من المدينة المُحرمة في بكين بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رحلته الاستثنائية إلى الصين عام 2017.
تجول ترامب وزوجته مع الرئيس الصيني شي جين بينغ وعقيلته، بين أركان القصر الإمبراطوري الفريد، الذي يحيط به سور بارتفاع 10 أمتار، ونهر اصطناعي بعرض 52 متراً، يسمى نهر "هو تشنغ"، أي نهر الدفاع عن المدينة.
في حديثه مع ضيفه، أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى رمز "السلام" في أسماء القاعات الثلاث الرئيسية للمجمع الكبير، مؤكداً المبدأ الكونفوشيوسي "السلام أهم من أي شيء آخر".
لكن علاقة الصين وأمريكا لم تعرف شيئاً من السلام على مر السنوات.
والاحتقان بين البلدين يزداد بوتيرة يومية.
ترامب يتصورها معركة منذ اللحظة الأولى له في البيت الأبيض.
فور انتشار كورونا المستجد، أعاد الرئيس الأمريكي العمل بقانون الإنتاج الدفاعي الذي يعود إلى حقبة الحرب الكورية.
وصوّر نفسه بأنه «رئيس زمن الحرب»، الذي يقاتل من أجل «النصر الكامل» ضد «عدو غير مرئي» هو الفيروس.
لكن حربه على كورونا كانت أيضاً حرباً على الصين.. "مصدر الكارثة، ربما تم تخليق الفيروس بأيديهم، أخفوا عن العالم ظهور الوباء في البداية".. إلخ.
لماذا الصين؟
لأن المعركة قديمة، وكانت قبل كورونا تدخل في أجواء تصاعدية، رغم اتفاق مبدئي بين واشنطن وبكين في بداية العام.
في عام 1956، كشف التدخل الفاشل في السويس عن تدهور القوة البريطانية، ما مثل نهاية المملكة المتحدة كقوة عالمية. وعلى الولايات المتحدة مواجهة هذه اللحظة بدقة متناهية؛ لأن جائحة فيروس كورونا يمكن أن تمثل تكراراً لأزمة السويس مرة أخرى.
وها هو كورونا يفعلها مع الإمبراطورية الأمريكية.
قوَّض الثقة في قدرة وكفاءة الحكومة الأمريكية. فالتصريحات العامة التي أدلى بها الرئيس دونالد ترامب عملت إلى حد بعيد على بث الارتباك ونشر المخاوف بين مواطنيه، وفي جميع أنحاء العالم.
وقد أثبت كل من القطاعين العام والخاص أنهما غير مستعدين لإنتاج وتوزيع الأدوات اللازمة للاختبارات والاستجابة لنتائجها.
فهل تسقط أمريكا عن عرش العالم وتمنحه رغماً عنها إلى ورثة إمبراطورية التنين؟
سؤال يحاول هذا التقرير الإجابة عنه، مع استعراض تاريخ التنافس والحروب بين الصين وأمريكا قبل وخلال أزمة كورونا، ومدى قدرة الصين على التحكم في اقتصاد الكوكب، ثم السيناريوهات الأقرب مع انتهاء الوباء.
يحدد البعض 1914 تاريخاً لميلاد الإمبراطورية الأمريكية، وذلك عندما قررت الولايات المتحدة خوض غمار الحرب العالمية الأولى والاستفادة من مواردها الاقتصادية في توظيف قوتها لقيادة العالم.
ثم تأكد النفوذ العالمي الأمريكي مع نهاية الحرب العالمية الثانية. وامتد القرن الأمريكي ليشهد وصول القواعد العسكرية الأمريكية لكل بقاع العالم، في حين هيمنت الثقافة الأمريكية على الملايين، من لغة التخاطب وطريقة الملبس وقوائم الطعام، وشاشات التلفزيون والسينما.
مواجهات غير مباشرة
شهد بحر الصين الجنوبي خلال العقد الأخير محاولات هيمنة قامت بها الصين من أجل السيطرة على مناطقه الاقتصادية، ما جعلها تتصادم مع جارتها فيتنام والفلبين وإندونيسيا. ويخشى جيران الصين من أن تتحول القوة الاقتصادية الكبيرة للصين إلى أداة للتوسع والتمدد الجيوستراتيجية، من هنا تتحالف تلك الدول عسكرياً مع الولايات المتحدة، وتطالب واشنطن بزيادة تواجدها العسكري في المنطقة لردع الأهداف العسكرية للصين.
لا يختلف الأمر مع جوهر التواجد الأمريكي العسكري الواسع في كوريا واليابان، فهذه القوى الآسيوية تدرك مخاطر التهديدات الصينية المستقبلية، ولا تريد للقوات الأمريكية الرحيل، بل تعلن طوكيو وسيول استعدادهما لتمويل بقائها داخل بلادهم كما يريد الرئيس ترامب. وبسبب المخاوف من الهيمنة الصينية، تجمع واشنطن بالهند -الجار الغربي للصين- علاقات عسكرية وتنسيق استراتيجي متصاعد.
هجمات نيويورك كانت لحظة تغيير كبرى
ويعد بعض الخبراء عام 2001 نقطة مفصلية في صعود الصين وتراجع الولايات المتحدة. ففي هذه الفترة وقعت هجمات 11 سبتمبر/أيلول وما تبعها من غزو واشنطن لأفغانستان والعراق بحجة حربها على ما تسميه "الإرهاب العالمي"، وفي نفس العام تم قبول الصين في عضوية منظمة التجارة الدولية.
وانشغلت واشنطن بحروبها، في حين تفرغت بكين للتصنيع وحرية التجارة دون رقيب أو إلزام بتغيير سياساتها الحمائية ضد الاستثمار الأجنبي والسماح للشركات الأجنبية بدخول أسواقها إلا بعد الانصياع لشروط الحكومة الصينية.
أما الاستراتيجية الصينية فهي لا تعتمد على المنحى الصدامي تجاه الخصوم، تلجأ تارة إلى الإغواء بإغراق شركائها في الديون؛ سعياً منها إلى السيطرة على موانئ ومميزات لوجستية تحتاج إليها من أجل طريق الحرير، وتارة باستغلال الماضي المناهض للاستعمار الغربي، وتقديم نفسها كبديل ومنقذ لهذه الدول من جشع الرجل الأبيض.
من يومها الأول كانت العلاقة بين الصديقين اللدودين تتأرجح بين الصراع والتعاون الحذر والشكوك.
اللقاء الرسمي الأول كان في 1844، حيث تم توقيع معاهدة وانغيا Wanghia التي نصّت على منح الأمريكيين مختلف الامتيازات والحصانات في الصين.
سقطت الإمبراطورية ودخلت الصين إلى التجربة الشيوعية، التي دفعتها للمواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة في أكثر من جبهة سياسية وجغرافية، أشهرها صراع الكوريتين واستقلال فورموزا، تايوان حالياً وكمبوديا وفيتنام وغيرها. وطردت أمريكا وحلفاؤها الصين من الأمم المتحدة، وأصبحت تايوان هي من يمثل مئات الملايين من أبناء الصين.
بعد قيام جمهورية الصين الشعبية سنة 1949، رفضت الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بنظام الزعيم الصيني ماو تسي تونغ، وأصرت بدلاً من ذلك على اعتبار نظام شيانغ كاي شيك الذي فرّ نحو جزيرة تايوان ممثلاً شرعياً للشعب الصيني. واستمر رفض الأمريكيين الاعتراف بجمهورية الصين الشعبية لنحو 30 عاماً.
ثم قام الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون بزيارة تاريخية إلى الصين عام 1972، ليسلك الطرفان دروب التطبيع والصداقة المشوبة بالحذر، خاصة بعد عودة العلاقات الدبلوماسية اعتباراً من أول يناير/كانون الثاني 1979.
عقب وقوع "حادثة تيان آن مين" عام 1989 التي استخدمت فيها سلطات بكين القوة المفرطة لفضّ الاحتجاجات، دخلت العلاقات الصينية الأمريكية فى فترة شتاء قارس صعبة للغاية، وجمدت إدارة بوش العلاقات الصينية الأمريكية تحت شعار حماية "حقوق الإنسان".
ومع تولي شي جين بينغ مهام الرئاسة في الصين عام 2012، بدأت طبيعة العلاقات الثنائية بين واشنطن وبكين في التغيير.
استبدل شي شعار الصعود السلمي الذي استخدمه سلفه بشعارين جديدين هما:
حلم الصين
وتجديد الصين
وفي الوقت ذاته عمد إلى تركيز السلطات بشكل أكبر في يده ليصبح نظامه أكثر شمولية واستبداداً من أسلافه.
وقد أدت استراتيجية شي إلى خلق توترات مع الولايات المتحدة، بل مع العديد من الشركاء التجاريين للصين الذين وجدوا أنفسهم عالقين في علاقات غير متكافئة بشكل متزايد لصالح بكين.
استراتيجية شي انتهت باحتلالها وعسكرتها لبحر الصين الجنوبي، وتراجع مستوى الحكم الذاتي الذي وعدت بكين به هونغ كونغ في عام 1997، وارتفاع مستوى التوتر مع اليابان حول جزر متنازع عليها، ووالعلاقة المتوترة بتايوان، فضلاً عن تحويل بكين إقليم شينجيانغ الذي تقطنه أقلية الإيغور المسلمة إلى معسكر اعتقال ضخم.
وحرصت إدارة أوباما على سياسة المشاركة مع الصين. ولكن مع قدوم ترامب وصقور إدارته، بدأ المسؤولون الأمريكيون يتحدثون عن صعود الصين وقوتها الاقتصادية والعسكرية كتهديد للمصالح الاستراتيجية الأمريكية؛ ومن ثمَّ أخذت العلاقات منحى تصاعدياً، وشهدت الكثير من مراحل التوتر.
مجالات الصراع
تكنولوجيا الاتصالات (تقنيات شبكة الجيل الخامس)، وسباق الأسلحة المتطوّرة (منظومة صواريخ هايبرسونيك)، وممرات اقتصاد السوق العالمي (مشروع طريق الحرير الجديد) هي الكلمات المفتاح أو الأبعاد الثلاثة التي تُحرّك الصراع بين العولمة والعولمة الجديدة.. بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
طريق الحرير: لهذا تخاف أمريكا
يمثل مشروع "طريق الحرير الجديد" نوعاً جديداً من عولمة السوق الاقتصادية، ناعم وخفي، تحت سيطرة ضابط إيقاع جديد هو الصين وحلفاؤها.
تم الإعداد لهذا المشروع قبل سنوات من الإعلان عنه بشكل رسمي في 2013. والطريق يربط بين الصين و60 دولة، ويتكوّن من حزام بري من السكك الحديدية والطرق، يمر عبر آسيا الوسطى وروسيا، وطريق بحري يصل إلى إفريقيا وأوروبا الغربية.. طريق تضمن الصين من خلاله وصول سلعها زهيدة الأثمان إلى أغلب أسواق العالم، بأسرع وقت وبأقل كلفة.
تسعى الإدارة الصينية لاستكمال مشروع "طريق الحرير الجديد" في نهاية 2030، وهي المدة الكافية حسب توقعاتها لتأمين وصولها بل واكتساحها الأسواق الأوروبية، وأيضاً الأسواق التي تحتكرها البلدان الأوروبية منذ الحقبة الاستعمارية وعلى رأسها السوق الإفريقية.
أليس هذا مخيفاً للأمريكيين؟
تعمل الصين على تحقيق هدفها بصمت، وبدعم روسي وإيراني، يمكنه أن يدعمها في إضعاف النفوذ الأمريكي على القرارات الحاسمة دولياً، والتي يمكن أن تعيق تقدمها نحو الريادة ونحو سيطرتها على الاقتصاد العالمي، بينما تغيب أي قرارات رسمية للاتحاد الأوروبي.
إفريقيا: الصين في كل القارة السمراء
تأسس منتدى التعاون الصيني - الإفريقي في 2000، بمشاركة 45 دولة إفريقية. وتأسس منتدى التعاون الصيني ـ العربي الذي انعقد بمدينة تيانجين الصينية في 2010 وارتقى سنة 2018 إلى مستوى الشراكة في التعاون الثنائي.
وهددت الصين بالاستيلاء على ميناء مومباسا بكينيا إذا لم تسدد كينيا ديونها لها، وقامت بالاستيلاء على ميناء جنوب سيريلانكا مقابل عدم سداد الديون، فحصلت على موطئ قدم استراتيجي على طول الممر التجاري والعسكري في جنوب آسيا.
صراع على تقنية الجيل الخامس
أحد أهم النزاعات بين البلدين قضية الأمن في البنية التحتية لشبكة الهاتف المحمول من الجيل الخامس، وهو ما يعتبره أغلب المحللين الاقتصاديين مُحدِّداً أساسياً لمستقبل القرن الواحد والعشرين. فالولايات المتحدة الأمريكية رفضت مشاركة شركة هواوي الصينية في بناء شبكات الجيل الخامس، لاتهامها بالقرب من قيادة الدولة والحزب في بكين.
تكنولوجيا الجيل الخامس 5G توفر سرعة استجابة للإنترنت أكبر بكثير من تقنية الجيل الرابع، وتحتاج إليها المعدات الطبية، والمعدات الأكثر تطوراً في تصنيع الطائرات ومنظومات الصواريخ والرادارات المتطورة والسيارات بلا سائق.
العنصر الأهم من حسابات المكسب والخسارة المالية، هو الكنز المعلوماتي المتمثل في قاعدة البيانات التي يمكن أن تقع في قبضة من يسيطر على هذه الشبكات التي تؤمّن وتراقب وصول المعلومات.
وقد يتعلق الأمر بأسرار الدول. فمن يعرفك جيداً ويدرك تفاصيلك سيكون الأقدر على السيطرة على اختياراتك والتحكم بها. وهو ما أشار إليه ترامب وهو يتهم هواوي بأنها من ضمن شركات الاتصال التي تستخدم تقنيات تجسّس لصالح الحكومة الصينية، كما اتهمها بسرقة أسرار تكنولوجية.
الملكية الفكرية
نقلت شركات أمريكية إنتاجها إلى الصين للتمتع بميزة انخفاض تكاليف الإنتاج، لكن كان على هذه الشركات دفع ثمن باهظ نظير الانتقال للصين: "فقد أجبرتهم بكين على نقل التكنولوجيا معهم، وحقوق ملكيتهم الفكرية أيضاً".
وهناك شركات لم تنتقل للصين، تزعم أن الصينيين حاولوا التسلل لأسرارها التجارية. وأمام القضاء الأمريكي قائمة طويلة من الاتهامات ضد أفراد صينيين وشركات للتجسس والقرصنة الإلكترونية.
وتزعم الحكومة الأمريكية أن الحجم الإجمالي للملكية الفكرية التي سرقتها الصين خلال السنوات الأربع بين 2013 و2017 تصل إلى 1.2 تريليون دولار. وبحسب متخصصين، يبرز هذا الملف على أنه السبب الأول للتوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين.
كان الحريق مشتعلاً بالفعل قبل غزو كورونا للكوكب.
كانت واشنطن وبكين تتبادلان القرارات العقابية، ورفع الجمارك على واردات الطرف الآخر. لكن العلاقة ازدادت لهيباً بعنصرين حاسمين:
شخصية الرئيس هنا وهناك، أي الأيديولوجيا الجامدة للرئيس الصيني شي جين بينغ، والأيديولوجيا القومية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ثم أزمة فيروس كورونا المستجد.
كيف استقبلت العلاقة المتوترة أصلاً مزيداً من التوتر في ظل الثلاثي الجديد: ترامب/ بينغ/ كورونا؟
الجراح التي عمّقها كورونا في الجانبين
منحت أزمة فيروس كورونا المستجد إدارة ترامب المبرر المنطقي لإنهاء أي أمل يتعلق بإمكانية اتباع نهج المشاركة مع الصين مرة أخرى، وإجبارها على لعب دور أقل أهمية في النظام العالمي والاقتصادي.
والصين تعي ذلك جيداً، وتعرف أن الطريق إلى النفوذ يمر ببعض التضحيات.. والتنازلات.
في معركة التعاطف: الصين تكسب
وحين كانت واشنطن تعلن إغلاق حدودها بوجه القادمين من عدة دول أوروبية، بما فيها إيطاليا، أعلنت الصين إرسال فرق طبية ومواد ضرورية إلى إيطاليا، ثم إلى إيران وصربيا.
وفي لحظة أدارت دول أوروبا الكبرى ظهرها للدول الأقل نفوذاً، طارت أساطيل المساعدات الصينية إلى هذه الدول. والجميع يذكر صورة مواطنين في إيطاليا أنزلوا علم الاتحاد الأوروبي ورفعوا علم الصين مكانه.
في التصالح وضبط النفس: يخسر الطرفان
وجاء انتشار الوباء في وقت كانت العلاقات بين الصين والولايات المتحدة متأزمة في الأصل. فلم ينجح اتفاق تجاري جزئي أبرم مؤخراً في حل الخلافات التجارية بين البلدين.
علاوةً على ذلك، فإن البلدين سائران قدماً في تعزيز قدراتهما العسكرية، استعداداً لصراع عسكري محتمل في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. في غضون ذلك، برزت الصين كقوة عسكرية عظمى، على المستوى الإقليمي، والآن تسعى إلى تبوؤ الموقع القيادي الذي تعتقد أنها تستحقه.
في معركة الحكم الرشيد: أمريكا تكسب
وصلت الولايات المتحدة لموقعها الرائد في العالم على مدار العقود السبعة الماضية، على أسس الثراء والقوة العسكرية. لكن الأساس الأهم كان الشرعية من أسلوب الحكم الداخلي في البلاد، وقدرتها على توفير المواد والسلع على النطاق العالمي وقدرتها ورغبتها في حشد الردود الدولية للكوارث والأزمات.
وعلى النقيض من ذلك تقدم الصين للعالم نموذجاً شمولياً، ورث مركزية العصر الشيوعي، وجمود الحزب الواحد الحاكم، وشخصية الرئيس الطاغية.
في التأثير والقوى الناعمة: أمريكا تكسب
إن ما جعل الولايات المتحدة قطباً عالمياً ليس السلاح الأمريكي ولا وول ستريت فحسب، بل منتجات أخرى تعولمت مثل هوليوود، ومنابر الإعلام والفن، واللغة الإنجليزية، والانفتاح الأمريكي على المهاجرين من أصحاب الكفاءات العلمية، ومنحهم الجنسية الأمريكية، والجامعات العريقة ذات الإمكانات الهائلة، بالإضافة إلى الديمقراطية والحرية الإعلامية.
وكلها عوامل لا تزال الصين مفتقرة لها.
ارتكبت السياسة الأمريكية فظائع كثيرة ضد أمم وشعوب كثيرة، لا سيما العالم العربي، إلا أن صعود الصين لن يكون فأل خير على ثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولا على حقوق الأقليات، فقد شهدنا القسوة التي تتعامل بها الصين مع المعارضين، وهيمنتها على الإعلام، وبطشها بالمسلمين الإيغور، وبكل مَن يحاول التعبير الأمين، بما في ذلك الطبيب الذي اكتشف الفيروس وحذر من انتشاره.