رئيس فاشل.. 
وملياردير محتال

القواعد الذهبية التي صنع بها دونالد ترامب إمبراطورية عابرة للقارات تتحدى الأزمات والدائنين وقواعد اللعب النظيف

ليس مجرد رئيس أمريكي مثير للجدل.

ليس سياسياً من الأصل.

لكنه الملياردير الذي أقنع الملايين بأنه أفضل من يتفهم تطلعاتهم وإحباطاتهم، فخاطبهم بما يحبون أن يسمعوا.

سنعيد أمريكا عظيمة من جديد، وبسرعة.

سوف نطرد المكسيكيين والمسلمين عن حدودنا بالقوة والجدران العملاقة، وسوف تدفع المكسيك ودول النفط الخليجية تكلفة حمايتنا لهم، ولأنفسنا منهم.

سوف نمحو مقاتلي داعش الإرهابيين من على الخريطة.

الشركات الأمريكية سوف تسحب كل الوظائف التي صدّرتها للخارج وتعيدها إليكم، بسرعة.

السياسي المبتدئ الذي قلب الحزب الجمهوري رأساً على عقب، وغادره أشلاء متصارعة منقسمة.

الدخيل على عالم القادة السياسيين، المتغطرس الذي تفوّق في الدهاء على خبراء الكهنوت السياسي في الولايات المتحدة.

لكنه قبل ذلك رجل الأعمال المغامر.

المقامر.

المحتال.

الرجل الذي يحصد الملايين بخطوات جريئة تبدو مرتجلة.

ويقترب أحياناً من حافة الإفلاس الرهيبة.

لكنه في كل الحالات يعمل وفق "قواعد ترامب" التي لم يتعلمها من أحد.

هو أقرب لكائن فضائي، كل ما يصدر عنه يثير الإعجاب والاستهجان.

منذ كان تلميذاً مشاغباً يمضي الساعات في غرفة العقاب.

وطالباً جامعياً لا يتميز بشيء.

لكنه امتلك كل عناصر الإثارة، والدراما الإنسانية التي كتبت قصة حياة غير عادية.

الطموح، والإبداع، والثروة، والاستعراض الخرافي للنفوذ والقوة والجموح.

هنا دونالد.

ابن المقاول فريد ترامب، الرجل العصامي الذي شيّد المنازل المتواضعة للطبقة الوسطى الكادحة.

الشاب المزهو بنفسه الذي عبر الجسر من بروكلين الفقيرة إلى مانهاتن عاصمة الأثرياء في نيويورك، واستولى عليها.

هذا التقرير محاولة لاكتشاف قواعد اللعبة كما ابتكرها ترامب، وفعل بها كل ما يريد في هذه الحياة الدنيا.

يعتمد هذا التقرير على كتاب "ترامب بلا أقنعة Trump Revealed"، الذي شارك فيه أكثر من 30 مراسلاً، أجروا مئات المقابلات لصالح صحيفة Washington Post، والمسلسل الوثائقي "ترامب، حلم أمريكي" على موقع نتفلكس، ومن مصادر أخرى بالعربية والإنجليزية.

إليكم صورة من قريب لما كان عليه دونالد قبل البيت الأبيض، وقواعد النجاح والأساليب التي حصد بها المليارات، وألاعيبه مع الدائنين وهو ينقذ إمبراطوريته من الإفلاس، ثم استخدامه للصحفيين والإعلام لرسم صورة منتجه الأساسي والوحيد: صورته الشخصية.

ليس مجرد رئيس أمريكي مثير للجدل.

ليس سياسياً من الأصل.

لكنه الملياردير الذي أقنع الملايين بأنه أفضل من يتفهم تطلعاتهم وإحباطاتهم، فخاطبهم بما يحبون أن يسمعوا.

سنعيد أمريكا عظيمة من جديد، وبسرعة.

سوف نطرد المكسيكيين والمسلمين عن حدودنا بالقوة والجدران العملاقة، وسوف تدفع المكسيك ودول النفط الخليجية تكلفة حمايتنا لهم، ولأنفسنا منهم.

سوف نمحو مقاتلي داعش الإرهابيين من على الخريطة.

الشركات الأمريكية سوف تسحب كل الوظائف التي صدّرتها للخارج وتعيدها إليكم، بسرعة.

السياسي المبتدئ الذي قلب الحزب الجمهوري رأساً على عقب، وغادره أشلاء متصارعة منقسمة.

الدخيل على عالم القادة السياسيين، المتغطرس الذي تفوّق في الدهاء على خبراء الكهنوت السياسي في الولايات المتحدة.

لكنه قبل ذلك رجل الأعمال المغامر.

المقامر.

النصاب.

الرجل الذي يحصد الملايين بخطوات جريئة تبدو مرتجلة.

ويقترب أحياناً من حافة الإفلاس الرهيبة.

لكنه في كل الحالات يعمل وفق "قواعد ترامب" التي لم يتعلمها من أحد.

هو أقرب لكائن فضائي، كل ما يصدر عنه يثير الإعجاب والاستهجان.

منذ كان تلميذاً مشاغباً يمضي الساعات في غرفة العقاب.

وطالباً جامعياً لا يتميز بشيء.

لكنه امتلك كل عناصر الإثارة، والدراما الإنسانية التي كتبت قصة حياة غير عادية.

الطموح، والإبداع، والثروة، والاستعراض الخرافي للنفوذ والقوة والجموح.

هنا دونالد.

ابن المقاول فريد ترامب، الرجل العصامي الذي شيّد المنازل المتواضعة للطبقة الوسطى الكادحة.

الشاب المزهو بنفسه الذي عبر الجسر من بروكلين الفقيرة إلى مانهاتن عاصمة الأثرياء في نيويورك، واستولى عليها.

هذا التقرير محاولة لاكتشاف قواعد اللعبة كما ابتكرها ترامب، وفعل بها كل ما يريد في هذه الحياة الدنيا.

يعتمد هذا التقرير على كتاب "ترامب بلا أقنعة Trump Revealed"، الذي شارك فيه أكثر من 30 مراسلاً، أجروا مئات المقابلات لصالح صحيفة Washington Post، والمسلسل الوثائقي "ترامب، حلم أمريكي" على موقع نتفلكس، ومن مصادر أخرى بالعربية والإنجليزية.

إليكم صورة من قريب لما كان عليه دونالد قبل البيت الأبيض، وقواعد النجاح والأساليب التي حصد بها المليارات، وألاعيبه مع الدائنين وهو ينقذ إمبراطوريته من الإفلاس، ثم استخدامه للصحفيين والإعلام لرسم صورة منتجه الأساسي والوحيد: صورته الشخصية.

والده كان مقاولاً، وكانت قرية ترامب Trump Village أنجح مشروعاته وأكثرها شهرة.

في ذلك المجمع السكني القبيح عاشت آلاف من الأسر محدودة الدخل، لكنه لم يعمل بعد في الجانب الأرقى والأكثر ثراءً من نيويورك: مانهاتن.

وأصبح حلم دونالد أن يصبح النسخة الأرقى من والده: مقاول في مانهاتن مع "الكبار".

وظهر اسم دونالد في عالم الأعمال في السبعينيات، وقت أن كانت نيويورك مدينة تغلي بالتوتر.

نحو 3 آلاف جريمة سنوياً، بمعدل يقترب من 100 جريمة يومياً.

مدينة المتعة أصبحت في بيانات الشرطة مدينة الخوف.

كانت المدينة على وشك الإفلاس، وكان ذلك الدافع الأول أمام دونالد، المولع بالأرباح التي تتيحها أوقات الكوارث، كما يقول.

كان دونالد يطمح في الانتقال إلى واجهة نيويورك: مانهاتن.

وكان والده أحد المقربين من العمدة إبراهام بيم  Abraham Beame.

العمدة إبراهام بيم 

العمدة إبراهام بيم 

وكان يحصل على كل ما يريد من مكتب العمدة بلا مناقشة.

وكان مشروع فندق كومودور طلقة البداية لمشروع ترامب الذي سوف يعرفه العالم بعد سنوات.

كومودور Commodore كان أحد أفضل فنادق المدينة، قبل أن يقرر إغلاق أبوابه بسبب الخسائر الضخمة.

حمل دونالد مع سائقه لوحات تحمل تصوراته لتجديد الفندق، واقتحم بها مكاتب العمدة ومساعديه، وتحدث عن مدى روعة وعبقرية فكرة إنقاذ الفندق.

وبعد أن اشتعل حماس الجميع للمشروع، تنهد ترامب وقال: المشروع يحتاج إلى 70 مليون دولار، لا أملك منها شيئاً.

والقروض البنكية؟

قال: البنك سيعطيني 30 مليوناً فقط. هل يمكنكم مساعدتي بتخفيض الضرائب؟

وانطلقت ماكينة الإعلان والترويج للمنقذ ترامب، الذي يحتاج لتخفيض الضرائب لمدة 40 عاماً "فقط"!

كانت المقامرة كبيرة.

وفي حال رفض المدينة للعرض الترامبي، ربما يهدم تاريخ والده في مجال العقارات، وينتهي هو شخصياً قبل أن يبدأ.

كان اللقاء مع المحامي روي كوهين من أهم محطات حياة ترامب منذ كان في الثامنة والعشرين.

كوهين شخصية مثيرة للجدل، ينفر كثيرون منه، ويصفونه بأنه أحد تجسيدات الشيطان على الأرض، على حد وصف ابن عمه، دافيد لويد ماركوس. 

كان كوهين يقول: أنا أعرف كيف أستغل النفوذ.

كانت لديه شبكة عريضة من السياسيين ورجال القضاء والصحفيين، والطيبين والأشرار، ورجال المافيا.

كانت لعبته هي "تداول وتبادل" الأسرار مع كل هؤلاء.

وكان كوهين كلمة السر في نجاح صفقة كومودور.

مؤتمر صحفي لدونالد ترامب والمحامي روي كوهن

مؤتمر صحفي لدونالد ترامب والمحامي روي كوهن

في يوم 20 مايو/أيار 1976، اجتمع المسؤولون في المدينة، ليقرروا مصير أول مشروع ضخم بتوقيع ترامب الابن.

الموافقة تعني إعفاء المشروع من الضرائب تماماً لمدة 40 عاماً.

وجاء التصويت لصالحه.

اعتبر مجلس المدينة أنه يستغل ترامب لتوفير وسيلة جديدة لعلاج حالة مستعصية اسمها أزمة كومودور.

واعتبر هو أنه يستغل الأزمة والمجلس للحصول على إعفاء ضريبي.

وكان مجموع الإعفاءات يتجاوز 160 مليون دولار على مر السنوات.

لكنه كان يتحدث عن إنجاز "أعظم وأفضل فندق" في تاريخ الولايات المتحدة. يقولها بهدوء وثقة وكأنها حقيقة!

عام 1977 ترشح إيد كوش Edd Koch لمنصب العمدة، تحت شعار مكافحة الفساد.

وفقد ترامب نفوذه في City Hall، مقر حاكم المدينة الجديد.

لكن كوش كان بين الحاضرين في افتتاح فندق كومودور باسم جراند حياة  Grand Hyatt بعد عامين من العمل، وفي نهاية 1980.

ترمب في اليسار بجوار عمدة نيويورك حينها إد كوتش ورؤساء شركات خلال افتتاح موقع فندق كوموردور في يونيو 1978

ترمب في اليسار بجوار عمدة نيويورك حينها إد كوتش ورؤساء شركات خلال افتتاح موقع فندق كوموردور في يونيو 1978

وبعد أيام من افتتاح الفندق التقته المذيعة وصحفية الفضائح رونا باريت Rona Barrett، وكانت عبارتها الافتتاحية للمقابلة لا تُنسى: يقولون إن عصر ترامب قد بدأ.

وفي هذا الحوار أدلى ترامب بالمزيد من قواعده الذهبية.

والده كان مقاولاً، وكانت قرية ترامب Trump Village أنجح مشروعاته وأكثرها شهرة.

في ذلك المجمع السكني القبيح عاشت آلاف من الأسر محدودة الدخل، لكنه لم يعمل بعد في الجانب الأرقى والأكثر ثراءً من نيويورك: مانهاتن.

وأصبح حلم دونالد أن يصبح النسخة الأرقى من والده: مقاول في مانهاتن مع "الكبار".

وظهر اسم دونالد في عالم الأعمال في السبعينيات، وقت أن كانت نيويورك مدينة تغلي بالتوتر.

نحو 3 آلاف جريمة سنوياً، بمعدل يقترب من 100 جريمة يومياً.

مدينة المتعة أصبحت في بيانات الشرطة مدينة الخوف.

كانت المدينة على وشك الإفلاس، وكان ذلك الدافع الأول أمام دونالد، المولع بالأرباح التي تتيحها أوقات الكوارث، كما يقول.

كان دونالد يطمح في الانتقال إلى واجهة نيويورك: مانهاتن.

وكان والده أحد المقربين من العمدة إبراهام بيم  Abraham Beame.

العمدة إبراهام بيم 

العمدة إبراهام بيم 

وكان يحصل على كل ما يريد من مكتب العمدة بلا مناقشة.

وكان مشروع فندق كومودور طلقة البداية لمشروع ترامب الذي سوف يعرفه العالم بعد سنوات.

كومودور Commodore كان أحد أفضل فنادق المدينة، قبل أن يقرر إغلاق أبوابه بسبب الخسائر الضخمة.

حمل دونالد مع سائقه لوحات تحمل تصوراته لتجديد الفندق، واقتحم بها مكاتب العمدة ومساعديه، وتحدث عن مدى روعة وعبقرية فكرة إنقاذ الفندق.

وبعد أن اشتعل حماس الجميع للمشروع، تنهد ترامب وقال: المشروع يحتاج إلى 70 مليون دولار، لا أملك منها شيئاً.

والقروض البنكية؟

قال: البنك سيعطيني 30 مليوناً فقط. هل يمكنكم مساعدتي بتخفيض الضرائب؟

وانطلقت ماكينة الإعلان والترويج للمنقذ ترامب، الذي يحتاج لتخفيض الضرائب لمدة 40 عاماً "فقط"!

كانت المقامرة كبيرة.

وفي حال رفض المدينة للعرض الترامبي، ربما يهدم تاريخ والده في مجال العقارات، وينتهي هو شخصياً قبل أن يبدأ.

كان اللقاء مع المحامي روي كوهين من أهم محطات حياة ترامب منذ كان في الثامنة والعشرين.

كوهين شخصية مثيرة للجدل، ينفر كثيرون منه، ويصفونه بأنه أحد تجسيدات الشيطان على الأرض، على حد وصف ابن عمه، دافيد لويد ماركوس. 

كان كوهين يقول: أنا أعرف كيف أستغل النفوذ.

كانت لديه شبكة عريضة من السياسيين ورجال القضاء والصحفيين، والطيبين والأشرار، ورجال المافيا.

كانت لعبته هي "تداول وتبادل" الأسرار مع كل هؤلاء.

وكان كوهين كلمة السر في نجاح صفقة كومودور.

مؤتمر صحفي لدونالد ترامب والمحامي روي كوهن

مؤتمر صحفي لدونالد ترامب والمحامي روي كوهن

في يوم 20 مايو/أيار 1976، اجتمع المسؤولون في المدينة، ليقرروا مصير أول مشروع ضخم بتوقيع ترامب الابن.

الموافقة تعني إعفاء المشروع من الضرائب تماماً لمدة 40 عاماً.

وجاء التصويت لصالحه.

اعتبر مجلس المدينة أنه يستغل ترامب لتوفير وسيلة جديدة لعلاج حالة مستعصية اسمها أزمة كومودور.

واعتبر هو أنه يستغل الأزمة والمجلس للحصول على إعفاء ضريبي.

وكان مجموع الإعفاءات يتجاوز 160 مليون دولار على مر السنوات.

لكنه كان يتحدث عن إنجاز "أعظم وأفضل فندق" في تاريخ الولايات المتحدة. يقولها بهدوء وثقة وكأنها حقيقة!

عام 1977 ترشح إيد كوش Edd Koch لمنصب العمدة، تحت شعار مكافحة الفساد.

وفقد ترامب نفوذه في City Hall، مقر حاكم المدينة الجديد.

لكن كوش كان بين الحاضرين في افتتاح فندق كومودور باسم جراند حياة  Grand Hyatt بعد عامين من العمل، وفي نهاية 1980.

ترمب في اليسار بجوار عمدة نيويورك حينها إد كوتش ورؤساء شركات خلال افتتاح موقع فندق كوموردور في يونيو 1978

ترمب في اليسار بجوار عمدة نيويورك حينها إد كوتش ورؤساء شركات خلال افتتاح موقع فندق كوموردور في يونيو 1978

وبعد أيام من افتتاح الفندق التقته المذيعة وصحفية الفضائح رونا باريت Rona Barrett، وكانت عبارتها الافتتاحية للمقابلة لا تُنسى: يقولون إن عصر ترامب قد بدأ.

وفي هذا الحوار أدلى ترامب بالمزيد من قواعده الذهبية.

صنع ترامب أزمتين ليجعل الرأي العام مشغولاً بما يصنعه في تلك البقعة الثمينة من أرض نيويورك.

اشترى مبنى قديماً لتحويله إلى برج.

ثم أعلن للصحافة أن العقد يتضمن شراء الهواء الذي يعلو قطعة الأرض.

وكانت صدمة لمن فهم معنى البند القانوني غير المسبوق، ولمن لم يفهمه.

ثم جعلهم يتحدثون عن أعمال فنية موجودة على المبنى قبل هدمه، وقبل أن يتوصل الرأي العام إلى حلول بشأن كيفية نقلها والاحتفاظ بها، فاجأهم بتفجير الجدران باللوحات بكل شيء!

وجاء البرج أضخم وأجمل من كل التوقعات. وقد شارك دونالد بنفسه في التفكير والتصميم، وكانت معظم الأفكار الجديدة من مخيّلته.

فيديو 40 ثانية: حوار رونا باريت مع ترامب في أكتوبر 1980

ارتفع البرج إلى 58 طابقاً متعدد الاستخدامات، وأصبح مقراً لمنظمة ترامب بعد افتتاحه في 1983.

وكان ثمن الشقة الصغيرة من غرفتي نوم مليون دولار، وهو مبلغ خرافي وغير مسبوق في ذلك الوقت.

رغم أن بعض اللمسات الأخيرة كانت بلا ذوق، ومن مواد رخيصة.

أرضيات باركيه من الأسوأ في السوق.

المطابخ "مزرية" والموائد من الفورمايكا.

لكن ترامب وصف المبنى بأنه "الأفضل في العالم".

لكن المواجهة مع ترامب غير مجدية.

عندما تضعه في الزاوية يتحول إلى مهاجم شرس، ويطلق العنان لعدوانيته.

لكنه يختار ضحاياه بعناية، وهذا ما فعله عندما انتقدته إحدى عضوات فريقه، ولم يتردد في التنكيل بها.

دافع ترامب عن ارتفاع أسعار الشقق في برجه، وقال إن السياح يأتون من أنحاء العالم لمشاهدة العجيبة المعمارية التي صنعها.

وتمكن من شراء غلاف مجلة فوغ الفرنسية، ونشر صورة البرج، مع وجه لامرأة تطبع شفتيها على جدرانه، مع عبارة: أنا أحب برج ترامب!

ومن جديد أثبت دونالد أنه أفضل وكيل علاقات عامة في العالم.

صورة الغلاف: برج ترامب على مجلة فوغ

صورة الغلاف: برج ترامب على مجلة فوغ

فجأة ظهر ترامب المقاول المخادع مرة أخرى، يطالب بإعفاء ضريبي جديد لمواصلة بناء البرج!

وتجاهله العمدة الجديد كوتش.

ووصفه لأصدقائه بأنه "محتال وكاذب، وشخص متكبر يريد الحصول على ما لا يستحق"، كما ورد في شهادات المسلسل الوثائقي على نتفلكس.

وتم الافتتاح في 1983، في ليلة من ليالي المليونير الشاب الوسيم الناجح دونالد ترامب.

وأصبح البرج عاصمة لإمبراطورية ترامب الشاسعة، عابرة الحدود والقارات، وكل الأعراف والقوانين المألوفة.

وتحولت شخصية دونالد إلى مزيد من العجرفة والتعالي.

أصبح بعدها مغروراً، كما يقول الصحفي كين أوليتا Ken Auletta.

وقرر ترامب رفع قضية على مدينة نيويورك، بتوقيع صديق عمره المحامي المثير للجدل روي كوهين.

وحكمت المحكمة لصالح حصوله على إعفاءات ضريبية جديدة!

كسب ترامب، ووصفه منتقدوه بأنه "أحد المجرمين الذين يحوّلون نيويورك إلى مدينة للأثرياء فقط".! 

الإعلام في خدمة أصحاب المليارات

أحاط دونالد مشروعاته بالإعلام، واشترى ولاء الكثير من الصحفيين والمذيعين.

وأشاد الكورال الإعلامي بالرجل، "المطوّر الأكبر الذي شيّد المبنى الأكثر أهمية في المدينة".

بدأ في 1986 بإصلاح حلبة ولمان Wollman Rink، ساحة التزلج الرئيسية للمدينة، وأهداها للسكان "بلا مقابل".

افتتاح ترامب لحلبة تزلج ولمان في سنترال بارك

افتتاح ترامب لحلبة تزلج ولمان في سنترال بارك

كان يقول لإدارة المدينة: يمكنني أن أفعل ما أنتم عاجزون عنه.

لكن المقابل كان واضحاً: الكثير جداً من الدعاية والترويج لمشروعات وشركات ترامب، كما قالها لمعاونيه بعد اتفاقه مع المدينة على إعادة بناء الحلبة.

وكانت فرصة لكي يكرر ترامب إحدى عباراته المفضلة: أنا من حقّق هذا الإنجاز، انظروا! لا يستطيع غيري أن يفعلها.

وخرجت كل صحف المدينة في اليوم التالي وترامب في مركز الأخبار، والدعاية، والمديح اللانهائي.

كل ما كان يشغله في تلك اللحظة كان الشهرة والدعاية.

هذه المرة كان معنيّاً بالدعاية لشخصه: دونالد.

وليس لشركاته: ترامب.

صنع ترامب أزمتين ليجعل الرأي العام مشغولاً بما يصنعه في تلك البقعة الثمينة من أرض نيويورك.

اشترى مبنى قديماً لتحويله إلى برج.

ثم أعلن للصحافة أن العقد يتضمن شراء الهواء الذي يعلو قطعة الأرض.

وكانت صدمة لمن فهم معنى البند القانوني غير المسبوق، ولمن لم يفهمه.

ثم جعلهم يتحدثون عن أعمال فنية موجودة على المبنى قبل هدمه، وقبل أن يتوصل الرأي العام إلى حلول بشأن كيفية نقلها والاحتفاظ بها، فاجأهم بتفجير الجدران باللوحات بكل شيء!

وجاء البرج أضخم وأجمل من كل التوقعات. وقد شارك دونالد بنفسه في التفكير والتصميم، وكانت معظم الأفكار الجديدة من مخيّلته.

فيديو 40 ثانية: حوار رونا باريت مع ترامب في أكتوبر 1980

ارتفع البرج إلى 58 طابقاً متعدد الاستخدامات، وأصبح مقراً لمنظمة ترامب بعد افتتاحه في 1983.

وكان ثمن الشقة الصغيرة من غرفتي نوم مليون دولار، وهو مبلغ خرافي وغير مسبوق في ذلك الوقت.

رغم أن بعض اللمسات الأخيرة كانت بلا ذوق، ومن مواد رخيصة.

أرضيات باركيه من الأسوأ في السوق.

المطابخ "مزرية" والموائد من الفورمايكا.

لكن ترامب وصف المبنى بأنه "الأفضل في العالم".

لكن المواجهة مع ترامب غير مجدية.

عندما تضعه في الزاوية يتحول إلى مهاجم شرس، ويطلق العنان لعدوانيته.

لكنه يختار ضحاياه بعناية، وهذا ما فعله عندما انتقدته إحدى عضوات فريقه، ولم يتردد في التنكيل بها.

دافع ترامب عن ارتفاع أسعار الشقق في برجه، وقال إن السياح يأتون من أنحاء العالم لمشاهدة العجيبة المعمارية التي صنعها.

وتمكن من شراء غلاف مجلة فوغ الفرنسية، ونشر صورة البرج، مع وجه لامرأة تطبع شفتيها على جدرانه، مع عبارة: أنا أحب برج ترامب!

ومن جديد أثبت دونالد أنه أفضل وكيل علاقات عامة في العالم.

صورة الغلاف: برج ترامب على مجلة فوغ

صورة الغلاف: برج ترامب على مجلة فوغ

فجأة ظهر ترامب المقاول المخادع مرة أخرى، يطالب بإعفاء ضريبي جديد لمواصلة بناء البرج!

وتجاهله العمدة الجديد كوتش.

ووصفه لأصدقائه بأنه "محتال وكاذب، وشخص متكبر يريد الحصول على ما لا يستحق"، كما ورد في شهادات المسلسل الوثائقي على نتفلكس.

وتم الافتتاح في 1983، في ليلة من ليالي المليونير الشاب الوسيم الناجح دونالد ترامب.

وأصبح البرج عاصمة لإمبراطورية ترامب الشاسعة، عابرة الحدود والقارات، وكل الأعراف والقوانين المألوفة.

وتحولت شخصية دونالد إلى مزيد من العجرفة والتعالي.

أصبح بعدها مغروراً، كما يقول الصحفي كين أوليتا Ken Auletta.

وقرر ترامب رفع قضية على مدينة نيويورك، بتوقيع صديق عمره المحامي المثير للجدل روي كوهين.

وحكمت المحكمة لصالح حصوله على إعفاءات ضريبية جديدة!

كسب ترامب، ووصفه منتقدوه بأنه "أحد المجرمين الذين يحوّلون نيويورك إلى مدينة للأثرياء فقط".! 

الإعلام في خدمة أصحاب المليارات

أحاط دونالد مشروعاته بالإعلام، واشترى ولاء الكثير من الصحفيين والمذيعين.

وأشاد الكورال الإعلامي بالرجل، "المطوّر الأكبر الذي شيّد المبنى الأكثر أهمية في المدينة".

بدأ في 1986 بإصلاح حلبة ولمان Wollman Rink، ساحة التزلج الرئيسية للمدينة، وأهداها للسكان "بلا مقابل".

افتتاح ترامب لحلبة تزلج ولمان في سنترال بارك

افتتاح ترامب لحلبة تزلج ولمان في سنترال بارك

كان يقول لإدارة المدينة: يمكنني أن أفعل ما أنتم عاجزون عنه.

لكن المقابل كان واضحاً: الكثير جداً من الدعاية والترويج لمشروعات وشركات ترامب، كما قالها لمعاونيه بعد اتفاقه مع المدينة على إعادة بناء الحلبة.

وكانت فرصة لكي يكرر ترامب إحدى عباراته المفضلة: أنا من حقّق هذا الإنجاز، انظروا! لا يستطيع غيري أن يفعلها.

وخرجت كل صحف المدينة في اليوم التالي وترامب في مركز الأخبار، والدعاية، والمديح اللانهائي.

كل ما كان يشغله في تلك اللحظة كان الشهرة والدعاية.

هذه المرة كان معنيّاً بالدعاية لشخصه: دونالد.

وليس لشركاته: ترامب.

نجح رونالد ريغان في انتخابات 1980 تحت شعار "فلنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" Let's Make America Great Again.

شعار سيحرّفه دونالد، ويسرقه، وينسبه لنفسه.

كان الاقتصاد منتعشاً عندما جاء دونالد إلى نيويورك، ثم أنشأ برج ترامب، وتحدثت عنه الصحف ومحطات التلفزيون وكأنه جلالة الملك ميداس، الذي تنسب له الأسطورة القدرة على تحويل كل شيء يلمسه إلى ذهب خالص.

جميل، ما هي خطة جلالتك إذن؟

كانت "المقامرة" هي الخطوة التالية.

ذهب إلى مدينة أتلانتا، وقرر أن يخوض المغامرة، رغم تحذيرات والده، الذي يصفه مقرّبون بأنه كان صارماً إلى حد القسوة.

وكان دونالد يشعر بأن نجاحه مرهون بأن يكون أكثر قسوة من والده.

وذهب إلى أتلانتا.

وتدفقت "أنهار الأموال" على خزائنه.

وبين 1983- 1987 اشترى دونالد شركة جوية، ويختاً، وفريقاً لكرة القدم، وقصراً، وطائرة خاصة.

كانت الثمانينيات هي العصر الذهبي لتطوير الأعمال والبيزنس، كما يقول الصحفي توني شوارتس Tony Schwartz، وأراد دونالد أن يكون نموذجاً، وتجسيداً لهذا العصر.

وتوني شوارتس هو الصحفي الذي كتب مع دونالد كتاب "فن الصفقات"، عام 1987.

أمضى الاثنان مئات الساعات في مناقشات تمهيداً لكتابة النص.

يضيف شوارتس: اكتشفت خلال النقاش أنه رجل بلا قيم Value free. تصورت أنه يعاني خللاً في التواصل الاجتماعي، وأنه بلا ضمير، ولا يميز بين الصواب والخطأ.

بالمكاسب الهائلة لمشروعات القمار في أتلانتا، أسس دونالد الكازينو الثالث الأضخم والأكثر شهرة: تاج محل.

في سنوات السيادة المطلقة التي مارسها دونالد على عاصمة القمار في أتلانتا، لاحظ المقربون منه أنه كان يشعر بالحزن كلما شاهد أحد الزبائن يحصد المكاسب على مائدة القمار.

ينقل كتاب "ترامب بلا قناع" عن جان جاك أودونيل، مدير فندق ترامب بلازا، أنه كان يتجاهل دوافع المقامرين وجنونهم وإدمانهم، ولا يفكر إلا في المكسب التواصل. 

ذات ليلة شعر بالغضب لأن زبوناً ربح مبلغاً كبيراً. تذمر دونالد وقال لصديقه: يكفي هذا، أنا ذاهب.

دونالد، في رأي أودنيل، يفتقر إلى الصبر. الأمر بسيط: كلما طال وجود اللاعب على مائدة المراهنات، زاد احتمال خسارته في النهاية.

لكن ترامب لم يكن يحب رؤية ما يحدث قبل أن تتحول المكاسب إلى خسائر، فيربح هو.

دونالد لا يتحمل فكرة أن يتفوق أحد عليه.

كان ترامب صاحب ذهنية بسيطة: ينقسم العالم إلى رابحين مقابل الخاسرين.

ودافعه الأساسي هو الربح، حتى لو لم يكن بحاجة إلى المال.

التسويق للبيزنس بالنساء الفاتنات

كان خط الإنتاج الرئيسي لعلامة ترامب التجارية هو أسلوب الحياة القائم على الرفاهية والبذخ والإبهار.

وكان دونالد يسوّق لمنتجاته، الكازينوهات والفنادق والشقق، عن طريق إحاطة نفسه برموز الحياة المترفة، خاصة النساء الجميلات.

كان يعرض المرأة التي يواعدها، وزوجاته الثلاث، وصديقاته، على أنهن تجسيد لثروته ونفوذه.

وكانت كل منهن تتأنق وتتخذ وضعية تبهر الإنسان العادي.

لم يكن في مناسبات عامة دون امرأة جميلة بجانبه.

وكان يفضل العارضات، المتسابقات في اختيار ملكات الجمال، الممثلات المبتدئات.

أحب دونالد النساء الجميلات إلى حد أنه اشترى في 1969 حصة في الشركة المشرفة على مسابقتي ملكة جمال أمريكا، وملكة جمال مراهقات أمريكا، ولم يكن يتحرّج من الوقوف على المسرح بنفسه، للتفتيش على المتسابقات، والحديث معهن، وربما اختيار الفائزات!

نجح رونالد ريغان في انتخابات 1980 تحت شعار "فلنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" Let's Make America Great Again.

شعار سيحرّفه دونالد، ويسرقه، وينسبه لنفسه.

كان الاقتصاد منتعشاً عندما جاء دونالد إلى نيويورك، ثم أنشأ برج ترامب، وتحدثت عنه الصحف ومحطات التلفزيون وكأنه جلالة الملك ميداس، الذي تنسب له الأسطورة القدرة على تحويل كل شيء يلمسه إلى ذهب خالص.

جميل، ما هي خطة جلالتك إذن؟

كانت "المقامرة" هي الخطوة التالية.

ذهب إلى مدينة أتلانتا، وقرر أن يخوض المغامرة، رغم تحذيرات والده، الذي يصفه مقرّبون بأنه كان صارماً إلى حد القسوة.

وكان دونالد يشعر بأن نجاحه مرهون بأن يكون أكثر قسوة من والده.

وذهب إلى أتلانتا.

وتدفقت "أنهار الأموال" على خزائنه.

وبين 1983- 1987 اشترى دونالد شركة جوية، ويختاً، وفريقاً لكرة القدم، وقصراً، وطائرة خاصة.

كانت الثمانينيات هي العصر الذهبي لتطوير الأعمال والبيزنس، كما يقول الصحفي توني شوارتس Tony Schwartz، وأراد دونالد أن يكون نموذجاً، وتجسيداً لهذا العصر.

وتوني شوارتس هو الصحفي الذي كتب مع دونالد كتاب "فن الصفقات"، عام 1987.

أمضى الاثنان مئات الساعات في مناقشات تمهيداً لكتابة النص.

يضيف شوارتس: اكتشفت خلال النقاش أنه رجل بلا قيم Value free. تصورت أنه يعاني خللاً في التواصل الاجتماعي، وأنه بلا ضمير، ولا يميز بين الصواب والخطأ.

بالمكاسب الهائلة لمشروعات القمار في أتلانتا، أسس دونالد الكازينو الثالث الأضخم والأكثر شهرة: تاج محل.

في سنوات السيادة المطلقة التي مارسها دونالد على عاصمة القمار في أتلانتا، لاحظ المقربون منه أنه كان يشعر بالحزن كلما شاهد أحد الزبائن يحصد المكاسب على مائدة القمار.

ينقل كتاب "ترامب بلا قناع" عن جان جاك أودونيل، مدير فندق ترامب بلازا، أنه كان يتجاهل دوافع المقامرين وجنونهم وإدمانهم، ولا يفكر إلا في المكسب التواصل. 

ذات ليلة شعر بالغضب لأن زبوناً ربح مبلغاً كبيراً. تذمر دونالد وقال لصديقه: يكفي هذا، أنا ذاهب.

دونالد، في رأي أودنيل، يفتقر إلى الصبر. الأمر بسيط: كلما طال وجود اللاعب على مائدة المراهنات، زاد احتمال خسارته في النهاية.

لكن ترامب لم يكن يحب رؤية ما يحدث قبل أن تتحول المكاسب إلى خسائر، فيربح هو.

دونالد لا يتحمل فكرة أن يتفوق أحد عليه.

كان ترامب صاحب ذهنية بسيطة: ينقسم العالم إلى رابحين مقابل الخاسرين.

ودافعه الأساسي هو الربح، حتى لو لم يكن بحاجة إلى المال.

التسويق للبيزنس بالنساء الفاتنات

كان خط الإنتاج الرئيسي لعلامة ترامب التجارية هو أسلوب الحياة القائم على الرفاهية والبذخ والإبهار.

وكان دونالد يسوّق لمنتجاته، الكازينوهات والفنادق والشقق، عن طريق إحاطة نفسه برموز الحياة المترفة، خاصة النساء الجميلات.

كان يعرض المرأة التي يواعدها، وزوجاته الثلاث، وصديقاته، على أنهن تجسيد لثروته ونفوذه.

وكانت كل منهن تتأنق وتتخذ وضعية تبهر الإنسان العادي.

لم يكن في مناسبات عامة دون امرأة جميلة بجانبه.

وكان يفضل العارضات، المتسابقات في اختيار ملكات الجمال، الممثلات المبتدئات.

أحب دونالد النساء الجميلات إلى حد أنه اشترى في 1969 حصة في الشركة المشرفة على مسابقتي ملكة جمال أمريكا، وملكة جمال مراهقات أمريكا، ولم يكن يتحرّج من الوقوف على المسرح بنفسه، للتفتيش على المتسابقات، والحديث معهن، وربما اختيار الفائزات!

في صباح ربيعي من عام 1990، جلس دونالد في غرفة الاجتماعات الشاسعة في الطابق الخامس والعشرين من مبنى جنرال موتورز في مانهاتن، ناطحة السحاب المبنية من الرخام والزجاج.

كان محاطاً بنحو 30 مصرفياً يناقشون معه كيفية إنقاذ إمبراطوريته من الغرق في بحر الديون: ثلاثة مليارات و200 مليون دولار.

قرروا إنقاذه لأن وجوده في إدارة شركاته هو الضمان الوحيد للنجاة، "كانت قيمة ترامب حياً أعلى من قيمته مفلساً وميتاً"، كما قال أحدهم.

تصاعدت ديون ترامب وخرجت عن السيطرة.

كان ترامب يدير إمبراطورية آيلة للسقوط، "تعاني محنة مالية قاسية، ونقصاً في السيولة"، كما ورد في تقرير داخلي للجنة الإشراف على كازينوهات القمار.

وبعد مفاوضات مضنية، توصلت كل الأطراف إلى صفقة لتسوية ديون دونالد الفلكية.

كانت الصفقة التي توصل إليها الجميع لإنقاذ إمبراطورية ترامب في صيف 1990. صفقة تقتضي هيكلة الديون وتأجيل دفع الفوائد.

ليس هذا فقط.

يدير المصرفيون شركات ترامب، ويرهنون "مجوهرات" مملكته، مثل الكازينوهات الثلاثة واليخت والطائرة الخاصة.

ثم الإهانة الكبيرة: تخصيص مصروف شخصي لترامب، يبلغ 450 ألف دولار في الشهر.

كان دونالد على وشك البكاء وهو يوقّع هذه العقود، التي تجاوزت ألفي صفحة.

لكن ترامب صوّر موقفه الذليل أمام ممثلي البنوك على أنه انتصار.

ونجا بأعجوبة، لكن مؤقتاً.

في عام 1993 كان شبح الإفلاس يقترب من دونالد.

فقدت إمبراطوريته 4 شركات أعلنت إفلاسها، وباع شركة الطيران تحت وطأة الديون، ووضع الدائنون أيديهم على مركز Alexander's للتسوق، كما باع يخته، الأطول في العالم في تلك الأيام.

بحلول 1995 أسس شركة ذات ملكية جماعية، نجحت في جمع 140 مليون دولار، وارتفعت قيمة السهم من 14 إلى 36 دولاراً في فترة وجيزة.

ثم عرضت الشركة الجديدة شراء الكازينوهين المحجوزيْن، الغارقين في الديون.

كان دونالد هو البائع والمشتري.

وبحلول 1996 وجد مالكو أسهم الشركة الجديدة، الذين راهنوا على مستقبل وردي لاسم ترامب، أنفسهم مكبلين بمبلغ 1.7 مليار دولار من ديونه.

وهبط السهم من 36 إلى 12 دولاراً.

ودخل ترامب نفقاً طويلاً استمر عدة سنوات بعد الألفية، من الدعاوى القضائية والاتهامات التي تمس الشرف.

لكنه عبرها جميعاً.

مرة أخرى أنقذ ترامب نفسه عن طريق تسويق نفسه.

كان دائماً يقول إن صورته لا تقل أهمية عن المنتج الأساسي.

"لابد أن تظهر بأفضل حال، فينظر الناس إليك ويعتقدون أنك رجل يعرف ما يقوله".

الصفقة التي اعتبرها دونالد انتصاراً للجميع، وصفها الصحفي الاقتصادي دافيد كاي جونسون بأنها كانت فخاً لخداع كل الدائنين، وهو رجل عظيم في الخداع، هو أعظم مخادع في التاريخ.

وتعززت صورته كرجل نافذ تماماً في التسعينيات.

رجل يمكنه فعل أي شيء بلمسة ميداس الذهبية.

أما في الحقيقة فقد كان ترامب يقترب من الإفلاس.

العائلات تهرب من خطوط طيران ترامب

في عام 1989، جمع ترامب من البنوك 365 مليون دولار لشراء شركة طيران Eastern Shuttle.

تحول اسم الشركة إلى Trump Shuttle، لكن عمر هذه الشركة لم يتجاوز الثلاث سنوات فقد أفلست هي الأخرى وخسرت مبلغاً قدره 128 مليون دولار في ظرف 18 شهراً.

الأسباب كثيرة، منها ما اشتكى منه مديرو الشركة من طغيان الأخبار والفضائح الشخصية لترامب على صورة الشركة، وهروب "العائلات" وسيدات الأعمال من السفر عن طريقها.

ومنها إسراف دونالد في الإنفاق على تجميل الطائرات، فقد أنفق مليون دولار لتجديد كل طائرة.

ومنها الحرب الكلامية التي شنها ترامب على منافسيه في شركات الطيران الأخرى، ما دفعهم لتعقب أخطائه وفضحها والمبالغة فيها.

بدأت الخسائر، وفي 1992 قرر ترامب بيع الشركة.

لم يعترف دونالد بأخطائه، وأنكر تعرض الشركة للخسائر، التي فاقت 128 مليون دولار، وكرر أن ما وصفه بالأزمة الاقتصادية العالمية هي السبب.

زنكوغراف ترامب في العاصفة: من كتاب ترامب بلا أقنعة

زنكوغراف ترامب في العاصفة: من كتاب ترامب بلا أقنعة

قفزة المتدرب: هذه فرصتكم لتتعلموا مني أسرار النجاح

في 2004 كان ملايين الأمريكيين على موعد مع وجه جديد لا يقل إدهاشاً من وجوه ترامب.

برنامج المتدرب The Apprentice كان صفحة لا تُنسى من برامج تلفزيون الواقع، كانت فكرته أن يتسابق 16 مرشحاً، يفوز واحد منهم فقط بوظيفة في شركات ترامب براتب سنوي قدره ربع مليون دولار.

يعيش المتسابقون في ديكور شقة بنفس الطابق الذي يدير منه دونالد مملكته، في برج ترامب. 

في مستهل كل حلقة يطرح دونالد تحدياً على المتسابقين، ويتم التخلص من المتسابق البطيء والفاشل تباعاً، حتى يتبقى الفائز وحده بنهاية الموسم.

جاء البرنامج دعاية مكثفة لإمبراطورية ترامب، وأسلوب حياته، وشخصيته الجذابة.

تطور أسلوب دونالد بسرعة عبر حلقات البرنامج، الذي استمر في تقديمه عبر 192 حلقة استمرت 14 موسماً.

وساهم أداؤه المسرحي في إبراز "وجوه" أخرى في شخصه، كانت تختبئ خلف ترامب الشخصية العامة، رجل الأعمال المثير للجدل.

القائمون على صياغة صورته في "المتدرب" وجدوا الفرصة لتقديمه كشخص أكثر صدقاً وتنوعاً، بدلاً من الشخصية الأنانية المهووسة بالتفاخر، التي استخلصها الأمريكيون من عناوين صحف الشائعات والبيزنس والفضائح.

اعتبرته صحيفة نيويوركر، كما ينقل كتاب "ترامب بلا أقنعة"، رجلاً يدمن المبالغات، ويراوغ لمجرد التسلية والربح.

واعتبرت البرنامج الذي يعرض لسنوات طويلة "مبهرجاً لأغراض الجذب، لكنه في نهاية المطاف برنامج مخادع وتافه".

وقال الكاتب مارك سينجر Mark Singer إن دونالد حقق الرفاهية المطلقة، حقق حياه لا تؤرقها مخاوف الروح.

أما ترامب فقد احتفل بميلاد جديد، وقال دون تواضع: أصبحت ماكينة تحقق نسب مشاهدة عالية.

ورأى نجاح البرنامج امتداداً لصعود علامته التجارية المميزة.

واستغل هذا النجاح ليضع اسمه أخيراً على ربطات العنق والبدلات والعطور والمصابيح وبطاقات الائتمان.

وجاء عطره تحت اسم Success by Trump.

أثبت دونالد للجميع أنه يحسب نجاحه بمدى صعود علامته التجارية.

أثبت أنه لا يفعل شيئاً بلا سبب.

وبعد برنامج "المتدرب" أصبح دونالد بطلاً شعبياً، يعانقه الناس في الشوارع، ويتناسون زيجاته المتعددة وفضائحه.

قال لأحد الصحفيين إنه نجح في كل شيء، لكنه كان يفتقد حب الأمريكي العادي، وهو ما حصل عليه بعد البرنامج.

تحول من ترامب الثري الوقح المتبجح إلى دونالد المتمسك بالمعايير في مجتمع يفقد قيمه التقليدية، يقدم وجبة إيجابية وملهمة لمواطنيه كل أسبوع.

وكان هذا النجاح هو الجسر الذي عبره ترامب نحو حملته الرئاسية 2016، في اتجاه البيت الأبيض.

فيديو 4 دقائق: كيف ساهم برنامج المتدرب في صناعة ترامب؟ 

ثم الخروج إلى العالم قبل دخول البيت الأبيض

في بدايات هذا القرن، كان اسم ترامب قد عبر الأطلسي في اتجاه العالم القديم.

في أواخر 1999 بدأ في إنشاء 6 أبراج في كوريا الجنوبية، ثم ذهب إلى ألمانيا وكندا والكاريبي وتركيا وإسرائيل ودبي، وصفقات أخرى في 12 دولة.

ثم أسس مجموعة فنادق ترامب في 2007، التي تستهدف أغنى 5% من سياح العالم.

كان دور شركاته في المشروعات الخارجية يقتصر على الترخيص باستخدام علامة "ترامب" التجارية، وإدارة المشروع بعد افتتاحه.

بعض هذه المشروعات توقف مثل برج ترامب في دبي، وبعضها موجود ويعمل مثل ملاعب الغولف هناك.

لكن المشروعات التي وقفت كثيرة، بعضها انتهى من الواقع والأوراق، وبعضها دخل دهاليز المحاكم والتسويات القضائية.

خريطة: ملاعب غولف ترامب في دبي   

في صباح ربيعي من عام 1990، جلس دونالد في غرفة الاجتماعات الشاسعة في الطابق الخامس والعشرين من مبنى جنرال موتورز في مانهاتن، ناطحة السحاب المبنية من الرخام والزجاج.

كان محاطاً بنحو 30 مصرفياً يناقشون معه كيفية إنقاذ إمبراطوريته من الغرق في بحر الديون: ثلاثة مليارات و200 مليون دولار.

قرروا إنقاذه لأن وجوده في إدارة شركاته هو الضمان الوحيد للنجاة، "كانت قيمة ترامب حياً أعلى من قيمته مفلساً وميتاً"، كما قال أحدهم.

تصاعدت ديون ترامب وخرجت عن السيطرة.

كان ترامب يدير إمبراطورية آيلة للسقوط، "تعاني محنة مالية قاسية، ونقصاً في السيولة"، كما ورد في تقرير داخلي للجنة الإشراف على كازينوهات القمار.

وبعد مفاوضات مضنية، توصلت كل الأطراف إلى صفقة لتسوية ديون دونالد الفلكية.

كانت الصفقة التي توصل إليها الجميع لإنقاذ إمبراطورية ترامب في صيف 1990. صفقة تقتضي هيكلة الديون وتأجيل دفع الفوائد.

ليس هذا فقط.

يدير المصرفيون شركات ترامب، ويرهنون "مجوهرات" مملكته، مثل الكازينوهات الثلاثة واليخت والطائرة الخاصة.

ثم الإهانة الكبيرة: تخصيص مصروف شخصي لترامب، يبلغ 450 ألف دولار في الشهر.

كان دونالد على وشك البكاء وهو يوقّع هذه العقود، التي تجاوزت ألفي صفحة.

لكن ترامب صوّر موقفه الذليل أمام ممثلي البنوك على أنه انتصار.

ونجا بأعجوبة، لكن مؤقتاً.

في عام 1993 كان شبح الإفلاس يقترب من دونالد.

فقدت إمبراطوريته 4 شركات أعلنت إفلاسها، وباع شركة الطيران تحت وطأة الديون، ووضع الدائنون أيديهم على مركز Alexander's للتسوق، كما باع يخته، الأطول في العالم في تلك الأيام.

بحلول 1995 أسس شركة ذات ملكية جماعية، نجحت في جمع 140 مليون دولار، وارتفعت قيمة السهم من 14 إلى 36 دولاراً في فترة وجيزة.

ثم عرضت الشركة الجديدة شراء الكازينوهين المحجوزيْن، الغارقين في الديون.

كان دونالد هو البائع والمشتري.

وبحلول 1996 وجد مالكو أسهم الشركة الجديدة، الذين راهنوا على مستقبل وردي لاسم ترامب، أنفسهم مكبلين بمبلغ 1.7 مليار دولار من ديونه.

وهبط السهم من 36 إلى 12 دولاراً.

ودخل ترامب نفقاً طويلاً استمر عدة سنوات بعد الألفية، من الدعاوى القضائية والاتهامات التي تمس الشرف.

لكنه عبرها جميعاً.

مرة أخرى أنقذ ترامب نفسه عن طريق تسويق نفسه.

كان دائماً يقول إن صورته لا تقل أهمية عن المنتج الأساسي.

"لابد أن تظهر بأفضل حال، فينظر الناس إليك ويعتقدون أنك رجل يعرف ما يقوله".

الصفقة التي اعتبرها دونالد انتصاراً للجميع، وصفها الصحفي الاقتصادي دافيد كاي جونسون بأنها كانت فخاً لخداع كل الدائنين، وهو رجل عظيم في الخداع، هو أعظم مخادع في التاريخ.

وتعززت صورته كرجل نافذ تماماً في التسعينيات.

رجل يمكنه فعل أي شيء بلمسة ميداس الذهبية.

أما في الحقيقة فقد كان ترامب يقترب من الإفلاس.

العائلات تهرب من خطوط طيران ترامب

في عام 1989، جمع ترامب من البنوك 365 مليون دولار لشراء شركة طيران Eastern Shuttle.

تحول اسم الشركة إلى Trump Shuttle، لكن عمر هذه الشركة لم يتجاوز الثلاث سنوات فقد أفلست هي الأخرى وخسرت مبلغاً قدره 128 مليون دولار في ظرف 18 شهراً.

الأسباب كثيرة، منها ما اشتكى منه مديرو الشركة من طغيان الأخبار والفضائح الشخصية لترامب على صورة الشركة، وهروب "العائلات" وسيدات الأعمال من السفر عن طريقها.

ومنها إسراف دونالد في الإنفاق على تجميل الطائرات، فقد أنفق مليون دولار لتجديد كل طائرة.

ومنها الحرب الكلامية التي شنها ترامب على منافسيه في شركات الطيران الأخرى، ما دفعهم لتعقب أخطائه وفضحها والمبالغة فيها.

بدأت الخسائر، وفي 1992 قرر ترامب بيع الشركة.

لم يعترف دونالد بأخطائه، وأنكر تعرض الشركة للخسائر، التي فاقت 128 مليون دولار، وكرر أن ما وصفه بالأزمة الاقتصادية العالمية هي السبب.

زنكوغراف ترامب في العاصفة: من كتاب ترامب بلا أقنعة

زنكوغراف ترامب في العاصفة: من كتاب ترامب بلا أقنعة

قفزة المتدرب: هذه فرصتكم لتتعلموا مني أسرار النجاح

في 2004 كان ملايين الأمريكيين على موعد مع وجه جديد لا يقل إدهاشاً من وجوه ترامب.

برنامج المتدرب The Apprentice كان صفحة لا تُنسى من برامج تلفزيون الواقع، كانت فكرته أن يتسابق 16 مرشحاً، يفوز واحد منهم فقط بوظيفة في شركات ترامب براتب سنوي قدره ربع مليون دولار.

يعيش المتسابقون في ديكور شقة بنفس الطابق الذي يدير منه دونالد مملكته، في برج ترامب. 

في مستهل كل حلقة يطرح دونالد تحدياً على المتسابقين، ويتم التخلص من المتسابق البطيء والفاشل تباعاً، حتى يتبقى الفائز وحده بنهاية الموسم.

جاء البرنامج دعاية مكثفة لإمبراطورية ترامب، وأسلوب حياته، وشخصيته الجذابة.

تطور أسلوب دونالد بسرعة عبر حلقات البرنامج، الذي استمر في تقديمه عبر 192 حلقة استمرت 14 موسماً.

وساهم أداؤه المسرحي في إبراز "وجوه" أخرى في شخصه، كانت تختبئ خلف ترامب الشخصية العامة، رجل الأعمال المثير للجدل.

القائمون على صياغة صورته في "المتدرب" وجدوا الفرصة لتقديمه كشخص أكثر صدقاً وتنوعاً، بدلاً من الشخصية الأنانية المهووسة بالتفاخر، التي استخلصها الأمريكيون من عناوين صحف الشائعات والبيزنس والفضائح.

اعتبرته صحيفة نيويوركر، كما ينقل كتاب "ترامب بلا أقنعة"، رجلاً يدمن المبالغات، ويراوغ لمجرد التسلية والربح.

واعتبرت البرنامج الذي يعرض لسنوات طويلة "مبهرجاً لأغراض الجذب، لكنه في نهاية المطاف برنامج مخادع وتافه".

وقال الكاتب مارك سينجر Mark Singer إن دونالد حقق الرفاهية المطلقة، حقق حياه لا تؤرقها مخاوف الروح.

أما ترامب فقد احتفل بميلاد جديد، وقال دون تواضع: أصبحت ماكينة تحقق نسب مشاهدة عالية.

ورأى نجاح البرنامج امتداداً لصعود علامته التجارية المميزة.

واستغل هذا النجاح ليضع اسمه أخيراً على ربطات العنق والبدلات والعطور والمصابيح وبطاقات الائتمان.

وجاء عطره تحت اسم Success by Trump.

أثبت دونالد للجميع أنه يحسب نجاحه بمدى صعود علامته التجارية.

أثبت أنه لا يفعل شيئاً بلا سبب.

وبعد برنامج "المتدرب" أصبح دونالد بطلاً شعبياً، يعانقه الناس في الشوارع، ويتناسون زيجاته المتعددة وفضائحه.

قال لأحد الصحفيين إنه نجح في كل شيء، لكنه كان يفتقد حب الأمريكي العادي، وهو ما حصل عليه بعد البرنامج.

تحول من ترامب الثري الوقح المتبجح إلى دونالد المتمسك بالمعايير في مجتمع يفقد قيمه التقليدية، يقدم وجبة إيجابية وملهمة لمواطنيه كل أسبوع.

وكان هذا النجاح هو الجسر الذي عبره ترامب نحو حملته الرئاسية 2016، في اتجاه البيت الأبيض.

فيديو 4 دقائق: كيف ساهم برنامج المتدرب في صناعة ترامب؟ 

ثم الخروج إلى العالم قبل دخول البيت الأبيض

في بدايات هذا القرن، كان اسم ترامب قد عبر الأطلسي في اتجاه العالم القديم.

في أواخر 1999 بدأ في إنشاء 6 أبراج في كوريا الجنوبية، ثم ذهب إلى ألمانيا وكندا والكاريبي وتركيا وإسرائيل ودبي، وصفقات أخرى في 12 دولة.

ثم أسس مجموعة فنادق ترامب في 2007، التي تستهدف أغنى 5% من سياح العالم.

كان دور شركاته في المشروعات الخارجية يقتصر على الترخيص باستخدام علامة "ترامب" التجارية، وإدارة المشروع بعد افتتاحه.

بعض هذه المشروعات توقف مثل برج ترامب في دبي، وبعضها موجود ويعمل مثل ملاعب الغولف هناك.

لكن المشروعات التي وقفت كثيرة، بعضها انتهى من الواقع والأوراق، وبعضها دخل دهاليز المحاكم والتسويات القضائية.

خريطة: ملاعب غولف ترامب في دبي   

كانت ليلة باردة مطيرة في نهاية عام 2015.

احتشد المئات في قاعة Grand Rapids بولاية ميتشغان لحضور مؤتمر انتخابي للمرشح دونالد ترامب.

افتتح دونالد الحديث بالهجوم على ليندسي غراهام Lindsey Graham الذي انسحب من السباق: كان شريراً معي. كل من يعارضني سيتعرض للإلغاء.

ورسم حرف x بأصابعه في الهواء.

ثم انتقل بالهجوم إلى الصحفيين الذين يحرّفون كلامه.

قال: على فكرة أنا أكره بعض هؤلاء المراسلين، لكنني لن أفكر في قتلهم. بعضهم كاذبون مقرفون، هذا أكيد. لكنني لن أفكر في قتلهم.

أكثر من مرة قاطعه صوت غاضب يتهمه بالتطرف، وبهدوء يشير دونالد للحراس كي يدفعوه إلى الخارج. يقول مبتسماً: لا تؤذوه. عاملوه بلطف.

ثم استدار نحو جمهوره وسأل: هل رأيتم ما هو أكثر متعة من مهرجانات ترامب؟

لم يكن المرشح المثير للجدل يتحدث عن السياسة، بل يضرب على الأوتار الحساسة لمستمعيه، كما قال أحد حضور تلك الأمسية. "الناس محبطون لأنهم يشعرون بأننا أمة لا تتقدم، ودونالد يتحدث بلغة صريحة أكثر من اللازم، وهذا يجعلنا نشعر بالانتعاش".

في تلك الليلة هتفت له الجماهير عندما قال إن الحلم الأمريكي قد مات، فقد كانوا يشعرون بالألم.

كانوا يشعرون بأنهم تعرضوا للخيانة من رجال السياسة.

وانحازوا تلقائياً لوعد ترامب الغامض بجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى.. وصدّقوه.

قبل أن يصدقوه كانوا يضعون اسمه مرادفاً للنجاح في كل شيء، فلم لا ينجح في إعادة أمريكا إلى عظمتها؟

كان يدعو الصحفيين والمصورين لمكتبه ليتباهى أمامهم بثروته وشهادات تفوقه في البيزنس، وجوائزه.

كان يدفع للصحفيين لكي يبقى اسمه حاضراً في أبواب الشائعات والفضائح، وصفحات الأعمال والرياضة.

قال للصحفي بوب وورد إنه لا يستشير أحداً، ويتخذ قراراته دون الرجوع لعقول فريقه أو خبراتهم. "أنا أفهم الحياة وكيف تسير أمورها، أنا المتجول الوحيد!".

هو يعرف كيف يكون مشهوراً.

فيديو دقيقتان: اللقطات التي ظهر فيها دونالد ممثلاً في مسلسلات وأفلام

كيف يكسب النقود.

كيف يلفت الأنظار، ويؤثر في عقول المشاهدين.

اتخذ قرار الترشح للرئاسة قبل أن ينفذه بنحو 30 عاماً.

درس طوال حياته كيف يثير الشائعات حول نفسه.

كان مزيجاً فريداً: هو رجل الاستعراض الذكي، ورجل الشارع الوقح والمتبجح بلا حدود، الساخر الذي يقتص من خصومه بالشتائم المهينة دون تردد.

ولا يستثني النساء من الألفاظ اللاذعة الفاحشة.

نادراً ما رآه معاونوه دون جاكيت وربطة عنق.

لا يكف عن التباهي وتقديم أعماله على أنها معجزات لا يقوى غيره على تحقيقها. 

لا يعبر عما يدور في نفسه.. نادراً ما يفعل ذلك.

هذه بعض أسرار "خلطة دونالد الرائعة"، التي صنعت أسطورة اسمه وإمبراطوريته.

هي الخلطة التي نقلها معه من برج ترامب وعالم البيزنس إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، وعالم السياسة.

المقاول الذي يمارس النصب، ويدير مفاوضاته بالتلاعب ويغش الدائنين، هو الرئيس الذي كان يتلاعب بعواطف ومصالح ناخبية، ويقدم لهم الوعود التي لم تتحقق أبداً.

رجل الأعمال الذي لا يقبل الهزيمة من منافسيه، هو الرئيس الذي رفض انتصار بايدن عليه في الانتخابات، وهاجم كل شيء في أمريكا: النظام الانتخابي، والبريد، والقضاة.. لكنه لم يقر بالهزيمة أبداً.

الملياردير المتعالي الذي يهين منافسيه ويسخر منهم، هو الرئيس الذي تحدث عن معارضيه في الداخل والخارج بلغة ساخرة، وبلا خط أحمر.

هاجم مستشاره السابق للأمن القومي جون بولتون، ووصفه بأنه من أغبى الأشخاص في واشنطن.

أهان حتى أصدقاءه، وهو يتحدث عن بلاد حليفة مثل السعودية أو فرنسا.

شن هجوماً لاذعاً على نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون لانتقاده استراتيجية الناتو ووصفه إياه بأنه "ميت دماغياً".

هاجم منظمات دولية مثل منظمة الصحة أو اليونسكو، وأوقف مساهمات أمريكا في هيئات إغاثة إنسانية مثل منظمة "أونروا" لغوث اللاجئين الفلسطينيين.

شن هجمات متتالية ضد وسائل الإعلام في بلده، وحاول منع بعض المراسلين من تغطية أخبار البيت الأبيض، وانفجر غاضباً في وجه تويتر بعد منع تغريداته: لا يمكنك إجبارنا على السكوت!

الرجل الذي كان موضع الجدل والانتقادات وهو رجل أعمال، تعرض لنيران الرفض والاستنكار بصورة أكبر عندما أصبح رئيساً.

خرج من مغامرات البيزنس مجَللاً بعشرات الاتهامات عن عدم استقامته واستخدامه الطرق الملتوية.

وخرج من مغامرة الرئاسة بعار اتهامات أشد وطأة وأكثر خطراً: محاولة هدم التراث الديمقراطي للولايات المتحدة، ورفض قواعد العمل السياسي، وتعريض مصالح بلاده في الداخل والخارج للخطر.

لكنه ما زال يؤمن بأنه شخصية فريدة، وأن نجاحه نتاج العبقرية والحظ معاً.

يقول: يمكنني الاعتراف بأنني كنت في الحياة محظوظاً جداً.

لكنني أيضاً أفهم الحياة.

وأفهم أنها استثمار طويل الأمد.

وأشعر دائماً بإيجابية كبيرة تجاه المستقبل.

كانت ليلة باردة مطيرة في نهاية عام 2015.

احتشد المئات في قاعة Grand Rapids بولاية ميتشغان لحضور مؤتمر انتخابي للمرشح دونالد ترامب.

افتتح دونالد الحديث بالهجوم على ليندسي غراهام Lindsey Graham الذي انسحب من السباق: كان شريراً معي. كل من يعارضني سيتعرض للإلغاء.

ورسم حرف x بأصابعه في الهواء.

ثم انتقل بالهجوم إلى الصحفيين الذين يحرّفون كلامه.

قال: على فكرة أنا أكره بعض هؤلاء المراسلين، لكنني لن أفكر في قتلهم. بعضهم كاذبون مقرفون، هذا أكيد. لكنني لن أفكر في قتلهم.

أكثر من مرة قاطعه صوت غاضب يتهمه بالتطرف، وبهدوء يشير دونالد للحراس كي يدفعوه إلى الخارج. يقول مبتسماً: لا تؤذوه. عاملوه بلطف.

ثم استدار نحو جمهوره وسأل: هل رأيتم ما هو أكثر متعة من مهرجانات ترامب؟

لم يكن المرشح المثير للجدل يتحدث عن السياسة، بل يضرب على الأوتار الحساسة لمستمعيه، كما قال أحد حضور تلك الأمسية. "الناس محبطون لأنهم يشعرون بأننا أمة لا تتقدم، ودونالد يتحدث بلغة صريحة أكثر من اللازم، وهذا يجعلنا نشعر بالانتعاش".

في تلك الليلة هتفت له الجماهير عندما قال إن الحلم الأمريكي قد مات، فقد كانوا يشعرون بالألم.

كانوا يشعرون بأنهم تعرضوا للخيانة من رجال السياسة.

وانحازوا تلقائياً لوعد ترامب الغامض بجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى.. وصدّقوه.

قبل أن يصدقوه كانوا يضعون اسمه مرادفاً للنجاح في كل شيء، فلم لا ينجح في إعادة أمريكا إلى عظمتها؟

كان يدعو الصحفيين والمصورين لمكتبه ليتباهى أمامهم بثروته وشهادات تفوقه في البيزنس، وجوائزه.

كان يدفع للصحفيين لكي يبقى اسمه حاضراً في أبواب الشائعات والفضائح، وصفحات الأعمال والرياضة.

قال للصحفي بوب وورد إنه لا يستشير أحداً، ويتخذ قراراته دون الرجوع لعقول فريقه أو خبراتهم. "أنا أفهم الحياة وكيف تسير أمورها، أنا المتجول الوحيد!".

هو يعرف كيف يكون مشهوراً.

فيديو دقيقتان: اللقطات التي ظهر فيها دونالد ممثلاً في مسلسلات وأفلام

كيف يكسب النقود.

كيف يلفت الأنظار، ويؤثر في عقول المشاهدين.

اتخذ قرار الترشح للرئاسة قبل أن ينفذه بنحو 30 عاماً.

درس طوال حياته كيف يثير الشائعات حول نفسه.

كان مزيجاً فريداً: هو رجل الاستعراض الذكي، ورجل الشارع الوقح والمتبجح بلا حدود، الساخر الذي يقتص من خصومه بالشتائم المهينة دون تردد.

ولا يستثني النساء من الألفاظ اللاذعة الفاحشة.

نادراً ما رآه معاونوه دون جاكيت وربطة عنق.

لا يكف عن التباهي وتقديم أعماله على أنها معجزات لا يقوى غيره على تحقيقها. 

لا يعبر عما يدور في نفسه.. نادراً ما يفعل ذلك.

هذه بعض أسرار "خلطة دونالد الرائعة"، التي صنعت أسطورة اسمه وإمبراطوريته.

هي الخلطة التي نقلها معه من برج ترامب وعالم البيزنس إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، وعالم السياسة.

المقاول الذي يمارس النصب، ويدير مفاوضاته بالتلاعب ويغش الدائنين، هو الرئيس الذي كان يتلاعب بعواطف ومصالح ناخبية، ويقدم لهم الوعود التي لم تتحقق أبداً.

رجل الأعمال الذي لا يقبل الهزيمة من منافسيه، هو الرئيس الذي رفض انتصار بايدن عليه في الانتخابات، وهاجم كل شيء في أمريكا: النظام الانتخابي، والبريد، والقضاة.. لكنه لم يقر بالهزيمة أبداً.

الملياردير المتعالي الذي يهين منافسيه ويسخر منهم، هو الرئيس الذي تحدث عن معارضيه في الداخل والخارج بلغة ساخرة، وبلا خط أحمر.

هاجم مستشاره السابق للأمن القومي جون بولتون، ووصفه بأنه من أغبى الأشخاص في واشنطن.

أهان حتى أصدقاءه، وهو يتحدث عن بلاد حليفة مثل السعودية أو فرنسا.

شن هجوماً لاذعاً على نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون لانتقاده استراتيجية الناتو ووصفه إياه بأنه "ميت دماغياً".

هاجم منظمات دولية مثل منظمة الصحة أو اليونسكو، وأوقف مساهمات أمريكا في هيئات إغاثة إنسانية مثل منظمة "أونروا" لغوث اللاجئين الفلسطينيين.

شن هجمات متتالية ضد وسائل الإعلام في بلده، وحاول منع بعض المراسلين من تغطية أخبار البيت الأبيض، وانفجر غاضباً في وجه تويتر بعد منع تغريداته: لا يمكنك إجبارنا على السكوت!

الرجل الذي كان موضع الجدل والانتقادات وهو رجل أعمال، تعرض لنيران الرفض والاستنكار بصورة أكبر عندما أصبح رئيساً.

خرج من مغامرات البيزنس مجَللاً بعشرات الاتهامات عن عدم استقامته واستخدامه الطرق الملتوية.

وخرج من مغامرة الرئاسة بعار اتهامات أشد وطأة وأكثر خطراً: محاولة هدم التراث الديمقراطي للولايات المتحدة، ورفض قواعد العمل السياسي، وتعريض مصالح بلاده في الداخل والخارج للخطر.

لكنه ما زال يؤمن بأنه شخصية فريدة، وأن نجاحه نتاج العبقرية والحظ معاً.

يقول: يمكنني الاعتراف بأنني كنت في الحياة محظوظاً جداً.

لكنني أيضاً أفهم الحياة.

وأفهم أنها استثمار طويل الأمد.

وأشعر دائماً بإيجابية كبيرة تجاه المستقبل.