كانت الأرض في تلك الأيام البعيدة الغابرة لا تعرف الوباء، ولا الرعب من الموت الجماعي.

كان البشر يعيشون في مجتمعات صغيرة منعزلة، لا سلطة عليها من أية أمراض وبائية.

ثم ظهر الجدري، الذي يعد الفيروس الأكثر تدميراً وفتكاً في التاريخ، لأول مرة في المجتمعات الزراعية في الهند قبل 11 ألف سنة.

واستمر صراع البشر مع الأوبئة بعد ذلك على مدار القرون، تفاجئهم وتُلقي في قلوبهم الرعب من الموت الحتمي.

وتعلمهم كيف يستعدون للوباء المقبل بصورة أفضل، كما تعلمهم حب الحياة، لأنهم يكتشفون أكثر في وقت الخوف أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة.

وفي تاريخ الأوبئة الكثير من صور التجاوب الإنساني مع خطر الفناء الجماعي.

خافوا، فطمعوا في كرم السماء وأصبحوا أكثر تديناً.

خافوا، فسقطوا ضحايا للشائعات ونظريات التآمر.

خافوا فمارسوا العدوانية ضد الغرباء، باعتبارهم مصدراً محتملاً لخطر الموت.

تحت تأثير الأوبئة، تشهد المجتمعات موجات من الخوف الجماعي.

كما تحدث ثورة في التفسيرات المرتبطة بأسباب هذه المعاناة الجماعية جراء الوباء.

وتتسبب في موجة من التناقضات القيمية، وفوضى في السلوكيات والاستراتيجيات ومحاولات بائسة لمواجهة الوباء.

بدءاً من الأواني الفخارية المُهشّمة في سوريا القديمة، ووصولاً إلى الهجمات على الأطباء في ثلاثينيات القرن الـ 19، نجد الكثير من الأمثلة المُوثّقة على مشاعر اليأس والفوضى التي انتابت مَن عاشوا خلال تلك الجوائح.

يزداد الأمر تعقيداً مع الأوبئة التي تعد أمراضاً "جديدة" لا تتوفر بشأنها معلومات أو توقعات حول كيفية انتشارها ومكافحتها، وبالتالي لا يوجد بالضرورة علاج لها.

وكلّما كان الوباء خطيراً من حيث تداعياته ومدة تهديده للحياة، زادت مساحة الاجتهادات الفردية والاجتماعية، والتمسك بأي أمل في الخلاص، حتى وإن كان ذلك يتمثل في ممارسات غير منطقية بالمطلق. 

في الأزمات تأخذ اللاعقلانية بزمام الأمور.

ويدفع الخوف والقلق والارتياب الفرد نحو سلوكيات متناقضة غير منطقية تشبه في بعض الأحيان مطاردة الساحرات، ويستعيد الفرد نمطاً أشبه بالحياة البدائية غير المتحضرة التي تحركها المشاعر والاحتياجات البدائية حتى تسيطر على الفرد تماماً.

هذا التقرير يستعرض أساليب تعامل البشر مع خطر الموت الجماعي، ثم أمثلةً من ردود الفعل الإنسانية على الأوبئة الكبرى التي سجلها التاريخ الحديث، وأخيراً توقعات بشأن ما قد يغيره وباء كورونا المستجد في "إنسانية" الإنسان، ونظرته لنفسه، وللأرض، وللحياة.

كانت الأرض في تلك الأيام البعيدة الغابرة لا تعرف الوباء، ولا الرعب من الموت الجماعي.

كان البشر يعيشون في مجتمعات صغيرة منعزلة، لا سلطة عليها من أية أمراض وبائية.

ثم ظهر الجدري، الذي يعد الفيروس الأكثر تدميراً وفتكاً في التاريخ، لأول مرة في المجتمعات الزراعية في الهند قبل 11 ألف سنة.

واستمر صراع البشر مع الأوبئة بعد ذلك على مدار القرون، تفاجئهم وتُلقي في قلوبهم الرعب من الموت الحتمي.

وتعلمهم كيف يستعدون للوباء المقبل بصورة أفضل، كما تعلمهم حب الحياة، لأنهم يكتشفون أكثر في وقت الخوف أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة.

وفي تاريخ الأوبئة الكثير من صور التجاوب الإنساني مع خطر الفناء الجماعي.

خافوا، فطمعوا في كرم السماء وأصبحوا أكثر تديناً.

خافوا، فسقطوا ضحايا للشائعات ونظريات التآمر.

خافوا فمارسوا العدوانية ضد الغرباء، باعتبارهم مصدراً محتملاً لخطر الموت.

تحت تأثير الأوبئة، تشهد المجتمعات موجات من الخوف الجماعي.

كما تحدث ثورة في التفسيرات المرتبطة بأسباب هذه المعاناة الجماعية جراء الوباء.

وتتسبب في موجة من التناقضات القيمية، وفوضى في السلوكيات والاستراتيجيات ومحاولات بائسة لمواجهة الوباء.

بدءاً من الأواني الفخارية المُهشّمة في سوريا القديمة، ووصولاً إلى الهجمات على الأطباء في ثلاثينيات القرن الـ 19، نجد الكثير من الأمثلة المُوثّقة على مشاعر اليأس والفوضى التي انتابت مَن عاشوا خلال تلك الجوائح.

يزداد الأمر تعقيداً مع الأوبئة التي تعد أمراضاً "جديدة" لا تتوفر بشأنها معلومات أو توقعات حول كيفية انتشارها ومكافحتها، وبالتالي لا يوجد بالضرورة علاج لها.

وكلّما كان الوباء خطيراً من حيث تداعياته ومدة تهديده للحياة، زادت مساحة الاجتهادات الفردية والاجتماعية، والتمسك بأي أمل في الخلاص، حتى وإن كان ذلك يتمثل في ممارسات غير منطقية بالمطلق. 

في الأزمات تأخذ اللاعقلانية بزمام الأمور.

ويدفع الخوف والقلق والارتياب الفرد نحو سلوكيات متناقضة غير منطقية تشبه في بعض الأحيان مطاردة الساحرات، ويستعيد الفرد نمطاً أشبه بالحياة البدائية غير المتحضرة التي تحركها المشاعر والاحتياجات البدائية حتى تسيطر على الفرد تماماً.

هذا التقرير يستعرض أساليب تعامل البشر مع خطر الموت الجماعي، ثم أمثلةً من ردود الفعل الإنسانية على الأوبئة الكبرى التي سجلها التاريخ الحديث، وأخيراً توقعات بشأن ما قد يغيره وباء كورونا المستجد في "إنسانية" الإنسان، ونظرته لنفسه، وللأرض، وللحياة.

الاستجابة الأولى لتهديد الوباء تكون في الغالب موجات من الفزع تُغيّر ممارسات الحياة اليومية، وقد يزداد الأمر سوءاً حين تتغذى هذه الحالة على نفسها وتتضاعف وتؤدي إلى الانهيار بدلاً من الحل.

قد تتماسك المجتمعات مع الأسابيع الأولى للعزل الاجتماعي، لكن مع مرور الوقت يبالغ الأفراد في تخزين سلع غير ضرورية، خوفاً من اختفائها من الأسواق.

هنا لا يتصرف الأفراد وفقاً للمنطق، بل بانفعالاتهم ومشاعرهم.

الإنسان عدو ما يجهله.

وترقب مجهول على وشك الحضور يتسبب في تصاعد مشاعر القلق مقارنة بالأمراض العادية.إنها حالة شكوك عظيمة تشمل المجتمع كله بدرجة أو بأخرى.

شكوك في كل شيء حول الفرد: الشك في الآخر، وفي القريب الذي قد يكون مصدراً محتملاً للوباء، والشك في كل معلومة رسمية، مقابل التشبث بالشائعات والأوهام.

وراء كل حكاية وباء، عشرات الحكايات غير الحقيقية عن المؤامرات والمكائد.

يقول المثل: "الكذبة تقطع نصف الكرة الأرضية قبل أن تنتعل الحقيقة حذاءها".

ويقول فرانك سنودين في كتابه "الأوبئة والمجتمع"، إن الفرنسيين اعتقدوا أن حكومة الملك لويس فيليب تضع مادة الزرنيخ في آبار المياه، ومع انتشار الكوليرا في القرن الـ 19. هاجمت جحافل "المُصدّقين" منشآت حكومية بعنف.

إنها قلة المعلومات التي تتمخض عن موجة من الشائعات، وتحيي نظرية المؤامرة لتفسير ما يجري.

الدنيا لم تتغير، بدلاً من اتهام الملك لويس بالتسبب في الكوليرا، يجري الآن اتهام الصين "دون دليل" بنشر كوفيد 19.

الشائعات لا تنتعش فقط لتفسير ما جرى، بل لاقتراح أدوية ونهايات سعيدة للكارثة. الثوم علاج كورونا، ارتفاع درجة الحرارة سيقتل الفيروس، الشاي الساخن يمنع هبوطه للرئتين. بل فعلها كبيرهم بنفسه: ترامب أوصى بشرب الكلور دون الرجوع إلى طبيب واحد!

وفي ظل تراجع الثقة بقدرة المسؤولين على ضبط الأمور، تعود نظرية المؤامرة بنجاح كبير في المنطقة العربية، بموازاة تصاعد الحديث عن "الله الحامي" لدى كُثر، والدين السبّاق في كل أمر.

مع الأسابيع الأولى لعام 2020 ظهر مصطلح الكورونوفوبيا، للدلالة على حالة الكراهية والخوف من كل غريب، قد يأتي حاملاً معه فيروس الموت.

في هذه المرة كانت الملامح الصينية بالذات، الآسيوية عموماً هدفاً للتنمر والملاحقة وممارسة العنف.

سيدة أمريكية من أصول آسيوية رفض صاحب المتجر خدمتها وطالبها بالخروج لأنها قد تحمل كورونا.

سيدة فرنسية خنقت أخرى آسيوية بكيس من البلاستيك وطالبتها بالنزول من مترو الأنفاق.

أطفال مصريون يهتفون في "زفة" خلف فتاة آسيوية: الكورونا اهي.. الكورونا اهي.

طالب صيني يدرس بالجامعة اللبنانية حكى عن ملاحقة اللبنانيين له من أجل شتمه والاعتداء عليه.

فيديو الطالب الصيني في لبنان أمير وانغ: أنا غير مبسوط

أول رد فعل أمام الخوف هو السعي للتقليل منه بلوم طرف آخر عليه، ففي كل مرة يلوح خطرٌ ثمة ميل لتحميل "الآخر" مسؤولية، الآخر الذي "لا يشبهنا".

حين تتضافر الظروف يمكن للأوبئة أن تجعل الكل يحارب ضد الكل.

هذا ما يقوله الأنثروبولوجي فيليب سترونغ في ورقة بحثية تعود إلى عام 2008، مضيفاً أن "انتشار خبر عن وباء مميت جديد يعقبه سريعاً الخوف والذعر والشك ووصمة العار، وسرعان ما يتفشى الجدل الأخلاقي الجماعي حول أسبابه والمتسببين به والحلول المحتملة".

مع انتشار الوباء تدخل المجتمعات في دوامة عاطفية غير اعتيادية تبدو أصعب من قدرة أي جهة رسمية على تطويقها بشكل فوري. 

وكان سترونغ قد طرح مثالاً عن وصف الإيدز حين انتشاره بـ"طاعون المثليين"، نظراً لارتباطه بالمثلية حصراً في وعي كثير من الناس وقتها، وانتقد انتقاد كثر للصحف التي استخدمت هذا الوصف، في وقت تجاهلوا الأثر الراسخ الذي تركه الوباء في الذاكرة الشعبية وفي ردات فعل المجتمعات.

في أوقات الوباء تتغير أشكال التدين لبعض الفئات الاجتماعية.

يتمسّك بمنظومة القيم التي تُفسر له ما يحدث، مثل الطقوس الدينية أو الخيرية. غير أنه مع مرور الوقت واشتداد وطأة الوباء، يرتبك الفرد، ويتشكك في معتقداته وقيمه، كما يشير تاريخ المجتمعات الأوروبية مع الأوبئة.

على سبيل المثال، أشارت دراسة ميدانية عن سيكولوجية الأوبئة، إلى تسجيل حالات تحول ديني بين المصابين بمرض الإيدز في التسعينيات.

في سياقات أخرى تحفّز الأوبئة والأزمات الكبرى على مزيد من التدين. مثلاً، في الستينيات كان أقل من 40% من الأمريكيين يعتقدون أن الدين له أي تأثير على حياتهم، غير أنه بعد حادث انهيار البرجين، وصلت نسبة الأمريكيين الذين يرون أنهم بحاجة إلى الدين إلى 71%.

الاستجابة الأولى لتهديد الوباء تكون في الغالب موجات من الفزع تُغيّر ممارسات الحياة اليومية، وقد يزداد الأمر سوءاً حين تتغذى هذه الحالة على نفسها وتتضاعف وتؤدي إلى الانهيار بدلاً من الحل.

قد تتماسك المجتمعات مع الأسابيع الأولى للعزل الاجتماعي، لكن مع مرور الوقت يبالغ الأفراد في تخزين سلع غير ضرورية، خوفاً من اختفائها من الأسواق.

هنا لا يتصرف الأفراد وفقاً للمنطق، بل بانفعالاتهم ومشاعرهم.

الإنسان عدو ما يجهله.

وترقب مجهول على وشك الحضور يتسبب في تصاعد مشاعر القلق مقارنة بالأمراض العادية.إنها حالة شكوك عظيمة تشمل المجتمع كله بدرجة أو بأخرى.

شكوك في كل شيء حول الفرد: الشك في الآخر، وفي القريب الذي قد يكون مصدراً محتملاً للوباء، والشك في كل معلومة رسمية، مقابل التشبث بالشائعات والأوهام.

وراء كل حكاية وباء، عشرات الحكايات غير الحقيقية عن المؤامرات والمكائد.

يقول المثل: "الكذبة تقطع نصف الكرة الأرضية قبل أن تنتعل الحقيقة حذاءها".

ويقول فرانك سنودين في كتابه "الأوبئة والمجتمع"، إن الفرنسيين اعتقدوا أن حكومة الملك لويس فيليب تضع مادة الزرنيخ في آبار المياه، ومع انتشار الكوليرا في القرن الـ 19. هاجمت جحافل "المُصدّقين" منشآت حكومية بعنف.

إنها قلة المعلومات التي تتمخض عن موجة من الشائعات، وتحيي نظرية المؤامرة لتفسير ما يجري.

الدنيا لم تتغير، بدلاً من اتهام الملك لويس بالتسبب في الكوليرا، يجري الآن اتهام الصين "دون دليل" بنشر كوفيد 19.

الشائعات لا تنتعش فقط لتفسير ما جرى، بل لاقتراح أدوية ونهايات سعيدة للكارثة. الثوم علاج كورونا، ارتفاع درجة الحرارة سيقتل الفيروس، الشاي الساخن يمنع هبوطه للرئتين. بل فعلها كبيرهم بنفسه: ترامب أوصى بشرب الكلور دون الرجوع إلى طبيب واحد!

وفي ظل تراجع الثقة بقدرة المسؤولين على ضبط الأمور، تعود نظرية المؤامرة بنجاح كبير في المنطقة العربية، بموازاة تصاعد الحديث عن "الله الحامي" لدى كُثر، والدين السبّاق في كل أمر.

مع الأسابيع الأولى لعام 2020 ظهر مصطلح الكورونوفوبيا، للدلالة على حالة الكراهية والخوف من كل غريب، قد يأتي حاملاً معه فيروس الموت.

في هذه المرة كانت الملامح الصينية بالذات، الآسيوية عموماً هدفاً للتنمر والملاحقة وممارسة العنف.

سيدة أمريكية من أصول آسيوية رفض صاحب المتجر خدمتها وطالبها بالخروج لأنها قد تحمل كورونا.

سيدة فرنسية خنقت أخرى آسيوية بكيس من البلاستيك وطالبتها بالنزول من مترو الأنفاق.

أطفال مصريون يهتفون في "زفة" خلف فتاة آسيوية: الكورونا اهي.. الكورونا اهي.

طالب صيني يدرس بالجامعة اللبنانية حكى عن ملاحقة اللبنانيين له من أجل شتمه والاعتداء عليه.

فيديو الطالب الصيني في لبنان أمير وانغ: أنا غير مبسوط

أول رد فعل أمام الخوف هو السعي للتقليل منه بلوم طرف آخر عليه، ففي كل مرة يلوح خطرٌ ثمة ميل لتحميل "الآخر" مسؤولية، الآخر الذي "لا يشبهنا".

حين تتضافر الظروف يمكن للأوبئة أن تجعل الكل يحارب ضد الكل.

هذا ما يقوله الأنثروبولوجي فيليب سترونغ في ورقة بحثية تعود إلى عام 2008، مضيفاً أن "انتشار خبر عن وباء مميت جديد يعقبه سريعاً الخوف والذعر والشك ووصمة العار، وسرعان ما يتفشى الجدل الأخلاقي الجماعي حول أسبابه والمتسببين به والحلول المحتملة".

مع انتشار الوباء تدخل المجتمعات في دوامة عاطفية غير اعتيادية تبدو أصعب من قدرة أي جهة رسمية على تطويقها بشكل فوري. 

وكان سترونغ قد طرح مثالاً عن وصف الإيدز حين انتشاره بـ"طاعون المثليين"، نظراً لارتباطه بالمثلية حصراً في وعي كثير من الناس وقتها، وانتقد انتقاد كثر للصحف التي استخدمت هذا الوصف، في وقت تجاهلوا الأثر الراسخ الذي تركه الوباء في الذاكرة الشعبية وفي ردات فعل المجتمعات.

في أوقات الوباء تتغير أشكال التدين لبعض الفئات الاجتماعية.

يتمسّك بمنظومة القيم التي تُفسر له ما يحدث، مثل الطقوس الدينية أو الخيرية. غير أنه مع مرور الوقت واشتداد وطأة الوباء، يرتبك الفرد، ويتشكك في معتقداته وقيمه، كما يشير تاريخ المجتمعات الأوروبية مع الأوبئة.

على سبيل المثال، أشارت دراسة ميدانية عن سيكولوجية الأوبئة، إلى تسجيل حالات تحول ديني بين المصابين بمرض الإيدز في التسعينيات.

في سياقات أخرى تحفّز الأوبئة والأزمات الكبرى على مزيد من التدين. مثلاً، في الستينيات كان أقل من 40% من الأمريكيين يعتقدون أن الدين له أي تأثير على حياتهم، غير أنه بعد حادث انهيار البرجين، وصلت نسبة الأمريكيين الذين يرون أنهم بحاجة إلى الدين إلى 71%.

https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&flag=1&bk_no=130&ID=426

https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&flag=1&bk_no=130&ID=426

قد تلجأ بعض المجتمعات إلى التراث الشعبي، لمحاولة التعامل مع المرض ذاته، فيما يعرف بالطب التقليدي أو الطب الشعبي، أو للبحث عن الطمأنينة في مخزون الحكمة الشعبية والمقدسات.

أشارت تقارير إعلامية صينية إلى أن 80% من مرضى كورونا في الصين تلقوا علاجاً تقليديّاً، وقال أحد الأطباء هناك إن الطب البديل ساعد مرضى كورونا في تحقيق التوازن الداخلي، بعيداً عن جدوى العلاج.

فيديو: اللاعب جاريث بيل يعلن تبرعه بنصف مليون إسترليني للجهود الطبية 

يواجه المجتمع بأسره هذا الخطر، فيشعر على نحو آلي بالتقارب ووحدة المصير.

حالة تشبه اللعب في فريق رياضي، كل عضو في الفريق هو شريكك في النجاح أو غيره.

المجتمع يتابع كل ما يجري بنفس الاهتمام والحماس والرغبة في النصر. 

يحتشد الأهالي في كثير من مدن العالم بالشرفات مساءً لتحية الطواقم الطبية التي تكافح الفيروس.

رفقاء الخير، نتسخر ليك، معاً سننتصر، ألو دكتور، متطوعون من أجل الكويت، تحدي الخير، هي نماذج لمبادرات انطلقت بالعشرات على التراب العربي من المحيط للخليج، للتضامن في وجه الفيروس القاتل، ومثلها المئات في جميع أنحاء العالم.

تنشأ أفكار ومبادرات للمساعدة في الوضع الحالي، من شخصيات عامة وأفراد وهيئات وشركات.

الجميع يريد أن يضع بصمته على الانتصار المأمول، انتصار الإنسانية.

Nel grigiore che ha avvolto Bergamo e provincia in questo periodo di emergenza Coronavirus, spuntano il bel gesto e i colori della frutta di Sameh Ayad

تم النشر بواسطة ‏‎Bergamonews‎‏ في الأربعاء، ٢٥ مارس ٢٠٢٠

قد تلجأ بعض المجتمعات إلى التراث الشعبي، لمحاولة التعامل مع المرض ذاته، فيما يعرف بالطب التقليدي أو الطب الشعبي، أو للبحث عن الطمأنينة في مخزون الحكمة الشعبية والمقدسات.

أشارت تقارير إعلامية صينية إلى أن 80% من مرضى كورونا في الصين تلقوا علاجاً تقليديّاً، وقال أحد الأطباء هناك إن الطب البديل ساعد مرضى كورونا في تحقيق التوازن الداخلي، بعيداً عن جدوى العلاج.

فيديو: اللاعب جاريث بيل يعلن تبرعه بنصف مليون إسترليني للجهود الطبية 

يواجه المجتمع بأسره هذا الخطر، فيشعر على نحو آلي بالتقارب ووحدة المصير.

حالة تشبه اللعب في فريق رياضي، كل عضو في الفريق هو شريكك في النجاح أو غيره.

المجتمع يتابع كل ما يجري بنفس الاهتمام والحماس والرغبة في النصر. 

يحتشد الأهالي في كثير من مدن العالم بالشرفات مساءً لتحية الطواقم الطبية التي تكافح الفيروس.

رفقاء الخير، نتسخر ليك، معاً سننتصر، ألو دكتور، متطوعون من أجل الكويت، تحدي الخير، هي نماذج لمبادرات انطلقت بالعشرات على التراب العربي من المحيط للخليج، للتضامن في وجه الفيروس القاتل، ومثلها المئات في جميع أنحاء العالم.

تنشأ أفكار ومبادرات للمساعدة في الوضع الحالي، من شخصيات عامة وأفراد وهيئات وشركات.

الجميع يريد أن يضع بصمته على الانتصار المأمول، انتصار الإنسانية.

Nel grigiore che ha avvolto Bergamo e provincia in questo periodo di emergenza Coronavirus, spuntano il bel gesto e i colori della frutta di Sameh Ayad

تم النشر بواسطة ‏‎Bergamonews‎‏ في الأربعاء، ٢٥ مارس ٢٠٢٠

هاني هنريأستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية في القاهرة

هاني هنريأستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية في القاهرة

يهبط الوباء فيتفاعل معه البشر بطرق مختلفة في كل مرة.

في السطور التالية رحلة عبر العصور، لإلقاء الضوء على الأسلوب البشري الذي لم يتغير كثيراً، في مواجهة الوباء القاتل بأنواعه ودرجة شدته.

نشرت صحيفة The Guardian البريطانية تلخيصاً لدراسة علمية، تقدم منظوراً تاريخياً لأوبئة عصفت بالأرض في السابق، وكيف تعامل معها العقل الجمعي للإنسان، وأهم الدروس التي استخلصها من المواجهة.

ظهر طاعون جستنيان في القرن السادس، بآسيا الوسطى، وأوروبا، ومنطقة البحر المتوسط. ويُقدّر أنه قتل عشرات الملايين، رغم صعوبة معرفة الرقم الحقيقي بسبب محدودية الأدلة.

قتل هذا الوباء بين 30 إلى 50 مليون شخص، أي ربما ما يعادل نصف سكان العالم في ذلك الوقت.

رد الفعل: اعتقدت الشعوب حينها على نطاقٍ واسع أنّ الطاعون كان من صنع الله، وأنّ الله أراد التنكيل ببعض المناطق بسبب رداءة أجوائها، لذا حاولوا تنقية الهواء لمواجهة ذلك.

وفي سوريا انتشرت عادة تكسير الفخار في القرن السابع.

كان هناك تكسيرٌ مُتعمّد للأواني الفخارية، وأناسٌ يصرخون.

وربما كان ذلك تمثيلاً لشعبٍ يعيش صدمةً مُؤلمة. وربما حدث ذلك في حالة ذعر، ولكنّه كان يحدث أيضاً "لتحريك الأجواء وتنقيتها بطريقةٍ ما". 

"ودخلتْ سنة ثماني عشرة هجرية. ففيها كان طاعون عمواس، فتفانى فيها الناس"، كما يقول الطبري في تاريخ الأمم والملوك.

تقع قرية عمواس في فلسطين على بعد 25 كم شمالي غرب القدس المحتلة، إلى الجنوب الشرقي من يافا بنحو 28 كم.

وتزامن وقوع الطاعون فيها مع حملة المسلمين على بلاد الشام في بدايات الفتح، فسقط إثر ذلك نحو 30 ألفاً من أهل الشام، بينهم عدد كبير من الصحابة. وترجع شهرة طاعون عمواس في كتب التراث والتاريخ إلى الطريقة التي تعامل بها عمر بن الخطاب مع الوباء، إذ امتنع عن دخول المدينة وأمر بعدم دخولها وعدم خروج المصابين منها. وهو ما يعده البعض أول الطرق العملية لتطبيق أسلوب الحجر الصحي. 

رد الفعل: اعتبر فقهاء تلك الحقبة، ومنهم ابن حجر العسقلاني في متنه، أن مَن مات بالطاعون يشارك شهيد المعارك في ثواب الشهادة، وأن تسمية الطاعون عذاب ورحمة، لا تنافي بينهما، لحمل الوصفين على اعتبار الآخر.

انتشر الموت الأسود عبر أوروبا، والشرق الأوسط، وشمال إفريقيا في منتصف القرن الـ 14 ليقضي على ما يقرب من نصف السكان. وكانت البكتيريا القاتلة المسؤولة عن طاعون جستنيان هي أيضاً السبب في هذه الجائحة، ودخل المرض أوروبا من بوابة مركزها التجاري في إيطاليا عام 1347.

رد الفعل: في مواجهة الخطر لجأت البشرية إلى تبريره بأفكار مثل الخطيئة، ونهاية العالم، وصُنع الله، واصطفاف الكواكب على نحو يجلب الكارثة.

ولجأ الكثير من الناس إلى الصلاة.

وكان هناك طلبٌ كبير على الكهنة في القرن الـ 14. إذ كان يجب على كل شخصٍ يحتضر أن يُمنح الطقوس الأخيرة، ما دلّ على أن أعداد الوفيات بين الكهنة كانت كبيرة، ومن المرجّح أن يكون هذا الأمر قد ساعد في تسريع عملية البحث عن بدائل.

وحاول بعض الناس تفسير الدمار عن طريق تحويل الغرباء إلى كبش فداء.

كانت هناك هجماتٌ عنيفة في إنجلترا ضد التجار والنسّاجين الفلمنكيين، بالتزامن مع محاولة الشعب التعامل مع أمرٍ لا يستطيع تفسيره.

في أوائل القرن التاسع عشر، كان ميناء مسقط من أهم موانئ الخليج وأكبرها.

وعندما ظهرت الكوليرا بشكل وبائي في الهند عام 1817، وصلت عُمان بعد أعوام قليلة، وانتشرت بشكل كبير ومفزع في معظم المدن العمانية، ومنها انتقلت إلى الموانئ الأخرى في الخليج. ثم وصلت إلى بريطانيا 1831. 

عندما أقيمت المستشفيات المؤقتة في غالبية المُدن الكبرى، لكن هذا التدخّل من الدولة واجه بعض المقاومة: إذ اندلعت أعمال الشغب وتعرّض الأطباء للاعتداءات. وكان الناس يرتابون في الأطباء الذين اضطروا أن يدفعوا لهم من أجل الحصول على العلاج، ويخشون تشريح جثثهم في حال وفاتهم.

رد الفعل: لم يكن الناس يثقون بالأطباء والحكومة، وأصابهم الذعر بسبب شائعات عن سرقة الجثث في الصُّحف.

وسجلت الوثائق البريطانية عن عُمان أن السلطات لم تتمكن من الحصول على معلومات عن صحة المواطنين بسبب عدم رغبتهم في الإدلاء بمعلومات عن أهلهم، ثم ظهر هذا المسلك العدواني للسكان أنفسهم تجاه أي استفسار عن هذا الموضوع. وأثارت إجراءات الحجر الصحي خوف الكثيرين من حجز المصابين عن أهاليهم، ونتيجة القصور في فهم هذه الإجراءات زاد انتشار الوباء بين السكان، ولقي الكثيرون حتفهم نتيجة سوء التصرف.

واستمرت الكوليرا في تغيير العالم من خلال إلحاق الضرر بالمناطق الفقيرة، في حين أنها لا تؤثر بشكل كبير في الدول الغنية.

استمرت بين عامي 1918 و1919، وحصدت ما قد يصل إلى 50 مليون شخص.

أثناء تفشّي جائحة الإنفلونزا الإسبانية، وهي أشد جوائح الإنفلونزا فتكاً في القرن الماضي، كانت معدلات الوفاة على أشدها في آسيا وإفريقيا، بينما كانت الأدنى في أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا، وكان التباين ضخماً أيضاً داخل القارة الواحدة، وغالباً كانت الخسارة أفدح في المدن عنها في الريف.

رد الفعل: حينها شعر الناس بتلك الفروق

كانت الخسائر أفدح في صفوف المهاجرين للولايات المتحدة، وسكان المناطق العشوائية الضخمة في ريو دي جانيرو، والخادمات المنهكات اللاتي كن ينمن في الغرف السطحية الباردة في باريس.

في العالم أجمع كان الفقراء والمهاجرون والأقليات العرقية أكثر عرضة، لا كما يقول دعاة التفوق العرقي لأنهم من عرق أدنى، بل لأن ما توافر لهم من غذاء كان أسوأ، وكانت مساكنهم أكثر اكتظاظاً، وعانوا من اعتلالات أخرى، وعز أن يجدوا سبيلاً إلى رعاية صحية مناسبة.

وربما لم تتغير الأوضاع كثيراً اليوم، فقد أظهرت دراسة لانتشار للإنفلونزا في إنجلترا عام 2009 أن معدل الوفيات في الخُمس الأفقر من السكان، كان ثلاثة أضعاف مقارنة بالخمس الأغنى.

بدأت جائحة الإيدز أوائل الثمانينيات، وأسفرت حتى اليوم عن وفاة أكثر من 32 مليون شخص حول العالم.

الوباء المستمر يوضّح إلى أيّ مدى يُمكن تسييس مُسمّى الجائحة: لا تقع عدوى الإيدز على رادار الجوائح، نتيجة التحيّزات المعروفة التي تسلّلت مبكّراً، خاصةً في ما يتعلّق بهوية مَن أصابهم الإيدز وكيفية إصابتهم.

رد الفعل: من البداية ربطت الإنسانية بين هذا الوباء وبين الإباحية والمثلية، والسلوك الجنسي المنحرف بشكل عام.

في حالة الفهم الصحيح لوباء الإيدز بوصفه مرضاً، يمكن مواجهة تحيّزاتنا الصحية، والتمهيد للاعتراف بضحاياه على أنهم متساوون مع ضحايا الجوائح الأخرى.

وهذا أمرٌ قد ينجح فيروس كورونا الحالي في تحقيقه، وربما لا.

الوباء الذي استمر من 2009 حتى 2010، سجل أكثر من نصف مليون ضحية خارج القوائم الرسمية.

رد الفعل: كان الجديد في رد الفعل البشري وقتها، أن الخطاب الدائر حول إنفلونزا الخنازير جاء أشبه بخطاب أمنٍ قومي وليس خطاب رعايةٍ صحية. 

جرى تطبيق لغة التأهّب والأمن القومي، التي بدأ استخدامها إبان الحرب الباردة، بطريقةٍ جيدة على المرض المُعدي.

وفي سياق ما بعد 11 سبتمبر/أيلول، تحوّلت تلك اللغة من مجرد استعارة مُفيدة إلى سياسةٍ فعلية بكل وضوح داخل الولايات المتحدة، حيث وقعت مسؤولية التعامل مع الكوارث الطبيعية والأمراض الوبائية على عاتق وزارة الأمن القومي. ولم تكُن إنفلونزا الخنازير مُجرّد تهديدٍ لأمن الغرب. بل هي عدوٌ رسمي، كما هو الحال مع فيروس كورونا اليوم.

يهبط الوباء فيتفاعل معه البشر بطرق مختلفة في كل مرة.

في السطور التالية رحلة عبر العصور، لإلقاء الضوء على الأسلوب البشري الذي لم يتغير كثيراً، في مواجهة الوباء القاتل بأنواعه ودرجة شدته.

نشرت صحيفة The Guardian البريطانية تلخيصاً لدراسة علمية، تقدم منظوراً تاريخياً لأوبئة عصفت بالأرض في السابق، وكيف تعامل معها العقل الجمعي للإنسان، وأهم الدروس التي استخلصها من المواجهة.

ظهر طاعون جستنيان في القرن السادس، بآسيا الوسطى، وأوروبا، ومنطقة البحر المتوسط. ويُقدّر أنه قتل عشرات الملايين، رغم صعوبة معرفة الرقم الحقيقي بسبب محدودية الأدلة.

قتل هذا الوباء بين 30 إلى 50 مليون شخص، أي ربما ما يعادل نصف سكان العالم في ذلك الوقت.

رد الفعل: اعتقدت الشعوب حينها على نطاقٍ واسع أنّ الطاعون كان من صنع الله، وأنّ الله أراد التنكيل ببعض المناطق بسبب رداءة أجوائها، لذا حاولوا تنقية الهواء لمواجهة ذلك.

وفي سوريا انتشرت عادة تكسير الفخار في القرن السابع.

كان هناك تكسيرٌ مُتعمّد للأواني الفخارية، وأناسٌ يصرخون.

وربما كان ذلك تمثيلاً لشعبٍ يعيش صدمةً مُؤلمة. وربما حدث ذلك في حالة ذعر، ولكنّه كان يحدث أيضاً "لتحريك الأجواء وتنقيتها بطريقةٍ ما". 

"ودخلتْ سنة ثماني عشرة هجرية. ففيها كان طاعون عمواس، فتفانى فيها الناس"، كما يقول الطبري في تاريخ الأمم والملوك.

تقع قرية عمواس في فلسطين على بعد 25 كم شمالي غرب القدس المحتلة، إلى الجنوب الشرقي من يافا بنحو 28 كم.

وتزامن وقوع الطاعون فيها مع حملة المسلمين على بلاد الشام في بدايات الفتح، فسقط إثر ذلك نحو 30 ألفاً من أهل الشام، بينهم عدد كبير من الصحابة. وترجع شهرة طاعون عمواس في كتب التراث والتاريخ إلى الطريقة التي تعامل بها عمر بن الخطاب مع الوباء، إذ امتنع عن دخول المدينة وأمر بعدم دخولها وعدم خروج المصابين منها. وهو ما يعده البعض أول الطرق العملية لتطبيق أسلوب الحجر الصحي. 

رد الفعل: اعتبر فقهاء تلك الحقبة، ومنهم ابن حجر العسقلاني في متنه، أن مَن مات بالطاعون يشارك شهيد المعارك في ثواب الشهادة، وأن تسمية الطاعون عذاب ورحمة، لا تنافي بينهما، لحمل الوصفين على اعتبار الآخر.

انتشر الموت الأسود عبر أوروبا، والشرق الأوسط، وشمال إفريقيا في منتصف القرن الـ 14 ليقضي على ما يقرب من نصف السكان. وكانت البكتيريا القاتلة المسؤولة عن طاعون جستنيان هي أيضاً السبب في هذه الجائحة، ودخل المرض أوروبا من بوابة مركزها التجاري في إيطاليا عام 1347.

رد الفعل: في مواجهة الخطر لجأت البشرية إلى تبريره بأفكار مثل الخطيئة، ونهاية العالم، وصُنع الله، واصطفاف الكواكب على نحو يجلب الكارثة.

ولجأ الكثير من الناس إلى الصلاة.

وكان هناك طلبٌ كبير على الكهنة في القرن الـ 14. إذ كان يجب على كل شخصٍ يحتضر أن يُمنح الطقوس الأخيرة، ما دلّ على أن أعداد الوفيات بين الكهنة كانت كبيرة، ومن المرجّح أن يكون هذا الأمر قد ساعد في تسريع عملية البحث عن بدائل.

وحاول بعض الناس تفسير الدمار عن طريق تحويل الغرباء إلى كبش فداء.

كانت هناك هجماتٌ عنيفة في إنجلترا ضد التجار والنسّاجين الفلمنكيين، بالتزامن مع محاولة الشعب التعامل مع أمرٍ لا يستطيع تفسيره.

في أوائل القرن التاسع عشر، كان ميناء مسقط من أهم موانئ الخليج وأكبرها.

وعندما ظهرت الكوليرا بشكل وبائي في الهند عام 1817، وصلت عُمان بعد أعوام قليلة، وانتشرت بشكل كبير ومفزع في معظم المدن العمانية، ومنها انتقلت إلى الموانئ الأخرى في الخليج. ثم وصلت إلى بريطانيا 1831. 

عندما أقيمت المستشفيات المؤقتة في غالبية المُدن الكبرى، لكن هذا التدخّل من الدولة واجه بعض المقاومة: إذ اندلعت أعمال الشغب وتعرّض الأطباء للاعتداءات. وكان الناس يرتابون في الأطباء الذين اضطروا أن يدفعوا لهم من أجل الحصول على العلاج، ويخشون تشريح جثثهم في حال وفاتهم.

رد الفعل: لم يكن الناس يثقون بالأطباء والحكومة، وأصابهم الذعر بسبب شائعات عن سرقة الجثث في الصُّحف.

وسجلت الوثائق البريطانية عن عُمان أن السلطات لم تتمكن من الحصول على معلومات عن صحة المواطنين بسبب عدم رغبتهم في الإدلاء بمعلومات عن أهلهم، ثم ظهر هذا المسلك العدواني للسكان أنفسهم تجاه أي استفسار عن هذا الموضوع. وأثارت إجراءات الحجر الصحي خوف الكثيرين من حجز المصابين عن أهاليهم، ونتيجة القصور في فهم هذه الإجراءات زاد انتشار الوباء بين السكان، ولقي الكثيرون حتفهم نتيجة سوء التصرف.

واستمرت الكوليرا في تغيير العالم من خلال إلحاق الضرر بالمناطق الفقيرة، في حين أنها لا تؤثر بشكل كبير في الدول الغنية.

استمرت بين عامي 1918 و1919، وحصدت ما قد يصل إلى 50 مليون شخص.

أثناء تفشّي جائحة الإنفلونزا الإسبانية، وهي أشد جوائح الإنفلونزا فتكاً في القرن الماضي، كانت معدلات الوفاة على أشدها في آسيا وإفريقيا، بينما كانت الأدنى في أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا، وكان التباين ضخماً أيضاً داخل القارة الواحدة، وغالباً كانت الخسارة أفدح في المدن عنها في الريف.

رد الفعل: حينها شعر الناس بتلك الفروق

كانت الخسائر أفدح في صفوف المهاجرين للولايات المتحدة، وسكان المناطق العشوائية الضخمة في ريو دي جانيرو، والخادمات المنهكات اللاتي كن ينمن في الغرف السطحية الباردة في باريس.

في العالم أجمع كان الفقراء والمهاجرون والأقليات العرقية أكثر عرضة، لا كما يقول دعاة التفوق العرقي لأنهم من عرق أدنى، بل لأن ما توافر لهم من غذاء كان أسوأ، وكانت مساكنهم أكثر اكتظاظاً، وعانوا من اعتلالات أخرى، وعز أن يجدوا سبيلاً إلى رعاية صحية مناسبة.

وربما لم تتغير الأوضاع كثيراً اليوم، فقد أظهرت دراسة لانتشار للإنفلونزا في إنجلترا عام 2009 أن معدل الوفيات في الخُمس الأفقر من السكان، كان ثلاثة أضعاف مقارنة بالخمس الأغنى.

بدأت جائحة الإيدز أوائل الثمانينيات، وأسفرت حتى اليوم عن وفاة أكثر من 32 مليون شخص حول العالم.

الوباء المستمر يوضّح إلى أيّ مدى يُمكن تسييس مُسمّى الجائحة: لا تقع عدوى الإيدز على رادار الجوائح، نتيجة التحيّزات المعروفة التي تسلّلت مبكّراً، خاصةً في ما يتعلّق بهوية مَن أصابهم الإيدز وكيفية إصابتهم.

رد الفعل: من البداية ربطت الإنسانية بين هذا الوباء وبين الإباحية والمثلية، والسلوك الجنسي المنحرف بشكل عام.

في حالة الفهم الصحيح لوباء الإيدز بوصفه مرضاً، يمكن مواجهة تحيّزاتنا الصحية، والتمهيد للاعتراف بضحاياه على أنهم متساوون مع ضحايا الجوائح الأخرى.

وهذا أمرٌ قد ينجح فيروس كورونا الحالي في تحقيقه، وربما لا.

الوباء الذي استمر من 2009 حتى 2010، سجل أكثر من نصف مليون ضحية خارج القوائم الرسمية.

رد الفعل: كان الجديد في رد الفعل البشري وقتها، أن الخطاب الدائر حول إنفلونزا الخنازير جاء أشبه بخطاب أمنٍ قومي وليس خطاب رعايةٍ صحية. 

جرى تطبيق لغة التأهّب والأمن القومي، التي بدأ استخدامها إبان الحرب الباردة، بطريقةٍ جيدة على المرض المُعدي.

وفي سياق ما بعد 11 سبتمبر/أيلول، تحوّلت تلك اللغة من مجرد استعارة مُفيدة إلى سياسةٍ فعلية بكل وضوح داخل الولايات المتحدة، حيث وقعت مسؤولية التعامل مع الكوارث الطبيعية والأمراض الوبائية على عاتق وزارة الأمن القومي. ولم تكُن إنفلونزا الخنازير مُجرّد تهديدٍ لأمن الغرب. بل هي عدوٌ رسمي، كما هو الحال مع فيروس كورونا اليوم.

من مقال في صحيفة New York Times

من مقال في صحيفة New York Times

هذا الفيروس المرعب يلقن العالم درساً في التواضع!

قبل سنتين، أوصى بيل غيتس الناس بقراءة كتاب "التنوير الآن" للمؤلف ستيفن بينكر Steven Pinker. كان طرحاً متفائلاً جداً، إذ يقول: "إننا نعيش اليوم أفضل حالة بشرية: تغلبنا على الكثير من الأمراض والمجاعات، ووصلنا بالإنسان إلى مستوى من الوعي والتواصل والرخاء والحالة الإنسانية الراقية لدرجة غير مسبوقة تاريخياً".

وقد يكون ذلك صحيحاً في كثيرٍ من أبعاده، لكنه ليس صحيحاً بالمُطلق!

يقول رئيس منتدى الشرق والمدير السابق لشبكة الجزيرة، وضاح خنفر: "إن فيروس كورونا كشف عن عجزٍ عالمي غير متوقع في محاربته كوباءٍ وقد ظنت البشرية أنها قد تجاوزته، وتبيّن لنا أن البيولوجيا ما زالت تعود مرة أخرى لكي تثبت عجزنا وضعفنا، وأن الإنسان كما وصفه الله سبحانه وتعالى خُلِق ضعيفاً، ويقف عاجزاً أمام فيروس لا يُمكن أن يُرى بالعين المُجردة".

يتساءل وضاح خنفر عن السيناريوهات المتوقعة للمستقبل، بناءً على دروس هذا الوباء الكبير.

وها هي محاولة مختصرة لأهم سيناريوهات ما بعد كوفيد 19، الذي جاء ليغير تاريخ البشرية مع الحياة والموت، مع المرض والصحة، ومع كل شيء:

إغلاق المساجد والكنائس والمعابد والأسواق والحدود والمطارات، أمر غريب على الإنسانية؛ لأن حرية السفر والتنقل من الحقوق الإنسانية الأساسية.

كل هذا شيء غير معهود ولا نعرف بالضبط متى سينتهي، وهنا مكمن الخطورة.

ما نعانيه اليوم مسألة طويلة، قد تتغير الأوضاع ويسمح للناس بالتحرك المشروط ولكن لا شك أن القضاء على هذا الفيروس يحتاج إلى وقت طويل نسبياً قد يصل إلى عام أو عامين.

العالم سيبدأ بعد كورونا في الحديث عن معانٍ وجودية جديدة؛ لأن الناس بدأت تتساءل عن كيفية التعايش مع هذه المسألة دينياً، أو حتى إنسانياً.

كل الأديان والمعتقدات والفلسفات ستبدأ بالحديث عن معنى الإنسانية ومعنى الحياة.

تياران في العالم سيطرا على الإنسانية في كل الأزمات الكبرى؛ وهما التيار الإنساني والتيار المادي، والصراع الفكري بينهما طرحته كل الطواعين.

ثقافة أن القوي ينبغي أن يعيش وأن المريض الضعيف ينبغي أن يموت ثقافة مادية بحتة انتشرت في القرون الوسطى والآن نراها تنتشر مرة أخرى في بعض الدول الأوروبية. 

دور الدين بمفهومه التقليدي الموروث سوف يضعف.

كل الأديان، خاصة المسيحية واليهودية وحتى الإسلام بشكله التقليدي، قد لا تجيب عن بعض الأسئلة في المرحلة القادمة.

وهذا سيفاقم من حاجة الناس إلى خطاب ديني أقرب إلى عقولهم، وإلى قدرتهم على التفاعل مع هذا الواقع، وعلى هضم التغيرات الكبرى التي ستعصف بالبشرية في السنوات القليلة القادمة.

وربما يرى المسلمون في هذه الأزمة فرصة للوصول إلى خطاب عالمي إنساني قائم على القيم وروح العصر المتجدد.

سيدفع هذا الوباء المجتمع الإنساني للبحث عن نموذج اقتصادي عالمي أكثر استقراراً وعدالة.

النموذج الاقتصادي الذي نعيشه حالياً وصل بنا إلى درجة من الأزمات لا سابق لها، ومن 1929 إلى اليوم يزداد الجشع، و1% من سكان العالم يسيطرون على ما يعادل أملاك 3.8 مليار شخص في العالم. 

وهذه في الحقيقة حالة غير قابلة للاستمرار.

تأمّل معي في أن 20 مليون طالب من طلاب المدارس في أمريكا، الدولة الأغنى عالمياً، لا يستطيعون ألا يذهبوا إلى المدارس لأنهم يعيشون على الوجبات التي تعطى لهم في المدارس، ذهابهم للمدرسة ضرورة من أجل الطعام. هذا في أكبر دولة متقدمة في العالم تنفق تريليون دولار سنوياً على السلاح.

بعد حرائق أستراليا وغابات الأمازون، اكتشفنا أن رئة الكرة الأرضية تفسد.

هذه الغابات تنتج الأوكسجين اللازم للكائنات الحية بما فيها الإنسان، واحتراقها كان بسبب التغير المناخي climate change وهو مظهر آخر للجشع الإنساني واللهاث المحموم خلف سراب النمو الاقتصادي الوهمي.

وجاء فيروس كورونا ليصيب الرئة البشرية!

دمرنا رئة الأرض بطمعنا وجشعنا ورئتنا الآن تتدمر عقوبة على ما فعلنا.

ينبغي لنا أن نعترف بأننا الأسوأ في تاريخ الإنسانية من حيث اعتدائنا على التوازن الطبيعي، وإضرارنا بمصالح الأرض وما عليها.

ما يحدث اليوم هو موت للقديم وإيذان بولادة الجديد.

الأزمات تسرِّع حركة التاريخ وتكثف تحولاته، ونحن نعبر أزمة من هذه الأزمات النادرة في التاريخ.

والبشرية اليوم أمام خيارين:

إما أن يتضامن الناس ويصلوا إلى حالة من الارتقاء الإنساني العالمي.

وإما أن ينكفئ الناس كلٌّ على مصلحته الضيقة، فتتعاظم الأنانية ويزداد الجشع.

وللأسف فإن المؤشرات ترجّح انتصار النزعة المادية القومية.

ستحاول كل دولة أن تسيطر على مواردها وموارد غيرها، في سباق محموم جديد، وربما وصولاً إلى صراعات دموية.

لكن يوماً ما سيكتشف الناس أنْ لا مناص من الارتقاء إلى التضامن الإنساني العالمي. 

وفي كل أزمة هناك فرصة كامنة.. للانتصار في هذه الحياة.

هذا الفيروس المرعب يلقن العالم درساً في التواضع!

قبل سنتين، أوصى بيل غيتس الناس بقراءة كتاب "التنوير الآن" للمؤلف ستيفن بينكر Steven Pinker. كان طرحاً متفائلاً جداً، إذ يقول: "إننا نعيش اليوم أفضل حالة بشرية: تغلبنا على الكثير من الأمراض والمجاعات، ووصلنا بالإنسان إلى مستوى من الوعي والتواصل والرخاء والحالة الإنسانية الراقية لدرجة غير مسبوقة تاريخياً".

وقد يكون ذلك صحيحاً في كثيرٍ من أبعاده، لكنه ليس صحيحاً بالمُطلق!

يقول رئيس منتدى الشرق والمدير السابق لشبكة الجزيرة، وضاح خنفر: "إن فيروس كورونا كشف عن عجزٍ عالمي غير متوقع في محاربته كوباءٍ وقد ظنت البشرية أنها قد تجاوزته، وتبيّن لنا أن البيولوجيا ما زالت تعود مرة أخرى لكي تثبت عجزنا وضعفنا، وأن الإنسان كما وصفه الله سبحانه وتعالى خُلِق ضعيفاً، ويقف عاجزاً أمام فيروس لا يُمكن أن يُرى بالعين المُجردة".

يتساءل وضاح خنفر عن السيناريوهات المتوقعة للمستقبل، بناءً على دروس هذا الوباء الكبير.

وها هي محاولة مختصرة لأهم سيناريوهات ما بعد كوفيد 19، الذي جاء ليغير تاريخ البشرية مع الحياة والموت، مع المرض والصحة، ومع كل شيء:

إغلاق المساجد والكنائس والمعابد والأسواق والحدود والمطارات، أمر غريب على الإنسانية؛ لأن حرية السفر والتنقل من الحقوق الإنسانية الأساسية.

كل هذا شيء غير معهود ولا نعرف بالضبط متى سينتهي، وهنا مكمن الخطورة.

ما نعانيه اليوم مسألة طويلة، قد تتغير الأوضاع ويسمح للناس بالتحرك المشروط ولكن لا شك أن القضاء على هذا الفيروس يحتاج إلى وقت طويل نسبياً قد يصل إلى عام أو عامين.

العالم سيبدأ بعد كورونا في الحديث عن معانٍ وجودية جديدة؛ لأن الناس بدأت تتساءل عن كيفية التعايش مع هذه المسألة دينياً، أو حتى إنسانياً.

كل الأديان والمعتقدات والفلسفات ستبدأ بالحديث عن معنى الإنسانية ومعنى الحياة.

تياران في العالم سيطرا على الإنسانية في كل الأزمات الكبرى؛ وهما التيار الإنساني والتيار المادي، والصراع الفكري بينهما طرحته كل الطواعين.

ثقافة أن القوي ينبغي أن يعيش وأن المريض الضعيف ينبغي أن يموت ثقافة مادية بحتة انتشرت في القرون الوسطى والآن نراها تنتشر مرة أخرى في بعض الدول الأوروبية. 

دور الدين بمفهومه التقليدي الموروث سوف يضعف.

كل الأديان، خاصة المسيحية واليهودية وحتى الإسلام بشكله التقليدي، قد لا تجيب عن بعض الأسئلة في المرحلة القادمة.

وهذا سيفاقم من حاجة الناس إلى خطاب ديني أقرب إلى عقولهم، وإلى قدرتهم على التفاعل مع هذا الواقع، وعلى هضم التغيرات الكبرى التي ستعصف بالبشرية في السنوات القليلة القادمة.

وربما يرى المسلمون في هذه الأزمة فرصة للوصول إلى خطاب عالمي إنساني قائم على القيم وروح العصر المتجدد.

سيدفع هذا الوباء المجتمع الإنساني للبحث عن نموذج اقتصادي عالمي أكثر استقراراً وعدالة.

النموذج الاقتصادي الذي نعيشه حالياً وصل بنا إلى درجة من الأزمات لا سابق لها، ومن 1929 إلى اليوم يزداد الجشع، و1% من سكان العالم يسيطرون على ما يعادل أملاك 3.8 مليار شخص في العالم. 

وهذه في الحقيقة حالة غير قابلة للاستمرار.

تأمّل معي في أن 20 مليون طالب من طلاب المدارس في أمريكا، الدولة الأغنى عالمياً، لا يستطيعون ألا يذهبوا إلى المدارس لأنهم يعيشون على الوجبات التي تعطى لهم في المدارس، ذهابهم للمدرسة ضرورة من أجل الطعام. هذا في أكبر دولة متقدمة في العالم تنفق تريليون دولار سنوياً على السلاح.

بعد حرائق أستراليا وغابات الأمازون، اكتشفنا أن رئة الكرة الأرضية تفسد.

هذه الغابات تنتج الأوكسجين اللازم للكائنات الحية بما فيها الإنسان، واحتراقها كان بسبب التغير المناخي climate change وهو مظهر آخر للجشع الإنساني واللهاث المحموم خلف سراب النمو الاقتصادي الوهمي.

وجاء فيروس كورونا ليصيب الرئة البشرية!

دمرنا رئة الأرض بطمعنا وجشعنا ورئتنا الآن تتدمر عقوبة على ما فعلنا.

ينبغي لنا أن نعترف بأننا الأسوأ في تاريخ الإنسانية من حيث اعتدائنا على التوازن الطبيعي، وإضرارنا بمصالح الأرض وما عليها.

ما يحدث اليوم هو موت للقديم وإيذان بولادة الجديد.

الأزمات تسرِّع حركة التاريخ وتكثف تحولاته، ونحن نعبر أزمة من هذه الأزمات النادرة في التاريخ.

والبشرية اليوم أمام خيارين:

إما أن يتضامن الناس ويصلوا إلى حالة من الارتقاء الإنساني العالمي.

وإما أن ينكفئ الناس كلٌّ على مصلحته الضيقة، فتتعاظم الأنانية ويزداد الجشع.

وللأسف فإن المؤشرات ترجّح انتصار النزعة المادية القومية.

ستحاول كل دولة أن تسيطر على مواردها وموارد غيرها، في سباق محموم جديد، وربما وصولاً إلى صراعات دموية.

لكن يوماً ما سيكتشف الناس أنْ لا مناص من الارتقاء إلى التضامن الإنساني العالمي. 

وفي كل أزمة هناك فرصة كامنة.. للانتصار في هذه الحياة.

ترتبط الفكاهة بخطأ من نوعٍ ما؛ فكل تورية، أو مزحة، أو حدث كوميدي يبدو أنه يحتوي على أحمق ما. وعادةً ما تكون الاستجابة الطبيعية هي الاستمتاع بالحماقة، إذا كان الأحمق شخصاً آخر أو منافساً لك، ولكن ليس عندما يكون أنت أو أحد أحبائك.

ومع ذلك سخر العرب من بلادهم وأحبابهم ومن أنفسهم، قبل أن يسخروا من جائحة كورونا المستجد.

يقول رسام الكاريكاتير أنديل إن جزءاً كبيراً من موجة السخرية "محاولة للتصالح مع الفيروس والتكيّف معه، خاصة مع الغياب التام للثقة بقدرة الحكومة على التعامل مع الموقف، أو لفقدان الأمل في أن يكون للناس دور مدني أو اجتماعي فعّال".

السخرية هي إحدى آليات الإنكار الذاتي لكل هذا الخوف، فيها يلجأ الإنسان إلى تقييد مشاعره؛ لأنها أسهل من لمس المشاعر الحقيقية التي ينتجها الخوف.

ترتبط الفكاهة بخطأ من نوعٍ ما؛ فكل تورية، أو مزحة، أو حدث كوميدي يبدو أنه يحتوي على أحمق ما. وعادةً ما تكون الاستجابة الطبيعية هي الاستمتاع بالحماقة، إذا كان الأحمق شخصاً آخر أو منافساً لك، ولكن ليس عندما يكون أنت أو أحد أحبائك.

ومع ذلك سخر العرب من بلادهم وأحبابهم ومن أنفسهم، قبل أن يسخروا من جائحة كورونا المستجد.

يقول رسام الكاريكاتير أنديل إن جزءاً كبيراً من موجة السخرية "محاولة للتصالح مع الفيروس والتكيّف معه، خاصة مع الغياب التام للثقة بقدرة الحكومة على التعامل مع الموقف، أو لفقدان الأمل في أن يكون للناس دور مدني أو اجتماعي فعّال".

السخرية هي إحدى آليات الإنكار الذاتي لكل هذا الخوف، فيها يلجأ الإنسان إلى تقييد مشاعره؛ لأنها أسهل من لمس المشاعر الحقيقية التي ينتجها الخوف.