اليمن في عهد بايدن.. هل تنتهي الحرب؟ 

سيناريوهات السلام والحرب والفوضى في اليمن بعد قرارات الإدارة الأمريكية الجديدة و المبادرة السعودية للسلام

في الثانية صباح 26 مارس/آذار 2015، نفذت القاذفات السعودية أولى غاراتها في إطار "عاصفة الحزم" على اليمن، واختارت لأهدافها مواقع تابعة لمسلحي جماعة "أنصار الله" الحوثية.

وبحلول 2021 كان الحوثيون يسيطرون على شمال وغرب البلاد، ويحكمون أكثر من 70% من السكان، ويهددون مأرب.

أما بقية البلاد فهي مجموعة من القطع المتناثرة بين الحكومة والميليشيات والجماعات المحلية.

أصبح ما يجري في اليمن عصيّاً على التعريف السياسي والقانوني. هي حرب، لكنها غير قابلة للحسم، ولا للتوقف.

السعودية التي نفذت عمليات عسكرية خارج أرضها لتحمي حدودها، أصبحت عُرضة للمسيرات والصواريخ البالستية العابرة لحدودها، عرضت في منتصف مارس/ آذار 2021 خطة للسلام في البلاد لكن للحوثيين رأي آخر.

واللاعبون المحليون والخارجيون على ضفتي الخليج لم يمنحوا اليمنيين فترات لالتقاط الأنفاس، ولم يظهروا لهم مؤشرات على قرب انتهاء جحيم هذا الصراع الصفريّ.

العنصر الجديد الوحيد مع اكتمال السنوات الست على اندلاع اللهيب الأول للجحيم، هو وصول إدارة بايدن للحكم.

ضمن حديثه عن ملامح جديدة للسياسة الخارجية الأمريكية، قال بايدن: الحرب في اليمن يجب أن تتوقف.

وأعلن إنهاء دور أمريكا في العمليات الهجومية في اليمن، ووقف صفقات السلاح المرتبطة بتلك الحرب.

هل يعني ذلك تخلي بايدن عن تحالف بلاده مع السعودية؟

قبل أن يطرح أحدهم السؤال واصل بايدن حديثه عن المملكة الصديقة، التي "تتعرض لهجمات من دول مجاورة، وسنواصل دعمها في الدفاع عن سيادتها وأمنها ومواطنيها". ووعد بمساعدة الرياض في التصدي للصواريخ التي تطلقها جماعة الحوثيين.

الحرب التي كلفت السعودية وحدها أكثر من 100 مليار دولار حتى الآن وفق بعض التقارير، في تصاعد متزايد ومستمر.

بينما حكومة هادي في المنفى.

والحوثيون يسيطرون على العاصمة صنعاء.

إلى جانب ما خلفته الحرب من تفكك اليمن، ومقتل وجرح الآلاف، وتهجير وتجويع الملايين.

وتشتد المواجهات العسكرية في مأرب وتتوسع رقعتها، وتتكشف معالم حرب استنزاف بلا نهاية.

لا هزيمة كاملة في هذه الجبهة ولا انتصار كامل أيضاً. 

فكيف يتخيل بايدن نهاية لهذه المأساة؟

وهل العامل الأمريكي هو العنصر الحاسم في هذه الحرب؟

هذا التقرير محاولة للإجابة عن السؤالين، مع تفاصيل أخرى عن توازنات الصراع، والسيناريوهات الممكنة لليمن في الحرب المدمرة.

أو السلام المأمول.

في الثانية صباح 26 مارس/آذار 2015، نفذت القاذفات السعودية أولى غاراتها في إطار "عاصفة الحزم" على اليمن، واختارت لأهدافها مواقع تابعة لمسلحي جماعة "أنصار الله" الحوثية.

وبحلول 2021 كان الحوثيون يسيطرون على شمال وغرب البلاد، ويحكمون أكثر من 70% من السكان، ويهددون مأرب.

أما بقية البلاد فهي مجموعة من القطع المتناثرة بين الحكومة والميليشيات والجماعات المحلية.

أصبح ما يجري في اليمن عصيّاً على التعريف السياسي والقانوني. هي حرب، لكنها غير قابلة للحسم، ولا للتوقف.

السعودية التي نفذت عمليات عسكرية خارج أرضها لتحمي حدودها، أصبحت عُرضة للمسيرات والصواريخ البالستية العابرة لحدودها.

واللاعبون المحليون والخارجيون على ضفتي الخليج لم يمنحوا اليمنيين فترات لالتقاط الأنفاس، ولم يظهروا لهم مؤشرات على قرب انتهاء جحيم هذا الصراع الصفريّ.

العنصر الجديد الوحيد مع اكتمال السنوات الست على اندلاع اللهيب الأول للجحيم، هو وصول إدارة بايدن للحكم.

ضمن حديثه عن ملامح جديدة للسياسة الخارجية الأمريكية، قال بايدن: الحرب في اليمن يجب أن تتوقف.

وأعلن إنهاء دور أمريكا في العمليات الهجومية في اليمن، ووقف صفقات السلاح المرتبطة بتلك الحرب.

هل يعني ذلك تخلي بايدن عن تحالف بلاده مع السعودية؟

قبل أن يطرح أحدهم السؤال واصل بايدن حديثه عن المملكة الصديقة، التي "تتعرض لهجمات من دول مجاورة، وسنواصل دعمها في الدفاع عن سيادتها وأمنها ومواطنيها". ووعد بمساعدة الرياض في التصدي للصواريخ التي تطلقها جماعة الحوثيين.

الحرب التي كلفت السعودية وحدها أكثر من 100 مليار دولار حتى الآن وفق بعض التقارير، في تصاعد متزايد ومستمر.

بينما حكومة هادي في المنفى.

والحوثيون يسيطرون على العاصمة صنعاء.

إلى جانب ما خلفته الحرب من تفكك اليمن، ومقتل وجرح الآلاف، وتهجير وتجويع الملايين.

وتشتد المواجهات العسكرية في مأرب وتتوسع رقعتها، وتتكشف معالم حرب استنزاف بلا نهاية.

لا هزيمة كاملة في هذه الجبهة ولا انتصار كامل أيضاً. 

فكيف يتخيل بايدن نهاية لهذه المأساة؟

وهل العامل الأمريكي هو العنصر الحاسم في هذه الحرب؟

هذا التقرير محاولة للإجابة عن السؤالين، مع تفاصيل أخرى عن توازنات الصراع، والسيناريوهات الممكنة لليمن في الحرب المدمرة.

أو السلام المأمول.

يحدث الآن: الحرب المفتوحة على الجميع

في السادس والعشرين من مارس/آذار من كل عام، تحلّ ذكرى إطلاق التحالف العربي بقيادة السعودية عملية عاصفة الحزم في اليمن لإعادة الحكومة الشرعية.. وكان ذلك في العام 2015.

بعد كل هذه السنوات، ما زالت المعارك تحتدم بين القوات الحكومية وجماعة الحوثيين على جبهات عديدة، ويدور الحديث عن دوافع الحوثيين الذاتية من هذا التصعيد إضافة إلى محاولة فهم مدى تأثير الدور الإيراني في هذه المعركة.

الحوثيون استفادوا من مغامرة السعودية والإمارات ليصبحوا الرقم الأصعب، والقوة الأكثر رسوخاً في ميدان الحرب، وساحات السياسة، وتعقيدات الطائفية والقبلية.

بفضل صعود الحوثيين على هذا النحو، وفشل غزوة التحالف على اليمن، أصبحت البلاد تواجه الآن مجموعة من النزاعات المعقدة التي من شأنها ضمان استمرار الحرب لسنوات أطول، إن لم يكن لعقود.

عقود قادمة قد تحمل عدم الاستقرار لهذا البلد الذي كان سعيداً.

ولن تخف النزعات في اليمن على المدى الطويل، إلا بعد أن تتوقف القوى الخارجية- وهي السعودية والإمارات- عن دعم المتحاربين على الأرض. 

الحرب محلية.. هكذا أصبحت دولية 

ففي الأوساط اليمنية يتردد سؤال بشأن إن كانت المعركة إرادة خالصة لجماعة الحوثي أم رغبة الراعي الإقليمي إيران، وبرضا دولي، إثر وصول بايدن للبيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني الماضي.

وقال رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث الاستراتيجية (غير حكومي)، عبدالسلام محمد، إن معركة مأرب تداخلت فيها الأهداف المحلية للحركة الحوثية وأهداف إقليمية لإيران وأهداف دولية للولايات المتحدة.

وأوضح أن جماعة الحوثي ترى أن السيطرة على مأرب، آخر معقل رئيسي للسلطة الشرعية وآخر حركة مقاومة في اليمن، ستمكنها من التمدد في اليمن بسهولة.

واستطرد: "كما تريد الجماعة إسقاط قانونية السلطة الشرعية لتنتهي تماماً وتصبح هناك ميليشيات الأمر الواقع، ويكون فيها الحوثي هو الأقوى على مستوى اليمن".

الحوثيون، ومن خلفهم الحلفاء في طهران، يعتقدون أن وصول بايدن للسلطة يمثل فرصة للحصول على مكاسب جديدة ورفع السقف، خاصة أنه يسترضيها للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، وهي تريد العودة من حيث بدأ الاتفاق، بينما يريد الأمريكيون اتفاقاً جديداً يتضمن أيضاً مناقشة برنامج الصواريخ والنفوذ الإيراني.

تستفيد طهران من التصعيد الحوثي في مأرب لكسب ورقة وسقف جديد في المفاوضات مع واشنطن.

كما أن الحوثيين يستفيدون من إيران لإحراز مكاسب على الأرض مقابل إعطاء مكاسب لطهران.

في السادس والعشرين من مارس/آذار من كل عام، تحلّ ذكرى إطلاق التحالف العربي بقيادة السعودية عملية عاصفة الحزم في اليمن لإعادة الحكومة الشرعية.. وكان ذلك في العام 2015.

بعد كل هذه السنوات، ما زالت المعارك تحتدم بين القوات الحكومية وجماعة الحوثيين على جبهات عديدة، ويدور الحديث عن دوافع الحوثيين الذاتية من هذا التصعيد إضافة إلى محاولة فهم مدى تأثير الدور الإيراني في هذه المعركة.

الحوثيون استفادوا من مغامرة السعودية والإمارات ليصبحوا الرقم الأصعب، والقوة الأكثر رسوخاً في ميدان الحرب، وساحات السياسة، وتعقيدات الطائفية والقبلية.

بفضل صعود الحوثيين على هذا النحو، وفشل غزوة التحالف على اليمن، أصبحت البلاد تواجه الآن مجموعة من النزاعات المعقدة التي من شأنها ضمان استمرار الحرب لسنوات أطول، إن لم يكن لعقود.

عقود قادمة قد تحمل عدم الاستقرار لهذا البلد الذي كان سعيداً.

ولن تخف النزعات في اليمن على المدى الطويل، إلا بعد أن تتوقف القوى الخارجية- وهي السعودية والإمارات- عن دعم المتحاربين على الأرض. 

الحرب محلية.. هكذا أصبحت دولية 

ففي الأوساط اليمنية يتردد سؤال بشأن إن كانت المعركة إرادة خالصة لجماعة الحوثي أم رغبة الراعي الإقليمي إيران، وبرضا دولي، إثر وصول بايدن للبيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني الماضي.

وقال رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث الاستراتيجية (غير حكومي)، عبدالسلام محمد، إن معركة مأرب تداخلت فيها الأهداف المحلية للحركة الحوثية وأهداف إقليمية لإيران وأهداف دولية للولايات المتحدة.

وأوضح أن جماعة الحوثي ترى أن السيطرة على مأرب، آخر معقل رئيسي للسلطة الشرعية وآخر حركة مقاومة في اليمن، ستمكنها من التمدد في اليمن بسهولة.

واستطرد: "كما تريد الجماعة إسقاط قانونية السلطة الشرعية لتنتهي تماماً وتصبح هناك ميليشيات الأمر الواقع، ويكون فيها الحوثي هو الأقوى على مستوى اليمن".

الحوثيون، ومن خلفهم الحلفاء في طهران، يعتقدون أن وصول بايدن للسلطة يمثل فرصة للحصول على مكاسب جديدة ورفع السقف، خاصة أنه يسترضيها للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، وهي تريد العودة من حيث بدأ الاتفاق، بينما يريد الأمريكيون اتفاقاً جديداً يتضمن أيضاً مناقشة برنامج الصواريخ والنفوذ الإيراني.

تستفيد طهران من التصعيد الحوثي في مأرب لكسب ورقة وسقف جديد في المفاوضات مع واشنطن.

كما أن الحوثيين يستفيدون من إيران لإحراز مكاسب على الأرض مقابل إعطاء مكاسب لطهران.

هكذا يفكر الغريمان.. الأمن السعودي والعناد الحوثي

ميدانياً:

عادت المسيّرات المفخخة لتهدد سماء السعودية.

وصلت 3 طائرات مسيرة من مناطق على الحدود العراقية السعودية، واصطدمت بقصر اليمامة، مقر الديوان الملكي في الرياض.

وسياسياً:

أصبحت هناك خيارات "ضيقة" للسعودية في اليمن مع السياسات الأمريكية الجديدة، فبعد وصول بايدن بشهرين إلى البيت الأبيض أقدمت الرياض على عرضت مبادرة للسلام مع الحوثيين تستند على الآتي: وقف إطلاق النار، تحت إشراف الأمم المتحدة، و إعادة إطلاق المحادثات السياسية بين الأطراف المتنازعة.

كان الرد الحوثي: لا تقدم جديداً

ورغم التوضيحات والتطمينات الصادرة من واشنطن، يقدم بعض المراقبين قراءة مختلفة للمشهد الذي يتكشف حالياً.

يرى البعض أن الخطوات الأمريكية المتتالية، إضافة إلى السعي لإعادة الاتفاق النووي مع إيران، تمثل تقوية للجانب الإيراني وإضعافاً للجانب الخليجي.

المحلل السياسي اليمني عبدالناصر المودع يتوقع أن تتوقف العمليات العسكرية الكبيرة التي يشنها التحالف/السعودي بعد تصريحات بايدن بإنهاء الدعم العسكري ومبيعات الأسلحة، وهذا من شأنه أن "يفيد الحوثي من أي ثغرة لتحقيق انتصار عسكري محلي وتحديداً في مأرب والساحل الغربي".

يضيف أن خيارات السعودية ضيقة وسيئة:

فهي لا تستطيع أن تنسحب وتعلن انهزامها وانتصار إيران؛ لأن هذا خطر وجودي عليها.

ولم يعد لديها الوسائل الفعالة لتمرير ما تريد أن تفعله في اليمن، خاصة أن الحكومة المركزية هي أضعف كيان في البلاد.

كما أن الأسباب التي كانت موجودة في اليوم الأول للصراع ما زالت موجودة بعد 6 سنوات.

ولهذه الأسباب تبدو التسوية مع الحوثيين صعبة

قابل الحوثيون المبادة السعودية للسلام في اليمن بفتور كبير في نفس الوقت استقبلوا إعلان إدارة بايدن رفع اسمهم من قوائم الإرهاب سريعاً بتصعيد حملتهم العسكرية على مأرب، فيما بدا أنه اغتنام انتهازي لمحاولة الإدارة الأمريكية وقف حرب اليمن.

وبصرف النظر عن نتائج معركة مأرب، يواجه الحراك الدبلوماسي المكثف عقبات تعترض طريقه، أبرزها تباين وجهات النظر بين الحكومة اليمنية والحوثيين بخصوص حل الأزمة.

مبادة سعودية للسلام.. لكن من طرف واحد!

جاءت المبادرة السعودية للسلام في اليمن لتمثل محاولة من الرياض للخروج من المستنقع اليمني، ولكنها أيضاً تشكل مسعى لإبراء الذمة أمام الغرب الذي بات يلومها على الحرب التي تبدو بلا نهاية. وأعلن الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية السعودي، خلال مؤتمر صحفي يوم 22 مارس/آذار 2021، أن المبادرة السعودية للسلام في اليمن تشمل وقف إطلاق النار في أنحاء البلاد تحت إشراف الأمم المتحدة، وبدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة برعاية الأمم المتحدة بناء على مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي ٢٢١٦، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل.

وتعطي المبادرة مكاسب عدة للحوثيين، منها وقف إطلاق النار، وفتح مطار صنعاء لبعض الوجهات الدولية والإقليمية، والسماح باستيراد الغذاء والوقود.

وقال الوزير السعودي إن المبادرة سوف تنفذ فور قبول كل الأطراف لها، إلا أنه أكد بشكل خاص، حق الرياض في الدفاع عن أراضيها ضد هجمات الميليشيات الحوثية.

محاولات سابقة للحل

تصر الحكومة اليمنية على ضرورة استناد أي حوار مقبل إلى
3 مرجعيات، هي: 

مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، أي نظام فيدرالي لجمهورية اليمن.

وقرارات مجلس الأمن الدولي، خصوصاً القرار 2216، وينص على انسحاب الحوثيين من المناطق التي سيطروا عليها، وبينها صنعاء.

والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.

في الجانب الآخر يرفض الحوثيون هذه المرجعيات، ويشترطون وقف الغارات الجوية للتحالف العربي، دون تقديم وعود أو التزامات محددة.

ميدانياً:

عادت المسيّرات المفخخة لتهدد سماء السعودية.

وصلت 3 طائرات مسيرة من مناطق على الحدود العراقية السعودية، واصطدمت بقصر اليمامة، مقر الديوان الملكي في الرياض.

وسياسياً:

أصبحت هناك خيارات "ضيقة" للسعودية في اليمن مع السياسات الأمريكية الجديدة.

ورغم التوضيحات والتطمينات الصادرة من واشنطن، يقدم بعض المراقبين قراءة مختلفة للمشهد الذي يتكشف حالياً.

يرى البعض أن الخطوات الأمريكية المتتالية، إضافة إلى السعي لإعادة الاتفاق النووي مع إيران، تمثل تقوية للجانب الإيراني وإضعافاً للجانب الخليجي.

المحلل السياسي اليمني عبدالناصر المودع يتوقع أن تتوقف العمليات العسكرية الكبيرة التي يشنها التحالف/السعودي بعد تصريحات بايدن بإنهاء الدعم العسكري ومبيعات الأسلحة، وهذا من شأنه أن "يفيد الحوثي من أي ثغرة لتحقيق انتصار عسكري محلي وتحديداً في مأرب والساحل الغربي".

يضيف أن خيارات السعودية ضيقة وسيئة:

فهي لا تستطيع أن تنسحب وتعلن انهزامها وانتصار إيران؛ لأن هذا خطر وجودي عليها.

ولم يعد لديها الوسائل الفعالة لتمرير ما تريد أن تفعله في اليمن، خاصة أن الحكومة المركزية هي أضعف كيان في البلاد.

كما أن الأسباب التي كانت موجودة في اليوم الأول للصراع ما زالت موجودة بعد 6 سنوات.

ولهذه الأسباب تبدو التسوية مع الحوثيين صعبة

قابل الحوثيون إعلان إدارة بايدن رفع اسمهم من قوائم الإرهاب سريعاً بتصعيد حملتهم العسكرية على مأرب، فيما بدا أنه اغتنام انتهازي لمحاولة الإدارة الأمريكية وقف حرب اليمن.

وبصرف النظر عن نتائج معركة مأرب، يواجه الحراك الدبلوماسي المكثف عقبات تعترض طريقه، أبرزها تباين وجهات النظر بين الحكومة اليمنية والحوثيين بخصوص حل الأزمة.

في جانب تصر الحكومة اليمنية على ضرورة استناد أي حوار مقبل إلى
3 مرجعيات، هي: 

مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، أي نظام فيدرالي لجمهورية اليمن.

وقرارات مجلس الأمن الدولي، خصوصاً القرار 2216، وينص على انسحاب الحوثيين من المناطق التي سيطروا عليها، وبينها صنعاء.

والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.

في الجانب الآخر يرفض الحوثيون هذه المرجعيات، ويشترطون وقف الغارات الجوية للتحالف العربي، دون تقديم وعود أو التزامات محددة.

https://arabicpost.shorthandstories.com/

https://arabicpost.shorthandstories.com/

يحدث قريباً: ماذا تريد واشنطن من الطرفين؟

خلال السنوات الأربع الماضية، أبدى ترامب التزاماً فاتراً بالجهود المتعددة الأطراف لبناء السلام في اليمن، كما قللت إدارته من أهمية الدبلوماسية، وأوقفت دعمها للمشاريع الإنسانية الرئيسية في اليمن؛ تاركة بذلك الملايين عرضة للخطر. 

نحن الآن أمام أكثر من مفاجأة يمكن أن تقلب موازين الأمور في المنطقة قدمها بايدن للملف اليمني.

اتخذ الرئيس بايدن قراراً بسحب الدعم العسكري للمملكة السعودية في اليمن.

كما قام برفع صفة التنظيم الإرهابي عن الحوثيين "الذراع العسكرية لإيران في اليمن"، رداً على الأزمة الإنسانية.

بمنطق البراغماتية السياسية يسعى جو بايدن حليف إيران بالأمس إلى مغازلتها في اليمن.

جاء في برنامج بايدن الانتخابي أن "الأولوية ستكون لوقف الحرب في اليمن". وهذا يعني إعادة التعامل مع المؤسسات والشركاء، وإنهاء السياسات التي انتهجتها إدارة ترامب.

استخدم بايدن خطاباً حاداً في حملته الانتخابية، إلا أن إدارته، كما تُجادِل وجهة النظر هذه، ليس في مقدورها الذهاب بعيداً في مسار "القطيعة الكاملة" مع سياسة إدارة ترامب.

إدارة بايدن قد لا ترغب في إضفاء مزيد من التعقيد على العلاقة مع الشركاء الخليجيين المستائين من خطابها إزاء إيران. 

أزمة اليمن قد لا تكون مُدْرَجة على سلم أولويات إدارة بايدن الخارجية في الأشهر الأولى من ولايتها، كما أنها ستتعامل مع اليمن على أنها "ملف أمني" بالدرجة الأولى، يأتي تحت عناوين مكافحة الإرهاب والتطرف.

والأرجح أن إدارة الرئيس بايدن ستكون أبطأ في تعاملها مع أزمات منطقة الشرق الأوسط وصراعاتها المُمتدَّة، بما فيها الصراع اليمني الذي دخل عامه السادس، باعتبار "أن المنطقة ستكون ذات أولوية منخفضة للإدارة الجديدة بعد جائحة "كوفيد-19".

هل أخطأ بايدن برفع الحظر عن الحوثيين؟

وعقب الإعلان عن بدء إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إجراءات رفع جماعة الحوثيين من قائمة الجماعات الإرهابية شددت الخارجية الأمريكية على أنه آن الأوان لإيجاد نهاية للصراع الدائر في اليمن.

لكن خبيرة الشؤون الخليجية في معهد كوينسي بواشنطن آنيل شنايل تعتقد أن واشنطن "لا تتمتع بنفوذ يذكر على الحوثيين، ويخشى البعض من أن بايدن- من خلال رفع تصنيفهم كجماعة إرهابية- قد منح الجماعة فوزاً سهلاً دون الحصول على أي شيء في المقابل".

واعتبر جوناثان شانزر Schanzer خبير الشؤون الخارجية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية في واشنطن أن "قرار شطب الحوثيين من قائمة المنظمات الإرهابية خطأ من إدارة بايدن، وقد وصفت هذه الخطوة بأنها محاولة لضمان استمرار المساعدات في اليمن الذي دمرته الحرب، ومع ذلك فإنه من غير المرجح أن تؤدي هذه الخطوة إلى تحسين حالة اليمنيين".

واشنطن وجدت في الملف اليمني فرصة لكسب نقاط ضد السعودية، خاصة أن هناك غضباً دولياً وبالأخص لدى الرأي العام الغربي من المملكة، نتيجة جريمة اغتيال جمال خاشقجي والكارثة الإنسانية في حرب اليمن. والدليل على ذلك القرار الأمريكي بنشر تقرير للمخابرات الأمريكية يوم 26 فبراير/شباط 2021، يفيد بموافقة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على عملية للقبض على الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي أو قتله.

ثم إن واشنطن ترى ضرورة وقف الحرب عبر التسوية السياسية، فأرادت تقديم جزرة للحوثيين عبر رفع اسمهم من قوائم الإرهاب أثناء معركة مأرب.

ولكن في ظل عدم وجود أي عصا تدفعهما للتفاوض اعتبر الحوثيون ذلك ضوءاً أخضر أمريكياً للتصعيد.

اقرأ أيضاً على موقع عربي بوست: الصعود الأخير للحوثيين

ما يجب أن يفعله بايدن في اليمن فوراً

بصرف النظر عن أن قرار ترامب بتصنيف الحوثيين ضمن الجماعات الإرهابية كان متسرعاً وغير منطقي، ولكن الأكثر لا منطقية هو مسارعة إدارة بايدن برفعهم من قائمة الإرهاب دون مقابل لصالح التسوية.

أبجديات التفاوض تقوم على تقوية مركزك والتصعيد ضد الأطراف لمساومتها بالأوراق التي بحوزتك للحصول على تنازلات مقابلها، أو على الأقل عدم المبادرة بتقديم تنازلات، بل مطالبة الطرف الآخر بالبدء في ذلك.

قلب الرئيس الأمريكي جو بايدن استراتيجية بلاده بشأن اليمن رأساً على عقب بعدما سحب الدعم الأمريكي للسعودية، لكن الطريق لا يزال رغم ذلك طويلاً لإنهاء النزاع المتواصل منذ أكثر من ست سنوات.

يحتاج بايدن إلى الموازنة بين العمل الدبلوماسي ووقف الدعم للحرب بدون التأثير على السعودية أو إرسال رسالة للحوثيين الذين يعتقدون أن خروج أمريكا سيكون في صالحهم، كما ورد في تقرير لصحيفة Foreign Affairs

لذلك اتسمت تصريحات بايدن حتى الآن بمحاولة التأكيد للسعوديين أن واشنطن ستدافع عن وحدة أراضيهم وألغت في الوقت نفسه قرار ترامب الأخير بتصنيف الحوثيين كحركة إرهابية.

خلال السنوات الأربع الماضية، أبدى ترامب التزاماً فاتراً بالجهود المتعددة الأطراف لبناء السلام في اليمن، كما قللت إدارته من أهمية الدبلوماسية، وأوقفت دعمها للمشاريع الإنسانية الرئيسية في اليمن؛ تاركة بذلك الملايين عرضة للخطر. 

نحن الآن أمام أكثر من مفاجأة يمكن أن تقلب موازين الأمور في المنطقة قدمها بايدن للملف اليمني.

اتخذ الرئيس بايدن قراراً بسحب الدعم العسكري للمملكة السعودية في اليمن.

كما قام برفع صفة التنظيم الإرهابي عن الحوثيين "الذراع العسكرية لإيران في اليمن"، رداً على الأزمة الإنسانية.

بمنطق البراغماتية السياسية يسعى جو بايدن حليف إيران بالأمس إلى مغازلتها في اليمن.

جاء في برنامج بايدن الانتخابي أن "الأولوية ستكون لوقف الحرب في اليمن". وهذا يعني إعادة التعامل مع المؤسسات والشركاء، وإنهاء السياسات التي انتهجتها إدارة ترامب.

استخدم بايدن خطاباً حاداً في حملته الانتخابية، إلا أن إدارته، كما تُجادِل وجهة النظر هذه، ليس في مقدورها الذهاب بعيداً في مسار "القطيعة الكاملة" مع سياسة إدارة ترامب.

إدارة بايدن قد لا ترغب في إضفاء مزيد من التعقيد على العلاقة مع الشركاء الخليجيين المستائين من خطابها إزاء إيران. 

أزمة اليمن قد لا تكون مُدْرَجة على سلم أولويات إدارة بايدن الخارجية في الأشهر الأولى من ولايتها، كما أنها ستتعامل مع اليمن على أنها "ملف أمني" بالدرجة الأولى، يأتي تحت عناوين مكافحة الإرهاب والتطرف.

والأرجح أن إدارة الرئيس بايدن ستكون أبطأ في تعاملها مع أزمات منطقة الشرق الأوسط وصراعاتها المُمتدَّة، بما فيها الصراع اليمني الذي دخل عامه السادس، باعتبار "أن المنطقة ستكون ذات أولوية منخفضة للإدارة الجديدة بعد جائحة "كوفيد-19".

هل أخطأ بايدن برفع الحظر عن الحوثيين؟

وعقب الإعلان عن بدء إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إجراءات رفع جماعة الحوثيين من قائمة الجماعات الإرهابية شددت الخارجية الأمريكية على أنه آن الأوان لإيجاد نهاية للصراع الدائر في اليمن.

لكن خبيرة الشؤون الخليجية في معهد كوينسي بواشنطن آنيل شنايل تعتقد أن واشنطن "لا تتمتع بنفوذ يذكر على الحوثيين، ويخشى البعض من أن بايدن- من خلال رفع تصنيفهم كجماعة إرهابية- قد منح الجماعة فوزاً سهلاً دون الحصول على أي شيء في المقابل".

واعتبر جوناثان شانزر Schanzer خبير الشؤون الخارجية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية في واشنطن أن "قرار شطب الحوثيين من قائمة المنظمات الإرهابية خطأ من إدارة بايدن، وقد وصفت هذه الخطوة بأنها محاولة لضمان استمرار المساعدات في اليمن الذي دمرته الحرب، ومع ذلك فإنه من غير المرجح أن تؤدي هذه الخطوة إلى تحسين حالة اليمنيين".

واشنطن وجدت في الملف اليمني فرصة لكسب نقاط ضد السعودية، خاصة أن هناك غضباً دولياً وبالأخص لدى الرأي العام الغربي من المملكة، نتيجة جريمة اغتيال جمال خاشقجي والكارثة الإنسانية في حرب اليمن. والدليل على ذلك القرار الأمريكي بنشر تقرير للمخابرات الأمريكية يوم 26 فبراير/شباط 2021، يفيد بموافقة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على عملية للقبض على الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي أو قتله.

ثم إن واشنطن ترى ضرورة وقف الحرب عبر التسوية السياسية، فأرادت تقديم جزرة للحوثيين عبر رفع اسمهم من قوائم الإرهاب أثناء معركة مأرب.

ولكن في ظل عدم وجود أي عصا تدفعهما للتفاوض اعتبر الحوثيون ذلك ضوءاً أخضر أمريكياً للتصعيد.

اقرأ أيضاً على موقع عربي بوست: الصعود الأخير للحوثيين

ما يجب أن يفعله بايدن في اليمن فوراً

بصرف النظر عن أن قرار ترامب بتصنيف الحوثيين ضمن الجماعات الإرهابية كان متسرعاً وغير منطقي، ولكن الأكثر لا منطقية هو مسارعة إدارة بايدن برفعهم من قائمة الإرهاب دون مقابل لصالح التسوية.

أبجديات التفاوض تقوم على تقوية مركزك والتصعيد ضد الأطراف لمساومتها بالأوراق التي بحوزتك للحصول على تنازلات مقابلها، أو على الأقل عدم المبادرة بتقديم تنازلات، بل مطالبة الطرف الآخر بالبدء في ذلك.

قلب الرئيس الأمريكي جو بايدن استراتيجية بلاده بشأن اليمن رأساً على عقب بعدما سحب الدعم الأمريكي للسعودية، لكن الطريق لا يزال رغم ذلك طويلاً لإنهاء النزاع المتواصل منذ أكثر من ست سنوات.

يحتاج بايدن إلى الموازنة بين العمل الدبلوماسي ووقف الدعم للحرب بدون التأثير على السعودية أو إرسال رسالة للحوثيين الذين يعتقدون أن خروج أمريكا سيكون في صالحهم، كما ورد في تقرير لصحيفة Foreign Affairs

لذلك اتسمت تصريحات بايدن حتى الآن بمحاولة التأكيد للسعوديين أن واشنطن ستدافع عن وحدة أراضيهم وألغت في الوقت نفسه قرار ترامب الأخير بتصنيف الحوثيين كحركة إرهابية.

https://www.wikiwand.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86

https://www.wikiwand.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86

وهذه هي سيناريوهات الحرب والسلام

هناك سيناريوهات عديدة يمكن أن يمر بها اليمن، ليصبح أكثر استقراراً أو أشد فوضى مما هو عليه الآن.

وتكرر السعودية وحكومة منصور هادي ومجلس التعاون الخليجي المطالبة بأن أي حل سياسي يجب أن يستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 2216، والذي يبعد الحوثيين عن صنعاء. 

وفي حين لا يوجد حل عسكري للصراع لا يوجد حل سياسي أيضاً.

 الكاتب اليمني عبدالناصر المودع استعرض الصورة الكاملة في بحث مطوّل، تحمل السطور التالية خلاصته.

1. سيناريو التسوية

هذا السيناريو هو خلاصة ما طرحه المبعوثان الأمميان والدبلوماسيون الأجانب، ومراكز الأبحاث والدراسات.

 تشكيل سلطة لفترة انتقالية تضم جميع أطراف النزاع.

 وقف شامل لإطلاق النار، وإبقاء خطوط المواجهات على ما هي عليه عشية الاتفاق.

 قوات محلية من قوى لم تشارك في الحرب مع مراقبين دوليين لمتابعة وقف إطلاق النار، وتسليم السلاح وتشكيل جيش وطني وقوات أمن.

 رفع الحصار وإلغاء العقوبات المفروضة من مجلس الأمن، وإنهاء التدخل العسكري الخارجي، وحلّ "التحالف العربي".

 إجراء حوار سياسي حول شكل الدولة والنظام السياسي الدائم لليمن.

العقبات

 أطراف الحرب الرئيسية في اليمن حركات ذات مرجعية دينية: الحوثيون، حزب الإصلاح، السلفيون، والعداء بينها أيديولوجي/ ديني لا يقبل التسويات.

 الجماعات المطالبة بانفصال الجنوب، وعلى رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي، يقوم مشروعها على إلغاء الوحدة اليمنية.

 لا وجود لجيش وطني حقيقي يمكن أن تقبل أطراف النزاع تسليم السلاح له أو الاندماج فيه. كما أن من الصعب تشكيل جيش وقوات أمن وطنية جديدة، عبر دمج قوات الأطراف المتناحرة. 

 غياب قوة خارجية يمكنها أن "تفرض" التسوية على جميع الأطراف. 

 هذا السيناريو يعني تثبيت الأمر الواقع؛ والحركة الحوثية تحكم 70% من سكان الدولة ولديها قيادة مركزية وتنظيم صارم. التسوية، وفق هذا السيناريو ستكون إعلاناً نهائياً بانتصار الحوثيين.

 تباين الأجندات للدول التي تتدخل في الشأن اليمني، كالسعودية وإيران والإمارات، ومن الصعب حدوث توافق بينها على هذا السيناريو، أو غيره.

2. سيناريو انتصار الحوثيين

الوصول إلى هذا السيناريو قد يكون عبر اقتناع الرياض بعدم جدوى الحرب، لا سيما بعد سيطرة الحوثيين على مناطق جديدة مثل مأرب، وقتها قد يدخل الطرفان في تسويات وترتيبات لوقف إطلاق النار.

 في هذا السيناريو تنتهي الحرب بسيطرة الحوثيين على كل اليمن أو معظمه، والحصول على اعتراف العالم.

 قبول الحوثيين باتفاقيات الحدود التي أبرمتها السعودية مع الرئيس السابق علي صالح مقابل اعتراف السعودية بهم وإنهاء الحرب.

 يدخل الحوثيون في علاقات ودية مع الرياض مقابل إنهاء "تحالفهم" مع طهران.

 يخسر حزب الإصلاح (الإخوان المسلمون) وجوده في المناطق الشمالية لصالح الحوثيين، ويتراجع أمام القوى الانفصالية المدعومة من الإمارات. 

عقبات

 صمود القوى المعارضة للحوثيين يعني مقاومة الحوثيين ومنعهم من حكم اليمن ومن ثم حرمانهم من الاعتراف الخارجي.

 ضعف المشروع السياسي للحوثيين ومعارضة معظم القوى السياسية اليمنية له.

 رفض بعض دوائر الحكم السعودي فكرة القبول بحكم الحوثيين لليمن، بسبب الاختلاف المذهبي، ولأنهم حلفاء إيران.

السيناريو الثالث: الانفصال إلى دولتين

هذا الاحتمال قائم مع السيناريو السابق، وهو انتصار الحوثيين.. ثم التقسيم.

 في الشمال حكومة للحوثيين، وفي الجنوب حكومة تحت الوصاية السعودية المنفردة أو بالشراكة مع الإمارات.

 سكان الجنوب يتبعون المذهب السني؛ ومن مصلحة الحوثيين إبقاء هذه الكتلة خارج سيطرتهم، والاكتفاء بحكم الشمال الذي يمثل الزيديون 40% تقريباً من سكانه.

عقبات

 تفكيك الجمهورية بواسطة السعودية والإمارات سيكون محل رفض كبير من اليمنيين وخاصة في الشمال.

 التفكيك يتعارض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة باليمن.

 الإمارات والسعودية غير مؤهلتيْن للوصاية على الدولة الانفصالية في الجنوب، حيث تسود النزعة المناطقية.

 الانفصال لا يوقف التوتر السعودي - الحوثي، مع المشاركة في حدود جبلية معقدة يصعب السيطرة عليها، ومن المتوقع أن تزداد هذه المشاكل.

1. سيناريو الفوضى المنضبطة

هو امتداد للوضع الحالي وشبيه به.

اليمن رغم كل مآسيه وكوارثه الناتجة عن الحرب الحالية ما زالت الأوضاع فيه تحت السيطرة وتحكمها قواعد لعبة متفق على خطوطها العامة من أطراف الصراع.

2. سيناريو الفوضى المنفلتة

يزداد العنف المباشر باستخدام أسلحة أشد فتكاً، وتنتهك الأطراف المتحاربة القوانين الدولية والأعراف المحلية في قتالها، وقد ينجم عن ذلك مجاعات واسعة، وانهيار للعملة المحلية والاقتصاد.

السيناريو مرشح للحدوث في حالة انهيار كل المفاوضات نهائياً، أو مع التوصل لاتفاق ثم الاختلاف على تفاصيله أثناء تنفيذه.

سيناريو الفوضى بنوعيها ما زال مرشحاً للاستمرار؛ لأن التنظيمات الموجودة على الأرض في اليمن إما حركات ذات أيديولوجية دينية كالحوثي والسلفيين والإصلاح، أو حركات انفصالية لا تؤمن بالجمهورية اليمنية ككيان واحد، مشيراً إلى أن هذه الأطراف لها أجندات متناقضة وخياراتها لا تقبل التعايش.

https://2u.pw/r5UvH

https://www.facebook.com/alghafory/posts/10159390846099047

https://2u.pw/r5UvH

https://www.facebook.com/alghafory/posts/10159390846099047

وهكذا.. فشلت الحرب بشكل مذهل

مستقبل اليمن غامض وخطير.

جميع السيناريوهات التي قد تؤدي إلى شكل من أشكال الاستقرار النسبي، لا تبدو قابلة للتحقق ويبقى السيناريو الأكثر رجحاناً هو سيناريو الفوضى المنضبطة. 

هذا السيناريو يبدو دون أفق وغير محتمل بقاؤه إلى ما لا نهاية، إلا أن التاريخ يحدثنا بأن هناك دولاً ومجتمعات استمر الصراع في داخلها دون حسم أو نتيجة واضحة لفترات طويلة، كما هي الحال في الصومال.

الحل الواقعي لعودة الاستقرار لليمن لن يكون إلا بمشروع دولة مركزية تحتوي بالقوة والسياسة المشاريع التمزيقية والمشاريع الدينية معاً.

دولة تقف أمام التدخلات الخارجية الضارة، التي تريد أن تستخدم اليمن لتضرب به خصومها.

أو تريده منطقة لتنفيذ أوهام بعض الحكام.

هذا البلد الذي يتضاعف سكانه كل 22 سنة ويمتلك تراثاً تاريخياً عميقاً لم تستطع السيطرة عليه إمبراطوريات ضخمة.

ولن تسيطر عليه بلدان صغيرة لا تمتلك سوى فائض المال.

اليمن المضطرب هو أشبه بثقب أسود لدول الخليج، يمكن أن يبتلع هذه الدول ويفككها في حال بقائه دون دولة لفترة طويلة. 

ومن مصلحة الدول الخليجية، وبخاصة السعودية، مراجعة سياستها في اليمن، ودعم سلطة فعلية ذات مشروع وطني حقيقي، قادرة على السيطرة على كل اليمن.

اليمن الذي يجب أن يعود كما كان في فجر التاريخ، سعيداً!

الموقف الرسمي الأمريكي منذ أوباما كان يدعم الحملة الجوية والبرية السعودية الإماراتية والقوى اليمنية المتحالفة معهما.

لكن "الحرب فشلت بشكل مذهل"، على حد تعبير تشارلز شميتز خبير الشأن اليمني في معهد الشرق الأوسط بواشنطن.

بل عززت الحرب من سيطرة الحوثيين على المرتفعات الغربية المأهولة بالسكان، ودعمت سيطرتهم على غالبية الأرض والسكان.

ليس ذلك لأنهم الأقوى، بل لأن اليمنيين احتشدوا للدفاع عن السيادة الوطنية ضد التحالف، حتى لو لم يكونوا من أنصار الحوثيين.

وجزئياً لأن أعضاء التحالف العربي اقتتلوا فيما بينهم في كثير من الأحيان أكثر من قتالهم ضد الحوثيين.

في العام السادس للحرب لم تهتز سيطرة الحوثيين على الأقاليم المختلفة التي سيطروا عليها، ومن بينها العاصمة صنعاء.

والآن دخلت الحرب اليمنية مرحلة مستعصية على الحل.

لا يبدو حسم عسكري في المستقبل المنظور.

ولا إمكانية لتسوية سياسية.

أو حتى هدنة شاملة أو جزئية تخفف من حدتها. 

إنها طبيعة هذه الحرب الخاصة جداً: خليط غير متوازن من الحرب الأهلية والإقليمية والتدخلات الدولية. 

الصراع القائم في اليمن والعمليات العسكرية والمبادرات الدبلوماسية الجارية ليست تعبيراً عن صراع داخلي مستقل قائماً بذاته.

وإنما يمثل وجهاً من وجوه صراع مركب متعدد الأطراف، تتداخل فيه مصالح إيرانية وأمريكية وسعودية وإماراتية وخليجية وغيرها، كما تتداخل فيه عوامل طائفية وثقافية وسياسية وجهوية من جانب آخر.

والمسافة ما زالت ضوئية بين الحوثيين والسعودية.

يُقاتل الطرفان في مساحة من الصعوبة تجاوزها. وتبدو الحرب فيها عملية استنزاف واسعة، وظيفتها الرئيسية إنهاك الجميع. حتى وإن قادت المواجهات إلى انتصار أحد الأطراف.

ساعتها أيضاً سيجد المنتصر نفسه أمام معركة استنزاف جديدة.