم على مطار أبوظبي في عام 2018، كما سبق أن أعلن الحوثيون عام 2017 أنهم قصفوا مفاعل براكة النووي بالإمارات بصاروخ كروز.

وكشف الحوثيون في مارس/آذار 2021، عن سبب استثناء الإمارات من هجمات الجماعة، وتركيزها فقط على السعودية، بأن زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي نصح أبوظبي بالتوقف عن حرب اليمن، ووافقت الإمارات على الفور وأعلنت انسحابها، وعلى إثر ذلك توقف استهدافها.

حتى قبل إعلان الإمارات انسحابها الشكلي من اليمن، فإنه نادراً ما استهدف الحوثيون الأراضي الإماراتية بهجماتهم، الأمر الذي يؤشر إلى أن تلاقي مصالح الإمارات والحوثيين سابق على انسحاب أبوظبي من اليمن.

هناك أسباب لتلاقي مصالح الإمارات والحوثيين:

كلاهما يؤيد الانفصال ويعادي الحكومة الشرعية.

كلاهما يضمر العداء لحزب الإصلاح.

والاثنان على خط المنافسة مع السعودية.

أخيراً: فتّش عن المصالح الإماراتية المشتركة مع إيران.

مصر والإمارات: هزيمة حفتر أربكت كل الحسابات 

الهزيمة العسكرية للواء المتقاعد خليفة حفتر، عندما صُدَّت قواته من طرابلس وتقهقرت إلى سرت، أصابت حلف "قمة اليخت السرية" بالصدمة. 

وجاء التدخل التركي وفاعلية حملة طائراتها المُسيَّرة بمثابة مفاجأة لمصر، التي كانت أجندتها في ليبيا مدفوعة من الإمارات. 

ومع ذلك، استثمرت مصر كثيراً في تدريب قوات حفتر وتسليحها وتزويدها بالموارد.

وعندما اكتشفت كل من الإمارات ومصر أنهما في الجانب الخاسر -وكان هذا قبل أن يدفع حفتر السيسي للتدخل عسكرياً- بدأ البعض في وسائل الإعلام المصرية في التساؤل علناً عن سبب وجود مصر في هذا الموقف. 

وليبيا مهمة لجارتها لعدة أسباب، على رأسها ملايين المصريين الذين يعملون هناك في أوقات السلم.. ومن ثم، تزدهر مصر بازدهار ليبيا. ومهدت هزيمة حفتر الطريق لمحادثات مباشرة مع الحكومة في طرابلس، ومحادثات سرية مع رؤساء المخابرات التركية.

ونتيجة لذلك، اتفقت مصر وتركيا مسبقاً على المرشحين من القائمة التي خسرت الانتخابات لمنصب رئيس الوزراء الليبي. وعندما رفض الليبيون هؤلاء المرشحين، لم يُخِلّ ذلك بالتفاهم الضمني بين أنقرة والقاهرة. لكن في المقابل، العلاقة بين القاهرة وأبوظبي أصبحت غير متقاربة بهذا القدر. وبدأ التحفظ في العلاقات بسبب مشكلة مالية، لكن سرعان ما استفحل بسبب اعتراف أبوظبي بإسرائيل.

الهزيمة العسكرية للواء المتقاعد خليفة حفتر، عندما صُدَّت قواته من طرابلس وتقهقرت إلى سرت، أصابت حلف "قمة اليخت السرية" بالصدمة. 

وجاء التدخل التركي وفاعلية حملة طائراتها المُسيَّرة بمثابة مفاجأة لمصر، التي كانت أجندتها في ليبيا مدفوعة من الإمارات. 

ومع ذلك، استثمرت مصر كثيراً في تدريب قوات حفتر وتسليحها وتزويدها بالموارد.

وعندما اكتشفت كل من الإمارات ومصر أنهما في الجانب الخاسر -وكان هذا قبل أن يدفع حفتر السيسي للتدخل عسكرياً- بدأ البعض في وسائل الإعلام المصرية في التساؤل علناً عن سبب وجود مصر في هذا الموقف. 

وليبيا مهمة لجارتها لعدة أسباب، على رأسها ملايين المصريين الذين يعملون هناك في أوقات السلم.. ومن ثم، تزدهر مصر بازدهار ليبيا. ومهدت هزيمة حفتر الطريق لمحادثات مباشرة مع الحكومة في طرابلس، ومحادثات سرية مع رؤساء المخابرات التركية.

ونتيجة لذلك، اتفقت مصر وتركيا مسبقاً على المرشحين من القائمة التي خسرت الانتخابات لمنصب رئيس الوزراء الليبي. وعندما رفض الليبيون هؤلاء المرشحين، لم يُخِلّ ذلك بالتفاهم الضمني بين أنقرة والقاهرة. لكن في المقابل، العلاقة بين القاهرة وأبوظبي أصبحت غير متقاربة بهذا القدر. وبدأ التحفظ في العلاقات بسبب مشكلة مالية، لكن سرعان ما استفحل بسبب اعتراف أبوظبي بإسرائيل.

https://www.haaretz.com/middle-east-news/.premium-arab-states-ending-qatar-blockade-is-really-about-biden-1.9478205

https://www.haaretz.com/middle-east-news/.premium-arab-states-ending-qatar-blockade-is-really-about-biden-1.9478205

عودة تركيا للسعودية: "حلف اليخت" لا يكفي لدفع "الخطر الإيراني" 

وانعقدت قمة اليخت السرية لمواجهة مقاومة تركيا وإيران لمخططاتهم. لذلك ليس من قبيل المصادفة أيضاً أن دولتين من الدول التي حضرت تلك القمة تعملان على تخفيف العداء مع أنقرة.

تندفع تركيا والسعودية إلى أحضان بعضهما البعض بفضل رئيس أمريكي معادٍ لولي العهد السعودي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. 

وأخبر مستشارو محمد بن سلمان، ولي العهد، أنه إذا فاز بايدن فسيتعين عليه مد جسور العلاقات مع تركيا.

بيد أنَّ بن سلمان غير مقتنع، ولا يسعُه التغلب على الشعور بأنَّ أردوغان كان عازماً على الإيقاع به بسبب أمره بقتل خاشقجي. لكن العلاقة بين والده الملك سلمان وأردوغان لم تتصدع قط؛ لذا تجري محاولات من أجل الوصول لتهدئة.

لكن هل هناك المزيد مما يدور خلف الكواليس؟ زعم الحوثيون مؤخراً أنهم أسقطوا طائرة بدون طيار، وكانت الطائرة تركية. 

وفي العام الماضي، وقَّعت الحكومة السعودية صفقة مع شركة محلية لتوريد طائرات بدون طيار مسلحة بعد الحصول على حق نقل التكنولوجيا من شركة الدفاع التركية Vestel Karayel. وتسلمت المملكة بموجب الصفقة ست طائرات بدون طيار.

من جانبها، تنفي تركيا وجود أي شيء رسمي بشأن نقل هذه التكنولوجيا. وقال مصدر تركي مطلع على صناعة الدفاع إنَّ شركة Vestel Karayel لم تطلب إذناً حكومياً لإجراء مثل هذا النقل التكنولوجي إلى الرياض. ومع ذلك، أثارت هذه الواقعة الدهشة. وذكر موقع Janes لأخبار الدفاع أنَّ شركة Vestel Karayel لم يُعرَف من قبل أنها تقدم خدماتها للجيش السعودي.

ولا تزال مقاطعة السعودية للمنتجات التركية مستمرة.

أما بالنسبة للعلاقات السعودية - التركية، فهناك مسار آخر للخلافات التي سادت بين البلدين:

مساندة تركيا للحكومة المعترف بها أممياً في ليبيا، وكذلك مساندة السعودية لأعداء تركيا في سوريا، قوات حزب الاتحاد الديمقراطي PYD.. 

والوقوف مع اليونان ضد تركيا بمسألة الخلاف حول التنقيب في مياه المتوسط. هناك مناورات عسكرية بين اليونان والسعودية حدثت قبل أسابيع أثارت غضب أنقرة.

ربما ترى الرياض الآن أن الخطر الإيراني المحتمل يحتاج بالضرورة إلى قوة جديدة، تعدّل في ميزان القوى مع هذا الخطر، لا سيما مع تراجع الدور الأمريكي الحامي لهذه الدول.

الخلاصة: ظلال تركيا على "تحالف اليخت" تُعيد ترتيب المسافات بين الأصدقاء، والأولويات في حسابات الأمن والاقتصاد والتنافس الإقليمي.

تركيا ومصر تتصالحان:
عين الإمارات والسعودية على الإخوان

بدأ الخلاف مع الموقف التركي في عام 2013 من الحكم في مصر، بعد إسقاط الرئيس محمد مرسي، واتهامها بإيواء معارضة الإخوان المسلمين المصرية وتقديم منصات إعلامية لها من أجل مهاجمة النظام.

اختلفت مصر مع تركيا في سوريا.

وفي ليبيا..

وفي رسم خرائط غاز شرق المتوسط وتحالفاته.

لكن الدفء المتحفظ عاد إلى العلاقات بنهاية الشتاء، ودعت تركيا المنصات الإعلامية التي تطلقها المعارضة الإسلامية في إسطنبول إلى تخفيف لهجتها، وعدم الإساءة إلى المصالح التركية في علاقتها مع الدولة المصرية.

كشف مسؤول لموقع Middle East Eye أن "مصر تريد من أنقرة أن تتخذ على الأقل خطوة رمزية بشأن وجود الإخوان المسلمين في تركيا".

وإذا كان هذا هو المطلوب، فلن يتحقق. 

لا يوجد للإخوان المسلمين حضور مادي، مثل مكتب إقليمي، في تركيا؛ لذلك لا يوجد شيء فعلياً يمكن إغلاقه. وفي حال قررت أنقرة معارضة أفراد الجالية المصرية الكبيرة المغتربة في إسطنبول، فسيعني ذلك تسليم أفراد، وهو ما لن تفعله تركيا.

ما هو موقف "حليفَي اليخت"، السعودية والإمارات، من اتجاه القاهرة إلى تركيا الآن؟

في فبراير/شباط 2021، قالت مصادر مطلعة إن السعودية والإمارات بدأتا تحركات أولية لتحسين العلاقات مع تركيا، في مصالحة قد تتعثر بسبب مطالبة الدولتين الخليجيتين لتركيا بالتخلي عن دعم جماعة "الإخوان المسلمين"، التي تعتبرها السعودية والإمارات "إرهابية".

وانعقدت قمة اليخت السرية لمواجهة مقاومة تركيا وإيران لمخططاتهم. لذلك ليس من قبيل المصادفة أيضاً أن دولتين من الدول التي حضرت تلك القمة تعملان على تخفيف العداء مع أنقرة.

تندفع تركيا والسعودية إلى أحضان بعضهما البعض بفضل رئيس أمريكي معادٍ لولي العهد السعودي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. 

وأخبر مستشارو محمد بن سلمان، ولي العهد، أنه إذا فاز بايدن فسيتعين عليه مد جسور العلاقات مع تركيا.

بيد أنَّ بن سلمان غير مقتنع، ولا يسعُه التغلب على الشعور بأنَّ أردوغان كان عازماً على الإيقاع به بسبب أمره بقتل خاشقجي. لكن العلاقة بين والده الملك سلمان وأردوغان لم تتصدع قط؛ لذا تجري محاولات من أجل الوصول لتهدئة.

لكن هل هناك المزيد مما يدور خلف الكواليس؟ زعم الحوثيون مؤخراً أنهم أسقطوا طائرة بدون طيار، وكانت الطائرة تركية. 

وفي العام الماضي، وقَّعت الحكومة السعودية صفقة مع شركة محلية لتوريد طائرات بدون طيار مسلحة بعد الحصول على حق نقل التكنولوجيا من شركة الدفاع التركية Vestel Karayel. وتسلمت المملكة بموجب الصفقة ست طائرات بدون طيار.

من جانبها، تنفي تركيا وجود أي شيء رسمي بشأن نقل هذه التكنولوجيا. وقال مصدر تركي مطلع على صناعة الدفاع إنَّ شركة Vestel Karayel لم تطلب إذناً حكومياً لإجراء مثل هذا النقل التكنولوجي إلى الرياض. ومع ذلك، أثارت هذه الواقعة الدهشة. وذكر موقع Janes لأخبار الدفاع أنَّ شركة Vestel Karayel لم يُعرَف من قبل أنها تقدم خدماتها للجيش السعودي.

ولا تزال مقاطعة السعودية للمنتجات التركية مستمرة.

أما بالنسبة للعلاقات السعودية - التركية، فهناك مسار آخر للخلافات التي سادت بين البلدين:

مساندة تركيا للحكومة المعترف بها أممياً في ليبيا، وكذلك مساندة السعودية لأعداء تركيا في سوريا، قوات حزب الاتحاد الديمقراطي PYD.. 

والوقوف مع اليونان ضد تركيا بمسألة الخلاف حول التنقيب في مياه المتوسط. هناك مناورات عسكرية بين اليونان والسعودية حدثت قبل أسابيع أثارت غضب أنقرة.

ربما ترى الرياض الآن أن الخطر الإيراني المحتمل يحتاج بالضرورة إلى قوة جديدة، تعدّل في ميزان القوى مع هذا الخطر، لا سيما مع تراجع الدور الأمريكي الحامي لهذه الدول.

الخلاصة: ظلال تركيا على "تحالف اليخت" تُعيد ترتيب المسافات بين الأصدقاء، والأولويات في حسابات الأمن والاقتصاد والتنافس الإقليمي.

تركيا ومصر تتصالحان:
عين الإمارات والسعودية على الإخوان

بدأ الخلاف مع الموقف التركي في عام 2013 من الحكم في مصر، بعد إسقاط الرئيس محمد مرسي، واتهامها بإيواء معارضة الإخوان المسلمين المصرية وتقديم منصات إعلامية لها من أجل مهاجمة النظام.

اختلفت مصر مع تركيا في سوريا.

وفي ليبيا..

وفي رسم خرائط غاز شرق المتوسط وتحالفاته.

لكن الدفء المتحفظ عاد إلى العلاقات بنهاية الشتاء، ودعت تركيا المنصات الإعلامية التي تطلقها المعارضة الإسلامية في إسطنبول إلى تخفيف لهجتها، وعدم الإساءة إلى المصالح التركية في علاقتها مع الدولة المصرية.

كشف مسؤول لموقع Middle East Eye أن "مصر تريد من أنقرة أن تتخذ على الأقل خطوة رمزية بشأن وجود الإخوان المسلمين في تركيا".

وإذا كان هذا هو المطلوب، فلن يتحقق. 

لا يوجد للإخوان المسلمين حضور مادي، مثل مكتب إقليمي، في تركيا؛ لذلك لا يوجد شيء فعلياً يمكن إغلاقه. وفي حال قررت أنقرة معارضة أفراد الجالية المصرية الكبيرة المغتربة في إسطنبول، فسيعني ذلك تسليم أفراد، وهو ما لن تفعله تركيا.

ما هو موقف "حليفَي اليخت"، السعودية والإمارات، من اتجاه القاهرة إلى تركيا الآن؟

في فبراير/شباط 2021، قالت مصادر مطلعة إن السعودية والإمارات بدأتا تحركات أولية لتحسين العلاقات مع تركيا، في مصالحة قد تتعثر بسبب مطالبة الدولتين الخليجيتين لتركيا بالتخلي عن دعم جماعة "الإخوان المسلمين"، التي تعتبرها السعودية والإمارات "إرهابية".

الملف الإيراني: مصر تُحلِّق بعيداً عن الرياض وأبوظبي

في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يدعو إيران إلى احترام حقوق الإنسان.

صوّتت بـ"نعم" على القرار الإمارات والسعودية.

وصوتت دول مثل العراق ولبنان ضد القرار بسبب النفوذ الإيراني في هذين البلدين.

لكن الموقف الذي أثار جدلاً كان موقف مصر بسبب تحفظها على القرار، في مخالفة لشركائها الخليجيين، مما أثار غضب بعض دول الخليج، المعادية لإيران.

قرار مصر جاء لإظهار استقلاليتها عن دول الخليج في بعض الملفات التي لا تؤثر بشكل مباشر على العلاقات بينها وبين دول الخليج، كما يرى المحلل السياسي عمرو الشوبكي، مشيراً إلى أن تحفظ مصر هو رسالة لدولة الخليج بالاستقلالية في بعض القضايا الاستراتيجية. "مصر لا ترى في إيران أي تهديد مباشر لها، بل تمثل تهديداً مباشراً على دول الخليج، لذلك تسعى دائماً إلى أن تُظهر نوعاً من التضامن معهم في هذا الملف".

وبحسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، فإن مصر لديها العديد من التفاهمات مع طهران في عدد من الملفات المشتركة، التي تعكس مصالحها، مثل موقفهما من دعم نظام الأسد، وضرورة إخضاع البرنامج النووي الإسرائيلي للرقابة الدولية.

في الوقت الذي ستبقى فيه مصر حليفةً لدول الخليج، فإنها ستكون أيضاً قادرة على تبنِّي مواقف تعكس المصالح الاستراتيجية المشتركة بينها وبين طهران.

الأردن: عتاب للإمارات.. ومنافسة مع السعودية

الملك عبدالله الثاني، عاهل الأردن الذي شارك في "قمة اليخت"، ابتعد بعض الشيء عن السعودية والإمارات.

عندما أعلنت أبوظبي أنها ستستثمر 10 مليارات دولار في مجالات الطاقة والتصنيع والمياه والفضاء والرعاية الصحية والتكنولوجيا الزراعية في إسرائيل، لم يكن محض مصادفة أنَّ الأردن رفض في البداية السماح لطائرة بنيامين نتنياهو باستخدام مجاله الجوي، واضطر إلى إلغاء رحلته إلى الإمارات التي استهدف منها حصد أموال الجائزة شخصياً. 

وقال مكتب نتنياهو إنَّ الخلاف مع عمّان نابع من قرار إسرائيل إلغاء خطط ولي العهد الأردني لزيارة المسجد الأقصى في اليوم السابق.

ويعتمد جزء كبير من شرعية الأسرة الهاشمية على دورها وصياً على الأماكن المقدسة في القدس المحتلة، وهو دور يتعرض الآن للتهديد العلني من ابن عمها السعودي بتشجيع من إسرائيل. ويلعب بن سلمان لعبة محصلتها صفر؛ فمن خلال تطوير علاقته مع إسرائيل، يُضعِف استقرار الجانب الآمِن من الحدود الإسرائيلية.

في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يدعو إيران إلى احترام حقوق الإنسان.

صوّتت بـ"نعم" على القرار الإمارات والسعودية.

وصوتت دول مثل العراق ولبنان ضد القرار بسبب النفوذ الإيراني في هذين البلدين.

لكن الموقف الذي أثار جدلاً كان موقف مصر بسبب تحفظها على القرار، في مخالفة لشركائها الخليجيين، مما أثار غضب بعض دول الخليج، المعادية لإيران.

قرار مصر جاء لإظهار استقلاليتها عن دول الخليج في بعض الملفات التي لا تؤثر بشكل مباشر على العلاقات بينها وبين دول الخليج، كما يرى المحلل السياسي عمرو الشوبكي، مشيراً إلى أن تحفظ مصر هو رسالة لدولة الخليج بالاستقلالية في بعض القضايا الاستراتيجية. "مصر لا ترى في إيران أي تهديد مباشر لها، بل تمثل تهديداً مباشراً على دول الخليج، لذلك تسعى دائماً إلى أن تُظهر نوعاً من التضامن معهم في هذا الملف".

وبحسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، فإن مصر لديها العديد من التفاهمات مع طهران في عدد من الملفات المشتركة، التي تعكس مصالحها، مثل موقفهما من دعم نظام الأسد، وضرورة إخضاع البرنامج النووي الإسرائيلي للرقابة الدولية.

في الوقت الذي ستبقى فيه مصر حليفةً لدول الخليج، فإنها ستكون أيضاً قادرة على تبنِّي مواقف تعكس المصالح الاستراتيجية المشتركة بينها وبين طهران.

الأردن: عتاب للإمارات.. ومنافسة مع السعودية

الملك عبدالله الثاني، عاهل الأردن الذي شارك في "قمة اليخت"، ابتعد بعض الشيء عن السعودية والإمارات.

عندما أعلنت أبوظبي أنها ستستثمر 10 مليارات دولار في مجالات الطاقة والتصنيع والمياه والفضاء والرعاية الصحية والتكنولوجيا الزراعية في إسرائيل، لم يكن محض مصادفة أنَّ الأردن رفض في البداية السماح لطائرة بنيامين نتنياهو باستخدام مجاله الجوي، واضطر إلى إلغاء رحلته إلى الإمارات التي استهدف منها حصد أموال الجائزة شخصياً. 

وقال مكتب نتنياهو إنَّ الخلاف مع عمّان نابع من قرار إسرائيل إلغاء خطط ولي العهد الأردني لزيارة المسجد الأقصى في اليوم السابق.

ويعتمد جزء كبير من شرعية الأسرة الهاشمية على دورها وصياً على الأماكن المقدسة في القدس المحتلة، وهو دور يتعرض الآن للتهديد العلني من ابن عمها السعودي بتشجيع من إسرائيل. ويلعب بن سلمان لعبة محصلتها صفر؛ فمن خلال تطوير علاقته مع إسرائيل، يُضعِف استقرار الجانب الآمِن من الحدود الإسرائيلية.

والجميع مختلفون بشأن التصالح مع قطر

كانت قمة العلا في الأيام الأولى من هذا العام فرصة بالنسبة للسعودية، لإظهار "صورة تصالحية" أمام واشنطن بينما حققت قطر أكبر مكاسب، حسب مذكرة داخلية في وزارة الخارجية الإسرائيلية اطلعت عليها رويترز.

الإمارات، التي خلصت نفسها إلى حد كبير من حرب اليمن وأقامت علاقات مع إسرائيل، تُبقي على تضارب في المصالح مع قطر وتركيا بشأن ليبيا والإخوان المسلمين وهما ملفان أساسيان بالنسبة لمصر أيضاً.

رغم ذلك، يرى محللون أن "التقارب قد لا يحقق الكثير لتهدئة المنافسة بين قطر والإمارات وحلفاء كل منهما في النقاط الساخنة في المنطقة".

السعودية هي الأكثر حماساً لإعادة العلاقات مع قطر من بين دول الحصار الأربع؛ خدمةً لمصالحها التي يرتبط معظمها بالرئيس بادين، وخوفاً من خروج طهران من شرنقة العزلة والعقوبات الاقتصادية.

ولا تعتبر السعودية قطرَ منافستها على المركز والمكانة في العالمين العربي والإسلامي، على عكس الإمارات، التي تعتبر الدوحة منافساً إقليمياً، وتسعى لإخراجها من ساحة المنافسة في الطاقة والسياسة والنفوذ الإقليمي والنقل والموانئ والطيران والتمويل والأعمال والاستثمار..

أبوظبي تستبعد إنهاء الحصار، على الأقل حتى يتم الوفاء بالشروط الـ13، التي تعني إخضاع القرار القطري لهيمنة دول الحصار. 

تعلم قطر أن علاقاتها مع الإمارات لن تعود حتى لو تمت المصالحة واستأنف مجلس التعاون الخليجي عمله كالمعتاد.

أما بالنسبة للعلاقات مع مصر، فلدى قطر أفضلية على القاهرة تتمثل في العمال المصريين والنفوذ الإعلامي الأقوى.

مبادرة الصلح مع قطر خطوة واحدة على طريق طويل وشائك ملغم بمصالح متضاربة.

كانت قمة العلا في الأيام الأولى من هذا العام فرصة بالنسبة للسعودية، لإظهار "صورة تصالحية" أمام واشنطن بينما حققت قطر أكبر مكاسب، حسب مذكرة داخلية في وزارة الخارجية الإسرائيلية اطلعت عليها رويترز.

الإمارات، التي خلصت نفسها إلى حد كبير من حرب اليمن وأقامت علاقات مع إسرائيل، تُبقي على تضارب في المصالح مع قطر وتركيا بشأن ليبيا والإخوان المسلمين وهما ملفان أساسيان بالنسبة لمصر أيضاً.

رغم ذلك، يرى محللون أن "التقارب قد لا يحقق الكثير لتهدئة المنافسة بين قطر والإمارات وحلفاء كل منهما في النقاط الساخنة في المنطقة".

السعودية هي الأكثر حماساً لإعادة العلاقات مع قطر من بين دول الحصار الأربع؛ خدمةً لمصالحها التي يرتبط معظمها بالرئيس بادين، وخوفاً من خروج طهران من شرنقة العزلة والعقوبات الاقتصادية.

ولا تعتبر السعودية قطرَ منافستها على المركز والمكانة في العالمين العربي والإسلامي، على عكس الإمارات، التي تعتبر الدوحة منافساً إقليمياً، وتسعى لإخراجها من ساحة المنافسة في الطاقة والسياسة والنفوذ الإقليمي والنقل والموانئ والطيران والتمويل والأعمال والاستثمار..

أبوظبي تستبعد إنهاء الحصار، على الأقل حتى يتم الوفاء بالشروط الـ13، التي تعني إخضاع القرار القطري لهيمنة دول الحصار. 

تعلم قطر أن علاقاتها مع الإمارات لن تعود حتى لو تمت المصالحة واستأنف مجلس التعاون الخليجي عمله كالمعتاد.

أما بالنسبة للعلاقات مع مصر، فلدى قطر أفضلية على القاهرة تتمثل في العمال المصريين والنفوذ الإعلامي الأقوى.

مبادرة الصلح مع قطر خطوة واحدة على طريق طويل وشائك ملغم بمصالح متضاربة.

الخائفون من شعوبهم.. قصورهم مبنية على الرمال

قامت النسخة الأخيرة من التحالف السعودي، وأيضاً الإماراتي، مع النظام المصري الحالي، على الاتفاق في العداء للديمقراطية، وتيار الإسلام السياسي المعتدل.

عدا ذلك فإن مصالح النظامين تتباين.

يبدو ذلك واضحاً في اليمن وإثيوبيا وسوريا.

أيضاً في الخلاف مع إيران، حيث لا تريد القاهرة إقحامها في النزاع الخليجي مع طهران، مكتفية بعلاقة محايدة وباردة ومحدودة معها.

كل طرف من زعماء "قمة اليخت" يبحث عن دعم لدى طرف آخر، من دون تقديم مقابل يرضيه.

مثلاً، الإمارات لم تقف مع مصر في أزمة سد النهضة، فيما لم تبدِ القاهرة أي دعم فعلي لأبوظبي في مواجهة إيران.  

ومع المصالحة الخليجية وتهدئة الصراع مع تركيا، تتراجع أهمية القضايا التي توحّد القاهرة والرياض، لصالح المشكلات الحقيقية التي تواجه البلدين.

ما زالت  حرب اليمن مستمرة.

وما زالت إثيوبيا تواصل تلاعُبها في أزمة سد النهضة.

وها هو تقرير خاشقجي يضيف أزمة جديدة للسعودية، فضَّلت القاهرة تجنُّب التدخل فيها؛ حتى لا تقع تحت طائلة الانتقاد الأمريكي لملفها المُتخم في مجال انتهاكات حقوق الإنسان.   

الخلاصة: الضعف تسلَّل إلى محور التحالف نفسه، والدروس المستفادة صارت واضحة للجميع في المنطقة.. فعندما تستند العلاقات الخارجية على اتفاقيات سرية بين القادة، الذين لدى كل منهم سبب وجيه للخوف من شعبه، فقصورهم مبنية على الرمال.

قامت النسخة الأخيرة من التحالف السعودي، وأيضاً الإماراتي، مع النظام المصري الحالي، على الاتفاق في العداء للديمقراطية، وتيار الإسلام السياسي المعتدل.

عدا ذلك فإن مصالح النظامين تتباين.

يبدو ذلك واضحاً في اليمن وإثيوبيا وسوريا.

أيضاً في الخلاف مع إيران، حيث لا تريد القاهرة إقحامها في النزاع الخليجي مع طهران، مكتفية بعلاقة محايدة وباردة ومحدودة معها.

كل طرف من زعماء "قمة اليخت" يبحث عن دعم لدى طرف آخر، من دون تقديم مقابل يرضيه.

مثلاً، الإمارات لم تقف مع مصر في أزمة سد النهضة، فيما لم تبدِ القاهرة أي دعم فعلي لأبوظبي في مواجهة إيران.  

ومع المصالحة الخليجية وتهدئة الصراع مع تركيا، تتراجع أهمية القضايا التي توحّد القاهرة والرياض، لصالح المشكلات الحقيقية التي تواجه البلدين.

ما زالت  حرب اليمن مستمرة.

وما زالت إثيوبيا تواصل تلاعُبها في أزمة سد النهضة.

وها هو تقرير خاشقجي يضيف أزمة جديدة للسعودية، فضَّلت القاهرة تجنُّب التدخل فيها؛ حتى لا تقع تحت طائلة الانتقاد الأمريكي لملفها المُتخم في مجال انتهاكات حقوق الإنسان.   

الخلاصة: الضعف تسلَّل إلى محور التحالف نفسه، والدروس المستفادة صارت واضحة للجميع في المنطقة.. فعندما تستند العلاقات الخارجية على اتفاقيات سرية بين القادة، الذين لدى كل منهم سبب وجيه للخوف من شعبه، فقصورهم مبنية على الرمال.